صدر مؤخرا ديوان رياض الأنوار فى سيرة الصحابة الأطهار للشاعر الإسلامى عادل عاشور, وهو الديوان الرابع من بين إصداراته العديدة فقد صدر له قبل ذلك الألفية فى السيرة النبوية , والنور المبين فى حياة الخلفاء الراشدين , ومنظومة الأنوار فى قصص الأنبياء الأخيار ثم ديوانه الأخير حصاد الغربة ، ولعل المتامل عناوين الدواوين يجد طابعا إسلاميا يزخرف ما حوته تلك الدواوين من معان سامية بسمو أنبياء الله وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعد عادل عاشور فريدا فى هذا الإتجاه الذى أخلص له وعكفت عليه قريحته الشعرية لينتج لنا تلك الملاحم التى لا تقل عن الإلياذة الإسلامية أو ديوان مجد الإسلام , لذا فإن دواوين عاشور التى جعلها رصدا تاريخيا لأحداث وحوادث المسيرة الإسلامية بدءا من سيرة ا لنبى صلى الله عليه وسلم مرورا بالخلفاء الراشدين وصحابته الأطهار يعد عملا فريدا وإجلاء لذاكرة التاريخ الإسلامى من خلال رؤية أدبية ونظم شعرى يرصد حقائق ووقائع التاريخ الإسلامى دون زيف أو تزييف . هكذا يعيد عاشور الذاكرة الإسلامية ويستدعى التراث التاريخى فى إطار منظوم السبك والحبك ومنتظم الطرائق والتعبير . وبذلك يحي الشاعر غرضا شعريا نسته الذاكرة الأدبية ألا وهو الشعر التعليمى , والذى يمتد زمانه إلى العصر العباسى . لقد نست الذاكرة هذا اللون , إلا أن عادل عاشور بثقافته الإسلامية الراقية يختزل ألف عام ليستحضر هذا الفن ناظما ماشاء الله له من تجليات سير الأطهار من الأنبياء والصحابة , وسيرة خاتم النبيين والمرسلين صلى الله عليه وسلم وعلى الأنبياء أجمعين لتظل تلك الأعمال تاجا تزين هامة مبدعها وهو فى ساحة الحق فتكون كلمة حق تشفع لصاحبها وطريقا للعفو والرحمة , لأن فى البدء كانت الكلمة , وفى النهاية لاتبقى إلا الكلمة .