د. نظيف وأحمد أبوالغيط يتابعان أعمال القمة القمة الأفريقية التي انعقدت بالعاصمة الأوغندية كمبالا تحت شعار »صحة الأم والطفل والتنمية في أفريقيا« بمشاركة رؤساء دول وحكومات 53 دولة أفريقية كان لها أهميتها ولاسيما أنها تتواكب مع العديد من التطورات والتحديات السياسة والاقتصادية والاجتماعية الماثلة أمام القارة مما يؤكد أهمية التشاور والتنسيق الذي تتيحه القمم الأفريقية والذي يكون علي أعلي المستويات لتوحيد الرؤي والمواقف من أجل إزالة كافة العوائق الكامنة أمام جهود التنمية في القارة ودعم الاستقرار والأمن بالقارة السمراء. ومن منطلق الاهتمام البالغ الذي توليه مصر لدعم علاقاتها مع دول القارة السمراء جاءت المشاركة المصرية بقمة كمبالا بوفد رفيع المستوي برئاسة الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء والذي كلفه الرئيس محمد حسني مبارك برئاسة وفد مصر بالقمة نيابة عنه، كما سلم الدكتور نظيف رسالة من الرئيس مبارك للرئيس الأوغندي يوري موسوفيني تتعلق بالتعاون الثنائي وقضية مياه النيل.. ومن الجدير بالذكر فإن الوفد المصري بالقمة ضم أيضا أحمد أبو الغيط وزير الخارجية والذي رأس وفد مصر في مؤتمر وزراء خارجية أفريقيا والذي انعقد قبيل انعقاد القمة وكذلك الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة وفايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي. وقد تركزت مباحثات القمة علي مناقشة العديد من الملفات السياسية والاقتصادية الساخنة ولاسيما أوضاع السلم والأمن في أفريقيا وفي مقدمتها الوضع في السودان وأزمة دار فور والصومال والنزاعات الإقليمية في منطقة البحيرات العظمي وأزمة الحدود بين أثيوبيا وأريتريا والموقف بشأن قرار المحكمة الجنائية الدولية بملاحقة الرئيس السوداني عمر البشير، وذلك بخلاف بحث مشكلة تغير المناخ وإصلاح الأممالمتحدة وتوسيع عضوية مجلس الأمن في إطار التأكيد علي الموقف الأفريقي للمطالبة بمقعدين دائمين لأفريقيا في مجلس الأمن ومقعدين غير دائمين مع إلغاء حق النقض. وقد خصصت القمة جلسة العمل الرئيسية الأولي لبحث موضوع صحة الأمهات والأطفال وهي الموضوع الرئيسي للقمة وعلاقة ذلك بالتنمية الشاملة بالقارة وقد استعرضت مصر في هذا الإطار تجربتها الناجحة في رعاية الأمومة والطفولة. رؤية مصرية وحرص الرئيس محمد حسني مبارك علي الإشادة باختيار الموضوع الرئيسي للقمة وهي الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء مؤكدا علي أهمية هذا الموضوع من حيث صلته بالمرأة الأفريقية وهي نصف المجتمع وبالطفل الأفريقي وهو كل المستقبل وصانعه. وأشار الرئيس مبارك في كلمته أمام الزعماء الأفارقة في قمة كمبالا إلي أن الاهتمام بالرعاية الصحية للأمهات والأطفال يمثل متطلبا ضروريا لتحقيق التنمية البشرية بالمجتمعات الأفريقية وأولوية رئيسية من أولويات سياستنا العامة وجهودنا من أجل بناء مجتمع أفريقي متطور مما يضع الإنسان في قلب عملية التنمية. وأضاف الرئيس مبارك في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور أحمد نظيف قائلا: لقد اعتمدنا خطة عمل »مابوتو« عام 2006 ترسيخا لهذه الأولوية فتضمنت الاستراتيجيات الرئيسية للبرامج الخاصة بالأمراض المعدية وخدمات الصحة الإنجابية وخدمات تنظيم الأسرة وغير ذلك من مجالات الرعاية الصحية وقد شهد التحرك الأفريقي لتنفيذ خطة العمل خطوة للأمام بانعقاد موتمر أديس أبابا شهر أبريل الماضي واقتراح تمديدها لتغطي الفترة حتي عام 2015 وهو ما يحظي بمساندة مصر وتأييدها وأكد الرئيس مبارك في كلمته علي أهمية مضاعفة الجهود لخفض معدلات وفيات الأطفال الأفارقة وتطوير الرعاية الصحية لهم ولأمهاتهم.. وقال الرئيس مبارك: إن المرأة الأفريقية والأطفال الأفارقة هم أول من يعاني من النزاعات المسلحة والفقر والتهميش ويقتضي التصدي لهذه الحقائق جهودا تشريعية تكفل لهم الحماية وجهودا تنفيذية من جانب الحكومات وأخري من جانب منظمات المجتمع المدني في بلادنا.. كما يقتضي ذلك مشاركة جادة وفعالة من جانب شركاء أفريقيا الدوليين وأجهزة الأممالمتحدة ذات الصلة ومن هذا المنطلق فإن مصر ترحب بالمبادرة المشتركة للاتحاد الأفريقي وصندوق الأممالمتحدة للسكان من أجل الحد من وفيات الأمهات في أفريقيا وهي مبادرة شاركت مصر في إطلاقها وتحظي بتأييدها ومساندتها. وقد استعرض الرئيس مبارك الجهود المصرية المبذولة في هذا النطاق تحقيقا لهذه الأهداف وأكد الرئيس مبارك في كلمته علي التزام مصر بتقديم المعونة الفنية والمساندة لأشقائها الأفارقة من خلال الصندوق الفني للتعاون المصري مع أفريقيا.. كما أشاد الرئيس مبارك بالجهود التي تبذلها السيدات الأفريقيات الأول لمكافحة الإيدز لما لهذا المرض من تداعيات سلبية علي التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية. الحوار هو الأساس ومن الجدير بالذكر فإن انعقاد أعمال القمة الأفريقية في كمبالا كان فرصة هامة للتشاور والنقاش حول المسائل المتعلقة بالخلافات حول مياه النيل حيث سلم الدكتور أحمد نظيف رسالة هامة للرئيس الأوغندي موسوفيني من الرئيس مبارك حول مياه النيل ودعم التعاون الثنائي بين مصر وأوغندا.. كما عقد أحمد أبوالغيط اجتماعا مع نظيره الأوغندي علي هامش أعمال القمة لبحث سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين الدولتين وأكد أبوالغيط عقب الاجتماع أن الحوار هو الأساس لحل أي خلافات متعلقة بمياه حوض النيل وأن مصر لديها رغبة في ذلك وتعتقد بأن الأطراف الأخري تتفهم هذه الحاجة.. ومن ناحية أخري فقد حظي مشروع القرار الذي قدمته مصر خلال اجتماعات القمة بشأن تعزيز الحوار والتعاون واحترام التنوع في مجال حقوق الإنسان بالموافقة عليه بالإجماع من جميع الوفود وخاصة من الجزائر والسودان..