الحمد لله الذي بالهدي أولانا و بنى عقولا تحفظ القرآنا وبنور أحمد في الدجى أهدى لنا دربا إلى دار السلام هدانا بشراه أضحت للدعاة سكينة بالنصر والتمكين والفتح الذي حانا يا ربِّ هيئ للذين تحلّقوا حول العقيدة نصرة و مكانا واهدي جموع المسلمين لنهضة يا مالكا فردوس و الرضوانا فإلى الخلافة إنها الخير الذي قد لاح ينشر عطره ريحانا تالله لن نحيا إذا ما أرجعت حكما أمينا يحرس الإنسانا أما بعد ، عباد الله : يقول الله تعالى : " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ، و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ، ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون " . في هذه الآية الكريمة قطع الله تعالى وعدا بجعل المؤمنين خلفاء في الأرض ، ويمكن لهم الدين الإسلامي الذي ارتضاه لهم ، ويبدل لهم الخوف والرعب والضياع التي يعيشونها بالأمن والسكينة والنهضة ، فيعبدونه تعالى دون مضايقة الكافرين والمتربصين وقطاع الطرق ، ولكن لهذا الاستخلاف أو الخلافة لا بد من توفر شروط يقوم هؤلاء المؤمنين بتأديتها لله تعالى ، ومن ثم يتحقق الوعد بالنصر والتمكين والأمن ، ومن هذه الشروط شرطان أساسيان هما : الإيمان الجازم والعمل الصالح ، ولا إيمان إلا بعمل ، والعمل المقصود هنا نشر الإسلام في الأرض ، والطريقة الوحيدة لنشره إقامة الخلافة التي تتولى هذا العمل ، لذلك نستنتج أن العمل لإقامة الخلافة التي عن طريقها ينتشر الإسلام ويعم الإيمان هو العمل المطلوب والشرط الأساس لتحقق النصر والتمكين والقيادة للعالم أجمع . وعليه فإن المطلوب من الأمة هو تكريس كل جهودها في هذا السبيل ، وتوحيد كل صفوفها للقيام بهذا العمل ، لأن كل عمل تقوم به الأمة أفرادا أو جماعات وتدعي أنها من وراء هذا العمل تريد إنهاض الأمة وتحريرها من سيطرة الكافر ولا يكون هذا العمل منصبا في بوتقة إحياء الخلافة فهو عمل باطل ، ولا يزيد الأمة إلا خسرانا إضافة إلى إضاعة جهود أبناء الأمة في عمل يكرس سيطرة الكافر بدل طرده والقضاء عليه . أيها الناس : إن القول الفصل الذي ليس بالهزل هو ما ورد في القرآن الكريم وسنة رسولنا الصادق ، وقد بين لنا كتاب الله تعالى طريق الحكم في الناس ووعدنا إن نحن التزمنا هذا الطريق بالنصر والتمكين والسيطرة ، فلماذا عنه نحيد ، كما بشر رسولنا الكريم بعودة الخلافة في آخر الزمان ، وهذا دليل آخر على أن العمل للخلافة ليس عملا غير منتج أو لا تأكيد على تحققه كما يدعي البعض لأن الذي يدعي عكس ذلك فهو مكذب لله تعالى ورسوله ، فقد ورد في مسند أحمد عن رسول الله أنه قال : " تكون فيكم النبوة ما شاء الله لها أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله لها أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكا عاضا ، فتكون ما شاء الله لها أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبريا فتكون ما شاء الله لها أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة ثم سكت " ، وها نحن الآن نعيش في ظل الحكم الجبري الذي يسبق الخلافة الثانية على منهاج النبوة ، وها هم طغاة الغرب الكافر حكاما وسياسيين من الذين وصلوا ليلهم بنهارهم من أجل هدم دولة الخلافة ، أصبحوا اليوم رغما عنهم يتحدثون عن حتمية قيامها ، فقد ذكر ذلك رئيس أمريكا المنصرف ورئيس بريطانيا المنصرف كذلك ، كما ذكر أخيرا نائب رئيس مجلس الدوما السابق ميخائيل دواييف في كتابه الصادر في 20/2/2009 بعنوان " روسيا إمبراطورية ثالثة " حيث أكد أن العالم في طريقه لحرب عالمية ثالثة ينتج عنها بزوغ إمبراطوريات جديدة على رأسها دولة الخلافة . " ويومئذ يفرح المؤمنون ، بنصر الله ينصر ما يشاء وهو العزيز الرحيم " أبو زيد الأمين