يقدمون عروضهم في الشوارع ومحطات المترو والمناطق العشوائية والمستشفيات ودور الأيتام أحمد برعي مؤسس "اسمه إيه": نوصل أفكارنا بدون كلام.. المهم أداء الممثل وخيال المشاهد البانتومايم يحتاج لدراسة علوم النفس والفلسفة وتشريح الأعصاب والعضلات وممارسة اليوجا والتدريبات الرياضية منذ 10 سنوات، تحديداً في عام 2008، بدأت تجربة أحمد برعي من مسرح الجامعة في عروض "البانتومايم"، عشق هذا الفن ووجده وسيلة متميزة يعبر بها عن أفكار وأحلام ومشاكل الشباب بدون أن ينطق بكلمة واحدة عن طريق عروض مبتكرة تتميز بحركات جسدية وأداء يبعث علي السعادة والتأمل، أحمد نال إعجاب كل من شاهده منذ بداياته، وهو حاول بقدر استطاعته أن يخلق شعبية لفن "الحركات الايحائية"، خاصة بعدما تطورت الفكرة بمرور الوقت مع تأسيسه لفرقة "اسمه إيه" التي تتجول في شوارع مصر في محاولة لإحياء فن البانتومايم ورسم ابتسامة هادفة ومجانية علي وجوه الناس. بانتومايم أصل الكلمة يوناني وهو ينقسم إلي Panto وتعني الانبهار وmime وتعني يقلد، وكثيرون لا يعرفون أن البانتومايم فن بدأه قدماء المصريين، فعندما كان الملك لا يحضر المعركة كان يقوم بهلوانات البلاط بالتمثيل الصامت أمام الملك ليشرحوا له المعركة عن طريق تأدية حركات تقليد ورقصات صامتة، وهو فن صعب في دراسته وأدائه وعروضه ودراسته تحتاج لعلوم النفس والفلسفة وتشريح الأعصاب والعضلات وممارسة اليوجا والتدريبات الرياضية، وممثل البانتومايم مهمته أن يفكر ويؤدي.. والمشاهد عليه التخيل، وهذا ما جذب أحمد برعي لهذا الفن، يقول "درست بكلية تجارة جامعة القاهرة، والتحقت بفريق المسرح وكان من زملائي به مجموعة من النجوم المعروفين حالياً مثل علي ربيع ومحمد فراج، وبدأت مشواري مع فريق "اسمه ايه"، وشاركنا في مهرجان أفلام للموبايل سنة 2008 بفيلم "سندريلا" ومدته 3 دقائق، وكان أول عرض مسرحي للفرقة بعنوان "هارديبس" وكان مؤلفها الكاتب ورقيب المصنفات الفنية ناجي عبد الله، وفي عام 2011 قدمنا عرضاً ثانياً اسمه "ديوان البقر" لأبو العلا السلاموني وعرضناه في مهرجان بمدينة زفتى، وفن البانتومايم عكس المسرح لأنه بدون كلام أو نص واضح أو ديكور ومؤثرات وملابس وماكياج وإكسسوارات.. فهو يعتمد بشكل أساسي على الممثل والحس الجمالي والبصري والإيقاع الزمني والمساحة المكانية وحركة الجسم للتعبير عن الأفكار والمشاعر والآراء، وعروضه لا تتكلف كثيراً. الفرقة واجتمع أحمد برعي مع بطلة فرقته "صفاء محمدي" زميلته في الكلية وعاشقة المسرح، وقد تزوجا فيما بعد وقاما بتحويل جزء من منزلهم لأستوديو لقضاء أكبر وقت في التدريب، وبعدها انضمت نورا بهاء الدين وأميمة عماد الدين وأحمد ناصر للفرقة، وخلال السنوات السبع الماضية تفاوت حال الفرقة بين التألق والنجاح والفوز بجوائز عديدة وتقديم عروض كثيرة.. وبين التوقف لبعض الوقت بسبب مشاكل معظمها لها علاقة بالتمويل، ولكنه حالياً عاد بشكل جديد تزامناً مع الذكري العاشرة لتأسيس الفرقة والتي أصبحت أشبه بمدرسة لتعليم فن البانتومايم والتي تجتذب عدداً كبيراً من الفنانين المحترفين والراغبين في تعلم هذا الفن، وعن سبب تسمية الفريق ب"اسمه إيه" يقو ل أحمد برعي: شعرنا وقتها بأن المسرح أصبح فناً مهمشاً، صحيح أن تجربة "مسرح مصر" أعادت بعضاً من رونقه القديم لكن عندما بدأنا من قبله كان هدفنا تعريف الناس بفن المسرح والذين كانوا يقولون عليه "هو ده اسمه ايه؟"، وقدمنا عروضاً في محطات المترو عن قضايا تمسه مثل التحرش والتزويغ من قطع التذكرة، وفي المناطق العشوائية قمنا بربط عروضنا بدور جامع القمامة المهم. مسرح مفتوح يجوب أحمد برعي وزوجته صفاء محمدي شوارع القاهرة بملابس سوداء مع طلاء وجهيهما باللون الأبيض لإبراز ملامحهما، لا يتحدثان فلغتهما هي الصمت.. والبعض يحسبهما مهرجين لكنهما ممثلا بانتومايم والذي رغم فلسفته يعتبر من الفنون سهلة التقديم، فهو لا يحتاج إلي خشبة مسرح مغلقة أو مجهزة، فأي موقع يصلح لتقديم هذا الفن سواء في الشوارع أو داخل محطات المترو أو حتي فوق أسطح المنازل، ولغة التمثيل الصامت هي لغة عالمية يسهل فهمها، كما يقول أحمد برعي مؤسس فريق "اسمه إيه"، رغم أنه فن لا يحقق أي عائد مادي تقريباً، ويكمل أحمد برعي: تجربة مسرح الشارع كانت جديدة بالنسبة لنا ولها تأثير إيجابي علينا، وعرضنا في أماكن كثيرة مثل دور الأيتام والإصلاحيات والأندية ومستشفى 57357، وعام 2012 قدمنا مبادرة "100 ألف مايم للتغيير" وهو يقام في العالم كله في آخر كل يوم سبت من شهر سبتمبر، وحصلنا علي دعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون أنتجنا به 6 عروض لمجموعة من الفنانين الموهوبين في فن البانتومايم، لكن بصفة عامة الفريق يعتمد على الجهود الذاتية بجانب "الإيفينتات" التي تكون بمقابل مادي. مشاكل اجتماعية تقوم صفاء محمدي بطلة الفرقة بإعطاء دورات تدريبية لفن المايم للفتيات فقط، وتستطيع أى فتاة الاشتراك فيها سواء كانت بدينة أو نحيفة أو صغيرة أو كبيرة فى السن، كما يعطى زوجها أحمد برعي دورات مكثفة فى أصول فن المايم والتى يعلم فيها الشباب تاريخ هذا الفن وتمارين على أهم تقنياته وكيفية استخدام تقنيات المساحة والزمن والإحساس بالآخر وبالحركة، وأحمد التحق بمدرسة الرقص المعاصر التابعة لدار الأوبرا المصرية، وفريق "اسمه إيه" يواجه المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المصريون مثل التهميش والفقر والبطالة من خلال عروض فنية بسيطة وممتعة، وبسبب روتين المسارح الحكومية وأسعار المسارح الخاصة المرتفعة يقدم الفريق عروضاً كثيرة في الشوارع والساحات المفتوحة، وهو يعبر عن المتغيرات المجتمعية المعاصرة المحيطة بأساليب بسيطة وممتعة، وهدفه إرساء فكرة المسرح المستقل وترويجها بشكل يتناسب مع تطور المسرح فى العالم، وفريق "اسمه ايه" رغم صغر أعمار ممثليه لكنهم يخططون بشكل علمى ومؤسسي ولذلك النتيجة هي فن يحترم عقول الناس من خلال مشاهد واقعية تغوص في تفاصيل الحياة اليومية، وتعتمد في إيصال الفكرة علي تعبيرات الوجه والجسد.
نجوم مصريون منذ نحو 50 عاماً بدأ الفنان والممثل أحمد نبيل تقديم فن "المايم" لذلك يلقبه الخبراء برائد البانتومايم في مصر، فقد درسه في الاتحاد السوفيتي وأخرج عدداً كبيراً من العروض المسرحية حتي أصبح مصنفًا عالميًا كأحد أفضل عشرين فنان مايم حول العالم، ورغم قراره مؤخراً الاعتزال لكنه ترك وراءه مجموعة من الشباب المنتشرين بعروضهم في كل مكان، وبخلاف فرقة "اسمه إيه"، هناك فرقة أخرى شهيرة اسمها "خدمة وفن" تنشر البهجة والابتسامة بالفن الصامت فى الشوارع وبين المرضى بالمستشفيات وفي بعض الأماكن السياحية بدون مقابل، إلي جانب محاولات فردية يقدمها الفنان الشاب يوسف محمد فى شوارع القاهرة من خلال عروض من تأليفه وإخراجه، أيضاً هناك محمد سعيد أو كما يداعبه البعض "محمد شيتوس" والذي يقدم عروضه في الميادين ووسائل المواصلات، وقدم مؤخراً عروضاً تحت الماء بشكل مبتكر، وأسماء أخرى مثل سماء إبراهيم ومحمد عبد الله ومصطفى حُزين وعمر عبد العزيز وأنطون إيميل ورغدة رأفت ودينار جمال، كما تنطلق منذ 14 عاماً فعاليات مهرجان ساقية الصاوي للتمثيل الصامت "مايم" بمشاركة عشرات من الفنانين المحترفين والفرق الشبابية.