الذى ينظر الى الاحداث فى الوطن العربى يشعر بأن هناك زلزال عنيف قد ضرب أرجاء تلك البلدان الغارقه فى مستنقعات السكون والاستكانه ، وكان عاصفة مدمره قد هبت فإقتلعت فى طريقها كل شىء ، حراك لم يشهده الوطن العربى منذ عقود طويله تربى فيها النشأ العربى على ثقافات الغرب ولكن بعقول العرب فصار الواحد منا مستخدماً للتكنولوجيا ومستهلكاً لبقايا الافكار المعلبه التى يحصل عليها من الغرب وامريكا ، ولكن فجأه تحول هذا السكون وهذه السلبيه الى نيران لا ولن يستطيع أى حاكم عربى مستبد ان يقف فى طريقها . كل هذا الحراك ، وكل هذه الاحداث التى ترتب عليها أرواح زهقت ودماء سكبت وانظمه تغيرت وعهد جديد تبزغ شمسه ، كل هذا والموقره التى يدعونها " جامعة الدول العربيه " لم تجتمع ولو حتى على مستوى سائقى رؤساء الخارجيه العرب . متى ستجتمعين يا عزيزتى جامعة الدول العربيه هل عندما يصبح عدد سكان الوطن العربى هو فقط نفس عدد الرؤساء والمندوبين الذين يحضرون الاجتماعات ، وهل تغير اسمك من جامعة الدول العربيه الى جامعه الرؤساء العرب ، الست انت مسئولة عن الدفاع عن المواطنين العرب فى كل بلد عربى تدخل تحت مظلتك ، اليست هذه هى مهمتك الرئيسيه ام ان لك مهام اخرى لا نعرفها . يا أيها الامين العام ، يا من تعد نفسك لكى تخوض غمار الانتخابات الرئاسيه فى مصر ، الست اميناً على هذه الارواح ، الست مسئولاً عن كل نقطة دم تنزف من شرايين عربيه أم أنك مسئولاً عن مجموعه من الحكام والوزراء فقط ، اخبرنا بالله عليك ، متى ستدعوا لعقد إجتماع طارىء لجامعة الدول العربيه لإتخاذ إجراءات حاسمه ضد اى ديكتاتور عربى يبيد شعبه كأنما يبيد بعض الحشرات المقززه أو الجراسيم الضاره ، اليست هذه مسئولياتك ، وإن لم تكن فلماذا انتم موجودون ولماذا هذا الكيان لازال قائم ولماذا انت على الساحه السياسيه حتى هذه اللحظه . ولعل الذى يدعو الى الضحك والبكاء فى أن واحد أن تتلقى الجامعه اوامر بتأجيل القمه المقبله ! لماذا ؟ سؤال وجيه ، لماذا ؟ لأن رئيس الدوره الحاليه " العقيد المدمر " لديه بعض الامور التى تاخذ كل وقته الا وهى إبادة شعبه وقتله بجميع انواع الاسلحه الثقيله والمحرمه ومحاصرته بشتى الطرق المألوفه والفريده ، وعندما ينهى هذه الاعمال سوف يقوم بتنظيف يديه من دماء بنى وطنه ثم يدعوا الى القمه العربيه لمناقشة جدول اعمال يتضمن الاوضاع فى لبنان و الانتخابات فى فلسطين ، ولن يجروء اى شخص أن يناقش ما يحدث فى ليبيا أو اليمن او البحرين او العراق او الجزائر أو .... فهذه خطوط حمراء وأمور داخليه فكل زعيم من حقه ان يذبح أبناء وطنه كما يشاء فهم ملك خاص به وكما قال الممثل الساخر محمد صبحى فى مسرحية تخاريف " شعبى وأنا حر فيه ، انا اللى لقيته وانا اللى حر فيه " . والشىء المخذى هو أن الشعوب العربيه أصبحت تلجأ الى الغرب وأمريكا والشرق لحمايتها من بطش زعمائها بعد ان يأس العرب من كلمة عروبه . أرجو ان تذهب هذه الجامعه من ارض مصر الى الجحيم ، فليس هناك اى شرف ينسب لمصر بوجود هذا الكيان المتأمر على أرواح المواطنين فى كل بلد عربى ، ولمن يخالفنى الراى عليه ان يذكرنى بقرار واحد إتخذته هذه الجامعه منذ إنشائها وحتى اليوم يصب فى مصلحة الامه العربيه ، ولعلنا نتذكر ان أهم قرار صدر من هذه الجامعه هو الموافقه والسماح لامريكا بضرب العراق !! لك الله أيها الوطن الكبير فليساعدك وليمدك بمدد من عنده وليطهرك من كل رجس وليجعل مستقبلك زاخراً بالعزه والكرامه كما كان ماضيك . تامر عزب [email protected]