تباينت وجهات نظر المصريين حول خطاب الرئيس محمد مرسي مساء الأربعاء حيث اعتبره معارضوه "كارثيا" و"عارا" على البلاد و"مجرد سلسلة من الأكاذيب" فيما اعتبره مؤيدوه خطابا "تاريخيا" و"يصحح المسار" و"يكشف المفسدين" بينما رأى فريق آخر أنه "في مستوى المواطن البسيط" الذي يمثل الأغلبية العظمى من الشعب. "خطاب مرسي كارثي ويعني أنه إذا لم تنجح ثورة 30 يونيو فإنه سيعلق لنا المشانق في الساحات العامة فهو يحمل تهديدا صريحا باللجوء إلى المحاكم العسكرية إذا لم يفلح القضاء العادي في معاقبة معارضيه"، حسب عوض محمد أحمد، عمدة إحدى قرى الصعيد. وأضاف في تقرير لسكاي نيوز "مشهد مؤيديه الذين يصفقون له بعد هذا التهديد وصراخهم قائلين له ربيهم يا ريس، أشعرني أنها إشارة منه لهم بأخذ الحق بأيديهم من معارضيه تماما كما تم قتل أربعة من أبناء الطائفة الشيعية المصريين هذا الأسبوع بعد خطبته التي نادى فيها بالجهاد في سوريا وهاجم فيها حزب الله". وأسف أن الرئيس "لم يشر حتى إلى هذه الحادثة ناهيك عن إدانتها" وهو ما يعني، في رأيه "أنه لا يبالي سوى بجماعة الإخوان المسلمين" التي ينتمي إليها. وقال "هل نسى مرسي أن الإخوان المسلمين كانوا من ضحايا المحاكم العسكرية التي لجأ إليها (الرئيس السابق حسني) مبارك لوضعهم في المعتقلات، أم أنه يستخدم الاضطهاد للتباكي على أهله وعشيرته ويوقع الظلم على من لا ينتمون له مثلما يفعل الإسرائيليون مع الفلسطينيين؟". هذا فيما اعتبر جمعة البشبيشي، عامل بالسكة الحديد، الخطاب "مجرد سلسلة من الأكاذيب، فقد أخذ يسرد أرقام عن زيادة الأجور، لكنه أغفل تماما أن الأسعار ارتفعت لأكثر من الضعف وأن هناك أكثر من 4 آلاف مصنع قد أفلسوا وأغلقوا أبوابهم وتم تسريح العمال منهم". وقالت زوجته، ألفت عبد الغني، "عار على مصر أن يخرج رئيسها ليتهم أشخاصا بأسمائهم في خطبة علنية وكأنه في جلسة نميمة مغلقة". الخطاب أصاب الكثيرين من معارضيه الذين كانوا يأملون أن تنهي 30/6 حكمه بالإحباط حيث شعروا أنه يوجه رسالة مفادها أنه لن يرحل بسهولة وأنه يخاطب "المواطن البسيط في القرى والنجوع والتي تحتوي على الأغلبية العظمى من الشعب المصري. وقالت هدى محي الدين، مصممة ديكور، "يبدو أننا غرزنا ولن نخرج من ورطة تولي الإخوان الحكم"." قد تعتبر النخبة أن مستوى خطابه متدن ولكنه في الحقيقة يصل إلى مستوى الفلاح العادي البسيط الذي يمثل غالبية الشعب"وحيث توجد القاعدة المساندة للإخوان. وزاد من شعور الإحباط أن عدد الذين توافدوا إلى ميدان التحرير تلبية لدعوة المعارضة كان ضئيلا ولم يتعدى بضعة آلاف لم تملأ سوى جزء من الميدان.". وأكد المستشار عبد الله فتحي، وكيل نادي القضاة، أن الخطاب "لم يلتفت إلى قدسية القضاء" وذكر في مداخلة هاتفية على إحدى الفضائيات المصرية أن "جماعة الإخوان أشادت برقابة القضاة في انتخابات 2005، الذين يتهمهم الرئيس بالتزوير اليوم". واعتبر فتحي أن اتهام مرسي لبعض القضاة بالتزوير، يعتبر قضية "سب وقذف" لأن "هذه الواقعة لم تكن محل تحقيق وتعتبر خصومة شخصية بين شخص الرئيس وبين القاضي الذى ترأس دائرته الانتخابية". وأعلن عن اجتماع الجمعية العمومية لنادي القضاة بشكل عاجل، تحت رئاسة المستشار أحمد الزند، رئيس نادي القضاة، للرد على اتهامات الرئيس للقضاة، واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه هذا الخطاب، على حد قوله. وقال ممدوح فودة، عضو مجلس الشعب السابق عن الحزب الوطني المنحل، والذي اتهمه الرئيس مرسي في خطابه بالبلطجة، أنه سيتقدم ببلاغات ضد الرئيس صباح الخميس، من أجل الحفاظ على سمعته. وفي جانب مؤيدي الرئيس، وصف محي الجندي، طبيب، الخطاب بأنه "تاريخي ولم يأت بمثله رئيس مصري من قبل على مر التاريخ". "الناصريون يتشدقون بخطب جمال عبد الناصر على أنها مثال يدرس في فن مخاطبة الشعوب والوصول إلى قلب وعقل المواطن في آن واحد، وأعتقد أنهم اليوم سيعيدون حساباتهم بعد خطاب الرئيس مرسي الذي تفوق على عبدالناصر في فن الخطابة"، على حد قول الجندي. وقال عبد المجيد سيد علي، صاحب منفذ لبيع المرطبات، إن "الخطاب كشف المفسدين بالاسم حتى لا يقول المعارضون المنافقون إن مرسي كاذب و يلقي باتهامات عشوائية دون سند"، واستطرد "ها هو قد كشف كل مفسد بالاسم وعلى الشعب أن يعاقبهم بيده دون انتظار محاكمة أو نيابة". وقال حزب الحرية والعدالة، الذي ينحدر منه مرسي، على موقعه الإلكتروني إن "الإعلام الغربي أشاد بخطاب الرئيس مرسي التصالحي" . وذكرت الصفحة عدة وسائل إعلام غربية على أنها وصفت اللهجة "التصالحية" للخطاب وأن مرسي قام "بكشف المفسدين". غير أنه بمراجعة النصوص الأصلية يتبين عدم مطابقة المعنى المتضمن فيها مع رؤية صفحة الحزب لها. وأثار الخطاب موجة من السخرية والتهكم بين المستمعين له من المعارضين وقال محمد حمودة، الذي يعمل على مركب للتنزه على النيل، إن "الخطاب تاريخي بمعنى الكلمة، فسيشهد التاريخ أن مرسي أول رئيس يبدأ خطابه يوم الأربعاء لينتهي منه يوم الخميس"‘ في إشارة إلى استمراره في الحديث لما يزيد عن ساعتين امتدت من مساء الأربعاء وحتى بداية اليوم التالي.