إن ما فعله الكيان الصهيوني الغاصب من ارتكاب جرائم حرب ضد إخواننا في غزة، واستخدامه القنابل العنقودية والفوسفور الأبيض، المحرم دولياً، في حرق أجساد الأبرياء العزَّل لطامة كبرى يندى لها الجبين. ارتكب الكيان الصهيوني، ومنذ احتلاله للأراضي الفلسطينية كثيراً من الحماقات، التي لا يجب السكوت عنها، ومع ذلك وجدنا أن القادة العرب لم يحركوا ساكناً، وتخاذلوا عن نصرةإخوانهم المسلمين على أرض فلسطين. وفي حربه الأخيرة على غزة، كم رأينا عبر أجهزة الإعلام من بشاعات ارتكبها هؤلاء السفلة الحاقدين، فقد فعلوا بإخواننا على أرض الرباط كل ما سولت لهم أنفسهم المريضة من تخريب للديار وتدمير للأخضر واليابس، فلم يتركوا شيئاً على أرض غزة الأبيَّة إلا ودمروه، حتى أن الحجارة كادت تشكوهم إلى الله. ومؤخراً، طالعتنا أجهزة الإعلام، عن أن حريقاً هائلاً شب في الغابات على أرض فلسطينالمحتلة، وكافح الكيان الغاصب لاحتوائه، بمساعدة كثير من الدول، ومن بينها دول عربية، ولليوم الرابع على التوالي، ولم يخمد الحريق، وأدى إلى أسوأ كارثة يشهدها الكيان الغاصب، ما أسفر عن مقتل حوالي 45 شخصاً، وأرغم 17 ألف مستوطن على مغادرة منازلهم، ودمر حوالي عشرة آلاف فدان من الغابات، وما زال خارجاً عن السيطرة. وهذا بفضل دعاء المظلومين على أرض فلسطين الأبيَّة، لأن النار جند من جنود الله أرسلها الله جل وعلا لهؤلاء الظالمين لكي تحرقهم في الدنيا قبل الآخرة، كما أحرقوا إخواننا الأبرياء في غزة العزة. فكم أمهل الله تعالى هؤلاء الظالمين، لكي يرتدعوا، ولكنهم ظلوا في عنادهم وكبريائهم، فقد احتلوا الأرض وشردوا أهلها، ومن ظل متمسكاً بأرضه ساموه سوء العذاب. وأتوجه إلى القادة العرب، وخاصة المسلمين منهم بالقول: لماذا عندما كان الكيان الصهيوني يحرق إخوانكم المسلمين في غزة، لم تهبوا لنصرتهم، على الرغم من أنكم تعلمون أنهم أبرياء وعزل ولا يستحقون كل هذا العذاب، وقد استنجدوكم كثيراً، ولم تهبوا لإنقاذهم، وعندما حدث هذا الحريق، على أرض فلسطينالمحتلة، التي يقطنها إسرائيليون، كشرتم عن أنيابكم، وقمتم من سباتكم، وأعطيتم أوامر لأنظمتكم بنجدة مستوطني إسرائيل، بكل ما تملكون من أموال وعتاد؟ فهل الدم الإسرائيلي عندكم أطهر وأغلى من دم إخوانكم الفلسطينيين؟ رحم الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي قال في حرب أكتوبر 1973 «سأقف مع المقاتلين في مصر وسوريا بكل ما نملك .. وليس المال أغلى من الدم وليس النفط أغلى من الدماء العربية التي اختلطت على أرض جبهة القتال في مصر وسوريا». وقد سطر التاريخ هذا الموقف العظيم للشيخ زايد، رحمه الله، بحروف من نور، لأنه كان رجلاً عظيماً سخر كل إمكانياته وثرواته للجيوش العربية ليتحقق لها النصر. اللهم اجعلها عليهم ناراً تلظى.. اللهم أججها وأسعرها.. اللهم اجعلها تذكرة لهم لا متاعاً.. اللهم امحقهم بدداً ولا تبقي منهم أحداً.. اللهم اجعلها عليهم كحر سقر.. اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم الظالمين، وأرنا فيهم عجائب قدرتك.. اللهم أحرقهم بنار الدنيا قبل الآخرة، كما حرقوا إخواننا في غزة بالقنابل العنقودية والفوسفور الأبيض.. اللهم بعزتك يا عزيز اجعلهم أذلة صاغرين ومن كان عوناً لهم... اللهم آمين. محمد أحمد عزوز كاتب مصري