خطاب الشرعية

الدكتور أحمد عبد الهادى
2/7/2013م
والتقى الخصمان محمد مرسى ... والجنرال .... وكان يجب أن يلتقيا ... قال مرسى باستفزاز غريب للسيسى :
ألم أقل لك أن كل شئ سيكون على مايرام
واندهش الجنرال من الكلمات فعاود مرسى كلامه :
لم يخرج سوى بضعة آلاف فى الشوارع فى المظاهرات التى قلت لى أنه سيخرج فيها الملايين .
فقال الجنرال مؤكدا :
هناك ملايين فى قلب الشوارع
فضحك مرسى متهكما :
ده كله فوتوشوب ... اسمع كلامى بس ... شوية متآمرون لايتجاوز عددهم 120 ألف متظاهر ... الشعب رفض الخروج على الشرعية وهو أمر يدعم من موقفى الرافض لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ... ويحتم عليك سحب إنذارك الأخير للجميع . وهو أمر سوف أوضحه فى خطابى بعد قليل.
والخطاب الأخير كان هو الإشارة الأخيرة إيذانا بتصفية كل معارضى مرسى وفى المقدمة منهم عبد الفتاح السيسى وكل قيادات القوات المسلحة ... هذه التصفية التى لم يستطع تنفيذها فى الفترة الماضية لتداخل الأمور وسرعة الأحداث وتلاحقها ... كان يرغب فى تأجيل المواجهات الأخيرة للحظة يتحين فيها الفرصة للانقضاض ... واليوم لابد من تنفيذ خطته التى أعلنها لسادة البيت الأبيض ... وطلب منهم الدعم ... وفى الخطاب بان مرتبكا ... وجلس الجنرال أمامه هادئا رغم المواجهة التى تنتظرهما معا .. استمر الخطاب لأكثر من ساعتين ونصف الساعة ... كان الجنرال حريصا على التواجد مع مرسى حتى يبعث له برسالة طمأنه أن كل شئ تحت سيطرة مرسى ... وأنه لايفكر فى أى مخطط لمواجهته ... كانت الدقائق ثقيلة رغم تلاحق الأنفاس ... وكان الجنرال يدرك أن هناك وطن ينتظره ... وملايين فى انتظار قراراته وتحركاته ... وكان مرسى يدرك أنه لابد من القفز على السيسى قبل أن يقفز هو عليه ... وكانت الجماعة تنتظر الإشارة الأخيرة ... وقال مرسى فى خطابه :
لابديل عن الشرعية الدستورية القانونية الانتخابية التي أفرزت رئيسا منتخبا لمصر لأول مرة في تاريخها وشعبها رضى على كدا فالشرعية هي الضمان الحقيقى بل الوحيد لكى نضمن عدم ارتكاب عنف لنفوت الفرصة على بقايا النظام السابق وأعداء الثورة . الثورة المضادة اللى عايزة ترجع تانى . وزى ما قولت بوعيكم لن تعود هذه القوى أبدا مرة أخرى إذن أنا معكم . أنا واقف أمامكم . أنا بكم جميعا. أنا مستعد دائما للحفاظ على الشرعية والتمسك بهذه الشرعية لا بديل عن الشرعية . وأنا أقول للجميع من يبغي غير ذلك سيرتد عليه بغيه لأنه سيسلك مسلك إذا سلك غير الشرعية وبالتالي يخطئ وربما يجر الوطن فى اتجاه خاطئ جدا سئ جدا فخ يحدث فيه أشياء سيئة لا نحبها لمصر ونرجع للمربع الأولاني تانى وبعدين تتكرر الدورة ويضيع الوقت ونضيع الفرص ونبقى دولة وشعب جاتلنا فرصة ممكن نضيعها مستحيل لا يمكن نضيعها . ربنا ما يضيعش مصر وأهلها .