رغم محاولات عمرو واكد وخالد النبوي القليلة.. لكن من الصعب أن ندعي وجود ممثلين مصريين وصلوا إلي العالمية بخلاف عمر الشريف، ولكن هناك تجربة أخري في أمريكا بطلها شاب مصري اسمه رامي مالك أثبت نجاحه عبر عدة أدوار حققت له شهرة كبيرة سواء من خلال المسلسلات أو بعض الأفلام، خاصة بعد نجاحه بمسلسله "مستر روبوت" والذي حقق نسبة مشاهدة هي الأعلي في تاريخ المسلسلات الدرامية في كل الولاياتالأمريكية.
رامى سعيد مالك، ولد فى 12 مايو عام 1981 بمدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا من والدين مصريين هاجرا إلي الولاياتالمتحدة، يقول رامي عن بداية أسرته في أمريكا "كان والدي يعمل مندوب مبيعات في شركات التأمين..، وكانت أمى حاملاً فىَّ أنا وشقيقي التوءم وتستقل 3 أتوبيسات يومياً لكي تذهب لعملها، كانا يعملان ليل نهار ليعطوا لنا فرصة لأن يكون لنا وضع أفضل، والآن أصبحت شقيقتي الصغرى طبيبة طوارئ وأخي يعمل مدرسا"، ودرس رامي في "نوتردام" الثانوية في شيرمان أوكس بكاليفورنيا، وكانت زميلته بالمدرسة النجمة كيرستن دانست وكانا يدرسان فنون المسرح والموسيقى معا، وحصل على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة أيفانسفيل في ولاية إنديانا، وبعد تخرجه قام بإرسال سيرته الذاتية للعديد من دور الإنتاج، ولكن لم يقم أحد بالاتصال به، يقول عن هذه المرحلة " دخلت فى مرحلة من الاكتئاب وعدم الخروج من المنزل أو الغرفة لأيام، كنت غير قادر على رفع عيني فى عيون أسرتي لإحساسي أنني خذلتهم، وكنت أخاف أن أرى فى عين أبى وأمي نظرة خيبة الأمل في ابنهم"، واضطر رامي للقبول بوظائف صغيرة مثل توصيل البيتزا وعمل ساندويتشات الشاورما بأحد مطاعم هوليوود، ولم يكن هذا شيئًا سهلاً وهو يحمل شهادة جامعية.. فقد كان حلمه وقتها العمل في استوديوهات هوليوود كممثل وليس عاملا في مطعم، وتحقق حلمه بعد عام ونصف العام حين تم قبوله فى دور صغير بمسلسل Gilmore Girls في عام 2004، ثم شارك بأدوار ثانوية في العديد من المسلسلات مثل Over There و Medium، وكان مسلسل The War at Home نقلة كبيرة نحو المزيد من الشهرة والنجومية، وجاءت انطلاقته في الفيلم الكوميدي الشهير "ليلة في المتحف" أو Night at the Museum بجوار نجوم عالميين أمثال بين ستلير ووأوين ويلسون وروبين ويليامز، كما تألق في دور "بنجامين" فى سلسلة أفلام Twilight الشهيرة عام 2012، وقد أعجب بأدائه الممثل العالمي توم هانكس فأعطاه دوراً في فيلمه Larry Crowne، وكانت مفاجأة كبيرة للجميع، في عام 2013 ،عمل رامي في أكثر من فيلم درامي حاز أغلبها على جوائز عالمية ودخلت ترشيحات أكاديمية الأوسكار، وفي 2014 شارك في أكثر من فيلم أشهرها فيلم الآكشن Need for Speed.
المسلسل الذي بدأ عرضه منذ عامين يدور حول شخصية مهندس معلومات اسمه إليوت – يقوم بدوره رامي - يعاني من مرض نفسى يشبه الاكتئاب يجعله لا يستطيع التعامل مع الناس.. ولهذا قرر اختراق حواسبهم على مواقع التواصل الاجتماعي سواء للتعرف علي البعض.. أو لكشف الشخصيات الحقيقة لآخرين وفضح جرائمهم، وبمرور الوقت تحول بطل المسلسل من مهندس متخصص في الشبكات المعلوماتية إلي "هاكرز" يتورط في مشاكل عديدة، فهو شخص موهوب لكن الاضطرابات الاجتماعية التي يعانيها تدفعه للقيام بأعمال أخرى تتطلب مجهوداً.. ومع مرور الوقت يلتقي بقرصان غامض يدعى Mr. Robot ويؤدي دوره النجم كريستين سلاتر، وهو يدير مجموعة تسعى للإطاحة بمركز بيانات النظام المالي في العالم مرة واحدة، وأصبح رامي أول ممثل غير أمريكي أو أوروبي يفوز بجائزة "إيمي" العالمية لأفضل ممثل في دور رئيسي، والطريف أنه علي عكس شخصية إليوت.. لا يحب رامي مالك مواقع التواصل الاجتماعي ويعتبرها غير شخصية، فهو لا يمتلك سوى حسابه على موقع Twitter، وقال في أحد حواراته "نحن كمجتمعات لدينا مشكلة في التواصل مع بعضنا البعض، هذه المواقع تجعلنا متواصلين ولكن بصورة تقنية ليست حقيقية".
رغم عدم معرفة معظم المصريين بشخصية رامي مالك.. إلا أنه يعتز بجنسيته المصرية دائما.. بل ورفض نهائياً تغيير اسمه في بداية عمله بالفن في أمريكا، ويقول مالك علي موقعه الشخصي علي الانترنت: أسرتي جاءت إلي هنا لتحقيق أحلامهم، وهذا يعني من منظورهما أن يصبح أولادهم أطباء أو محاميين، ولكن أنا كنت دائما أريد شيئا آخر.. كنت أجد نفسي أخلق أصواتا وأتخيل شخصيات مختلفة في حياتي وأتفاعل معها، ومن ثم توجهت الى والدي واخبرتهما برغبتي في ممارسة التمثيل، أظن أنني سوف أكون جيدا في ذلك وانه أمر يسرع دقات قلبي وينشط ذهني، في البداية لم يوافق والداي على ذلك..ولكنهما فشلا في اقناعي بتغيير الفكرة، سوف استمر في سرد قصص تؤثر على حضارتنا ومجتمعنا وحياتنا. هذا هو طموحي"، والطريف أن والد رامي رغم رفضه لعمل ابنه في التمثيل.. ولكنه بعد نجاح رامي مهنياً ومادياً وافق بشدة وأصبح من أبرز المساعدين له.
خلال استضافته مع المذيع الأمريكي الشهير جيمي فالون في برنامج "The Tonight Show" .. أكد رامي مالك أن أكثر شيء يضايقه هو عدم نطق اسمه بطريقة صحيحة، وقال رامي إنه لا أحد ممن قابلهم وتعامل معهم في هوليوود استطاع أن ينطق اسمه بشكل صحيح، وأكد رامي أنه عندما بدأ مشواره كانت كل الأدوار المعروضة عليه هي لشخصية "الإرهابي" نظراً لأصوله العربية.. ولكنه قرر أن يتمرد علي ذلك، خاصة أن اغلب الممثلين العرب محصورون في ادوار الأشرار أو الإرهابيين، ولذلك صمم علي تنويع أدواره وحقق شهرة كبيرة خلال سنوات قليلة، يقول رامي "أعتقد أن الكثير من الناس يمكن أن يصلوا لما يحلمون به بمجرد وجود فرصة.. وأنا كنت أريد فرصة والآن حصلت عليها. أنا فقط أريد من الجميع بغض النظر عن نشأتهم والظروف الاجتماعية والاقتصادية التى ولدوا فيها أن يأخذوا فرصتهم " .
وجهت أكاديمية " فنون وعلوم الصور المتحركة" في الولاياتالمتحدة دعوة للنجم رامي مالك للانضمام إلى المجموعة التي تختار الأفلام المرشحة والفائزة بجوائز "أوسكار" السنوية، وذلك في إطار سعي الأكاديمية إلى تنويع أعضائها الذين يغلب عليهم الأمريكيين والأوروبيين، والهدف الرئيسي من هذه الدعوة كما قالت شيريل بون إيزاكس رئيسة الأكاديمية هو الرد علي الانتقادات الموجهة للأكاديمية واتهامها بالعنصرية، والتي وصلت لدرجة مقاطعة بعض النجوم لحفل الأوسكار في السنوات الماضية، وقد تم تصنيف رامي مالك كواحد من أكثر النجوم الشباب أناقة في هوليوود، حيث يختار على السجادة الحمراء البدلات الرسمية الأنيقة من دور أزياء عالمية، وعند سؤاله حول مشاهدته للأفلام المصرية، ذكر رامي مالك أنه كان يشاهدها وهو صغير، كما أنه شاهد الفيلم الوثائقي "الميدان" الذي وصل للقائمة النهائية الخاصة بالأفلام الوثائقية بالأوسكار. وقال إنه يتمني أن توجه الدعوى له لحضور مهرجان القاهرة السينمائي الدولي كي يستطيع التعرف أكثر على صناعة السينما المصرية.