د. عبد الحكيم الفيتوري أصل هذه المقالة رسالة وصلتني عن طريق بريدي الشخصي من دكتورة عاملة في إحدى مستشفيات بلد عربي، جاء في مقدمة الرسالة تحذير يشير إلى أهمية محتوى الرسالة ( اقرأ هذه الرسالة كاملة ولا تهملها وإلا ستأثم) ، وبعد الاطلاع عليها إطلاعا سريعا وجدت مضمونها يدور في فلك أحلام ومنامات لمجاهيل من الناس تضع خارطة طريق لاتباع الرسالة المحمدية، والمقصد من هذه الرسالة إعفاء الاتباع من إعمال العقل وتفتح المجال واسعا لمنح إجازة طويلة ومفتوحة لمن له مسكة من عقل، لأن مضمون الرسالة منسوب للرسول صلى الله عليه وسلم ولكن بطريق المنام والرؤية، ومعلوم أن فلسفة تقرير رؤية الرسول في المنام عبر الأسانيد والمتن يعني استمرارية التشريع خارج إطار الوحي. (يمكنك مراجعة مقالي من رآني في المنام فسيراني في اليقظة وإشكالية الفهم) وهذا نص رسالة الحالم كاملة، ( وصية الرسول عليه السلام في منام الشيخ أحمد حامل مفاتيح حرم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أقسم أن الرسالة استقبلتها اليوم فأرجوا أن تقرؤوها كاملة وتعلموا ما بها ... هذه الوصية من المدينةالمنورة من الشيخ أحمد إلى المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها وإليكم الوصية يقول الشيخ أحمد المزعوم : أنه كان في ليلة يقرأ فيها القرآن الكريم وهو في حرم المدينة الشريف ... وفي تلك الليلة غلبني النعاس ورأيت في منامي الرسول الكريم و أتى إليًّ وقال:- إنه قد مات في هذا الأسبوع 40 ألف على غير إيمانهم وأنهم ماتوا ميتة الجاهلية. وأن النساء لا يطعن أزواجهنَّ ويظهرنَّ أمام الرجال بزينتهم من غير ستر ولا حجاب وعاريات الجسد ويخرجن من بيوتهن من غير علم أزواجهن ... وأن الأغنياء من الناس لا يؤدون الزكاة ولا يحجون إلى بيت الله الحرام ولا يساعدون الفقراء ولا ينهون عن المنكر. وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): أبلغ الناس أن يوم القيامة قريب وقريباً ستظهر في السماء نجمة واضحةً ... وتقترب الشمس من رؤوسكم قاب قوسين أو أدنى وبعد ذلك لا يقبل الله التوبة من أحد وستقفل أبواب السماء ... ويرفع القرآن من الأرض إلى السماء. ويقول الشيخ أحمد أنه قد قال له الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) في منامه : أنه إذا قام أحد الناس بنشر هذه الوصية بين المسلمين فإنه سيحظى بشفاعتي يوم القيامة ويحصل على الخير الكثير والرزق الوفير. واللافت للنظر في منام هذا الحالم أنه لم يذكر استبداد الحكام وكيفية الخروج والتمرد على ظلمهم، و لم يشر من قريب ولا من بعيد إلى حالات تخلف الأمة في الفكر والإنتاج والمشاركة في تعمير الأرض. بينما ركز وشدد في منامه الطفولي على طاعة المرأة للرجل، وجلد الذات والبكاء والتوبة، ثم ختم خياله الأسطوري بتحذير أخطر من سابقه حيث قال: ومن اطلع عليها ولم يعطها اهتماماً بمعنى أن يقوم بتمزيقها أو إلقائها أو تجاهلها فقد أثم إثماً كبيراً ..... ومن اطلع عليها ولم ينشرها فإنه يرمى من رحمة الله يوم القيامة . ولهذا طلب مني المصطفى عليه الصلاة والسلام في المنام أن أبلغ أحد المسئولين من خدم الحرم الشريف أن القيامة قريبة فاستغفروا الله وتوبوا إليه. ولم يجد حرجا في استعمال أساليب الترهيب والترغيب ووسائل الضغط على نفسية وعقلية المتلقي وإن كانت بطريقة طفولية، فقد قال: وحلمت يوم الاثنين أنه من قام بنشرها بثلاثين ورقة من هذه الوصية بين المسلمين فإن الله يزيل عنه الهم والغم ويوسع عليه رزقة ويحل له مشاكلة ويرزقه خلال 40 يوماً تقريباً . وقد علمت أن احدهم قام بنشرها بثلاثين ورقة رزقه الله(25 ألفاً من المال). كما قام شخص آخر بنشرها فرزقة الله تعالى 96 ألفاً من المال. وأخبرت أن شخصاً كذًّب َ الوصية ففقد ولده في نفس اليوم ... وهذه معلومة لا شك فيها. فآمنو بالله واعملوا صالحاً حتى يوفقنا الله في آمالنا ويصلح لنا شأننا في الدنيا والآخرة ويرحمنا برحمته ...قال تعالى: فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون. قال تعالى: لهم البشرى في الدنيا والآخرة. قال تعالى: ويثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الدنيا والآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء. علماً أن الأمر ليس لعبا ولهوا ... أن ترسل هذه الوصية بعد 96 ساعة من قراءتك لها... وسبق أن وصلت هذه الوصية أحد رجال الأعمال فوزعها فوراً ومن ثم جاء له خبر نجاح صفقته التجارية بتسعين ألف زيادة عما كان يتوقعه.كما وصلت أحد الأطباء فأهملها فلقي مصرعه في حادث سيارة فأصبح جثة هامدة تحدث عنها الجميع. وأغفلها أحد المقاولين فتوفى أبنه الكبير في بلد عربي شقيق .يرجى إرسال 25 نسخة منها ... وبشر المرسل بما يحصل له في اليوم الرابع وحيث أن الوصية مهمة للطواف حول العالم كله فيجب إرسال نسخة متطابقة إلى أحد أصدقائك بعد أيام ستفاجئ بما سبق ذكره . (انتهت رسالة الحالم ) وبعد. فإذا كان في الأمة من يحمل رتب علمية ودرجات جامعية ويستعمل وسائل الاتصالات الحديثة يؤمن بهكذا خرافات وأساطير وأحلام، فلا لوم ولا عتاب على أؤلئك الذين لا نصيب لهم من علم إلا ما يقذفه إليهم رجال المخزن (= رجال الدين) عبر وسائل الإعلام والمنابر الرسمية والشعبية!! ويبدو أن الأمة الحالمة في منطقتنا بحاجة ملحة لتبني مناهج البحث العلمي الحر، وإخضاع كثير من المسلمات والمفاهيم والعلوم الدينية لأضواء العقل وميزان النقد، مستبعدا كل مناهج التلقين والحشو والتمجيد والأسطورة، وبهذا وحده يمكن للأمة أن تخرج من نفق الأسطورة وسطوة الخيال والمنامات إلى عالم الأخذ بالأسباب وقوانين النهضة. ------------------- بقلم الدكتور / عبدالحكيم الصادق الفيتوري كاتب وباحث ليبي حاصل علي ماجستير (أصول الدين) بجامعة الوفاق، دكتوراه دراسات إسلامية (في الفكر الإسلامي) جامعة أفريقيا، عنوان الرسالة (النظرية السياسية في السيرة النبوية، دراسة وتحليل) عام1999م.