رفض نزار قبانى أن يكتب سيرته الذاتية الشعرية أحد سواه، فكتب «قصتى مع الشعر» وتظل المحطات السياسية فى قصائد نزار من أهم المحطات فى شعره، ومنها هوامش على دفتر النكسة، ومتى يعلنون وفاة العرب، وبلقيس، غير قصائد أخرى كتبها فى عبدالناصر وعبدالمنعم رياض وغيرهما، ومن أجواء قصيدته هوامش على دفتر النكسة: «إذا خسرنا الحربَ لا غرابةْ.. لأننا ندخُلها... بكلِّ ما يملكُ الشرقىُّ من مواهبِ الخطابةْ.. بالعنترياتِ التى ما قتلت ذبابة.. لأننا ندخلها.. بمنطقِ الطبلةِ والربابةْ»، ونزار قبانى بدأ مسيرته الحياتية دبلوماسيا إلى أن تفرغ كلية للشعر، وتشكل قصائده العاطفية وكذلك الصريحة والجريئة مرجعا وجدانيا للنساء أكثر من الرجال، ونزار مولود فى مثل هذا اليوم 21 مارس 1923 فى حى مئذنة الشحم.. أحد أحياء دمشق القديمة. قدم جدّ نزار من مدينة قونية التركيّة ليستقر فى دمشق. ووالده هو توفيق قبانى. وعم أبيه هو أبوخليل القبانى ويعد من المؤسسين للمسرح العربى بعدما استقر به المقام فى مصر، نال نزار القبانى البكالوريا وتخرج فى 1945 من كلية الحقوق فى الجامعة السورية. وعمل دبلوماسيا فى وزارة الخارجية السورية كسفير فى عدة مدن منها القاهرة، مدريد، لندن، وبيروت وفى 1959 بعد إتمام الوحدة بين مصر وسوريا، عُين سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة فى سفارتها بالصين. وبقى فى الحقل الدبلوماسى إلى أن قدم استقالته فى 1966. ثم انتقل إلى بيروت. تناولت كثير من قصائده قضية حرية المرأة. وأشواقها، وكان ديوان قصائد من نزار قبانى الصادر عام 1956 نقطة تحول فى شعر نزار، حيث تضمن هذا الديوان قصيدة خبز وحشيش وقمر التى انتقدت بشكل لاذع خمول المجتمع العربى. ومن أهم أعماله: حبيبتى، الرسم بالكلمات، وقصائد حب عربية. تزوج نزار قبانى مرتين الأولى من قريبته وهى زهرة آقبيق وتم الطلاق بينهما ثم تزوج من العراقية بلقيس الراوى عام 1969 وقد لقيت بلقيس مصرعها فى انفجار السفارة العراقية فى بيروت عام 1982 و حمّل نزار الوطن العربى كله مسؤولية قتلها. إلى أن توفاه الله فى لندن إثر نوبة قلبية فى 30 أبريل 1998 وكان نزار قد بدأ كتابة الشعر وعمره 16 عاماً، وأصدر أول دواوينه «قالت لى السمراء» عام 1944 فى دمشق وكان طالباً بكلية الحقوق ويصل عدد دواوينه إلى 35 ديواناً أشهرها طفولة نهد، الرسم بالكلمات، قصائد، سامبا، أنت لى.