لم يعد خافيا على أحد أن نسبة إدمان وتعاطي المواد المخدرة آخذة في الارتفاع بشكل خطير لاسيما عقب ظهورالترامادول الذي أصبح متداولا بشكل كبير بين كل الفئات العمرية والاجتماعية نظرا لرخص سعره وسهولة الحصول عليه. ينتشر الإدمان فى مصر في المرحلة العمرية ما بين 15 إلى 60 سنة ويزيد بين فئة السائقين 24% والحرفيين بنسبة 19% ويبلغ حجم تجارة المخدرات ال400 مليار جنيه فى العام وتتصدر محافظة القاهرة قوائم المحافظات فى عدد المدمنين بنسبة 33% تليها محافظات الصعيد. الغريب والخطيبر حقاً هو إقبال نسبة "لا يستهان بها" من الأطفال على تعاطى المخدرات فسن التعاطى في السابق كان يبدأ من عمر المراهقة بينما فى الوقت الحالى أصبح الأطفال يتعاطون المخدرات من سن التسع سنوات وربما أقل من ذلك. نسبة الإدمان في مصر تفوق نسبة المعدلات العالمية بالضعف وفقاً لدراسات صندوق مكافحة التعاطي وعلاج الإدمان وهو ما يدق نواقيس خطر عديدة لأن انتشار الادمان بهذا الشكل يعني تعرض المجتمع المصرى الى مخاطر كبرى وقل ما شئت عن تلك المخاطر فعلى الصعيد الأمني فإن نحو 80% من الجرائم غير المبررة تقع تحت تأثير تعاطى المخدرات مثل جرائم الاغتصاب ومحاولة الأبناء التعدى على آبائهم. دراسات كثيرة اثبتت أن مشاهد التدخين بالسينما والدراما تزيد من معدلات الإدمان بين الشباب وأنها مسؤول عن أكثر من 50% من معدلات البدء في التدخين وقال المرصد الإعلامي لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي التابع لوزيرة التضامن الاجتماعي إنه رصد خلال شهر رمضان فقط 1384 مشهد تدخين وتعاطى في الأعمال الدرامية التي يتم عرضها خلال شهر رمضان بإجمالي 30 ساعة و51 دقيقة. المضحك المبكي أن مشكلة الإدمان ليست فقط في التعاطي بل أصبحت في العلاج كذلك فعلى الرغم من أن قانون الصحة النفسية 71 لعام 2009 ينص على إلزام المستشفيات ومراكز علاج الإدمان بوضع آليات متسقة وتنظيمية للعمل تخضع للإشراف الكامل من وزارة الصحة والمجلس القومي للصحة النفسية وأن يعمل فيها أطباء وممرضون وفريق علاجي كامل ومتخصص إلا أن التعذيب والاستغلال والموت هي إحدى النتائج الحتمية التى يصل إليها طالبو العلاج من الإدمان بعد أن يقعوا ضحايا مراكز علاجية غير مرخصة والتي تعتبر الملجأ الوحيد لهم بعد رفض المستشفيات الحكومية استقبالهم لقلة عدد الأسرة أو بعد اللجوء لأحد المستشفيات والمراكز المتخصصة التي لا يستطيع المدمن تحمل تكاليفها المادية فتصبح مراكز بير السلم هي الباب الوحيد أمام طالبي العلاج في مصر. العلاج الفعال للادمان يقوم على دراسة حالة المدمِن ومعالجَة الأسباب التي جعلته يلجأ للإدمان مع تقديم الدعم النفسي من العائلة والأقارِب والأصدِقاء وكذلك تقديم الوَعظ والإرشاد الديني للمُدمِن لتقوية الوازِع الديني لديه ليردعه عن تناول المخدرات وغرس الثقة في نفس المدمن وتحفيزه للتفكيرِ بطريقة إيحابية وتعريفه بإيجابيات التخلص من المخدرات وإلى جانب كل ذلك يجب ان تتضافر كل الجهات الرسمية في هدف قومي يسعى إلى القضاء على الإدمان نهائيا وتوجيه رسالة إعلامية جادة ومكثفة بهذا الشأن ومنع أي مشاهد تدخين أو ادمان في الأعمال الدرامية كلياً.