إلى الأحزاب السياسية إلى المنظمات الحقوقية والإنسانية ومؤسسات المجتمع المدني إلى المثقفين والكتاب إلى العاملين والموظفين إلى الاقتصاديين إلى كل الغيورين والداعمين للقضية الفلسطينية في جميع أنحاء العالم لا تستهينوا بأيلول القادم ليس لأنه شهر أيلول ولا لأنه يحمل القداسة ولا لأنه الشهر الذي يلي شهر رمضان المبارك ولكنه الشهر الذي سيشهد المعركة السياسية التي ستخوضها القيادة السياسية الفلسطينية من اجل وضع دولة فلسطين على خريطة العالم, ولن تبقى فلسطين من هذا التاريخ تسمى بالمناطق الفلسطينية ولن تبقى الخريطة العالمية تحتوي على كلمة إسرائيل على الخريطة الفلسطينية ولو تركنا الخريطة وذهبنا معا إلى المكاسب السياسية سنجد أن الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران من العام 1967م من شأنه أن يحمل لنا الكثير من الشرعيات التي ستسهل علينا المضي قدما في سبيل التحرر وإقامة دولتنا الفلسطينية والتخلص من الاحتلال وذلك لان هذا الاعتراف سيكون على أساس القرارات الدولية التي كانت دولة الاحتلال تحسن التهرب منها ومن استحقاقاتها من خلال الكثير من الذرائع والمبررات ومن خلال اللعب بالألفاظ والمصطلحات المختلفة وعليه سنكون وفي اليوم التالي للاعتراف الدولي بدولتنا الفلسطينية نعامل كأي دولة عضو عامل العضوية في الأممالمتحدة يعتدي عليها من قبل كيان غاصب يسمي نفسه دولة دون أن يحصل على اعتراف بحدوده من أي من دول العالم وسيكون الشعب الفلسطيني أكثر تحررا في اختيار أدواته المقاومة التي كفلتها كل القوانين الدولية وهي التي تتلخص بحق أي دولة أو شعب بالمقاومة في سبيل استعادة حقوقه وفي سبيل طرد الاحتلال عن أرضه إضافة إلى المسؤولية الدولية التي ستقع على المؤسسات الدولية والمتمثلة بعدم السماح باحتلال دولة عضو في المجتمع الدولي من قبل دولة أخرى ومن هنا نقول لا تستهينوا بأيلول القادم ولا من المنافع التي ستنتج بعد أن ننتزع الاعتراف الدولي بدولتنا العتيدة وأكاد اجزم أن معركة أيلول ستكون من أهم المعارك السياسية التي خاضها الشعب الفلسطيني في تاريخ صراعه مع الاحتلال كون هذه المعركة ستكون ساحتها الرئيسية المحافل الدولية وكون القيادة الفلسطينية موجودة على الساحة نفسها إضافة إلى وجودها على الأرض الفلسطينية وقدرتها على الانتهاء من بناء المؤسسات الحكومية والأمنية بكل فروعها لهذه الدولة على ارض الواقع, وعليه لا يجب الالتفات غلى الأصوات الهدامة التي تقلل من هذا الاعتراف ولا من الأصوات التي لا تحب أن ترى المنجزات إلا من خلالها ومن خلال سياساتها الحزبية الضيقة ولو أن معركة أيلول ليست بهذه القوة وليست بذلك التاتير فلماذا هذا الرعب من دولة الاحتلال ولماذا هذا التهديد والوعيد من قياداتها ولماذا هذا الضغط المهول من قبل الإدارة الأمريكية على الرئيس الفلسطيني وعلى قيادة السلطة من اجل التراجع عن قرارها بالذهاب إلى هذا الاستحقاق, أليس من الواجب علينا أن نكون موحدين وعلى قلب رجل واحد وان نشارك جميعا في هذه المعركة وان نكون في الخندق الواحد لكي ننهض بالمنجز موحدين. إن استحقاق أيلول وانتزاع الاعتراف الدولي سينطوي عليه الكثير من المصطلحات التي لا يحب سماعها الاحتلال ومن لحظة الاعتراف ستعامل دولة فلسطين مثلما كانت تتعامل هذه الدولة الغاصبة عند احتلالها للجنوب اللبناني وكتعاملها مع الجولاني السوري وكما تعاملت مع الأردن ومصر ومع كل الدول ذات السيادة والاعتراف الدولي وكانت سيادتها واعتراف العالم بها عامل قوة سياسية للتخلص من الاحتلال وانهاء سيطرته الغاشمة ويا رضى الله ورضى الوالدين.