أكد الرئيس حسنى مبارك أن المرأة الأفريقية والأطفال الأفارقة هم أول من يعانى من النزاعات المسلحة . وأول من يتعرض للحلقات المفرغة للفقر والتهميش . وقال الرئيس مبارك فى كلمته للدورة العادية الخامسة عشرة لمؤتمر رؤساء الدول والحكومات بالإتحاد الإفريقى التى بدأت فى كمبالا عاصمة أوغندا ويلقيها نيابة عن سيادته الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء - إن الإهتمام بالرعاية الصحية للأمهات والأطفال يمثل متطلبا ضروريا لتحقيق التنمية البشرية بالمجتمعات الأفريقية ، وأولوية رئيسية من أولويات سياساتنا العامة . وجهودنا من أجل بناء مجتمع أفريقى متطور ، يضع الإنسان فى قلب عملية التنمية . وأضاف الرئيس أن التصدى لهذه الحقائق يقتضى جهودا تشريعية تكفل لهم الحماية . وجهودا تنفيذية من جانب الحكومات وأخرى من جانب منظمات المجتمع المدنى فى بلادنا . كما يقتضى فى ذات الوقت مشاركة جادة وفعالة من جانب شركاء أفريقيا الدوليين وأجهزة الأممالمتحدة ذات الصلة . ورحب الرئيس بالمبادرة المشتركة للاتحاد الأفريقى وصندوق الأممالمتحدة للسكان من أجل الحد من وفيات الأمهات فى أفريقيا وهى مبادرة شاركت مصر فى إطلاقها وتحظى بتأييدها ومساندتها . وأكد إن مصر ستواصل جهودها تحقيقا لهذه الأهداف . مشيرا الى اقامة المجلس القومي للمرأة . وآخر للطفولة والأمومة . كما تستمر جهودنا لتطوير خدمات الرعاية الصحية للامهات والأطفال . وخدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة خلال الأعوام القليلة الماضية . وأعاد الرئيس مبارك تأكيد التزام مصر بتقديم المعونة الفنية والمساندة لأشقائها الأفارقة . من خلال الصندوق الفنى للتعاون المصرى مع أفريقيا . وتحقيقا لهذا فقد أوفدت مصر (124) طبيبا من مختلف التخصصات لدول القارة فضلا عن إيفادها عددا من القوافل الطبية . وإقامتها مراكز طبية تقدم الرعاية الصحية فى خمس دول أفريقية شقيقة . وأشاد الرئيس مبارك بالجهود التى تقوم بها منظمة السيدات الأفارقة الأوائل لمكافحة (الإيدز) لما لهذا المرض من تداعيات سلبية على التنمية الإقتصادية والإجتماعية والبشرية . وفيما يلى نص الكلمة - الأخ الرئيس بينغو وا موثاريكا . رئيس دولة مالاوى ورئيس الإتحاد الأفريقى - الأخ الرئيس يورى موسيفينى رئيس جمهورية أوغندا . ومضيف القمة - الأخوة والأخوات ملوك ورؤساء الدول والحكومات . - السيد جان بينج رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقى . أعبر عن تهنئتى وتقديرى للرئيس ( موثاريكا) لجهوده فى رئاسة الإتحاد الأفريقى منذ مطلع العام الحالى . وعن مشاعر المواساة والتضامن للرئيس موسيفينى وشعب أوغندا . فى ضحايا العمل الإرهابى الآثم ببلدهم الشقيق . ومشاعر الإمتنان لإستضافتهم هذه القمة الهامة . كما أود الإشادة بإختيار الموضوع الرئيسى للقمة . فى صلته بالمرأة الأفريقية . وهى نصف المجتمع . وبالطفل الأفريقى . وهو كل المستقبل وصانعه ، ولاشك أن الإهتمام بالرعاية الصحية للأمهات والأطفال يمثل متطلبا ضروريا لتحقيق التنمية البشرية بالمجتمعات الأفريقية وأولوية رئيسية من أولويات سياساتنا العامة . وجهودنا من أجل بناء مجتمع أفريقى متطور ، يضع الإنسان فى قلب عملية التنمية . لقد اعتمدنا (خطة عمل مابوتو) عام 2006 ترسيخا لهذه الأولوية وتعزيزا لهذه الجهود . فتضمنت الإستراتيجيات الرئيسية للبرامج الخاصة بالأمراض المعدية وخدمات الصحة الإنجابية .. وخدمات تنظيم لأسرة وغير ذلك من مجالات الرعاية الصحية ، كما شهد التحرك الأفريقى لتنفيذ (خطة العمل) خطوة إلى الأمام بإنعقاد مؤتمر أديس أبابا شهر أبريل الماضى وإقتراح تمديدها لتغطى الفترة حتى عام 2015 وهو ما يحظى بمساندة مصر وتأييدها . - الإخوة والأخوات ملوك ورؤساء الدول والحكومات .. إن أفريقيا لاتزال نهبا لإنتشار الملاريا والإيدز والحمى الصفراء والفيروسات الكبدية . لايزال (12) ألفا من أطفالنا يفقدون حياتهم كل يوم نتيجة هذه الأمراض ونحو (900) سيدة من بين كل (100) ألف حالة يتوفين أثناء الإنجاب . وهو ما يفرض علينا ضرورة مضاعفة الجهود لخفض معدلات وفيات الأطفال وتطوير الرعاية الصحية لهم ولإمهاتهم . إن المرأة الأفريقية والأطفال الأفارقة هم أول من يعانى من النزاعات المسلحة . وأول من يتعرض للحلقات المفرغة للفقر والتهميش . ويقتضى التصدى لهذه الحقائق جهودا تشريعية تكفل لهم الحماية . وجهودا تنفيذية من جانب الحكومات وأخرى من جانب منظمات المجتمع المدنى فى بلادنا . كما يقتضى فى ذات الوقت مشاركة جادة وفعالة من جانب شركاء أفريقيا الدوليين وأجهزة الأممالمتحدة ذات الصلة . ومن هذا المنطلق فإن مصر ترحب بالمبادرة المشتركة للاتحاد الأفريقى وصندوق الأممالمتحدة للسكان من أجل الحد من وفيات الأمهات فى أفريقيا وهى مبادرة شاركت مصر فى إطلاقها وتحظى بتأييدها ومساندتها . إننا نواصل جهودنا فى مصر تحقيقا لهذه الأهداف . أقمنا مجلسا قوميا للمرأة . وآخر للطفولة والأمومة . وتستمر جهودنا لتطوير خدمات الرعاية الصحية للامهات والأطفال . وخدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة خلال الأعوام القليلة الماضية . شهدت مصر إنخفاض معدل وفيات الأطفل حديثى الولادة بنسبة (68% ) من (174) حالة لكل (100) ألف مولود عام 1992 ، إلى (53) لكل (100) ألف مولود عام 2008 وحققت معدلات وفيات الأمهات إنخفاضا كبيرا مماثلا . وفى هذا السياق ودعما للجهود الأفريقية فى هذا الشأن الهام .. فإننى أعاود تأكيد التزام مصر بتقديم المعونة الفنية والمساندة لأشقائها الأفارقة . من خلال الصندوق الفنى للتعاون المصرى مع أفريقيا . وتحقيقا لهذا الالتزام . فقد أوفدت مصر (124) طبيبا من مختلف التخصصات يتواجدون حاليا بدول القارة فضلا عن إيفادها لعدد من القوافل الطبية . وإقامتها لمراكز طبية تقدم الرعاية الصحية فى خمس دول أفريقية شقيقة . وفى سياق متصل . لا يفوتنى أن أشيد بالجهود التى تقوم بها منظمة السيدات الأفارقة الأوائل لمكافحة (الإيدز) بما لهذا المرض من تداعيات سلبية على التنمية الإقتصادية والإجتماعية والبشرية . وما يمثله من تهديد راح ضحيته (9) ملايين طفل أفريقى حتى الآن . كما فقد (14) مليونا من أطفال القارة أحد الأبوين ، ضحية لهذا المرض . - الإخوة والأخوات ملوك ورؤساء الدول والحكومات .. - الوفود الإفريقية الموقرة .. إننا نتطلع لأن تخرج قمتنا اليوم بنتائج عملية . تحقق المزيد من نشر الوعى بهذه القضية الهامة والمزيد من الإهتمام بصحة الأمهات والأطفال الأفارقة . نتائج محددة تعطى جهودنا دفعة قوية إلى الأمام تقترب بنا من تحقيق أهداف الألفية للتنمية وتؤكد التزامنا بتعزيز تحركنا على المستوى الوطنى والقارى لنصل إلى هذه الأهداف . إننى أتطلع إلى مناقشات مفيدة حول هذه القضية الهامة وغيرها من القضايا المطروحة على جدول الأعمال . إن أمامنا أجندة حافلة ما بين تعزيز السلم والأمن الإقليمى وفض المنازعات وتطوير هياكل وآليات الإتحاد الأفريقى . وجهودنا من أجل النمو والتنمية . وغير ذلك من القضايا ذات الأولوية . وإننى أثق كل الثقة أن هذه القمة سوف يتحقق لها النجاح بحكمة قادة أفريقيا وزعمائها . لنخطو معا خطوات جديدة . تعزز عملنا الأفريقى المشترك . وتحقق تطلعات شعوبنا للحاضر والمستقبل الأفضل . أشكركم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . [ نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط ]