لم يعد هناك مفرا من اللجوء للمتحدث الرسمي باسم الشعب المصري منذ ثورة 30 يونيه وهو الفريق السيسي بعد التخاذل المخزي من حكومة الببلاوي تجاه إرهاب المحظورة . سيادة الفريق لنكن صرحاء .. فالشعب لم يفوض السيد الببلاوي وحكومته لمحاربة الإرهاب ، بل فوضك أنت ولم ينزل بعشرات الملايين إلا ثقة فيك وفي جيشنا العظيم وشرطتنا الوطنية .. وكنا نأمل ألا تترك هذا الأمر في شقه السياسي لغيركم ، فهذه أمانة وانتم خير من يحفظها ، ولا يمكن القبول بأي اعتبارات سياسية داخلية أو خارجية يمكن أن تثنيكم عن تنفيذ ما طالبنا به في تفويضنا لكم وهو القضاء علي الإرهاب من كل الجوانب الأمنية والسياسية والاجتماعية والدينية. الإرهاب يا سيادة الفريق يتوحش ، وينهش في جسد وطننا ، ويريد تمزيقه ويعبث بأمننا واستقرارنا ويحصد معه أرواحا طاهرة من المدنيين والعسكريين ورجال الشرطة بدون أن يجد إلا الحل الأمني فقط في مواجهته .. وهو غير كاف . بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة الدمويين تفاءلنا خيرا ، وبعد النجاح في تنظيف الكثير من المناطق مثل ناهيا وكرداسة من البؤر الإرهابية الموجودة داخلها تصورنا أن النهاية أوشكت علي الاقتراب .. لكن يبدو أن الإرهاب - الذي لا دين له - صار مبدأ وعقيدة التنظيم المحظور المسمي في السابق "الأخوان" . أعتدنا في الأيام الماضية علي أن نستيقظ علي مظاهرة هنا ..مسيرة هناك .. اشتباكات متفرقة في بعض الأماكن ، وإطلاق نار وقطع طرق في أخري ، وقنابل خبيثة في بعض الميادين ، وقلنا أن الله مع الصابرين المرابطين من أجل إنقاذ وطنهم من مخطط مرعب لبيعه وتقسيم ما تبقي منه علي يد تجار الدين ..تغنينا بكل قوة وعزم بان للحرية ثمن لابد أن ندفعه ، لكن "للصبر حدود" فالمسألة في تزايد وخنوع حكومة الببلاوي أمام إرهاب المحظورة زاد شره هؤلاء الإرهابيين للدماء ، فوجدناهم يقاتلوننا في الجامعات ويحاولوها لساحة تعارك بالمولوتوف والشوم والعصي . حسام عيسي وزير التعليم العالي كان أسدا في معركته ضد تواجد الحرس الجامعي حتى تم إلغاؤه .. تحول إلي قط وديع لا يجد حلا لطلبة مهددة في حياتها وأساتذة مهدرة كرامتهم علي يد مجموعة من الطلبة الإرهابيين الذين لابد إذا كان هناك دولة أن يفصلوا من كلياتهم طالما ثبت إجرامهم المصور صوت وصورة . تخاذلت حكومة الببلاوي عن اتخاذ مواقف قوية تعكس دولة مصر القوية العميقة بتاريخها ومؤسساتها نتيجة وجود أفراد داخلها يميلون لتحويل مصر إلي دولة بلا قانون أو مؤسسات ولا يجيدون إلا سياسة "المصاطب" التي تقوم علي التوافق والتصالح مع القتلة لدرجة تجعلني أتوقع أنه قد يطلب بعضهم من الشيخ محمد حسان بعد فترة التدخل لعقد صلح عرفي مع هؤلاء الإرهابيين !. دماء المصريون انتشرت رائحتها في كل مكان ، لكن أنوف رجال حكومة الببلاوي لا تشم !! لذا لم يكن غريبا أن يتحدى إرادتنا كشعب هؤلاء الإرهابيون ويقولون أنهم سيستولون علي ميدان التحرير في 6 أكتوبر ليتحول من ملحمة احتفالية شعبية إلي حفل سب وإهانة لأبناء القوات المسلحة ، والظريف أن بعض إعلامي الطابور الخامس بدأ يتحدث عن ضرورة عدم نزول الناس في الشوارع التي لابد أن نتركها للإرهابيين حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه.. يااااااه .. ما هذا الذل والمهانة التي بدأنا نستشعرها في بلادنا ؟! ما هذا الخوف الذي يريدون أن يصدروه لنا ليصبح أسلوب حياتنا ؟!. سيادة الفريق لقد قبلنا أن ندفع حياتنا وحياة أبنائنا ثمنا للتحرر من الاحتلال الاخواني البغيض ، لكن هل من المقبول أن نظل في حالة استنزاف لأرواحنا وأمننا واقتصادنا بلا منطق أو مبرر إلا عجز الحكومة عن اتخاذ حزمة من القرارات الصارمة التي نؤكد بها أننا دولة " عميقة " ولسنا دولة " عبيطة " ؟! وأهم تلك القرارات التي يجب عليها اتخاذها الآن وليس غدا إعلان هذا التنظيم المحظور تنظيما إرهابيا من ينتمي إليه يصبح مطاردنا أمنيا..وتفعيل قانون الطؤاري لاسيما فيما يخص منع التظاهر حتى تتعافي مصر من كبوتها.. أيضا لابد أن تنقي هذه الحكومة من المجموعة أمريكية الهوى. سيادة الفريق نعلم أننا نعاني منذ سنوات من احتلال سياسي أمريكي غير معلن في فترات سابقة ، ثم أصبح في الثلاثة أعوام الأخيرة سافرا بفضل رجالها وعملائها من رجال الطابور الخامس الذين انتشروا علي الساحة السياسية في الفترات الأخيرة كالوباء ..لكن أما آن لنا أن نعلن الاستقلال السياسي التام ؟؟ سيادة الفريق لقد قرر الشعب الآن الاستقلال السياسي التام أو الموت الزؤام.. لن نعود لسطوة أمريكا علي قراراتنا ولن نقبل بوجود رجالها علي الساحة السياسية والإعلامية ..والأمل في الله أولا في تحقيق هذا الأمل ثم في سيادتكم . تحدث يا سيادة الفريق بقوة باسم شعب مصر في كل مكان وفي كل المجالات ، وكن كعادتك لا تخشي في الحق لومة لائم لأنكم " ناس بتخافوا من ربنا " ... لا تلتفت لمهرجي أمريكا الذين يتحدثون عن حكما عسكريا ، فنعال القوات المسلحة علي رؤؤسنا جميعا .. نريد أن يعرف الجميع في الداخل والخارج انه عندما يريد أن يتحدث لشعب مصر فعليه أن يكلمك انت فقط لانك الزعيم والملهم لمصر الحرة الموحدة المستقلة الخالية من الارهاب .. لمصر 30 يونيه.