هى حكاية من حكايات مصر القديمة التى لا تنتهى حيث تعيش الأساطير والعادات والتقاليد. تصوير : محمد لطفى وتتناقلها الأجيال فلا تختفى مع مرور الأيام مهما حدث، ففى شارع بورسعيد بمنطقة العتبة يقع جامع البنات الذى لا يزال يرتبط فى أذهان الكثيرين بأنه مكان مبروك وأن زيارته تجلب الحظ لمن فاتها قطار الزواج فالسبع لفات فى رحابه المباركة هى أقصر طريق للوصول لابن الحلال..ا المسجد أنشأه الأمير عبد الغنى الفخرى منذ حوالى 600 سنة ولا يزال محتفظاً بجماله وروعته المعمارية وبمأذنته الضخمة التى تأخذ شكل مآذن العصر المملوكى وللجامع واجهة واحدة مطلة على الشارع وهو مبنى من الحجر ويتسم بالفخامة من الداخل. وطوال 6 قرون ارتبط هذا الجامع بعادات وتقاليد توارثتها الأجيال من خلال أسطورة تؤكد أنه مكان مبروك والدعوة فيه مستجابة للراغبات فى الزواج حيث أنه مدفون فى ركن من أركانه سبع بنات عذراوات لم يتزوجن وهن من بنات الأمير المملوكى صاحب المسجد الذي قام بدفنهن جميعاً واحدة تلو الأخرى ولم يتزوجن لأسباب غير معروفة حيث لم تكتمل الأسطورة.. وهذه الحكاية هى قصة حقيقية حيث يسمى المسجد بالفعل بجامع السبع بنات . هكذا احتفظ المسجد بحكاية مؤثرة وإنسانية للغاية وغريبة أيضاً جعلته مع مرور الأيام مزاراً للفتيات الراغبات فى الزواج أو الحزينات بسبب تأخر سن زواجهن فعندما يعشن قصة السبع البنات تحدث لهن حالة نفسية تجعلهن يتقبلن حالهن.. سألنا عم محمد عبد الواحد (70سنة) تاجر قماش بالعتبة حول هذه العادة الغريبة فقال: حكاية السبع بنات كانت فى البداية معروفة عند سكان الغورية والأزهر والحسين والمناطق المجاورة وتناقلوا على مر الأجيال مأساة الأمير الذى فقد بناته واحدة وراء الأخرى وبعد ذلك الحكاية انتشرت لدرجة أنه كان يحضر إليه ناس من أسوان للأسكندرية ومن الأرياف عموماً لكن الآن الموضوع قل عن زمان يعنى أنا فاكر من حوالى 50 سنة أيام ما كانت الناس بسيطة كانت البنات تأتي وتلف سبع لفات حول المسجد بعدد السبع بنات، وفى يوم الجمعة تحديداً ممكن أى حد يلاحظ هذه العادة أصل منطقة العتبة والأزهر والحسين بالذات الناس فيها طيبة وأصيلة وصعب أنهم يتخلوا عن عاداتهم وتقاليدهم والدليل أنهم لا يزالون يقدسون أضرحة أولياء الله الصالحين ويعتقدون فى بركتها وهو نفس الكلام بالنسبة للسبع بنات حيث يتعاملون معهم باعتبارهم من الصالحات. أما محمد سيد خادم المسجد فيقول: المسجد ليس به ضريح مثل أضرحة الأولياء ولكن مدفون فيه صاحبه وبناته السبعة ومتاح للسيدات والبنات أن يدخلوا المسجد فى أى وقت ولأى سبب. وفى صحن المسجد لا تنقطع زيارة البنات وحتى طالبات الجامعة إما للتبرك بالمكان أو للفسحة والتندر أو للدراسة حيث اكتشفنا أنه بخلاف موضوع السبع لفات يفضل طالبات كلية الفنون الجميلة وطالبات كلية الهندسة هذا الجامع لعمل المشروعات الفنية والهندسية المطلوبة فى أعمال السنة من منطلق أنه جامع البنات! حيث تقول هند أحمد على طالبة بكلية الفنون الجميلة والتي التقيناها في الجامع: جامع البنات من أهم الأماكن التى نهتم بزيارتها فى إطار الأعمال التدريبية وأنا اخترته لأنه جامع مميز باسمه وبسبب حكايته المعروفة ممكن يطلع منه رسومات وتعبيرات جديدة وإنسانية كما أن شكله من الداخل فيه فخامة وزخارف فريدة من نوعها ومن هنا نختار جامع البنات لأنه ممكن يفرق معنا فى الدرجات.