ستظلى يامصر كبيرة وعظيمة رغم جراحك ، ستظلى يامصر نبع الشهامة والمواقف الرجولية رغم أحزانك ، ستظلى يامصر قلب كبير للشعوب العربية رغم آلامك ، ستظلى يامصر دائما أم الدنيا بلا منازع ، هاهى مصر تنسى جراحها وآلامها وأحزانها تنهض لمد يد العون للشقيقة ليبيا ، هذه هى مصر بعنفوانها وعزتها تسعى جاهدة للملمت جراح الشقيقة ليبيا رغم ماتعانيه ، فلقد ترجمت مصر من خلال ثورتها أرقى المعانى لمطالب شعبها وظهر هذا جليا من خلال تلك الاحداث التى مرت بها بلدى أفيقوا ياأهلى وشعبى وياإخوانى وأخواتى من الشباب والشابات والاحرار فلنأخذ العظة ومعنى التضحية فى التنحى الذى أقدم عليه الرئيس السابق لبلدنا سواء من إختياره أو أجبر عليها المهم حافظ على حقن الدماء وعدم السير بالبلاد الى مالا نهاية من الانقسامات وإنفجار الأوضاع التى كانت لو حدثت لما وصلنا لهذه المرحلة التى ترجمتها ثورة 25يناير وجعلتها ظاهرة مدنية حضارية وفريدة وثرية فى دلالاتها وعميقة فى آثارها المباشرة وإلتف من حولها هذا النسيج من جميع طوائف الشعب ومن جميع الطبقات والدرجات العلمية والغير علمية ثورة شاملة عفوية فى تجمعها سلسة فى توجهاتها دمجت من خلالها كل الجروح والآم التى أصابت الشعب بكل تكويناته الفكرية والدينية والعمرية بدون إستثناء وبدون قائد أو منظم لها بدون أجندات تحركها أو تغذيها وتتحكم بها والتى من خلالها فاجأت الزمرة الفاسدة وساسة الحكم السابق وجعلتهم فى حيرة من أمرهم ولم يكن يدور فى خلدهم ولم يكن فى حساباتهم أن تصل مجاميع الشباب التى نزلت لميدان الشهداء أقصد ميدان التحرير ومتخطية الاحزاب التى عفا عليها الزمن وعواجيزها ممن يلصقون بأنفسهم رموز الثقافة والسياسة وأصحاب الفكر النير والنظرة المستقبلية فى أن تصل لمبتغاها فى خلال 18 يوما تتسبب فى إسقاط نظام فاسد وجائر بمن فيهم رأس هذا النظام وأركانه رغم أن كل ثورة لابد من أن يكون لها قائد أو مجموعه بارزة مثلها مثل أى ثورة قامت ولكن جاءت هذه الثورة عكس ماتوقعه الآخرون وهذا النمط الجديد هو من زعزع الارض تحت أقدام المتغطرسين وجعلهم يترنحوا مثل السكارى ويتخبطون يمينا ويسارا وفقدوا السيطرة حتى على أنفسهم فمنهم من سارع للإستعانة بالبلطجية ومنهم من سارع لإستخراج المساجين ومنهم من أتى بشرزمة من نزلة السمان تحت زرائع واهية ولكن كان الشباب الواعى لهم بالمرصاد وضحى بدمائه الذكية وتماسك يدا بيد حتى نالوا الحق فيما طالبوا به لهم ولشعبهم فلم تكن ثورتهم ثورة جياع فقط بل ثورة تعاضدت أسبابها الى جانب افقار الشعب خلال ثلاثون عاما من فقد العدالة فى كل شيىء وكمكمت الافواه وسحق الحريات وتزوير الانتخابات وهدر الكرامة فى الخارج والداخل وكل هذا كان نتيجة تراكم الآلام والعناءات والترديات وماآلت إليه الاوضاع فى الوطن – فلا داعى للإستمرار فى شلل البلاد والتوجه بها الى حالات الانفلات والضياع فى دروب المطالبات وتصفية الحسابات فليس بيد القوات المسلحة او حكومة تصريف الاعمال العصا السحرية التى ستصلح وتعدل ماافسدته ثلاثون عاما من خلال سويعات أيعقل هذا فميراث التغيير والتعديل والتفصيل وإعادة البناء من جديد ليس بالسهل اليسير ياإخوانى الكل يطالب الكل محتاج الكل ينادى الكل يئن ففى 24يناير الامور كلها مستتبه وجاء يوم 25يناير وإختلفت الامور وإنقلبت الاحوال وإنفك العقد كل هذا خلال يوم واحد فهل التغيير سيكون بهذه السرعة المطلوبة أعطوا المجال وإفسحوا الطريق أمام من وعد وقال ألا وهى القوات المسلحة لأن تنفذ ماوعدت به أعطوها الوقت لترجمت آمالنا من وضع دستور جديد ومن وضع الضوابط والاقصاء للفاسدين والظالمين الذين ضيعوا الوطن والمواطن قوموا بإدارة عجلة التنمية أوقفوا الاعتصامات هنا وهناك من أجل وطننا ومستقبلنا إنظروا لحالة الشقيقة ليبيا ومايفعله القذافى بوطنه وشعبه من دمار كامل وسحق كل من يقف أمام طموحاته الغبية ونزعة التخلف والجنون التى يتحلى بها هذا المتغطرس ومن معه من بلطجية ومرتزقة أتى بهم من كل مكان لقتل أبنائه وتدمير بلده وفتح المجال أمام أمريكا وأوربا لكى يقتحموا ليبيا ويقوموا باحتلالها من جديد تحت زريعه المحافظة على حقوق الانسان ومساندة مطالب الشعب هناك وفى الاساس لايعنيهم الشعب بل لتفنيد أجنداتهم المعروفة التى تصب فى المحافظة على كيان العدو الصهيونى وسرقة مقدرات الوطن العربى جميعا وبث الفرقة بين الاشقاء وشق التضامن العربى وزرع الفتن وتقسيم البلاد العربية مرة أخرى من خلال منظورهم العدائى لنا كعرب – أفيقوا أيها الشباب ولاتتركوا الامور تصل بنا لمرحلة الصدام فيما بيننا والذى سوف ينتج من ذلك إتاحة الفرصة للمتربصين بنا الولوج لبلدنا وتنفيذ أجنداتهم التى لم يسعفهم الوقت لتنفيذها خلال ثورتكم المجيدة وهذا ماجعلهم الآن ينظرون لنا وهم متحفزون لذالك لو إستمرت الاعتصامات وشلل البلاد لهذه الدرجة فالوطن ينهار إقتصاديا وسياحيا الفوضى فى إزدياد والتخبطات الفكرية وكثرة الأراء والتوجهات سوف تكون سببا مباشرا فى ضياع هذة الثورة التى أذهلت العالم أجمع وخيبة أمل لظن الآفاقين بعدم مقدرة مصر على تجاوزها بهذه الصورة السلمية حافظوا على ماقمتم به من محافظة على الوطن وعلى مكانته ولاتجعلوا الحماس الشديد الذى ينتابنا جميعا معول هدم لما تحقق وما سوف يتحقق من أمنيات وأمانى . طائر الليل الحزين