بقلم ماهينور سلامه فى الآونة الاخيرة تكرر فكر غريب من الحكومة ومتطوعين من التيارات المختلفة لحل مشكلة الاقتصاد المصرى التى هى فى الاساس ليست فقط من صنع الثورة و لكنها من صنع نظام مبارك الذى ما زال مسيطر على كثير من القطاعات و فى موضع مسئولية فى المؤسسات الحكومية و قطاع الاعمال , فالثورة ليست سبب الفقر ولا زيادته انما سوء ادارة البلاد و سوء استغلال الموارد المتاحة فى مصر و عدم وجود ارادة حقيقية ثورية للنهوض بمصر ووضع قدميها على الطريق الصحيح هم من الاسباب الرئيسية لزيادة الفقر و البطالة مع وجود انفلات أمنى متعمد و مقصود و عدم وجود رغبة للعمل فى وزارة الداخلية لعقاب الشعب على ما فعله بهم. الحكومة تحث الناس على العمل و هى لا تعمل و لا حتى بعشرين فى المئة من كفاءة حكومة تنتمى لثورة و هذا شىء غريب جدا هم لا يعملون و لا يريدوا ان يتعبوا نفسهم و يريدون الحلول الجاهزة و فى نفس الوقت لا يريدون ان يأخذوا بفكر الشباب و يجددوا دماء الحكومة بفكر جديد قد ينقذ البلاد و يحارب الفساد الذى ينهش فى جسد كل انجاز ممكن ان يتحقق , الاقتراض اول ما فكرت به الحكومة بعد توليها المهام , فلماذا لم يفكروا فى اخذ اقتراحات الاقتصاديين و الشباب و عمل لجان لدراستها و تنفيذها فالاقتراض حل أخير و صعب لان الشعوب من تدفع ضريبته و ليس حل أولى نبدأ به حياة حكومة يقال عنها حكومة انقاذ! بدأت فكرة الشحاتة من الحكومة التى توقعنا منها ان تكون قرارتها ثورية و صارمة خصوصا ان رئيس وزرائها يحمل صلاحيات رئيس الجمهورية التى لم تظهر حتى الآن فى أى درج موضوعة هذه الصلاحيات و للاسف بدأ نظام اقترض من البنك الدولى و بعدها اصدر اذونات خزانة للعاملين للخارج و بعدها دعوات من شيوخ كبار بان يشارك الشعب فى حل الازمة التى ليس مجبر الشعب المكلوم ان يشارك فيها و لديه نسبة فقر اقتربت من نصف المجتمع و اخيرا اكتشفوا انه تعديل قانون الموازنة العامة للدولة قد يوفر لهم اموالا طائلة فبدا التعديل المتأخر جدا يدخل حيز التنفيذ. حقيقة واقعة أن لاالبرلمان و لا الحكومة ولا الاخوان لديهم القدرة على اخذ القرارت الثورية الجريئة و لا حتى مناقشة موضوع فتح الصناديق الخاصة و الذى عرض من كثير من الاقتصاديين الكبار و التى هى 8900 صندوق خاص لشركات قطاع الاعمال و الشركات الحكومية و الوحدات المحلية تحمل داخلها216 مليار جنيه و لا اعلم حقيقة ما فائدة هذه الصناديق الخاصة و من هو حقيقة المستفيد منها و الذى لا احد يستطيع الاقتراب من صناديقه و عجبى! قدم النائب المعين بمجلس الشعب ياسر صلاح القاضى منذ يومين طلب إحاطة الى رئيس الوزراء ووزير المالية بشأن إدراج الصناديق الخاصة الى ميزانية الدولة و فعلا فى الموازنة الجديدة دخلت الصناديق الخاصة ضمن الموازنة لضبط الانفاق منها و الاستفادة منها هذا اذا وجدوا اساسا بها اموال بعد كل هذا الوقت الذى نادى الكثيرون اثناؤه بمناقشة لغز الصناديق الخاصة و كانها الصناديق المحظورة. مواقف و طرائف تراها فى بند الاجور و المرتبات الذى يحاولون اصلاحه و ترميمه و تضبيطه من بعد الثورة حتى الآن و لا نتيجة و هناك بند واحد مستفز وممكن التوفير منه و هو بند المستشارين فهناك اكثر من 20 الف مستشار يؤخذون رواتب 18 مليار جنيه دون ان يفعلوا شيئا فى حين ان ادارة التشجير فى القاهرة بها 42000 موظف مرتبهم الاساسى 45 جنيه فى الشهر لا احد يلمس هذه المناطق لانهم لا يستطيعون لمس هذه المناطق لانه يغضبون الدبابير وممكن تلسعهم ولا هم ثوريون بطبعهم ولا احد فى هذه الحكومة قادر على وقف هذه المهزلة و كلها قرارت هزلية بلا دراسة لظروف المؤسسات و حصرها فالكلام جميل و رائع و لكن عندما يدخل حيز التنفيذ لا تجد منه الا بقاياحروف لا افعال و لنرفع شعار لا مستشارين بعد اليوم. استفزنى جدا دعوة الشيخ محمد حسان لجمع الاموال من الشعب لتعويض ضياع المعونة الامريكية و التى هى اقل من 1.5% من الميزانية السنوية لمصر , كان لابد من الشيخ محمد حسان و له كل التقدير و الاحترام ان يفتح التبرع للاخوة من السلفيين و الاخوان المسلمين بداية من رؤساء الاحزاب و المرشد و كل من يسكن القصور و يركب السيارات الفارهة أن يكونوا قدوة للمجتمع و يبدؤا هم بالتبرع بمصر ليقتدى بهم الناس و لو فعلوا لسدوا المبلغ كاملا و جزء من ديون مصر من تمويلهم الذى لا يسائلون عليه و لا نعلم من اين يأتى؟ , و لكن الشعب لابد ان يدفع الثمن للنهاية. وحينما تعلن المفوضة العليا للاتحاد الاوروبى ان مصر بها ثروات تكفى لمساعدة ربع اوروبا فأن دى اهانة مباشرة للحكومة المصرية بعجزها الكامل عن ادارة البلاد و استغلال مواردها ارضاءا لنظام مبارك و ارضاءا لمن يريدون وقف حالة البلاد الاقتصادية عند نقطة معينة دون تقدم لكى يحملون الثورة ما يحدث كله بل هو عجزهم و ارادتهم الضعيفة و عدم التعود على اتخاذ قرارت ثورية سريعة ما اوصلنا لهذه المرحلة. و اخيرا و ليس اخرا لابد ان نتخلى عن فكر الفقر لاننا لسنا شعبا فقيرا و لامصر على مدى تاريخها كانت تعتبر بلادا فقيرة ومحتاجة معونات و لو بلد فقيرة بعد كل ما نهب فى الثلاثين سنة الماضية كان لابد ان نكون مثل الصومال الآن , خير مصر لن ينضب و لن ابدا نظهر كاننا فقراء و شحاتين و نستجدى الدول العربية التى افضالنا عليها ان تساعدنا فمن اراد له الشكر و من لم يريد فله الشكر ايضا , تخلوا عن فقر فكركم و استعينوا بمن يستطيع ان يخرج الاموال المخبئة و الموجودة فى مصر تحت اسماء مزيفة كثيرة تخلوا عن فقر الفكر و استعينوا بمن ينهض بالبلاد و يكافح الفساد الذى مثل البيت المسكون لا احد يستطيع الاقتراب منه لانهم خائفين من ان يكشف فسادهم اذا تم كشف فساد الاخرين فقر الفكر و فكر الفقر سمات حكوماتك يا مصر و الى ان توجد حكومة تكسر هذا الفكر فلا امل فى النجاة باقتصادنا من ايدى من يعتقدون انهم يحسنون صنعا