انطلقت ثورة 25 يناير يوم الثلاثاء من عام 2011 الموافق 21 صفر 1432ه , وهي في رأيي واعتقادي ما هي الا انتفاضة شبابية تكونت في باديء الامر وتمثلت في مجموعة من التحركات الشبابية ذات الطابع الاجتماعي السياسي, والجدير بالذكر ان يوم 25 يناير اختير ليوافق يوم عيد الشرطة حددته عدة اتجهات من المعارضة والمستقلين من حركة 6 ابريل وحركة كفاية, ومجموعة حاشدة من شباب مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر, والتي اشهرها مجموعة ( كلنا خالد سعيد ), وشبكة رصد, والجدير بالذكر انه جاءت الدعوة الى احتجاج على الاوضاع المعيشية الاقتصادية, والاجتماعية, والسياسية من سوء المعيشة للمواطن المصري وغياب العدالة الاجتماعية, وتزوير انتخابات الحزب الوطني الشهيرة التي كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير والتي بدورها كانت عامل اساسي من ازدياد احتقان الشارع المصري, في عام 2008 قامت فتاة تدعى اسراء عبد الفتاح وكانت في ذلك الوقت تبلغ من العمر 30 عاما بالدعوة الى الاضراب السلمي من خلال موقعها على الفيسبوك في 6 ابريل 2008, وذلك احتجاجا على الاوضاع المتدنية وسرعان ما لقيت دعوتها استجابة سريعة لم تكن متوقعة, خصوصا في مدينة المحلة الكبرى الأمر الذي استلزم رفع أقصى حالات التأهب والاستعداد من قبل الاجهزة الأمنية فيما بعد - الأمر الذي دعا الى تسمية تلك الفتاة بفتاة الفيسبوك والقائد الافتراضي للثورة الأولى ( الاضراب السلمي ) وقد نجح, مع استمرارية تضافر المجهودات والتحركات النشطة للناشط وائل غنيم, والناشط السياسي عبد الرحمن منصور ودعواتهم الى التخلص من النظام وسوء معاملة الشرطة بعد حادث خالد سعيد ولا ننسى ملهم الثورة السيد البرادعي ومجهوداته وحثه على التخلص من النظام والانتقال بمصر الى دولة حديثة ديمقراطية, أدت هذه الثورة الى تنحي الرئيس السابق مبارك عن الحكم يوم 11 فبراير عام 2011 الموافق 8 من ربيع الاول 1432 ه حيث أعلن نائب الرئيس عمر سليمان في بيان تخلي الرئيس عن منصبه وأنه كلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة أدارة شئون البلاد. كان العالم في ذلك الوقت يشيد بالثورة المصرية , سلمية , سلمية . ما أعنيه من حديثي لم يكن سرد للتاريخ والأحداث, انما ما كنت اعنيه أننا فقدنا وفوتنا على أنفسنا فرصة ثمينة حيث كان العالم ينظر الينا نظرة جديدة مشرقة بالأمل, تتمثل أن الولاياتالمتحدة , ودول الاتحاد الاوروبي, وصندوق النقد الدولي , بما فيها دول الخليج كانت على أتم استعداد من منح مصر المعونات والمساعدات المالية من أجل اعادة بناء الاقتصاد القومي, انما سرعان ما شغلتنا والهتنا الصراعات السياسية وما أعقبه من تمزق وانشقاق الأمة وانقسامات وكوارث وأزمات. ضيعنا الفرص, والآن لا ينفع ندم وأسف بل يستلزم الأمر نسيان كل ما فات والالتفاف والانتباه الى الاقتصاد القومي فهو الآن في غرفة الانعاش . ولابد من البحث عن الحلول والاطروحات والاقتراحات, يحضرني هنا اقتراحات الدكتور صلاح جودة : المستشار الاقتصادي للمفوضية الأوروبية، أنه حذر من دخول مصر في نفق مظلم في المجال الاقتصادي، في إشارة إلى قرار وقف أو استمرار المعونة الأوروبية إلى مصر. وما اسعدني اطروحاته واقتراحاته المتمثلة في ايجاد مصادر جديدة للموازنة العامة للدولة من خلال ضم الصناديق الخاصة للموازنة العامة فعلى حسب تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات (2009/2010 ) أن عدد الصناديق الخاصة يبلغ (9800صندوق ) بها أكثر من 1,1 تريليون جنيه الا ان الدكتور سمير رضوان اعلن في وقت سابق في بدايات شهر مارس الماضي بان هذه الصناديق بها 36 مليار جنيه, فلابد من ضم هذا البند الى الموازنة العامة للدولة بل ما اشار اليه دكتور صلاح جودة ان هذا البند يعد بمثابة الفساد الخفي للاقتصاد واسترسل في حديثه عن مجموعة الخبراء التي يمكن من الاستغناء عنهم ويتقاضون رواتب خيالية من هذا البند ( الصناديق الخاصة ) . لذا أردنا الاشارة والتنويه والتنوير الى حلول واطروحات واقتراحات السيد الدكتور صلاح جودة, التي يجب أخذها بعين الاعتبار والاهتمام .