كل نار تصبح رماد مهما تقيد إلا نار الايجار... يوم عن يوم تزيد.. الايجار هذه المنظومة الفاشلة التي تبتعد عنها جميع الحكومات السابقة والحالية.. لماذا؟.. لان كثير من الانظمة مستفادة من هذه المنظومة.. فاصحاب المناصب تتقيء في كل لحظة بان هذا الملف قنبلة ملغومة ولا بد الابتعاد عنها.. فهذا الملف ليس قنبلة ملغومة.. بل هم من الغومها.. فلماذا؟ لمصلحتهم فقط.. فكيف لقنبلة ملغومة تغلق ملايين شقق الايجار القديم.. فان هذه الشقق لو فتحت سوف تكون عرض وطلب والعرض سوف يكون أكثر فيتم تخفيض اسعار الايجار على منظومة العرض والطلب..ففي القاهرة الكبرى فقط اكثر من 8 ملايين شقة مغلقة ايجار قديم فماذا لو فتحت لتحل بعض ازمات الايجار الجديد الذي ايضا اثقل كاهل المواطن.. لكن الحكومات نائمة.. فكل وزير او وزارة يأتي ليجلس على الكرس ولا يريد ان يفتح ملفات هذه المشلكة.. فهو ليس لديه خبرة ولا ذو خبرة.. لان مصر ووزارة الاسكان لم تأتي الا بوزيرين للاسكان هما من حققا طفرة في وقت تولي الوزارة وهما المهندس حسب الله الكفراوي والمهندس صلاح حسب الله الكفراوي.. فقد شهدت وزارة الاسكان في عهدهما الكثير من الاعمال والاصلاحات من صحراء اخضرت ونبت فيها العيش الشريف الكريم.. وهما الى الان او على حد علمي بان المهندس حسب الله الكفراوي الذي رفض ان يتملك قطعة ارض من الدولة.. (ورفض اعطاء ابن ولي النعم قطعة ارض وقال له: بابا عارف.. وقال له.. خليه يكلمني)..!! وعندما اصر عليها اخذ مكتب في الساحل الشمالي.. حينما عرض عليه ذلك احدى وزراء الاسكان.. فهؤلاء الاثنين هما من حققا منظومة الايجار، والاسكان الشعبي.. حيث انه في السبعينات تم غلق اكثر الشقق السكنية بسبب قانون الايجار القديم وكان في ذلك من اصعب الصعاب ان تجد شقة ايجار.. لكن عندما حرر بعض بنود هذا القانون تم فتح الشقق.. فهذا القانون كان له مراحل فتمت المرحلة الاولى وتكتم على باقي المراحل والتي يرتعش اي وزير او وزارة بالترقب اليها او حتى مجلسي الشعب والشورى.. رغم انك في فترة الانتخابات الشعبية تتعود وعود الافاقين طوال سنوات ضاعت من عمر الملاك فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر.. لكن قانون الايجار الغاشم لا يقترب منه احد، فالحكومات تتم عن طريقها غلاء كل شيء من مستلزمات الاسرة ولا احد يقترب من الايجار.. لكن الايجار القديم كما هو لا يزيد ابدا طوال سنوات عجاف.. لكنه ينقص.. لان المستأجر يضع القيمة الايجارية في المحكمة.. صحيح القانون المصري والقضاء المصري الشامخ الشامخ اوي.. مدلع المستأجرين والورثة ايضا.. (وهو فيه حد يلاقي دلع وميدلعش).. ولم يقترب من قانون الايجار القديم.. لانه يستشعر الحرج.. وبمناسبة استشعار الحرج.. كان لي صديق استشعر الحرج اثناء زواجه.. فنصحه زملاء بان يأخذ الحبة الزرقاء! فالمالكون يكادو ان يتقيأوا منظومة البجاحة الايجارية، حيث ان البجاحة لها منظومة وهي مساندة القانون لها. ما زلنا نتحدث ونكتب عن قضية من قضايا العصر.. لكننا امام ألسنة صامتة وآذان اصيبت بالصم لا تسمع آهات الملاك من نار الايجار القديم.. ولا ترى اعينهم العمياء نار الهشيم التي اوقدت قلوب الملاك فبعد ثورتين مازلنا مركوبين (كالحمار الذي يحمل اسفارا) من القانون والمستأجرين.. وما زالت الابنية تنهار.. فماذا تنتظر الحكومات من انهيار ابنية وموت من فيها.. حيث اصرا البعض حتى في حالة تصريح بازالة المبنى الا يخرجوا الا على ظهورهم.. فمن هنا سوف نرى ونسمع عن مسلسل انهيار الابنية اكثر فاكثر وذلك بسبب حكوماتنا ومستأجرينا الذين استأجرونا حتى ورثونا وورثونا، واصحبت المنازل متهالكة مما أنهكها من ايجار. فان قانون الايجار القديم وقيمته التي لا تثمن ولا تغني من جوع او حتى لا تأتي بوجبة كلب او قطة.. من قطط المستأجرين او كلابهم.. فهو المتسبب في زيادة الايجار الجديد.. حيث ان قانون الايجار القديم فُرض في نظام نكسة ناصر.. حيث انه كان لفترة استثنائية فقط.. وان قانون الايجار القديم اهدر الثروة العقارية والايجار الجديد أكل الاجور.. فلماذا لا تكون هناك لجنة لتقييم قيمة الايجارات لفترة معينة وبعدها يتم تحرير العلاقة بين المالك والمستأجر. لقد انتهت النكسة وانتهى ناصر.. وأتى السادات.. وأتى مبارك.. وأتى مرسي.. وأتى عدلي.. ولم يتم النظر لهذا القانون بالحق المبين أو بعين الرحمة.. حيث اصبح صاحب الحق يطلب عين الرحمة عجبا على القانون. [email protected]