علي الرغم من اهتمام الكثير من الشباب بما يحدث علي الساحة السياسية والانتخابات والدستور والاعتصامات.. هناك بعض الشباب لا ينسون أنفسهم في هذه الظروف ويبحثون عن أماكن لخروجاتهم وسهراتهم في صورة تجمعات شبابية.. ونصب خيام.. وأغاني وطنية أحيانا.. كل ذلك لا نقصد به ميدان التحرير.. ولكن هذا ما يحدث علي كورنيش المقطم الآن.. والذي مازال يحتل الصدارة في اختيارات الشباب بالنسبة لأماكن 'السرمحة 'والخروجات مواجهين الانفلات الأمني بخطة محكمة.. ولا مانع من الحب أيضا فوق المقطم.. وغيرها من المناطق التي نرصدها لكم في هذا التحقيق.. كورنيش المقطم وجدنا عددا كبيرا من الشباب منتشرا بطول الكورنيش في مشهد نحفظه جميعا من قبل الثورة والأحداث التي تحدث في مصر , كما أن بعض الشباب يقومون بنصب الخيام كما لو كنا في ميدان التحرير , ولكن بالتأكيد ليس للاعتصام . فيقول مصطفي أحمد : نأتي كل خميس أو جمعة بخيمتنا إلي المقطم من الصباح إلي المساء , وأحيانا نترك الخيمة الخميس ونأتي الجمعة في الصباح لنكمل فسحتنا , فالجو هنا رائع بعيدا عن زحام القاهرة , ونعيش حياتنا هنا أفضل ومعنا كل مانحتاجه , كما أننا لا نقلق من أي شيء علي الرغم من أننا نسمع أحيانا عن وجود جرائم فوق المقطم ولكننا معنا سلاح . وربما يكون الجديد أن بعضا من هؤلاء الشباب أصبح يحجز مكانه ويتوجه إليه , دون أن يبحث له عن مكان , وهذا ما أكدته مجموعة من الشباب تجمعوا حول سياراتهم في مكانهم المعتاد ويقومون بالشواء , ويقول أحمد فوزي - كلية تجارة -: لدينا اهتماماتنا السياسية ونشارك في كل الأحداث التي تحدث , ولكن هذا لا يمنع من أننا يجب أن نقضي إجازاتنا وخروجاتنا علي كورنيش المقطم , كما أن لدينا مكانا مخصصا لنا نأتي إليه دائما ولا نغيره , وصاحب الكافيه يعرفه ويحجزه وهذا يحدث مع عدد كبير من الشباب الذي يعتاد المجيء إلي المقطم . ويضيف سامح عبد الله : المقطم يعتبر أهدأ وأأمن من أي مكان في مصر الآن , فهو يجعلنا ننفصل عن كل الأحداث والدوشة التي تحدث في مصر , وبعيدا عن الميادين اختيارنا الأول يكون المقطم . ' نحن نتحدي الانفلات الأمني '.. هذا ما أكده عدد من الشباب الذين يقضون سهراتهم علي كورنيش المقطم , ويقول أحمد مدحت - بكالوريوس آداب -: بالرغم من أن المقطم مكان مفتوح إلا أننا لا يهمنا حكاية الانفلات الأمني الذي يحدث في كثير من المناطق في مصر , ولكن المهم أننا نتبع بعض النصائح التي وضعناها لأنفسنا حتي لا نتعرض ل ' التثبيت ', وأولها ألا نحمل مبالغ مالية كبيرة , وألانقل عن خمسة أفراد ولو زيادة علي ذلك يكون أفضل , والأهم من ذلك ألا يكون معنا فتيات بعد فترة الغروب حتي لا يتعرضن لأي مشاكل أو مضايقات . كما يقول محمد إبراهيم : عدد الشباب يكون كبيرا فوق المقطم ولا خوف من الانفلات الأمني لأن تثبيتهم يحتاج إلي عدد كبير من البلطجية وحتي لو كان فيه انفلات أمني سنأتي إلي هنا . ' هموم الدنيا نرميها وراء ظهورنا فوق المقطم '.. هذا ما أكده لنا أكثر من شاب .. ومنهم شريف صابر والذي يقول : الشعب كله ' بيفتي ' في كل حاجة , وتعبنا من المشاكل الموجودة في البلد والسياسة التي وجعوا دماغنا بها , ولذلك نهرب من كل ذلك ونرمي كل الهموم ونأتي إلي المقطم , فهو أرخص وأهدأ من أي مكان آخر . ويقول شريف محمد : أعمل في ' باند موسيقي ', وأحيانا لا يكون لدينا عمل فنأتي مع باقي الفريق إلي المقطم ونقوم بالغناء وذلك من بعد الثورة , ونغني أغاني وطنية أو اجتماعية , ويتجمع حولنا عدد كبير من الشباب وطبعا دون مقابل , ولكننا نرفه عن أنفسنا ونحاول أن نكتسب شهرة وانتشارا مع هؤلاء الشباب الموجودين بكثرة فوق المقطم . يقول أشرف عبد المنعم : جئنا إلي هنا في يوم من الأيام ووجدنا فرحا , فوجدناها فكرة وعندما قرر أخي الكبير أن يتزوج فكرنا في أن نقيم الفرح هنا في المقطم , ولا يكلفنا ذلك سوي نقل المعازيم في سيارات وهي تكاليف مقدور عليها وأوفر بكثير من أي مكان آخر , ولا نجد من يعترض علي الفرح , والفرح مختلف أيضا . شارع (9) المقطم - المعادي يوازي الكورنيش وبالقرب منه و يحتوي علي عدد من الكافيهات والمطاعم ومحلات الملابس ويأتي إليه عدد كبير من الشباب .. ويقول أسامة سيد : منطقة المقطم كلها ليس لها حل , فنأتي كل فترة ونأخذ خروجة كاملة علي الكورنيش وشارع 9 , ولكن أسوأ ما في الشارع أنه كان في البداية كافيهات ومطاعم فقط , ولكن محلات الملابس اقتحمت الآن الشارع فبعد فترة سيفقد ميزته , ولكن حتي الآن يوجد شباب كثيرون يأتون إلي هنا وخصوصا في السهرة من بعد الساعة 10 مساء لأن البعض يشعر أن الكورنيش في هذا التوقيت ليس آمنا فنبتعد عنه ونأتي إلي شارع 9 . أما عن الكافيهات فيقول عماد مسعد - صاحب كافيه -: واضح أن الإقبال سيكون كبيرا هذا الموسم علي المقطم , وخصوصا أن البوادر بدأت مبكرا جدا , علي الرغم من أننا علي أبواب الامتحانات . شارع إبراهيم بعيدا عن المقطم نذهب إلي مصر الجديدة , وبالتحديد في شارع إبراهيم , حيث يكون هناك إقبال علي عدد من المقاهي أشهرها قهوة السوايسة ويقول إسلام السعدني : بالرغم من أني من سكان مصر الجديدة إلا أني لا أجلس علي الكافيهات الهاي كلاس وأفضل أنا وأصدقائي المقاهي العادية ونسميها المقاهي البلدي , ويقبل عليها الشباب والبنات , ونفضل أيضا المشاريب الشعبية مثل التمر هندي . وعلي النقيض تماما وفي نفس الشارع ولكن من ناحية شارع الأهرامات نجد سهرات مختلفة في الكافيهات أمثال ستاربكس وسوبريم , ويقول أيمن محمد : هذا هو الجو الذي نحب أن نسهر فيه , بعيدا عن زحام المقاهي العادية , ونأتي إلي هنا كثيرا يوم الخميس ولكن الشارع كله يكون محجوزا , ورغم ارتفاع الأسعار لكننا نفضلها . لو هاي كلاس يبقي شارع 9 ولو عادي يبقي شارع النصر وميدان اللاسلكي .. كل ذلك في حي المعادي , فشارع النصر يتميز بوجود عدد كبير من الكافيهات ومطاعم الوجبات الجاهزة , ولكننا لاحظنا أنه بعد الثورة قام عدد من أصحاب الكافيهات بشراء بعض الفيلات استغلالا لفرصة انخفاض أسعار العقارات وتحويلها إلي كافيهات دون أن يغيروا في تصميماتها . ويقول أحمد شعبان : المعادي مختلفة عن أي مكان آخر , ولكنها أصبحت مزدحمة بالشباب من كل المناطق والمستويات في الفترة الأخيرة , ولكن معظم سهراتنا تكون في شارع '9' يومي الخميس والجمعة وباقي الأيام يكون في شارع النصر , والأسعار تناسب الجميع فالشاي يبدأ من ثلاثة جنيهات إلي 17 جنيها , ونحاول أن ( نفك ) من جو السياسة لأننا ( زهقنا ) مما يحدث في البلد . وسط البلد وسط البلد لسه بخيرها .. هذا هو الواقع حتي الآن , فبالرغم من أن هذه المنطقة تحولت إلي مقر الثورة , ولكن هناك بعض الشباب يحاولون الهروب إلي كافيهات وسط البلد , وبالتحديد في منطقة التوفيقية والألفي وعلي مقهي أم كلثوم والعندليب وغيرها من المقاهي , أما مقاهي البورصة فمن بعد المغرب تصبح ' كومبليت ', فقد زادت السهرات عليها علي المعتاد , وخصوصا أنه بجانب الشباب الذي يسهر كالمعتاد هناك , أصبحت مقاهي البورصة أحيانا ملتقي لثوار التحرير , ويوجد عليها الشباب من كل التيارات . يقول محمد جلال : مهما يحدث في وسط البلد يجب أن نأتي إليها , فهي منطقة خروجاتنا وسهراتنا , وأرخص من أي مكان آخر , والجلوس علي المقاهي هنا أمر معتاد لعدد كبير من الشباب , ولكننا كنا نبتعد فقط أيام الخميس والجمعة بسبب المظاهرات التي تحدث في التحرير , كما أن السياسة كلها تتجمع في هذه المنطقة حيث يوجد شباب من كل التيارات وأحيانا الاتفاق علي المظاهرات يكون في تلك المقاهي , وفي هذه الأوقات يوم الخميس يكون من الصعب أن نجد مكانا لنجلس فيه بسبب الزحام الشديد , ويجب أن نأتي قبل المغرب حتي نجد مكانا .