- نجوم الفريق: "شيروفوبيا" حالة من الشعور بالاحتياج للحبيب وإلحاح غريب بالبعد عنه خوفا عليه - كلمات ألبوم "تقوم وتقع" مختلفة تماما وتدعو للتفاؤل والإقبال على الحياة - إن الموسيقى دائماً ما تتغير وتختلف لذلك لا يمكن تصنيفنا كفريق "روك" فقط - أغنية "عطشان" تعتمد على الموسيقى الشرقية مثل الناي والدف والطبلة لأنها تتحدث عن مصر - أغنيات "أنا هويت" و"الحلوة دى" كان لها دور فى ربط الشباب بالتراث - سر نجاح الفرق المستقلة يرجع لتحررها من قيود الإنتاج
"مسار إجباري" هو فريق غنائي مستقل أثبت وجوده منذ أن أصدر ألبومه الأول عام 2013 بعنوان "اقرا الخبر"، ثم أصدر مؤخرًا ألبومه الثانى "تقع وتقوم" الذى يحمل جرعة من النقيضين: الفرح والحزن.. وأخيرا أثار الجدل بين جمهوره، بإطلاق فيديو كليب جديد، يحمل عنوان "شيروفوبيا"، والذي أحدث بالفعل نوعا من الصدمة والدهشة لدى جمهور الفريق على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".. "الشباب" حاورت أعضاء الفريق الخمسة: هاني الدقاق "جيتار وغناء", أيمن مسعود "كيبورد", محمود صيام "جيتار", أحمد حافظ "باص", تامر عطا الله "درامز" .. وذلك من أجل أن نعرف تفاصيل أكثر حول أغنيتهم الأخيرة المثيرة للجدل "شيروفوبيا" إلى جانب الأعمال التي قدموها خلال مشوارهم الفني.. ماذا عن فكرة "شيروفوبيا" وكيف أثارت كل هذه الحالة من الجدل؟ "شيروفوبيا" هى هلع مرضى من شيء معين "سعادة وانبساط" أَو مجموعة معينة من الأَشياء والمشاعر المتناقضة، وبالنظر لصعوبة المصطلح فإن من يسمع أو يشاهد الأغنية يحتاج إلى شرح عنوانها، حيث يأتي المصطلح كرابط مشترك بين كلمات الأغنية التي كتبها أحمد الراوي، ولحنها هادي الدقاق. والأغنية فى مضمونها تمثل حالة من الاغتراب الذاتي، والشعور الدائم بالاحتياج لوجود الحبيب قريبًا منك، وفى الوقت ذاته يظهر إلحاحا غير مفهوم من الذات بالبعد عنه كنوع من الخوف عليه، ولذلك فمن كلمات الأغنية "أنا باعتذر لك عن سكوتي، وقت ما تحبي الكلام، وإن عندي شيروفوبيا ونقص حاد في الاهتمام، وإني دخلتك معادلة ليها أكتر من نهاية، وإني محتاجك بعيدة، بس محتاج لك معايا". وتبدو الحالة التي يعيشها الحبيب وهو يعتذر لحبيبته عن غيابه وبعده، رغم احتياجه لها شبيهة بالحالة التي تعيشها الحبيبة، التي أبرزها الكليب أيضًا على أنها تعيش الحالة نفسها من الارتباك والخوف، وربما التشتت والضياع، حالة من الأحاسيس المتضاربة تمامًا كحالة كلمات الأغنية، وهي القاسم المشترك بين الكليب والكلمات. التركيز على اختيار أُغنيات ألبوم "تقع وتقوم" هذه المرة كان مختلفاً عن اختيار أغانيكم السابقة .. لماذا؟ صيام: بالطبع هذا يحدث معنا منذ أول أغنية قدمناها حيث يكون التركيز أكثر على الكلمات والأغاني، لكن ألبوم "تقع وتقوم" مختلف تماماً، فالأغاني جديدة والجمهور سمعها لأول مرة من خلال الألبوم، وهناك شيء أعتبره عزيزا علينا جداً وهو متعلق بالموسيقى، حيث قدمنا في أجزاء من أغنياتنا موسيقى نعرف أن الجمهور يحبها وفي أجزاء أخرى قدمنا ما يعجبنا نحن فقط بغض النظر عن رأي الجمهور. حافظ: الأغاني السابقة كانت بها شكوى وسخرية من الأوضاع التي عشناها خلال السنوات التي سبقت الثورة وما بعدها، لكن في هذا الألبوم الأغاني تعبر عن التفاؤل والإيقاع فيها أهدأ مما قدمناه سابقاً. لماذا حرصتم على أن تكون الموسيقى أكثر تنوعا هذه المرة؟ تامر: كان هناك قرار أردناه وهو أن تكون الموسيقى مختلفة وغنية وتعتمد على توزيعات جديدة، مثلاً أغنية "أوقات" كانت الآلات الإلكترونية كثيرة وفي أغنية "إزيك" هناك تغيير في صوت هاني أثناء غنائه، ما أردنا أن نقوله إن الموسيقى دائماً ما تتغير وتختلف، لذلك لا يمكن تصنيفنا كفريق "روك" فقط. هاني: فكرنا أن نقدم ألبوما ما بين الصوت الهادئ والعالي، وذلك حتى لا نُحصَر في فكرة أننا دائما نغني بصوت عال، لهذا كان الهدف أن نقدم ألبوما يعيش ولا ينسى وهذا ما نتمناه. ما سبب اختياركم أسلوب المزج بين الشرقى والغربى في الموسيقى والغناء؟ محمود: خلفيتنا الموسيقية فيها هذا التنوع، كنا نسمع من زمان فرق الروك الغربية المشهورة وأنواع موسيقى أخرى, والموسيقى الشرقية المصرية أعطتنا رصيدا ضخما وبعدا فنيا لأن أسلوبنا الغنائى نابع من شخصيتنا فهذا الخليط المتجانس جاء نتيجة الموسيقى التي نشأنا عليها مع بعض الاجتهاد والشغل ومن هنا جاء المزج بين الشرقى والغربى. أيمن: بالنسبة لي كانت أغنية "قلبك ده عنواني" الأكثر تأثيرا لأنني بحثت عن طريقة لتقديمها، وبحثت عمن يقوم بالعزف لأنني رأيت أن أنسب طريقة لتقديم الأغنية هي استخدام آلات النفخ. هاني: أريد أن أضيف أنه تحديداً في أغنية "عطشان" نعتمد على الموسيقى الشرقية مثل الناي والدف والطبلة لأنها تتحدث عن مصر وكل كلماتها متوجهة إليها، لذا لم نستخدم في الأغنية أي آلة غربية لكي تصل الأغنية بكل أحساسيها المصرية. ظهرت في الآونة الأخيرة مجموعات على شبكات التوصل الاجتماعي تهتم بالفرق المستقلة، أهمها جروب "شعب الأندرجراوند".. ما رأيكم في مثل هذه التجمعات؟ هاني: هذا شيء جميل أن نكون ضمن اهتمامات هذه المجموعة، ونريد أن نتواصل معهم دائماً. أيمن: بالفعل لكن نريد ألا يتم تصنيف الفنانين بأنهم "أندرجراوند" فقط، نحن مستقلون في الأساس، لكن في النهاية هو أمر جيد. ما رأيكم في محاولة البعض لمنع استخدام أغاني التراث؟ أيمن: عندما قدمنا أغنية "الحلوة دي" و "أنا هويت" كان هناك الكثير من الشباب الذى لا يعرف أي شيء عن أغنيات سيد درويش، و قرار مثل هذا من الممكن أن يقضي على التراث تماماً. حافظ: أتفق مع أيمن، فمثلاً هناك من لا يعرف أن النشيد الوطني المصري "بلادي بلادي" هو من ألحان وغناء سيد درويش، وأنه مستوحى من خطاب لمصطفى كامل. تامر: هذه القضية من الممكن أن تجعل الفنانين يبتعدون عن إعادة تقديم هذه الأغنيات بسبب الأموال المدفوعة والقوانين. كيف يتم حل هذه المسألة من وجهة نظركم؟ هاني: العالم الآن أصبح أسرع ويسهل على الجميع أن يحصل على أي أغنية من خلال الإنترنت، وهذا ليس في مصلحة تراثنا نفسه. صيام: المطلوب أن يكون هناك قوانين لتنظيم التراث بشكل منطقي يسمح بتداوله وانتشاره لأنه هو الذي يشكل وجدان أجيال بأكملها. حافظ: هذا الأمر أيضاً له علاقة بالمسألة القانونية، فالإبداع ملك للجميع بعد أن يقدمه الفنان فترة كبيرة، وإعادة غناء هذا التراث بالشكل الجديد هو ما سيعيد إحياءه من جديد، والمطلوب المساعدة في سهولة الحصول على هذا التراث. كيف نجح الفريق دون إمكانيات ولا شركات إنتاج كبرى؟ حافظ: نحترم فكرة الفرق الموسيقية المستقلة التى ترفض أن يتحكم فيها أو فى أفكارها أى عامل سواء كان ماديا متمثلا فى المنتج أو محاولة فرض ذوق معين. ومن جانب آخر نجد أن شكل الإنتاج تغير وتراجع دور المنتج وآليات التسجيل وإنتاج الألبومات أصبحت متاحة بسبب التطور التكنولوجي، وأغلب الفرق أصبح لديهم مدير أعمال محترف وفريق عمل من مهندسين صوت وإضاءة وميديا وغيره, ونحن كفرق موسيقية من زمان مترابطون ونعمل دائما مشروعات مشتركة والتعاون زاد مؤخرا، وهذا الترابط كان ضروريا والنتيجة أن حركة الموسيقى المستقلة في مصر تتطور بشكل جيد.