«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حصار فلسطين... بين أصل الحكاية وحقيقة النكاية
نشر في الشعب يوم 26 - 05 - 2007


بقلم: عيسى قدومي

حصارٌ اقتصادي وسياسي فرضته الولايات المتحدة وتبعها الغرب أجمع على الحكومة المنتخبة بعد نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي رعتها الدول الغربية، ونجحت بها حركة حماس ب 74 مقعداً من أصل 123 مقعداً، وتضرر بذلك الحصار الشعب بأكمله بجميع فئاته، ولم يستلم الموظفين في ظل حكومة حماس الرواتب لأكثر من سنة، والى الآن والحصار مفروض، وقد أضاف صفحة من صفحات الحرب الصهيونية على فلسطين الأرض والشعب والقيادة.

حصار شرس لم يحدث في تاريخ ذلك الشعب منذ ما يقرب من مئة عام، فرض على شعب بأكمله، ومعه استمرت المجازر والتصفيات، واختطاف المنتخَبين، وتجويع الناخبين، ليستجدي هذا الشعب في أرضه "الكيلو من الطحين" وكيس الخبز بهدف الإذلال والمهانة وكسر الإرادة والتنازل عن كل الثوابت، حيث لخص رئيس حكومة الاحتلال الأسبق "إيهود باراك" هذه السلوكيات والممارسات والإجراءات بقوله: " إسرائيل تعلمت أنه ليس ثمة سبيل لتحقيق النصر بالاحتلال، وإن الطريق الوحيد هو اختيار شدة المهانة "!!

حصار واقتتال

أوضاع مريرة يعيشها أهل فلسطين ازدادت بها معاناتهم، وتفاقمت آلامهم، وتقطعت أوصالهم، حصار وتجويع ... قتل وتصفية ... تهويد وتدنيس للمقدسات ... تجاوز لكل الاتفاقات المبرمة والمعاهدات الدولية ... تحالف عالمي مستمر لقطع جميع التحويلات حتى ولو كانت لمسح دمعة أرملة أو كسوة يتيم أو إغاثة مسكين لا يجد كِسرة خبز!!

والمصيبة الأكبر إثارة الفتنة بين أبناء الشعب الواحد واشتعال نار الحرب الأهلية، وتقوية طرف على طرف، قيادة برأسين كل يريد أن يثبت وجوده وينفذ قراراته حتى مع وجود حكومة جديدة أسموها "حكومة وحدة وطنية".

أليست التحديات التي نعيشها دافعاً كافياً لنوحد صفوفنا، ونلملم شتاتنا، ونعي أمورنا بحكمة وأناة ؟!! فلا مفر أمام الشعب الفلسطيني من أن يوحد صفوفه ويتمسك بثوابته الشرعية ويدافع عنها، وهذا وحده كفيل بإحباط ما يمكر به الكائدون.

إن أهل فلسطين لا بد أن يدركوا خطر الفتن التي قال عنها حذيفة رضي الله عنه: "تكون فتنةٌ تعوّج فيها عقول الرجال، حتى لا تكاد ترى رجلاً عاقلاً" وعنه أيضاً رضي الله عنه أنه سئل أي الفتن أشد؟ قال: "أن يعرض عليك الخير والشر، فلا تدري أيهما تركب".

وهذا واجب العقلاءِ وأصحاب القرار في الأراضي المحتلة الذين يُدركون العواقبَ الوخيمة والآثارَ المدمِّرة لسفك الدماء، والتناحر والتباغض، أنه لا بد من نبذ الخلاف وتوحيد الرّأي والوقوف صفّاً واحداً في مواجهَة الاحتلال والمتغيّرات العالميّة والثبات على نهجِ الوَحدة القائم على الشريعة الإسلامية؛ الوحدة التي لا يذّل فيها مظلوم، ولا يشقى معها مَحروم، ولا يعبَث في أرضِها باغ، ولا يتلاعب بحقوقِها ظالم.

كسر الحصار

سؤال يطرح نفسه بقوة: هل سننتصر في معركة فك حصار التجويع عن الشعب الفلسطيني؟! وهل سيترك المسلمين في العالم إخوانهم يواجهون الحصار وحدهم، ذلك الحصار الذي جعل الطفل يذهب إلى مدرسته وجوفه خال من الطعام طوال اليوم، ولا يجد القلم الرصاص الذي يكتب به؛ لأن الاحتلال قرر بإغلاقه المعابر عدم وصول الغذاء والدواء وحتى الأدوات المدرسية!!

فبعد قمة وإعلان الرياض لكسر الحصار فعلاً لا قولاً ؟! استبشرنا خيراً وانتظرنا أشهراً لعلنا نرى شيئاً، وتساءلنا هل فعلاً سيزول الحصار؟ وهل سيرى أهل فلسطين النور من جديد، وستنتهي معاناتهم وآلامهم؟! وهل سيقف اليهود وآلتهم العسكرية عن ممارسة هواياتهم اليومية من قتل وتدمير؟!!

انتظرنا مع يقيننا أن قضية فلسطين ليست مشكلة حكومة أو من يرأسها لكنها مسيرة احتلال بغيض وظلم عانى منه الفلسطينيون طوال أكثر من مائة سنة ، بسبب مقاومتهم حيناً ، أو لاستسلامهم حيناً آخر ، أو لإبرامهم العقود والعهود والاتفاقات ، أو لرفضهم لبند معين من مجمل اتفاقية مقترحة !! وما هذا الحصار إلا حلقة من حلقات الحرب الصهيونية على فلسطين الأرض والشعب والقيادة مهما كان طيفها !!!

من المجرم في هذا الحصار ؟!!

نود أن نعرف من المجرم في هذا الحصار ... من نفذ الحصار؟... ومن طبق الأوامر؟... ومن منع التحويلات على أشكالها؟... ومن تجاوز في قيوده ما فرضته السياسة الأمريكية على الدول والمؤسسات والحكومات والبنوك؟!! ...أليس من حقنا أن نتساءل ونسائل مؤسساتنا وفي مقدمتها الجامعة العربية لماذا التزمت الصمت أمام معاناة ليس لها مثيل؟!! ولماذا حرمتم شعب بأكمله من توفير طعامه، وأدخلتموه في دوامة الجوع والمذلة والمهانة؟!! أليس من حقنا أن نعرف كيف يترك شعب لمدة أكثر من سنة وهو يتجرع الجوع الذي رافقه الذل والهوان من خذلان القريب قبل البعيد ؟!! ألا ينبغي أن تكون تلك الكلمات في كسر الحصار منذ اليوم الأول الذي فرض فيه السجان حصاره، وتجويعه للسجين!!

مسؤولية من ؟!!

واسألوا البنوك والمصارف العربية كم من التحويلات المالية للمؤسسات الخيرية في فلسطين منعت من الدخول إلى حساباتهم ؟! وكم حوالة رجعت لمصدرها ؟! وكم عانى الأيتام، وتألمت الأرامل، وذرفت أعين المرضى وأقربائهم دماً قبل الدمع والأسى؟!! ألا يحق لنا أن نقاطع البنوك التي ساهمت في الحصار كونها شاركت في المشروع الأميركي الغربي لنصرة اليهود واحتلالهم لأرض فلسطين.

ومع أن الحصار كان على الحكومة والسلطة كذلك، فلماذا ساهمتم بحصار المؤسسات الإنسانية والخيرية والطبية ؟!! أليس من حق من حوصر لأكثر من سنة أن يحاسب من حاصره ومنع عنه كل مقومات الحياة ؟!! أتريدون أن تمر مثل تلك الأحداث من غير مساءلة؟!! ، ألا يجب أن يحاكموا مجرمي الحصار كطغاة ضد الإنسانية ؟!!

ما بعد إعلان الرياض

وبعد هذا ما الجديد في مبادرة قمة الرياض، وهل ستلتزم القيادة اليهودية بتلك المبادرة، وهل ستقبلها، وتتعامل معها بجدية، وأين ذهبت الاتفاقات ومسيرة السلام ؟ وهل ستحقق المبادرة العربية ما لم تحققه اتفاقات أوسلو ؟! وهل استطاعت الدول العربية والجامعة العربية فك الحصار عن الحكومة الفلسطينية بعد التشكيل الجديد، أم أن الحال كما هو عليه، شعب أثخن في الجراح، ومعاناة تنقل حية في الفضائيات ولا حراك !!

فهناك فرقاً بين المطالبة بفك الحصار على أهل فلسطين، وبين العمل والمبادرة بفك الحصار، ألم تكن البنوك العربية هي الأداة التي نفذ فيها الحصار على الشعب المسلم، وتجويعه وزيادة معاناته.

توزيع الخبز

وهاهي وزارة الأوقاف الفلسطينية وبالتعاون مع بعض الجمعيات الخيرية تقوم بتوزيع حزم من الخبز على الطلاب المنتسبين لمراكز التحفيظ على معظم المساجد في مدينة غزة؛ وذلك سعيًا منها لتخفيف الحصار المفروض على الفلسطينيين، أليس تلك مأساة حقيقية ... والعالم ينظر إليهم وكأنهم خارج نطاق الإنسانية .. لا نقول القرارات الدولية !! أيصل الحال أن نوزع الخبز على شعب بأكمله وهو على أرضه المباركة المليئة بالخيرات ؟!!

أصوات لا نسمعها إلا بعد النزول عن الكراسي

الغريب أن الكثير من الأصوات لا نسمعها إلا بعد الخروج من الكراسي الرئاسية، كما خط "جيمي كارتر" الرئيس الأميركي الأسبق في كتابه "فلسطين .. سلام لا فصلاً عنصرياً" بصراحة خلاصة تجربته في القضية الفلسطينية، وأطلق صيحة تحذير مدوية حملت إدانة صريحة لأساليب عزل الفلسطينيين بعد الشروع في بناء الجدار العازل بالأراضي المحتلة، وطالب بأن تنأى أمريكا بنفسها عن التساهل إزاء سياسات المصادرة واستعمار الأراضي الفلسطينية التي تؤدي إلى تصاعد الإرهاب العالمي الموجه للولايات المتحدة‏..‏

ووصف في كتابه القمع البشع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ونظام الأذونات الصارم للتنقل، والفصل الشديد بين المواطنين الفلسطينيين والأوجه التي يتعرض الفلسطينيون فيها لقمع أبشع من ذلك الذي كان يتعرض له السود في جنوب أفريقيا خلال فترة الفصل العنصري". ويعزو كارتر "الامتناع الشديد عن انتقاد السياسة الإسرائيلية" في الولايات المتحدة إلى النشاط الهائل للوبي المؤيد للكيان المحتل وغياب أصوات معترضة فاعلة".

وأضاف كارتر في الحديث عن الجدار العازل واصفاً إياه بسجن للفصل العنصري: "إنه بإحكام إسرائيل السيطرة على القدس الشرقية ومحاصرة الجدار العازل لما تبقى من الضفة الغربية، وفي ظل بقاء آلاف المستوطنين شرق الجدار في حماية قوات احتلال كثيفة، مع تحرك بعض الساسة "الإسرائيليين" في السنوات الأخيرة لاتخاذ قرارات وسياسات أحادية الجانب انطلاق من هذه المعطيات معتقدين أن سياسة الحواجز والجدران هي الوسيلة الناجعة لحل المشكلة الفلسطينية!!

كلمات كم تمنينا أن ينطقها "كارتر" وهو على رأس قيادته، وليس بعد أن ينفك من قيود اللوبي اليهودي بعد أن أخذوا ما أرادوا منه وتركوه لذكرياته وضميره إن أبقوا له شيئاً، ألم تكن لدي "كارتر" هذه الرؤى عندما كان على رأس السلطة ?!!‏

تنديد آخر بالحصار الدولي على الفلسطينيين
ومن جانب آخر ندّد رئيس الوزراء الهولندي الأسبق "إدريس فان آخت"، بالحصار الذي يفرضه المجتمع الدولي على الشعب الفلسطيني في كلمته التي ألقاها أمام المؤتمر السنوي الخامس لفلسطينيي أوروبا، المنعقد في مدينة روتردام الهولندية، والذي شاركت في أعماله وفود أوروبية، وبلغ عدد الحاضرين فيه نحو خمسة آلاف مشارك ومشاركة.

وأكد المسئول الهولندي أن اشتراطات المجتمع الدولي على الفلسطينيين تقوم على معايير مزدوجة، فضلاً عن أنها تمثل انحيازًا صارخًا نحو الاحتلال الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني وحكومته وعلى الحساب الشرعية الدولية.

وشدد على أحقية الفلسطينيين في المقاومة طالما بقيت أرضهم تحت الاحتلال، وأن هذا الحق يدعمه القانون الدولي، محذرًا من التوجه الرامي لاستثناء الشعب الفلسطيني من هذا الحق.

حصار وتعذيب

أصدرت جمعيتان يهوديتان وهما "بيتسليم" و"مركز حماية الأفراد"، تقريرًا حقوقيًا أدانا فيه سلطات الاحتلال الصهيوني، متهمين سلطات الأمن بتعذيب السجناء الفلسطينيين، واستعرض التقرير كذلك الأساليب والوسائل التي تستخدمها سلطات الاحتلال لتعذيب الفلسطينيين أثناء استجوابهم للحصول على اعترافات منهم، وأكد التقرير أن الضرب والحرمان من النوم والربط المحكم، وتمديد الجسم، وثني الظهر، تأتي على رأس تلك الوسائل، وأن تلك الممارسات مجرّمة في القانون الدولي, حيث تعتبر شكلاً من أشكال التعذيب، فضلاً عن مخالفتها قرارًا قضائيًا سابقًا حول تعذيب السجناء في "إسرائيل" صدر عام 1999م.

والطامة أن تصدر مثل تلك التقارير منظمات حقوقية يهودية، والعالم ومنظماته المختلفة لا ترى ولا تسمع مثل تلك التجاوزات ووسائل التعذيب المحرمة دولياً ... والجدير بالذكر أن هؤلاء الذين يطلقون عليهم مصطلح المعتقلين هم أسرى حرب، ومعاملتهم يجب أن تكون وفق اتفاقات جنيف لأسرى الحرب!!

والأطفال يعذبون

ولم يقتصر الأمر على الأسرى الكبار بل تعدى إلى تعذيب الأطفال المأسورين فقد كشف نادي الأسير الفلسطيني في نشرة أصدرها أن سلطات الاحتلال تقوم باستغلال الأسرى وخاصة الأطفال وتجبرهم على ممارسة أعمال السخرة بالعمل لمدة ثماني ساعات مقابل حصولهم على خمسة شواقل (ما يعادل دولاراً واحداً فقط) يومياً، وأن الجنود الصهاينة يأتون إلى غرف الأطفال الأسرى الساعة السابعة صباحًا ويجبرونهم على الخروج منها, ويقومون بتقييد أرجلهم بالسلاسل ومن ثم يدفعون بهم إلى نفق تابع للسجن مخصص لتأدية العمل فيه. وأضاف التقرير: "أن على كل أسير أن يقوم بتعبئة وتغليف ملاعق بلاستيكية داخل صناديق مخصصة لها حيث يمضي الأسير الوقت وهو واقف على قدميه أثناء تأدية العمل تحت حراسة مشددة من قبل الجنود الصهاينة.

وهنا نقول: أين الإعلام العربي والعالمي من فضح الاحتلال اليهودي إزاء ما يرتكبه من جرائم علاوة على ما ينتزعه من براءة الطفولة وسرقة أعمارهم في سجون التعذيب والقهر واستغلالهم في الأعمال الشاقة ؟!!

حصار برعاية دولية

في غزة مليون ونصف النسمة يعيشون على 1.3% من مساحة فلسطين التاريخية بسجن لم يشهده التاريخ، وأكثر من 80% فيها يعيشون تحت خط الفقر، والدفع مازال مستمراً لإشعال الفتن بين الحكومة والرئاسة وبين فئات الشعب، أضف إلى ذلك منع التحويلات عنهم، وتعطيل عمل الجمعيات الخيرية، وموظفون بلا رواتب، واقتحامات واعتقالات وخطف وقتل يومي نال منه الأطفال النصيب الأكبر في الفترة الأخيرة، ورافق ذلك كله إغلاق جميع المعابر لقطاع غزة ليحكموا على المليون ونصف النسمة بالقتل البطيء.

عامٌ وبعده عام

أذكر أنني كتبت مقالاً في شهر رمضان اجتهدت فيه أن أصور المعاناة التي يعيشها أهل فلسطين في ظل الحصار وقلة ذات اليد، وكيف أن موائد الطعام اقتصرت على العدس والخبر إن وجد، فأرسل إليّ أحد القرّاء من فلسطين وقال لي فعلاً أبكيتني على حالنا .. وهاهو رمضان التالي قد اقترب والحال أسوأ مما كان، فلا أدري كيف سأصف الحال في الشهر الفضيل إن استمر الحصار!!

خطة أميركية جديدة

عرضت أمريكا خطة أمنية جديدة تدعو إلى تخفيف القيود على حركة المواطنين الفلسطينيين، والغريب أنها لا تحوي أي كلمة بشأن رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني ...!! خطة في غاية الخطورة تقزم القضية الفلسطينية بتخفيف القيود وإزالة بعض الحواجز المذلة على الطرقات وبين المدن والقرى، دون الإشارة إلى الجدار الظالم الذي سجن شعب بأكمله واقتطع ما تبقى من أرضه.

خطة لم تضع ضغوطاً على الاحتلال اليهودي لتلبية المطالب الفلسطينية بإنهاء الحصار والاحتلال، هذا بالإضافة إلى أن الكيان اليهودي غير مستعد لتغيير ممارساته وإنهاء الحصار.

الخلاصة:

· سيبقى الاختبار الأول والأسهل للأمة الإسلامية أجمع حكومات وشعوب، قرارات ومؤتمرات، قمم وخطط، هو فك الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، وإذا سقطت في هذا الاختبار فلا نرى أية جدوى لأية خطوة قادمة بعد ذلك، فمازال الفلسطينيون يعتبرون أن معيار نجاح القمة العربية الأخيرة يكمن في قرارها برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.

· العالم أجمع مدعو لتحمل مسئولياته وعدم التزام الصمت حيال ما يجري من حصار، فاستمرار الحصار على الشعب الفلسطيني بعد قيام حكومة الوحدة الوطنية، وتواصل منع الطعام والدواء عن الشعب الفلسطيني جريمة دخلت التاريخ وأضافت للسجل الأسود صفحة مخزية.

· على الرئاسة وحكومة الوحدة الوطنية التي شكلت مؤخراً أن تعلن استقالتها خلال شهر أو كحد أقصى ثلاثة أشهر إذا لم يرفع الحصار الظالم خلال تلك الفترة، ولنرجع إلى نقطة الصفر، فالقيادة التي لا يسمح لها أن توفر رغيف الخبز لشعبها، كيف ستقوده وتوفر الحياة الكريمة لفئاته!!

· وما ذكرته بعض وسائل الإعلام من أن دولاً عربية وأخرى أوروبية دعت السلطة الفلسطينية لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة "لضمان فك الحصار عن الشعب الفلسطيني"، خديعة جديدة ساذجة، يراد منها أن يعيش الشعب وقادته في دوامة سياسية لا تنتهي.

· الحصار أصبح تاريخاً لا يمكن تجاوزه وأصبح صفحة من المعاناة الحقيقة لأهل فلسطين ، كما يذكرنا بعام 1948م وعام 1967م وكذلك بداية عام 2006م حين فرض الحصار على شعب بأكمله.

· الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل المسؤولية الأساسية عن الحصار قبل الكيان اليهودي، خاصة بما يتعلق بالقيود البنكية التي تمنع التحويلات المالية للمواطن الفلسطيني حتى لو كانت قيمتها (1000) دولار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.