النزاهة أولًا.. الرئيس يرسخ الثقة فى البرلمان الجديد    بعد انسحاب الدالي، شرط وحيد يمنح هشام بدوي أول مقعد في جولة الإعادة بانتخابات النواب بالجيزة    جبران: مصر تؤكد التزامها بتعزيز بيئة العمل وتبادل الخبرات مع دول الخليج    أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    6 مليارات دولار استثمارات في مصر أبرزها، 10 معلومات عن العلاقات الاقتصادية المصرية الكورية    أسعار الخضروات اليوم الخميس 20 نوفمبر في سوق العبور    ارتفاع أسعار النفط وسط ترقب إنهاء مهلة أمريكية التعامل مع شركتين روسيتين    لمدة 5 ساعات.. فصل التيار الكهربائي عن 17 قرية وتوابعها بكفر الشيخ اليوم    مسئول أمني: المنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط تكثف نقل مقاتليها إلى أفغانستان    استشهاد 3 فلسطينيين بقصف إسرائيلى على منزل جنوبى قطاع غزة    موعد انضمام كريستيانو رونالدو لتدريبات النصر السعودي    مواجهات قوية في دوري المحترفين المصري اليوم الخميس    الاستعلام عن الحالة الصحية لعامل سقط من علو بموقع تحت الإنشاء بالتجمع    تجديد حبس عاطل بتهمة الشروع في قتل زوجته بالقطامية    موظفة تتهم زميلتها باختطافها فى الجيزة والتحريات تفجر مفاجأة    شبورة كثيفة وانعدام الرؤية أمام حركة السيارات على طرق القاهرة والجيزة    حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    عرض 6 أفلام قصيرة ضمن "البانوراما المصرية" بالقاهرة السينمائي اليوم    هولندا: ندعم محاسبة مرتكبى الانتهاكات في السودان وإدراجهم بلائحة العقوبات    الصحة بقنا تشدد الرقابة.. جولة ليلية تُفاجئ وحدة مدينة العمال    وزير الصحة يتابع توافر الأدوية والمستلزمات الطبية في جميع التخصصات    مستشفى 15 مايو التخصصي ينظم ورشة تدريبية فى جراحة الأوعية الدموية    اليوم.. محاكمة المتهمة بتشويه وجه عروس طليقها فى مصر القديمة    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 20 نوفمبر 2025    براتب 9000 جنيه.. العمل تعلن عن 300 وظيفة مراقب أمن    شوقي حامد يكتب: الزمالك يعاني    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟    انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    سفير فلسطين: الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    أضرار التدخين على الأطفال وتأثيره الخطير على صحتهم ونموهم    مكايدة في صلاح أم محبة لزميله، تعليق مثير من مبابي عن "ملك إفريقيا" بعد فوز أشرف حكيمي    محمد أبو الغار: عرض «آخر المعجزات» في مهرجان القاهرة معجزة بعد منعه العام الماضي    يحيى أبو الفتوح: منافسة بين المؤسسات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي    أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء    هند الضاوي: إسرائيل تكثف تدريباتها العسكرية خوفًا من هجمات «داعش»    وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    موسكو تبدي استعدادًا لاستئناف مفاوضات خفض الأسلحة النووي    إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني    المطربة بوسي أمام المحكمة 3 ديسمبر في قضية الشيكات    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء ببولاق الدكرور    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    "مفتاح" لا يقدر بثمن، مفاجآت بشأن هدية ترامب لكريستيانو رونالدو (صور)    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    تقرير: بسبب مدربه الجديد.. برشلونة يفكر في قطع إعارة فاتي    ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    ماييلي: جائزة أفضل لاعب فخر لى ورسالة للشباب لمواصلة العمل الدؤوب    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حصار فلسطين... بين أصل الحكاية وحقيقة النكاية
نشر في الشعب يوم 26 - 05 - 2007


بقلم: عيسى قدومي

حصارٌ اقتصادي وسياسي فرضته الولايات المتحدة وتبعها الغرب أجمع على الحكومة المنتخبة بعد نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي رعتها الدول الغربية، ونجحت بها حركة حماس ب 74 مقعداً من أصل 123 مقعداً، وتضرر بذلك الحصار الشعب بأكمله بجميع فئاته، ولم يستلم الموظفين في ظل حكومة حماس الرواتب لأكثر من سنة، والى الآن والحصار مفروض، وقد أضاف صفحة من صفحات الحرب الصهيونية على فلسطين الأرض والشعب والقيادة.

حصار شرس لم يحدث في تاريخ ذلك الشعب منذ ما يقرب من مئة عام، فرض على شعب بأكمله، ومعه استمرت المجازر والتصفيات، واختطاف المنتخَبين، وتجويع الناخبين، ليستجدي هذا الشعب في أرضه "الكيلو من الطحين" وكيس الخبز بهدف الإذلال والمهانة وكسر الإرادة والتنازل عن كل الثوابت، حيث لخص رئيس حكومة الاحتلال الأسبق "إيهود باراك" هذه السلوكيات والممارسات والإجراءات بقوله: " إسرائيل تعلمت أنه ليس ثمة سبيل لتحقيق النصر بالاحتلال، وإن الطريق الوحيد هو اختيار شدة المهانة "!!

حصار واقتتال

أوضاع مريرة يعيشها أهل فلسطين ازدادت بها معاناتهم، وتفاقمت آلامهم، وتقطعت أوصالهم، حصار وتجويع ... قتل وتصفية ... تهويد وتدنيس للمقدسات ... تجاوز لكل الاتفاقات المبرمة والمعاهدات الدولية ... تحالف عالمي مستمر لقطع جميع التحويلات حتى ولو كانت لمسح دمعة أرملة أو كسوة يتيم أو إغاثة مسكين لا يجد كِسرة خبز!!

والمصيبة الأكبر إثارة الفتنة بين أبناء الشعب الواحد واشتعال نار الحرب الأهلية، وتقوية طرف على طرف، قيادة برأسين كل يريد أن يثبت وجوده وينفذ قراراته حتى مع وجود حكومة جديدة أسموها "حكومة وحدة وطنية".

أليست التحديات التي نعيشها دافعاً كافياً لنوحد صفوفنا، ونلملم شتاتنا، ونعي أمورنا بحكمة وأناة ؟!! فلا مفر أمام الشعب الفلسطيني من أن يوحد صفوفه ويتمسك بثوابته الشرعية ويدافع عنها، وهذا وحده كفيل بإحباط ما يمكر به الكائدون.

إن أهل فلسطين لا بد أن يدركوا خطر الفتن التي قال عنها حذيفة رضي الله عنه: "تكون فتنةٌ تعوّج فيها عقول الرجال، حتى لا تكاد ترى رجلاً عاقلاً" وعنه أيضاً رضي الله عنه أنه سئل أي الفتن أشد؟ قال: "أن يعرض عليك الخير والشر، فلا تدري أيهما تركب".

وهذا واجب العقلاءِ وأصحاب القرار في الأراضي المحتلة الذين يُدركون العواقبَ الوخيمة والآثارَ المدمِّرة لسفك الدماء، والتناحر والتباغض، أنه لا بد من نبذ الخلاف وتوحيد الرّأي والوقوف صفّاً واحداً في مواجهَة الاحتلال والمتغيّرات العالميّة والثبات على نهجِ الوَحدة القائم على الشريعة الإسلامية؛ الوحدة التي لا يذّل فيها مظلوم، ولا يشقى معها مَحروم، ولا يعبَث في أرضِها باغ، ولا يتلاعب بحقوقِها ظالم.

كسر الحصار

سؤال يطرح نفسه بقوة: هل سننتصر في معركة فك حصار التجويع عن الشعب الفلسطيني؟! وهل سيترك المسلمين في العالم إخوانهم يواجهون الحصار وحدهم، ذلك الحصار الذي جعل الطفل يذهب إلى مدرسته وجوفه خال من الطعام طوال اليوم، ولا يجد القلم الرصاص الذي يكتب به؛ لأن الاحتلال قرر بإغلاقه المعابر عدم وصول الغذاء والدواء وحتى الأدوات المدرسية!!

فبعد قمة وإعلان الرياض لكسر الحصار فعلاً لا قولاً ؟! استبشرنا خيراً وانتظرنا أشهراً لعلنا نرى شيئاً، وتساءلنا هل فعلاً سيزول الحصار؟ وهل سيرى أهل فلسطين النور من جديد، وستنتهي معاناتهم وآلامهم؟! وهل سيقف اليهود وآلتهم العسكرية عن ممارسة هواياتهم اليومية من قتل وتدمير؟!!

انتظرنا مع يقيننا أن قضية فلسطين ليست مشكلة حكومة أو من يرأسها لكنها مسيرة احتلال بغيض وظلم عانى منه الفلسطينيون طوال أكثر من مائة سنة ، بسبب مقاومتهم حيناً ، أو لاستسلامهم حيناً آخر ، أو لإبرامهم العقود والعهود والاتفاقات ، أو لرفضهم لبند معين من مجمل اتفاقية مقترحة !! وما هذا الحصار إلا حلقة من حلقات الحرب الصهيونية على فلسطين الأرض والشعب والقيادة مهما كان طيفها !!!

من المجرم في هذا الحصار ؟!!

نود أن نعرف من المجرم في هذا الحصار ... من نفذ الحصار؟... ومن طبق الأوامر؟... ومن منع التحويلات على أشكالها؟... ومن تجاوز في قيوده ما فرضته السياسة الأمريكية على الدول والمؤسسات والحكومات والبنوك؟!! ...أليس من حقنا أن نتساءل ونسائل مؤسساتنا وفي مقدمتها الجامعة العربية لماذا التزمت الصمت أمام معاناة ليس لها مثيل؟!! ولماذا حرمتم شعب بأكمله من توفير طعامه، وأدخلتموه في دوامة الجوع والمذلة والمهانة؟!! أليس من حقنا أن نعرف كيف يترك شعب لمدة أكثر من سنة وهو يتجرع الجوع الذي رافقه الذل والهوان من خذلان القريب قبل البعيد ؟!! ألا ينبغي أن تكون تلك الكلمات في كسر الحصار منذ اليوم الأول الذي فرض فيه السجان حصاره، وتجويعه للسجين!!

مسؤولية من ؟!!

واسألوا البنوك والمصارف العربية كم من التحويلات المالية للمؤسسات الخيرية في فلسطين منعت من الدخول إلى حساباتهم ؟! وكم حوالة رجعت لمصدرها ؟! وكم عانى الأيتام، وتألمت الأرامل، وذرفت أعين المرضى وأقربائهم دماً قبل الدمع والأسى؟!! ألا يحق لنا أن نقاطع البنوك التي ساهمت في الحصار كونها شاركت في المشروع الأميركي الغربي لنصرة اليهود واحتلالهم لأرض فلسطين.

ومع أن الحصار كان على الحكومة والسلطة كذلك، فلماذا ساهمتم بحصار المؤسسات الإنسانية والخيرية والطبية ؟!! أليس من حق من حوصر لأكثر من سنة أن يحاسب من حاصره ومنع عنه كل مقومات الحياة ؟!! أتريدون أن تمر مثل تلك الأحداث من غير مساءلة؟!! ، ألا يجب أن يحاكموا مجرمي الحصار كطغاة ضد الإنسانية ؟!!

ما بعد إعلان الرياض

وبعد هذا ما الجديد في مبادرة قمة الرياض، وهل ستلتزم القيادة اليهودية بتلك المبادرة، وهل ستقبلها، وتتعامل معها بجدية، وأين ذهبت الاتفاقات ومسيرة السلام ؟ وهل ستحقق المبادرة العربية ما لم تحققه اتفاقات أوسلو ؟! وهل استطاعت الدول العربية والجامعة العربية فك الحصار عن الحكومة الفلسطينية بعد التشكيل الجديد، أم أن الحال كما هو عليه، شعب أثخن في الجراح، ومعاناة تنقل حية في الفضائيات ولا حراك !!

فهناك فرقاً بين المطالبة بفك الحصار على أهل فلسطين، وبين العمل والمبادرة بفك الحصار، ألم تكن البنوك العربية هي الأداة التي نفذ فيها الحصار على الشعب المسلم، وتجويعه وزيادة معاناته.

توزيع الخبز

وهاهي وزارة الأوقاف الفلسطينية وبالتعاون مع بعض الجمعيات الخيرية تقوم بتوزيع حزم من الخبز على الطلاب المنتسبين لمراكز التحفيظ على معظم المساجد في مدينة غزة؛ وذلك سعيًا منها لتخفيف الحصار المفروض على الفلسطينيين، أليس تلك مأساة حقيقية ... والعالم ينظر إليهم وكأنهم خارج نطاق الإنسانية .. لا نقول القرارات الدولية !! أيصل الحال أن نوزع الخبز على شعب بأكمله وهو على أرضه المباركة المليئة بالخيرات ؟!!

أصوات لا نسمعها إلا بعد النزول عن الكراسي

الغريب أن الكثير من الأصوات لا نسمعها إلا بعد الخروج من الكراسي الرئاسية، كما خط "جيمي كارتر" الرئيس الأميركي الأسبق في كتابه "فلسطين .. سلام لا فصلاً عنصرياً" بصراحة خلاصة تجربته في القضية الفلسطينية، وأطلق صيحة تحذير مدوية حملت إدانة صريحة لأساليب عزل الفلسطينيين بعد الشروع في بناء الجدار العازل بالأراضي المحتلة، وطالب بأن تنأى أمريكا بنفسها عن التساهل إزاء سياسات المصادرة واستعمار الأراضي الفلسطينية التي تؤدي إلى تصاعد الإرهاب العالمي الموجه للولايات المتحدة‏..‏

ووصف في كتابه القمع البشع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ونظام الأذونات الصارم للتنقل، والفصل الشديد بين المواطنين الفلسطينيين والأوجه التي يتعرض الفلسطينيون فيها لقمع أبشع من ذلك الذي كان يتعرض له السود في جنوب أفريقيا خلال فترة الفصل العنصري". ويعزو كارتر "الامتناع الشديد عن انتقاد السياسة الإسرائيلية" في الولايات المتحدة إلى النشاط الهائل للوبي المؤيد للكيان المحتل وغياب أصوات معترضة فاعلة".

وأضاف كارتر في الحديث عن الجدار العازل واصفاً إياه بسجن للفصل العنصري: "إنه بإحكام إسرائيل السيطرة على القدس الشرقية ومحاصرة الجدار العازل لما تبقى من الضفة الغربية، وفي ظل بقاء آلاف المستوطنين شرق الجدار في حماية قوات احتلال كثيفة، مع تحرك بعض الساسة "الإسرائيليين" في السنوات الأخيرة لاتخاذ قرارات وسياسات أحادية الجانب انطلاق من هذه المعطيات معتقدين أن سياسة الحواجز والجدران هي الوسيلة الناجعة لحل المشكلة الفلسطينية!!

كلمات كم تمنينا أن ينطقها "كارتر" وهو على رأس قيادته، وليس بعد أن ينفك من قيود اللوبي اليهودي بعد أن أخذوا ما أرادوا منه وتركوه لذكرياته وضميره إن أبقوا له شيئاً، ألم تكن لدي "كارتر" هذه الرؤى عندما كان على رأس السلطة ?!!‏

تنديد آخر بالحصار الدولي على الفلسطينيين
ومن جانب آخر ندّد رئيس الوزراء الهولندي الأسبق "إدريس فان آخت"، بالحصار الذي يفرضه المجتمع الدولي على الشعب الفلسطيني في كلمته التي ألقاها أمام المؤتمر السنوي الخامس لفلسطينيي أوروبا، المنعقد في مدينة روتردام الهولندية، والذي شاركت في أعماله وفود أوروبية، وبلغ عدد الحاضرين فيه نحو خمسة آلاف مشارك ومشاركة.

وأكد المسئول الهولندي أن اشتراطات المجتمع الدولي على الفلسطينيين تقوم على معايير مزدوجة، فضلاً عن أنها تمثل انحيازًا صارخًا نحو الاحتلال الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني وحكومته وعلى الحساب الشرعية الدولية.

وشدد على أحقية الفلسطينيين في المقاومة طالما بقيت أرضهم تحت الاحتلال، وأن هذا الحق يدعمه القانون الدولي، محذرًا من التوجه الرامي لاستثناء الشعب الفلسطيني من هذا الحق.

حصار وتعذيب

أصدرت جمعيتان يهوديتان وهما "بيتسليم" و"مركز حماية الأفراد"، تقريرًا حقوقيًا أدانا فيه سلطات الاحتلال الصهيوني، متهمين سلطات الأمن بتعذيب السجناء الفلسطينيين، واستعرض التقرير كذلك الأساليب والوسائل التي تستخدمها سلطات الاحتلال لتعذيب الفلسطينيين أثناء استجوابهم للحصول على اعترافات منهم، وأكد التقرير أن الضرب والحرمان من النوم والربط المحكم، وتمديد الجسم، وثني الظهر، تأتي على رأس تلك الوسائل، وأن تلك الممارسات مجرّمة في القانون الدولي, حيث تعتبر شكلاً من أشكال التعذيب، فضلاً عن مخالفتها قرارًا قضائيًا سابقًا حول تعذيب السجناء في "إسرائيل" صدر عام 1999م.

والطامة أن تصدر مثل تلك التقارير منظمات حقوقية يهودية، والعالم ومنظماته المختلفة لا ترى ولا تسمع مثل تلك التجاوزات ووسائل التعذيب المحرمة دولياً ... والجدير بالذكر أن هؤلاء الذين يطلقون عليهم مصطلح المعتقلين هم أسرى حرب، ومعاملتهم يجب أن تكون وفق اتفاقات جنيف لأسرى الحرب!!

والأطفال يعذبون

ولم يقتصر الأمر على الأسرى الكبار بل تعدى إلى تعذيب الأطفال المأسورين فقد كشف نادي الأسير الفلسطيني في نشرة أصدرها أن سلطات الاحتلال تقوم باستغلال الأسرى وخاصة الأطفال وتجبرهم على ممارسة أعمال السخرة بالعمل لمدة ثماني ساعات مقابل حصولهم على خمسة شواقل (ما يعادل دولاراً واحداً فقط) يومياً، وأن الجنود الصهاينة يأتون إلى غرف الأطفال الأسرى الساعة السابعة صباحًا ويجبرونهم على الخروج منها, ويقومون بتقييد أرجلهم بالسلاسل ومن ثم يدفعون بهم إلى نفق تابع للسجن مخصص لتأدية العمل فيه. وأضاف التقرير: "أن على كل أسير أن يقوم بتعبئة وتغليف ملاعق بلاستيكية داخل صناديق مخصصة لها حيث يمضي الأسير الوقت وهو واقف على قدميه أثناء تأدية العمل تحت حراسة مشددة من قبل الجنود الصهاينة.

وهنا نقول: أين الإعلام العربي والعالمي من فضح الاحتلال اليهودي إزاء ما يرتكبه من جرائم علاوة على ما ينتزعه من براءة الطفولة وسرقة أعمارهم في سجون التعذيب والقهر واستغلالهم في الأعمال الشاقة ؟!!

حصار برعاية دولية

في غزة مليون ونصف النسمة يعيشون على 1.3% من مساحة فلسطين التاريخية بسجن لم يشهده التاريخ، وأكثر من 80% فيها يعيشون تحت خط الفقر، والدفع مازال مستمراً لإشعال الفتن بين الحكومة والرئاسة وبين فئات الشعب، أضف إلى ذلك منع التحويلات عنهم، وتعطيل عمل الجمعيات الخيرية، وموظفون بلا رواتب، واقتحامات واعتقالات وخطف وقتل يومي نال منه الأطفال النصيب الأكبر في الفترة الأخيرة، ورافق ذلك كله إغلاق جميع المعابر لقطاع غزة ليحكموا على المليون ونصف النسمة بالقتل البطيء.

عامٌ وبعده عام

أذكر أنني كتبت مقالاً في شهر رمضان اجتهدت فيه أن أصور المعاناة التي يعيشها أهل فلسطين في ظل الحصار وقلة ذات اليد، وكيف أن موائد الطعام اقتصرت على العدس والخبر إن وجد، فأرسل إليّ أحد القرّاء من فلسطين وقال لي فعلاً أبكيتني على حالنا .. وهاهو رمضان التالي قد اقترب والحال أسوأ مما كان، فلا أدري كيف سأصف الحال في الشهر الفضيل إن استمر الحصار!!

خطة أميركية جديدة

عرضت أمريكا خطة أمنية جديدة تدعو إلى تخفيف القيود على حركة المواطنين الفلسطينيين، والغريب أنها لا تحوي أي كلمة بشأن رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني ...!! خطة في غاية الخطورة تقزم القضية الفلسطينية بتخفيف القيود وإزالة بعض الحواجز المذلة على الطرقات وبين المدن والقرى، دون الإشارة إلى الجدار الظالم الذي سجن شعب بأكمله واقتطع ما تبقى من أرضه.

خطة لم تضع ضغوطاً على الاحتلال اليهودي لتلبية المطالب الفلسطينية بإنهاء الحصار والاحتلال، هذا بالإضافة إلى أن الكيان اليهودي غير مستعد لتغيير ممارساته وإنهاء الحصار.

الخلاصة:

· سيبقى الاختبار الأول والأسهل للأمة الإسلامية أجمع حكومات وشعوب، قرارات ومؤتمرات، قمم وخطط، هو فك الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، وإذا سقطت في هذا الاختبار فلا نرى أية جدوى لأية خطوة قادمة بعد ذلك، فمازال الفلسطينيون يعتبرون أن معيار نجاح القمة العربية الأخيرة يكمن في قرارها برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.

· العالم أجمع مدعو لتحمل مسئولياته وعدم التزام الصمت حيال ما يجري من حصار، فاستمرار الحصار على الشعب الفلسطيني بعد قيام حكومة الوحدة الوطنية، وتواصل منع الطعام والدواء عن الشعب الفلسطيني جريمة دخلت التاريخ وأضافت للسجل الأسود صفحة مخزية.

· على الرئاسة وحكومة الوحدة الوطنية التي شكلت مؤخراً أن تعلن استقالتها خلال شهر أو كحد أقصى ثلاثة أشهر إذا لم يرفع الحصار الظالم خلال تلك الفترة، ولنرجع إلى نقطة الصفر، فالقيادة التي لا يسمح لها أن توفر رغيف الخبز لشعبها، كيف ستقوده وتوفر الحياة الكريمة لفئاته!!

· وما ذكرته بعض وسائل الإعلام من أن دولاً عربية وأخرى أوروبية دعت السلطة الفلسطينية لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة "لضمان فك الحصار عن الشعب الفلسطيني"، خديعة جديدة ساذجة، يراد منها أن يعيش الشعب وقادته في دوامة سياسية لا تنتهي.

· الحصار أصبح تاريخاً لا يمكن تجاوزه وأصبح صفحة من المعاناة الحقيقة لأهل فلسطين ، كما يذكرنا بعام 1948م وعام 1967م وكذلك بداية عام 2006م حين فرض الحصار على شعب بأكمله.

· الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل المسؤولية الأساسية عن الحصار قبل الكيان اليهودي، خاصة بما يتعلق بالقيود البنكية التي تمنع التحويلات المالية للمواطن الفلسطيني حتى لو كانت قيمتها (1000) دولار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.