عاش عمره كله مهموماً بالعرب ومشاكلهم ووصل به الأمر لدرجة أنه ترك كلمة أخيرة لهم حتى بعد وفاته لعلها تؤثر فيهم .. أو يبريء بها ذمته أمام الله وهو فى دار الحق ! . نزار قباني المولود في 21 مارس 1923 في أحد بيوت دمشق القديمة كان يقول "يوم ولدت كانت الأرض هي الأخرى في حالة ولادة،وكان الربيع يستعد لفتح حقائبه الخضراء..هل كانت ولادتي في الفصل الذي تثور فيه الأرض على نفسها،وترمي فيه الأشجار كل أوراقها القديمة؟أم كان مكتوبا علي أن أكون كشهر مارس ...شهر التغيير والتحولات...؟" وواصل نزار قباني ابداعاته على مدى نحو 50 عاماً وكون قاعدة جماهيرية كبيرة من خلال طرحه لمشكلات المواطن العربي وهمومه وطموحه - بالاضافة طبعاً لشعره الرومانسى الشهير - وكان دائماً قاسياً لدرجة اعلانه " وفاة العرب أكثر من مرة " فقال مثلاً : حرب حزيران انتهت ..فكل حرب بعدهاونحن طيبون .. أخبارنا جيدة وحالنا - والحمدلله - على أحسن مايكون .. وصوت فيروز من الفردوس يأتي «نحن راجعون » تغلغل اليهود في ثيابنا و« نحن راجعون » صارا على مترين من أبوابنا و«نحن راجعون» ناموا على فراشنا ..و«نحن راجعون» وكل مانملك أن نقوله: « إنا إلى الله لراجعون » وفي عامه الأخير قبل رحيله عام 1998...صرخ نزار قباني " متى يعلنون وفاة العرب؟" وقال فيها " أنا منذ خمسين عاما أراقب حال العرب .. وهم يرعدون،ولا يمطرون...وهم يدخلون الحروب ولا يخرجون... وهم يعلكون جلود البلاغة علكا ولا يهضمون...أنا منذ خمسين عاما أحاول رسم بلاداً تسمى"مجازا"بلاد العرب ". وبعد وفاته ظهرت قصيدة اسمها " رسالة من تحت التراب " .. ونزار عموماً كان مغرماً بالرسائل في قصائده مثل رسالة من سيدة حاقدة ، ورسالة حب صغيرة ، ورسالة من تحت الماء ، ورسالة جندي في جبهة السويس ، وخمس رسائل إلى أمي ، والرسائل المحترقة ، ورسائل لم تكتب لها.. ويقال أن نزار أوصى ألا تنشر " رسالة من تحت التراب " إلا بعد وفاته.. ولذلك تم تأريخها بيوم وفاته 30 إبريل 1998 ، وتقول أبياتها : رسالة من تحت التراب من ها هنا.. من عالمي الجميل.، أريد أن أقول للعرب.. الموت خلف بابكم .. الموت في أحضانكم.. الموت يوغل في دمائكم.. وأنتم تتفرجون .. وترقصون .. وتلعبون .. وتعبدون أبا لهب !!! والقدس يحرقها الغزاة .. وأنتم تتفرجون .. وفي أحسن الأحوال.. تلقون الخطب !!! لا تُقلقوا موتي .. بآلاف الخطب !!! أمضيت عمري أستثير سيوفكم .. واخجلتاه ... سيوفكم صارت من خشب !!! من ها هنا .. أريد أن أقول للعرب .. يا إخوتي.. لا... لم تكونوا إخوة !! فأنا ما زلت في البئر العميقة .، أشتكي من غدركم .. وأبي ينام على الأسى .. وأنتم تتآمرون .. وعلى قميصي جئتم بدم كذب !!!!! واخجلتاه ... من ها هنا أريد أن أقول للعرب .. ما زلت أسمع آخر الأنباء .. ما زلت أسمع أمريكا تنام .. طوبى لكم.. طوبى لكم .. يا أيها العرب الكرام !!! كم قلت ما صدقتم قولي .. ما عاد فيكم نخوة .. غير الكلام !!! لا تُقلقوا موتي .. فلقد تعبت .. حتى أتعبت التعب .. من ها هنا .. أريد أن أقول للعرب .. ما زلت أسمع أن مونيكا تدافع عن فضائحها .. وتغسل عارها بدمائكم .. ودماء أطفال العراق .. وأنتم تتراقصون .. فوق خازوق السلام !!! يا ليتكم كنتم كمونيكا .. فالعار يغسلكم .. من رأسكم حتى الحذاء !!! كل ما قمتم به هو أنكم .. أشهرتم إعلامكم .. ضد الهجوم .، وجلستم في شرفة القصر تناجون.. النجوم !!!!! واخجلتاه ... ماذا أقول إذا سئلت هناك .. عن نسبي ؟؟! ماذا أقول ؟؟؟ سأقول للتاريخ .. أمي لم تكن من نسلكم ... وأنا .. ما عدت أفتخر بالنسبِ !!!!! لا ليس لي من إخوةٍ .. فأنا برئ .. فأنا برئ منكم .. وأنا الذي أعلنت .. من قلب الدماء .. ولسوف أعلن مرة أخرى هنا .. موت العربِ !!!!!