«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



" الفصل الخامس من رواية " أسرار بيت الطالبات
نشر في شباب مصر يوم 18 - 06 - 2015

اتجهت جهاد نحوالقطارالمتجة إلى المنصورة ودلفت ريهام مسرعه نحو القطار إبان تحركه المتجه إلى الصعيد حيث أن بلدتها فى نهاية الجيزة ، حلقت في أطراف باب القطار من الخارج وحاولت الدخول ، وبالفعل قد سبحت مع كثرة الأناس ووجدت نفسها بالداخل ووقفت تنظر حولها باحثة عن مقعد لم تجد إلا مقعداً واحداً فقط خاصة وبجانبها آنسة تقدمت للجلوس ولكن الآنسة المجاورة قالت :
هذا محجوز .
وفور ردها هذا جاء فتى يبلغ من العمر ما بين السابعة عشرة أبيض شعره طويل جلس بجوار الفتاة وبادرها في صوت متهدج .
مرسى يالولوا أنت حجزت لى ياحبيبتى .
وقد مر رجل بجانب ريهام أصطدم في كتفها ، القطار ملئ بالأناس لا يوجد مكان آخر تنزوى فيه غير هذا ،وبعد لحظات بدأت تخرج عن شعورها عندما شاهدت هذا الفتى يرفع فستان الآنسة المجاورة ويتحسس فخذها ، دفعت ريهام حقيبتها، وقد جن جنونها وانهالت عليهما بالضرب، الركاب حاولوا إبعادها وقبض شاب على ذراعها وأجلسها مكانه قائلاً :
لماذا هذه الثورة كل إنسان حر فى تصرفاته .
ريهام استشعرت ضيق حاولت التماسك هذه الفرصة الوحيدة التى أمامها للجلوس على مقعد لزمت الصمت برهة حتى نزل السكون قلبها وقد أتخذت الورقة والقلم صحبة الطريق وظلت تحسب بعضى الحسابات لديها أمل أن مصروفها سوف يزيد هذه المرة خاصة وأن صوابع قدميها قدخرجت من الحذاء من كثرة إصلاحه ، وقد ألحقت جهاد بالقطار، وضعت يدها على أذنيها من بدء تحركه من القاهرة لكثرة الضجيج وبمجرد توقفه عند المحطة الثالثه بدأ الوقت ينساب هادئا وهى تطل من النافذة على الطبيعة التى عقدت معاهدة مع خيالها ، لا ترى إلا خضرة تنفزمن الشجيرات وصفوفا من الحشيش وزراعات الخضروات وعلى الجوانب بعض ورد الياسمين تبعث هواء نقياً وتهذى الطيور ترحيباً بوجهها البرئ ، وتغريد العصافير في أذنيها ألحاننا شجية بعيداً عن ضجيج السيارات ، ودخان السجائر المتألف مع دخان العربات والمصانع والأغانى الموسيقية ذات الضجيج في المترو والميكروباص ، والمحلات ، وعلى الموبايلات ، أنها الأن تعيش لحظات هدوء حقاً وتردد فى خيالها صور تكريمها في الجامعة ، وحلمها الوطنى كمدافعة دائمة عن الحق ونصرة المظلومين ولذلك ذهبت للحظات مع خطوط خيالها ماثلة أمام شاب وسيم يضع على رأسها تاجاً ليس له أى صلهَ بالجواهر ولكنه أنيق جداً وألوانه جذابه ومبهرة وتوحى دفئاً بين الأبيض والأزرق ، تجلس على عرش مصنوع مقاعده من الخشب مرفوع على حامل من الخشب مطلى باللون الأبيض وترتدى ، ثياباً بسيطة غير مجملة بأى شئ من القطن الأصفر ولكنها ملكه بالطبع ، ورعاياها من حولها فى نفس الرداء الأصفر هل هذا غريباً حقاً؟ ولكن هى ورعاياها قانعون بالأمر وفى غاية السعادة ، وعلى أى حال شرودها عند المحطة الأخيرة لم يدوم كثيراً حيث عادت من وهلتها على صوت محصل التذاكر يقول فى إنحناءه بسيطة .
التذكرة من فضلك ، أعطته التذكرة وحدقت في الساعة ونظرت نحوه بوجه متجهم وبادرته قائلة :
القطار يتوقف كثيراً في الانتظار لماذا كل هذا ؟
نظر إليها المحصل مندهشاً وتركها ولم ينبس بكلمة ، وبعد لحظات عاود القطار السير متجهاً إلى المحطة الأخيرة بالمنصورة وبدأت جهاد تتأهب نحو الباب للهبوط ، فى حين قد وصلت ريهام إلى مسكنها صاعدة بعض سلالم الدرج المعدودة حيث أنها تسكن الدور الأول في عمارة بسيطة أغلبها موظفون وما أن تقدمت في الممر تردد على مسامعها صوت والدها منفعل أتجهت نحو الباب في خطا وئيدة حتى أصبح بينها وبين الباب خطوة واحدة ولكنها ترددت في طرق الباب لما تسمعه من شجار دائر بين والديها حيث زفر الأب فى نرفزة قائلاً :
مافيش دروس مافيش إلا مش فاهم من المدرسة وها يسقط أطلعوا من المدرسة أنتم فهمين .
وهوت يده على الباب فى عنف وصوت ضربته القوية قد خلعت قلب ريهام وانكمشت ثابتة فى وجل ، فتح الباب فى ثورة وما أن رفع رأسه ورأى ريهام ونظرا إليها بوجه مكفهر أبتعدت عدة خطوات ، خرج يضع يده على بعضها البعض ويحدق نحو الأرض قائلاً :
أهلا بست هانم راحة الكلية جاية من الكلية وأنا يتخرب بيتى وأنت مالك طبعاً جاى عاوزه فلوس .
دفعها الأب من طريقه فوجلت ريهام وجلاً وصار فى خيالها أنه سوف ينهال عليها بالضرب تقدمت ريهام ودخلت المنزل والدموع تسيل بين وجنتيها أقتربت منها والداتها مستشعرة ضيق يدب في أوصالها ورتبت يدها على ظهر أبنتها في مواساه قائلة :
معلش ياريهام نعمل أى بس يابنتى الظروف صعبة طيرت عقل أبيك .
أمسكت ذراعها في دعوة منها للجلوس مع الأخوات على الطبلية المعدة للطعام لتناول الغداء ، ريهام لم تنبس بكلمة دون حراك ، في حين نهض فؤاد شقيقها الأصغر من أمام الطبلية والملوخية تسيل بين لعابه متقدم نحو ريهام يطلب منها شيكولاتة رفعته ريهام من على الأرض ومسحت فمه وقبلته وأعطتة الشيكولاتة ، ودلفت إلى غرفتها مغمرة بالبكاء أرتمت على السرير ودست وجهها في الفراش وصارت تبكى وصوت عويلها جعل قلب والدتها يتمزق حزناً نظرت نحوها من فتحه الباب وعادت تجلس على الأريكة في الردهة تعصب رأسها بأشرب ملون وتتحصر على أيامها ، إلى أن رن محمول ريهام، أتجهت نحو الحقيبة وفتحتها وأخذت المحمول ودلفت إلى الغرفة وناولته لريهام ، بدأت تمسح دموعها وحاولت الهدوء وبادرت بالرد قائلة :
أيوه يا جهاد أنا وصلت .
جهاد : ما بك يا ريهام .
ريهام ما زالت تزيل دموعها قائلة :
لا شئ لا تقلقى مجهدة من الطريق .
جهاد : أدعك تأخذين سعة من الراحة سوف أتصل بك وقت أخر مع السلامة .
أغلقت جهاد التليفون وضعته بجوارها على المائدة المعدة لطعام مليئة بأطباق اللحوم والفراخ المحمرة ، جلست بين والديها تتناول الغداء ، دنت من والدها وناولته قطعة من اللحم في فمه ...
والد جهاد : الله عليك يا جهاد وحشني طعامك وجلوسك معنا .
والدة جهاد : بأه كده .
والد جهاد : ما هي البنت طالعة لأمها .
جهاد : أيوه أيوه يا ست ماما .
والدة جهاد تبادرها في ابتسامة ...
أريدك يا جهاد تشترى فستان شيك ولا يهمك الفلوس على الإطلاق لكي تحضرى فيه زفاف ابنة خالك .
جهاد : يا ماما أنا عندي ملابس قمت بشرائها في بداية الدراسة ولم أستعمل إلى الآن منهما شيئاً .
والدة جهاد : لا تجادلي يا جهاد أريدك أجمل بنت في الحفلة وهذه ابنة خالك الوحيدة أم أنتِ لا تريدين الفرح لها .
جهاد : يا ماما من أجل ابنة خالي أم ابن خالي يا ماما .
والد جهاد يضحك ضحكة عالية قائلاً :
يا جهاد والدتك تريد أن تفرح بك وتزوجك هي عندها كم جهاد .
والدة جهاد : وفيها إيه يقولوا أخطب لبنتك ولا تخطبش لابنك .
جهاد : يا ماما لا تفرحي غير بزواجي أنا أريد أن أحضر الماجستير والدكتوراه .
والدة جهاد : البنت ليس لها غير بيت زوجها دكتوراة إيه ألحق بنتك تريد أن تعنس جنبي اسمعي كلامى البنت إذا لم تتزوج بمجرد تخرجها من الجامعة لا ترى الزواج على الإطلاق .
والد جهاد :لا تضغطي على البنت ما زالت صغيرة على هذا الكلام ، دنت جهاد من والدها وقبلته في ابتسامه هادئة وقالت :
سمعه يا ماما .
والدة جهاد : طبعا بيشجعك على الكلام الفارغ ماجستير ودكتوارة إيه .
والد جهاد : أهم شىء في هذا الوقت عند البنت تعليمها تصل لأعلى المستويات وعندك ابنك فاشل هذا يستطيع أن يتزوج ويتولى أمر بيت؟
رن جرس الباب ، اتجهت جهاد لتفتح إذ به شقيقها عادل ممشوق القد أبيض اللون مثلها تماما ألقى السلام واتجه الى غرفته .
تنادي الأم : الغداء يا عادل .
عادل : لا يا ماما أنا تناولته مع الأصدقاء .
والد جهاد : أنا لا أعرف ما حكاية أصدقائه رايح جاي معاهم بهذا الشكل يعرفهم من أين ؟
نهض والد جهاد وهز رأسه قائلاً :
لا أعرف هذا الولد حكايته إيه .
اتجه الى غرفته ، وجهاد ألفت والدتها يتسامران أمام التلفاز ، أما ريهام من الواضح وقتها لا يطول كثيرا في المنزل حيث نهضت من نومها العميق ومن الوجد التي عاشت فيه من بدء قدومها إلى المنزل ، اتجهت إلى الحوض تغتسل ودلفت إلى الردهة تنادي على والدتها ، لا يوجد أحد على الإطلاق في المنزل ريهام تروح وتغدو مندهشة إلى أن تردد على مسامعها قول جارة تحدث والدتها خارج المنزل قائلة :
أنبوبة البوتاجاز 35 جنيه النهادره ألحقي كمان ربع ساعة لا تجدي ولا واحدة دلفت ريهام خارج المنزل وجدت والدتها جالسة على عتبة المنزل وبجوارها اسطوانة البوتاجاز على الأرض وتتمتم قائلة :
أعمل أيه ياربي أيه الغلب ده الفلوس اللى نأكل بيها أشتري بها أنبوبة، ريهام تقف خلف والدتها يلوح في عينيها الدموع ، دلفت داخل المنزل واتجهت نحو غرفتها أحضرت حقيبة السفر ووضعت جميع متعلقاتها وأغلقتها وارتدت ملابسها عائدة إلى الدار وانصرفت من الغرفة حاملة الحقيبة محاولة إزالة الدموع التي تسيل بين وجنتيها واقتربت من والدتها في انحناءه وقبلتها حدقت الأم نحوها وقد فطنت الأمر ، تمصمص شفتيها في حسرة قائلة :
إيه يابنتي أنت لحقتي كنت تقضي معنا يومين .
ريهام حاولت الهدوء بعض الشئ وتريثت في الرد قائلة :
مرة تانية ياماما عندي محاضرات مهمة وأديني شفتكم
الأم هزت رأسها في أسى :
مع السلامة يابنتي خلي بالك من نفسك ، أقولك إيه
وانصرفت ريهام إلى محطة القطار في توك توك ، ركبت القطار والتفكير كاد أن يمزق أعصابها وتتردد في ذهنها التساؤلات من أين تحصل على نقود لدفع مصاريف الدار؟ الدنيا أصبحت سوداء في عينيها حتى استقرت على قبول عرض الأستاذ حامد ، لا يوجد فرصة أمامها غير ذلك ، وأخرجت التليفون من حقيبتها وبدأت الاتصال على بوسي.
ريهام : أيوه يا بوسي ، كيف حالك؟
بوسي : بخير أنت ما أخبارك؟
ريهام : أين أنت الآن في الدار؟
بوسي : لا أنا في المسرح ، خير
ريهام : أنا عائده اليوم
بوسي : ماذا حدث ما الأمر
ريهام : سوف أشرح لك عندما أصل الدار المهم يوجد أحد هناك
بوسي : سوزان هناك وأنا سوف أصل خلال ساعتين من الآن أشوفك على خير أغلقت بوسي الهاتف وصعدت المسرح وبدأت تواصل البروفات ترتدي بنطلون أسود ملتصق وبدي أسود مكشف الصدر والذراعين ويلتف حولها الفتيات يرتدين جونلات قصيرة في نفس اللون يطفن حولها في حركات راقصه إلى أن تم انصراف الفتيات عندما جاء شخص من فريق العمل ووضع أمامها طبلة وبدأت في تمرين الرقص على الطبلة تضع قدميها على الأطراف وبدأت الرقص على موسيقى شرقي، حتى انتهت البروفات بكلمة خالد وهو جالس يسترخي في مقعده يضع ساقاً على ساق قائلاً :
استوب .
هبطت بوسي من المسرح واتجهت نحو خالد ، هب واقفا يستقبلها قائلاً :
كنت هايله ، الاستعراض سوف يحدث انقلابا في السينما المصرية .
بوسي : بجد يا خالد .
خالد : طبعا طبعا عندك أي شك في كلامي .
بوسي : يارب يا خالد يارب .
خالد : هيا اجهزي اليوم عزمك على نزهة تحلمين بها .
بوسي تضع يدها على جبينها لحظة تفكر وتبادره قائلة :
الإسكندرية .
خالد هز رأسه باسما ، وأشرق وجهها وتأهبا للانصراف ودلفا إلى السيارة في طريقهما إلى الإسكندرية، في حين وصلت ريهام إلى الدار دخلت غرفتها لم تجد أحداً غير سوزان أمام المرآة تهندم ملابسها تأهبا للخروج ، ألقت ريهام السلام وقبلتها ورحبت بها سوزان .
قائلة : أهلا أهلا ياريهام حمد الله على السلامة ، أنت قطعتي الإجازة ؟
ريهام : نعم عندي بعض المشاكل في البيت .
سوزان : البعد عن المشاكل أفضل .
هزت ريهام رأسها في أسى وعاودت النظر إلى سوزان مندهشة وبادرتها :
أين أنت ذاهبة في هذه الأناقة .
سوزان تصفف شعرها أمام المرآة قائلة :
عندي موعد مع مصطفى .
ريهام : أديري بالك على نفسك من هذا الشاب من الواضح أنه ليس سهلاً .
سوزان : لا لا مصطفى آية في الخلق والطيبة .
تتقدم سوزان للإنصراف ، ريهام تحدق نحوها مستنكرة قولها ...
انطلقت سوزان نحو الدرج مهرولة السعادة ترقص بين وجنتيها كل دقة في قلبها تنادى باسمه ، كل لحظة تمر في طريقها ترسم صورا لهما في الخيال وهم يرقصان على نغمات الجيتار ، حاولت أن تمضي عقدا مع خيوط الخيال بأن يتمهل في رسم الصور حتى تصل ولكنه رفض معتذرا ، وصلت في تاكسي إلى كافتيريا على النيل حيث ينتظرها مصطفى هبطت من التاكسي متجهه داخل الكافتيريا ، كافتيريا شيك جدا والمنضدة عليها مفارش بيضاء وبعض زهريات الزهور الصغيرة ، والشموع تعطي جوا كلاسكيا حالما ، و مصطفى يجلس ينظر نحو النيل في كامل أناقته في بدلته الرمادية تقدمت سوزان في خطوات وئيدة ثابتة وقعت عيناه عليها هب واقفا وقد ارتوى من طلتها النورانية في ثيابها الأزرق الذي بعث في قلبه دفئا وحنانا اقتربت أكثر ما عدا بينهما غير خطوة تصافحا وجلسا شاردا في ملامح وجهها البرىء والهدوء لم يعرف له طريق وبادرها متلعثما بعض الشىء هل بالفعل أحبها؟ أم أنها جاءت في أبهى أناقتها وجاذبيتها مثل أي فتاة فجعلته تائهاً حائراً ؟
بدأ حديثه بوصف شعوره وما يكن نحوها من إعجاب وكان حديثه نغمات من الألحان أمتزج مع الموسيقى الكلاسيكية المنبعثة من مسجلات المحل وأصبح الحديث خليطا من نغمات، لا تحدد كلماته ومزيكا كينجى، يالها من صدفة وما أكثر صدف الإنسان المرغوبة وغير المرغوبة ترى من أي نوع هذه الصدفة على قلب سوزان ؟ إنه عمر يجلس بعيد عنهما بأكثر من منضدة خلع نظارته السوداء وتأمل سوزان ، إنها لا تراه لا يعيره هذا الأمر كل رغبته الآن معرفة في أي شئ يتحدثان هب واقفا وتقدم نحوهما جالسا على المنضدة المجاورة يستمع الحوار الدائر ، تردد على مسامعه أنه يريد أن يتزوجها ، عمر رفع حاجبيه في دهشة مستنكرا قوله أنه يعرفه جيدا له أكثر من سابقة مع فتيات أخريات ليس لديه نية الزواج بأي فتاة حاول أن يستمع أكثر ، مصطفى لمس يد سوزان يتحسس باطنها قائلا:
أنا لا استطيع البعد عنك ياسوزان لابد أن نتزوج .
سوزان تقول في دهشة :
نتزوج نحن لا نعرف بعض غير من فترة قصيرة جداً .
بادرها مصطفى في نظرة خبث :
سوزان أنا أحبك أن قلبي يتمزق وأنت بعيدة ، جفوني لم تعد تغفل لحظة واحدة لما لا تشعرين بحبي لك.
لم تفطن سوزان لنظرات الخبث التي تلوح في عينيه وقالت :
مصطفى أنت مازلت في الدراسة وأكيد والدي لا يمكن يوافق على أمر زواجنا
مصطفى صار في خياله حديثا " أنت عبيطه أوي مجنونة أتزوجك ده أيه "
مصطفي يعود من وهلته على صوتها قائلة :
ما بك يا مصطفي .
مصطفي : أبدا لا شىء .
سوزان : شرودك هذا يعني الكثير من الأشياء .
مصطفي : سوزان نحن سوف نتزوج ولا نعلن زواجنا إلا بعد التخرج .
سوزان هبت واقفة وقد جف حلقها قائلة :
عرفي يا مصطفي أنا لا أستطيع أن أفعل هذا الأمر لا لا يمكن .
مصطفي أمسك يدها في دعوة للجلوس محاولا تغير الحوار لكي تهدأ، عمر رافع حاجبيه مقطب ، وعضّ على شفتيه وهب واقفا وانتقل على منضدة أخرى لمحه مصطفي اربد وجهه محاولا التماسك حتي لا يدير بال سوزان نحوه ، وحدق فى الساعة قائلا :
هيا بنا نتمشي على الكورنيش
انصرفا خارج المحل يسيران نحو الكورنيش ودلف عمر وراءهما يتبع خطاهما من بعيد هز رأسه مستنكرا ، ودار على عقبيه منصرفا ، مصطفي يبحث عن مكان هادئ للجلوس يقضي فيه لحظات الحب كما يزعم حتي استقر على موقع أمام النيل يملؤه الاشجار والوصول إليه لا بد من هبوط بعض السلالم ، هبطا الدرج حتي استقرا عند آخر درجة من السلم وجلسا يطوق خصرها وهي ساندة رأسها على كتفه يتأملان لون النيل وأزير الرياح الهادئة وأسراب الطيور فى الأفق تزيدهما هياما وجعلت الجو بينهما انسجاما بدأ يتحسس ذراعها الأبيض الناعم ويلمس شعرها بأنامله هامسا فى أذنها بأحلى الكلمات فزاد شغفها حبا به ، فحركت لهيب الرغبة بين أوصاله فأمطرها قبلات بدءاً من رقبتها و وجنتيها ثم تعانقا في قبله طويلة تاها فيها عن الوجود ، وكأن هذه القبلة قدرت لتغير مجري حياتها ، بدأت تبتعد عنه في حنان وكأنها ارتوت نهرا من الحب ، وعادت ساندة على صدره ، تمرر يدها على صدره فى حنان فتزداد دفئا إنها فعلا اليوم فى أحضان مصطفي أدركت أنها أنثي مرغوبة برمت نفسها مرة أخري وظلت تدور بعينيها عما حولها وتردد فى خيالها حديث :
أنا مرغوبة أنا مرغوبة أنا جميلة جميلة
والدتي كاذبة كاذبة كاذبة
وعادت فى أحضانه وبادلته قبلات حارة أكثر وأكثر أنه أصبح قدرها .......... وياله من قدر .......


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.