أشاد الرئيس حسني مبارك في كلمته التي ألقاها نيابة عنه د. أحمد نظيف رئيس الوزراء أمام الدورة العادية ال15 لرؤساء الدول والحكومات بالاتحاد الأفريقي المنعقدة بأوغندا بالموضوع الرئيسي للقمة وصحة الأمهات والرضع والأطفال والتنمية في أفريقيا، وأعرب الرئيس مبارك في بداية كلمته عن مواساته لشعب أوغندا والرئيس «موسيفيني» في ضحايا العمل الارهابي الآثم ببلدهم الشقيق. وقال الرئيس في كلمته إن المرأة الافريقية والأطفال هم أول من يعاني من النزاعات المسلحة وأول من يتعرض للحلقات المفزعة للفقر والتهميش. وفيما يلي نص كلمة الرئيس. الأخ الرئيس بينغو وا موثاريكا.. رئيس دولة مالاوي.. ورئيس الاتحاد الأفريقي الأخ الرئيس يوري موسيفيني.. رئيس جمهورية أوغندا.. ومضيف القمة.. الإخوة والأخوات ملوك ورؤساء الدول والحكومات.. السيد جان بينج رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.. أعبر عن تهنئتي وتقديري للرئيس (موثاريكا).. لجهوده في رئاسة الاتحاد الأفريقي منذ مطلع العام الحالي.. وعن مشاعر المواساة والتضامن للرئيس (موسيفيني) وشعب أوغندا.. في ضحايا العمل الإرهابي الآثم ببلدهم الشقيق.. ومشاعر الامتنان لاستضافتهم هذه القمة المهمة. كما أود الإشادة باختيار الموضوع الرئيسي للقمة.. في صلته بالمرأة الأفريقية.. وهي نصف المجتمع.. وبالطفل الأفريقي.. وهو كل المستقبل وصانعه.. ولا شك أن الاهتمام بالرعاية الصحية للأمهات والأطفال.. يمثل متطلبًا ضروريًا لتحقيق التنمية البشرية بالمجتمعات الأفريقية.. وأولوية رئيسية من أولويات سياساتنا العامة.. وجهودنا من أجل بناء مجتمع أفريقي متطور.. يضع الإنسان في قلب عملية التنمية. لقد اعتمدنا (خطة عمل مابوتو) عام 2006 ترسيخًا لهذه الأولوية.. وتعزيزًا لهذه الجهود.. فتضمنت الاستراتيجيات الرئيسية للبرامج الخاصة بالأمراض المعدية.. وخدمات الصحة الإنجابية.. وخدمات تنظيم الأسرة.. وغير ذلك من مجالات الرعاية الصحية، كما شهد التحرك الأفريقي لتنفيذ (خطة العمل) خطوة إلي الأمام.. بانعقاد مؤتمر أديس أبابا شهر أبريل الماضي.. واقتراح تمديدها لتغطي الفترة حتي عام 2015 وهو ما يحظي بمساندة مصر وتأييدها. الإخوة والأخوات ملوك ورؤساء الدول والحكومات.. إن أفريقيا لا تزال نهبًا لانتشار الملاريا والإيدز والحمي الصفراء والفيروسات الكبدية، لا يزال (12) ألفًا من أطفالنا يفقدون حياتهم كل يوم نتيجة هذه الأمراض.. ونحو (900) سيدة من بين كل (100) ألف حالة.. يتوفين أثناء الإنجاب.. وهو ما يفرض علينا ضرورة مضاعفة الجهود لخفض معدلات وفيات الأطفال.. وتطوير الرعاية الصحية لهم ولأمهاتهم. إن المرأة الأفريقية والأطفال الأفارقة.. هم أول من يعاني من النزاعات المسلحة.. وأول من يتعرض للحلقات المفرغة للفقر والتهميش.. ويقتضي التصدي لهذه الحقائق جهودًا تشريعية تكفل لهم الحماية.. وجهودًا تنفيذية من جانب الحكومات.. وأخري من جانب منظمات المجتمع المدني في بلادنا. كما يقتضي في ذات الوقت مشاركة جادة وفعالة من جانب شركاء أفريقيا الدوليين.. وأجهزة الأممالمتحدة ذات الصلة، ومن هذا المنطلق.. فإن مصر ترحب بالمبادرة المشتركة للاتحاد الأفريقي وصندوق الأممالمتحدة للسكان.. من أجل الحد من وفيات الأمهات في أفريقيا.. وهي مبادرة شاركت مصر في إطلاقها.. وتحظي بتأييدها ومساندتها. إننا نواصل جهودنا في مصر تحقيقًا لهذه الأهداف.. أقمنا مجلسًا قوميًا للمرأة.. وآخر للطفولة والأمومة.. وتستمر جهودنا لتطوير خدمات الرعاية الصحية للأمهات والأطفال.. وخدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة.. خلال الأعوام القليلة الماضية.. شهدت مصر انخفاض معدل وفيات الأطفال حديثي الولادة بنسبة (68%).. من (174) حالة لكل (100) ألف مولود عام 1992، إلي (53) لكل (100) ألف مولود عام 2008 وحققت معدلات وفيات الأمهات انخفاضًا كبيرًا مماثلاً. وفي هذا السياق.. ودعمًا للجهود الأفريقية في هذا الشأن المهم.. فإنني أعاود تأكيد التزام مصر بتقديم المعونة الفنية والمساندة لأشقائها الأفارقة.. من خلال الصندوق الفني للتعاون المصري مع أفريقيا، وتحقيقًا لهذا الالتزام.. فقد أوفدت مصر (124) طبيبًا من مختلف التخصصات.. يتواجدون حاليًا بدول القارة.. فضلاً علي إيفادها عددًا من القوافل الطبية.. وإقامتها مراكز طبية تقدم الرعاية الصحية في خمس دول أفريقية شقيقة. وفي سياق متصل.. لا يفوتني أن أشيد بالجهود التي تقوم بها منظمة السيدات الأفارقة الأوائل لمكافحة (الإيدز).. بما لهذا المرض من تداعيات سلبية علي التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية.. وما يمثله من تهديد راح ضحيته (9) ملايين طفل أفريقي حتي الآن.. كما فقد (14) مليونًا من أطفال القارة أحد الأبوين.. ضحية لهذا المرض. الإخوة والأخوات ملوك ورؤساء الدول والحكومات.. الوفود الأفريقية الموقرة.. إننا نتطلع لأن تخرج قمتنا اليوم بنتائج عملية.. تحقق المزيد من نشر الوعي بهذه القضية المهمة.. والمزيد من الاهتمام بصحة الأمهات والأطفال الأفارقة، نتائج محددة.. تعطي جهودنا دفعة قوية إلي الأمام.. تقترب بنا من تحقيق أهداف الألفية للتنمية.. وتؤكد التزامنا بتعزيز تحركنا علي المستوي الوطني والقاري.. لنصل إلي هذه الأهداف. إنني أتطلع إلي مناقشات مفيدة حول هذه القضية المهمة.. وغيرها من القضايا المطروحة علي جدول الأعمال، إن أمامنا أجندة حافلة.. ما بين تعزيز السلم والأمن الإقليمي وفض المنازعات.. وتطوير هياكل وآليات الاتحاد الأفريقي.. وجهودنا من أجل النمو والتنمية.. وغير ذلك من القضايا ذات الأولوية.. وإنني أثق كل الثقة أن هذه القمة سوف يتحقق لها النجاح.. بحكمة قادة أفريقيا وزعمائها.. لنخطو معًا خطوات جديدة.. تعزز عملنا الأفريقي المشترك.. وتحقق تطلعات شعوبنا للحاضر والمستقبل الأفضل. أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.