ربما لم يقصد فريق «مسار إجباري» الغنائي أن يثير الجدل بين جمهوره، بإطلاق فيديو كليب جديد، يحمل عنوان «شيروفوبيا»، والذي أحدث بالفعل نوعًا من المفاجأة لدى جمهور الفريق على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»؛ إذ اعتبره البعض حالة إبداعية تعبر عن فلسفة خاصة ب «مسار إجباري»، يصعب على البعض فهمها، بينما اعتبره آخرون غير متناسق تمامًا مع كلمات الأغنية، بل ذهب آخرون إلى أنه يسير في اتجاه مغاير لها. يصبح الأمر أكثر وضوحًا وغرابة حين يعرف المتلقي معنى العنوان «شيروفوبيا»، والذي احتاج إلى "شرح مبسط" من الفريق، الذي أوضح أنها تعني «هَلَع مَرَضِيّ مِنْ شَيْء مُعَيَّن (سعادة/انبساط) أَوْ مجموعة مُعَيَّنَة مِن الْأَشْيَاء»، وهو ما يُعَدُّ غريبًا أن تحتاج أغنية إلى شرح عنوانها، فيما يأتي المصطلح كمشترك أو رابط بين كلمات الأغنية التي كتبها أحمد الراوي، ولحنها هادي الدقاق، وبين فكرة الفيديو كليب. الأغنية حالة من الاغتراب الذاتي، والاحتياج لوجود الحبيب قريبًا، فيما يظهر إلحاح غير مفهوم من الذات بالبعد عنه؛ خوفًا عليه، فتقول: أنا باعتذر لك عن سكوتي، وقت ما تحبي الكلام، وإن عندي شيروفوبيا ونقص حاد في الاهتمام، وإني دخلتك معادلة ليها أكتر من نهاية، واني محتاجك بعيدة، بس محتاج لك معايا. تبدو الحالة التي يعيشها الحبيب وهو يعتذر لحبيبته عن غيابه وبعده، رغم احتياجه لها شبيهة بالحالة التي تعيشها الحبيبة، التي أبرزها الكليب أيضًا على أنها تعيش الحالة نفسها من الارتباك والخوف، وربما التشتت والضياع، حالة من الأحاسيس المتضاربة تمامًا كحالة كلمات الأغنية، وهي القاسم المشترك بين الكليب والكلمات، والذي ربما يحتاج إلى أكثر من مشاهدة؛ حتى يتفاعل معه الجمهور، حسبما جاء في الكثير من التعليقات. و«مسار إجباري» فرقة مصرية سكندرية مستقلة، ظهرت في خضم الحراك الإبداعي قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير، وأطلق على هذا التيار أو هذه المجموعات والفرق اسم «الأندرجراوند»، وتقدم الكلمات التي تعبر عن المجتمع والتراث الغنائي المصري من زاوية موسيقية مختلفة، تعتمد على أنغام الروك. تأسس الفريق عام 2005، واختار أعضاؤه هذا الاسم الساخر – على حد قولهم في مناسبات عدة – تعبيرًا عن اعتراضهم على القيود التي يفرضها المجتمع لمحاولة تنميط أسلوب الحياة؛ مما يضيق مساحة الإبداع والابتكار. ويتكون «مسار إجباري» من هاني الدقاق قائد الفريق وملحن ومطرب وعازف جيتار، ويشاركه العزف أحمد حافظ، والغناء أيمن مسعود، وعلى الكيبورد محمود صيام، وتامر عطا الله على الدرامز.