جريمة أستاذ الجامعة    نورهان عجيزة تكشف كواليس اليوم الأول للمرحلة الأولى بانتخابات النواب 2025 في الإسكندرية    أسامة الباز.. ثعلب الدبلوماسية المصرية    رسميًا.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي 2025 وخطوات استخراجها مستعجل من المنزل    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    سلطنة عمان تشارك في منتدى التجارة والاستثمار المصري الخليجي    بعد لقائه ترامب.. الشرع: دخلنا عهدًا جديدًا بعد سقوط بشار.. ولن نجري محادثات مباشرة مع إسرائيل    الإطار التنسيقي الشيعي يدعو العراقيين إلى المشاركة الواسعة والفاعلة في الانتخابات التشريعية    "ترامب": واثق في أن الشرع سيتمكن من أداء مهام منصبه    نجاح زهران ممداني حدث عالمي فريد    القنوات الناقلة لمباراة الكاميرون ضد الكونغو الديمقراطية في تصفيات كأس العالم    إصدار تصريح دفن إسماعيل الليثى وبدء إجراءات تغسيل الجثمان    واخدها في حضنه، رانيا يوسف تخطف الأنظار مع زوجها في العرض الخاص ل"السلم والثعبان" (فيديو)    كندا تفقد وضعها كدولة خالية من الحصبة بعد 3 عقود    يمهد الطريق لتغيير نمط العلاج، اكتشاف مذهل ل فيتامين شائع يحد من خطر النوبات القلبية المتكررة    انهيار جزئي من عقار قديم بالمنيا دون خسائر بشرية    أمطار على هذه المناطق.. بيان مهم من الأرصاد يكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    وزارة الداخلية تكشف ملابسات واقعة السير عكس الاتجاه بالجيزة    انهيار جزئي لعقار قديم قرب ميدان بالاس بالمنيا دون إصابات    التعليم تعلن خطوات تسجيل الاستمارة الإلكترونية لدخول امتحانات الشهادة الإعدادية    نفسنة أم نصيحة، روني يشن هجوما جديدا على محمد صلاح    بعد طلاقها من كريم محمود عبد العزيز.. رضوى الشربيني داعمةً آن الرفاعي: «المحترمة بنت الأصول»    وداعا إسماعيل الليثى.. كاريكاتير اليوم السابع يرثى المطرب الشعبى ونجله ضاضا    «في مبالغة».. عضو مجلس الأهلي يرد على انتقاد زيزو بسبب تصرفه مع هشام نصر    أسعار العملات العربية والأجنبية أمام الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    مع دخول فصل الشتاء.. 6 نصائح لتجهيز الأطفال لارتداء الملابس الثقيلة    من البابونج للسلمون.. 7 أطعمة تساعد على تقليل الأرق وتحسين جودة النوم    استغاثة أم مسنّة بكفر الشيخ تُحرّك الداخلية والمحافظة: «رعاية وحماية حتى آخر العمر»    التخضم يعود للصعود وسط إنفاق بذخي..تواصل الفشل الاقتصادي للسيسي و ديوان متفاقمة    بعد لقاء ترامب والشرع.. واشنطن تعلق «قانون قيصر» ضد سوريا    وزير الخارجية ل«القاهرة الإخبارية»: مصر لن تسمح بتقسيم السودان تحت أي ظرف من الظروف    محدش يزايد علينا.. تعليق نشأت الديهى بشأن شاب يقرأ القرآن داخل المتحف الكبير    النائب العام يستقبل وزير العدل بمناسبة بدء العام القضائي الجديد| صور    سعر الطماطم والخيار والخضار بالأسواق اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    نيسان قاشقاي.. تحتل قمة سيارات الكروس أوفر لعام 2025    بسبب خلافات الجيرة.. حبس عاطل لإطلاقه أعيرة نارية وترويع المواطنين بشبرا الخيمة    بي بي سي: أخبار مطمئنة عن إصابة سيسكو    اللعنة مستمرة.. إصابة لافيا ومدة غيابه عن تشيلسي    لماذا تكثر الإصابات مع تغيير المدرب؟    تقارير: ليفاندوفسكي ينوي الاعتزال في برشلونة    المغرب والسنغال يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية والتحضير لاجتماع اللجنة العليا المشتركة بينهما    قوات الاحتلال الإسرائيلي تصيب فلسطينيًا بالرصاص وتعتقله جنوب الخليل    تجنب المشتريات الإلكترونية.. حظ برج القوس اليوم 11 نوفمبر    المعهد الفرنسي يعلن تفاصيل الدورة الخامسة من مهرجان "بوبينات سكندرية" السينمائي    اليوم السابع يكرم صناع فيلم السادة الأفاضل.. صور    صلاة جماعية في البرازيل مع انطلاق قمة المناخ "COP30".. صور    مشهد إنساني.. الداخلية تُخصص مأمورية لمساعدة مُسن على الإدلاء بصوته في الانتخابات| صور    سعر الفول والدقيق والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    مروان عطية: جميع اللاعبين يستحقون معي جائزة «الأفضل»    خطوة أساسية لسلامة الطعام وصحتك.. خطوات تنظيف الجمبري بطريقة صحيحة    ياسمين الخطيب تعلن انطلاق برنامجها الجديد ديسمبر المقبل    أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    رجال الشرطة يجسدون المواقف الإنسانية فى انتخابات مجلس النواب 2025 بالإسكندرية    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خريطة أماكن «الحبيبة».. عشاق من كل الأعمار يملأون الكافيهات والشوارع وممرات الجامعة

يتجمعون بهدوء، فى أماكن بعينها، شباب وفتيات يخطون الخطوة الأولى فى عالم «الغرام»، حيث المكان «سر الخلطة»، فمنه تبدأ الرحلة من «المصارحة» وحتى «بناء الأحلام المشتركة».
فى هذا الملف، ترصد «المصرى اليوم» الوجه الآخر ل«المحروسة».. ترسم ملامح «مصر العاشقة»، على الكورنيش وفى الجامعة وتحت أشجار شوارع العشاق فى أكثر من مكان بالقاهرة والجيزة.. فى الملف أيضا «خريطة عشق» وتفاصيل «الغرام»، ونصائح لمن دخل مرحلة «بناء الحلم».
الحب فى الجامعة: سكشن الغرام
فى الجامعات حيث أكبر تجمع للشباب والفتيات، كان ولابد أن تكون «أماكن الغرام» مفتوحة ومتاحة. داخل أسوار الحرم الجامعى، يجلس شباب وفتيات يحاولون بناء أحلامهم الخاصة، والبحث عن «ضوء» فى نفق المجتمع الذى أصبح مفزوعا من «العشق».
تقول ميرفت، طالبة بكلية الآداب جامعة القاهرة: خلف مبنى اللغات والترجمة كلية الآداب، يوجد مكان أشبه بالسلم أو «معدية» على مساحة كبيرة مخصصة للمعاقين، الآن يجلس فيه الحبيبة حتى إنه أصبح مكانهم المفضل والمعروف. تضيف ميرفت: عشاق الجامعة لهم مكان آخر، خلف كافيه «حورس»، وهى منطقة عبارة عن أرض فضاء حيث يجلس العاشقون هناك بعيدا عن العيون التى ترصد كل شىء، من يذهبون لأماكن الحبيبة يبحثون عن فرصة للتعبير عن مشاعرهم الصادقة، وهناك قصص حب كثيرة تبدأ هنا وتنتهى بارتباط رسمى.
أما الطالب محمد عبدالحليم فيقول: «الحب مش عيب، ومش هاعمل حاجة وأستخبى.. أنا واثق من نفسى ومن حبيبتى، ومش عايز أستخبى.. بس بحاول طبعا أبعد عن الغلاسة، لأن فيه ناس كتير بتحب ترخم على أى اتنين واقفين مع بعض، وفيه كمان حاجة إنى لما أقف مع البنت اللى بحبها وبتحبنى فى مكان الجامعة كلها عارفة إنه مكان حبيبة، ده بيبقى إشهار، وبيخلى الأمور واضحة قدام الكل».
بعيدا عن جامعة القاهرة، وفى جامعة عين شمس.. تحديدا أمام كافيه بين كليتى العلوم والحاسبات والمعلومات، يوجد هناك مكان أشبه بالممر تظلله أشجار كثيفة، وهو المكان المفضل للطلبة الحبيبة بالجامعة.
وتقول هدير مجدى، طالبة بنفس الجامعة: «أشهر مكان نطلق عليه لقب مكان الحبيبة هو شارع الضباب، ما بين كليتى التجارة والألسن، أى شخص يريد مصارحة الآخر بحبه لازم يروح معاه المكان ده بالذات.. المسألة بقت جزء من الطقوس، طبعا كل شىء فى إطار محترم، لكن فى النهاية الحبيبة حياتهم داخل الجامعة بتكون فى شارع الضباب».
موظفة بإحدى كليات الجامعة تحكى قصة أخرى «مقدرش أقول إن فيه مكان معين للحبيبة، لأن أحمد زكى بدر كان مخلى الجامعة زى الألف، لكن مفيش رئيس جامعة هيوقف عسكرى على كل طالب، ومن كام يوم، كنا خارجين من الشغل، وشوفت طالبة حاطة رأسها على كتف طالب وماسكين إيدين بعض، واحدة زميلتى راحت تنبه البنت، لكن الطالبة زعقت فيها، وقالت لها: أنا حرة ومش بعمل حاجة غلط، وإحنا قاعدين قدام كل الناس.. إنتى بتتدخلى ليه؟».
فى الجامعة يعيش العشاق «الأيام الحلوة»، تملؤهم الثقة بأن المستقبل أفضل من الواقع الذى يعيشونه، وخلف أسوار الحرم الجامعى، وتحديدا فى أماكن تجمع الطلبة العاشقين تبدأ الترتيبات الأولى للبحث عن الطريق إلى «عش الحب».
على الكورنيش: ولد وبنت و«كوزين درة»
مشهد معتاد بطول كورنيش النيل، شباب وفتيات تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة وبداية العشرينيات. يجلسون وظهرهم للشارع ليبتعدوا عن «السخافة»، ويتوجهون إلى النيل طالبين القليل من الأمان، والكثير من العشق. فى دنيا العشاق ثمة «دساتير» عديدة، لكن استعدادات العاشق لابد أن تكون جاهزة فى كل الأحوال.
«لازم أبقى مستعد.. كل حاجة بقت تقلق على الكورنيش» هكذا بدأ رامى –أحد عشاق كورنيش النيل- حديثه عن تجربة العشق «الرخامة مالهاش حدود هنا.. بس هاعمل إيه؟ كل الأماكن التانية غالية أوى.. وساعات بتكون مش مناسبة.. أنا حبيت بنت وهى حاليا خطيبتى، قعدنا حوالى سنة ونص على الكورنيش هنا، وشفت الويل، عندك بتاع الشاى مثلا، تبقى لسه مشترى منه، وفجأة ينط لك كل خمس دقائق، وطبعا كله بحسابه.. فالحل إنك تحاسبه بزيادة مثلا تديله 5 جنيه وتقوله لما أحب أشرب شاى تانى هاقولك..
طبعا كنت بعمل حسابى وأنا طالع على سخافات بتوع الشاى والترمس والدرة و الورد ده غير الشحاتين طبعا.. مجرد ما يشوفوك قاعد مع واحدة، تبقى إنت منقذهم الوحيد فى الدنيا ويتلموا عليك ودا يروح ودى تيجى وفى الآخر يا دوب تجمع أجرة المواصلات وتروح إنت وهى». تعرض رامى لبعض المشاكل حتى بعد خطوبته، فالجلوس على الكورنيش لم يعد حلا سهلا للعشاق «كنت بجيب معايا حزام فيه توكة حديد كبيرة عشان أكتر من مرة اضطر أروح البنت وأتخانق عشان فيه ناس رخمة فعلا..
وطبعا بعد كده أتعودت يبقى معايا غير الفلوس والحزام أبو توكة، بطاقة شخصية ويا سلام لو كارت من حد عشان العساكر بتستنى أى فرصة وتيجى ترخم على أى ولد وبنت قاعدين جمب بعض على الكورنيش وكل ما تكلمه فى حاجة يقولك ممنوع.. البلد دى كل حاجة فيها ممنوعة». أما أشرف فكانت تجربته مختلفة عن حالة رامى، يقول أشرف: «فى نفس المكان ده حبيت 3 بنات، واحدة باعتنى مع أول خصام، والتانية إتجوزت، والتالتة أنا اللى أنهيت العلاقة بها لإنى حسيت إن البنت دى مش مناسبة».
بدأت قصة أشرف مع الحب فى الصف الثانى الثانوى، ومن يومها وهو يبحث عن «شريكة العمر». لا يريد أشرف زواجاً تقليدياً لا يقدر على تحمل تكاليفه الباهظة، يريد فتاة تقدر ظروفه وتملأ قلبه «الحب بقى عملة نادرة، والبنات بقت غريبة جدا.. يعنى التلات بنات اللى حبيتهم قبل كده اكتشفت فعلا إن كلهم مش مناسبين، اللى عايزة تتجوز فى أسرع وقت ويكون عندها كل شىء، واللى بتسمع كلام أى واحدة من صاحبتها وتنهى العلاقة، واللى بيبقى مخها طاقق، يعنى بالمختصر مافيش حد بقى نافع».
على الكورنيش يجلس أشرف هذه المرة وحيدا، لا ينتظر أحدا، ولا أحد ينتطره فقبل أسبوع أنهى علاقته بالتجربة العاطفية الثالثة «حاسس إنى هافضل كده لوحدى كتير وده شىء مزعج بس هاعمل إيه، كل اللى فى يدى عملته قبل كده ومانفعش».
Couples only: شوارع العاشقين
بعيداً عن «رخامة» المارة على الكورنيش، يحاول العشاق اختراع أماكنهم الخاصة. فى شوارع المحروسة، مناطق للعشاق فقط. غالبيتها شوارع تحفها الأشجار، حيث يمنح الهدوء شيئاً من الأمان المفقود فى شوارع مصر.
فى حى الهرم، هناك مناطق كاملة مغلقة على الحبيبة، فشوارع المعهد، فاطمة رشدى، وابن بطوطة أصبحت «ترانزيت للعشاق»، خاصة فى شارع ابن بطوطة الواقع بين شارعى الملك فيصل، والهرم، شارع ابن بطوطة يحقق شروط «شارع الحب» الرئيسية، فغالبية البنايات هناك عبارة عن فيلات، ويتسم الشارع بالهدوء والإضاءة الجيدة، فضلا عن كثافة الأشجار هناك.. على رصيف الشارع الممتد يجلس العشاق، وفى نهر الشارع يحتكر الcouples المكان تقريبا، غالبية رواد شارع ابن بطوطة من طلاب المدارس الفنية «الصنايع» والمدارس المتوسطة التجارية من البنين والبنات.
وأمام «كايرو مول» متسع لمزيد من «لحظات العشق»، حيث يعتبر شباب وبنات المنطقة، الرصيف الأمامى الواسع للمول «هايد بارك» للعشاق فقط، وبجوار اختانون مول بشارع الهرم، كافيه شهير يتردد عليه «الحبيبة»، الكافية يقع «تحت الأرض» ويفصله عن الشارع بضجيجه وزحامه مدخل خاص، يفتح الكافيه أبوابه منذ الصباح وحتى الساعات الأولى لفجر اليوم التالى وغالبية رواده من الطبقة فوق المتوسطة، حيث ترتفع أسعاره كثيراً عن باقى الكافيهات بالمنطقة.
يقول محمد حمدى «مهندس»: «أسكن بشارع السيد أبوالخير المجاور لقسم العمرانية القديم، وهناك يوجد كافيه زجاجه معتم، وهو من أماكن «الحبيبة» المعروفة بالمنطقة، ويبدو أن أسعاره فى متناول الجميع، لأن من يدخلونه يبدو أنهم يعيشون فى مستوى اجتماعى متواضع، ورغم ضيق هذا المكان فإن أسعاره كافية لتجذب المزيد من العشاق خاصة من طلاب المدارس.
ويوجد العديد من «شوارع الحبيبة» فى القاهرة الكبرى، ففى الجيزة يوجد شارع إبراهيم حلمى أحد أشهر شوارع العاشقين بالمحافظة وهو أحد الأماكن المفضلة للطلبة العاشقين، ويتفرع منه شارع آخر ينافسه فى «العشق» وهو شارع مصر والسودان، أعلى نفق نصر الدين، أمام محطة قطار الجيزة. فى شارع مصر والسودان، ومنطقة أعلى النفق، نوع خاص من «الحبيبة» فمعظم زوار المكان الذى يضم موقفاً للسيارات، من سائقى سيارات «التوك توك» حيث تكون «جلسات الحب» داخل التوك توك نفسه.
نور محمود أحد سكان المنطقة يقول «تسير الحياة طبيعية جداً بشارعنا صباحاً، ولكن بمجرد حلول الليل يتوافد الحبيبة على المكان، يجلس بعضهم على الأرصفة وراء السيارات، والغالبية تجلس داخل التوك توك أو الميكروباصات»، يضيف محمود «بصراحة لا أعتقد أن هذا حب، فما يحدث خادش للحياء».
وفى الجيزة أيضا شارع مخصوص للحبيبة فى آخر كوبرى الجامعة وعلى ناصيته مسرح فاطمة رشدى، وفى نهاية الشارع يجلس شباب وشابات على النيل، ويفصل بين كل «حالة عشق» مسافة لا تزيد على 10 أمتار بسبب «زحام الحب» فى هذا الشارع، حيث يجلس الشباب وظهورهم للشارع العام، فيما يبحث بعضهم عن مكان على الرصيف حيث تمتلئ الأماكن المواجهة للنيل هناك بسرعة البرق.
وفى الدقى لا يعدم «الحبيبة» الأماكن، فبطول شوارع إيران، ومصدق، والتحرير، أماكن مخصصة للعاشقين فقط. تقول إحدى سكان المنطقة «شارع مقار الذى يتوسط مابين مصنع كوكا كولا وشركة مرسيدس، شارع يخلو من العمارات والمحال، وهناك شباب وفتيات كثيرون يترددون على هذا الشارع فى سياراتهم الخاصة»، وفى بداية حى الدقى تتحول الشوارع المتفرعة من الميدان إلى «شوارع حبيبة»، حيث يعم الهدوء. أما فى حى الزمالك فهناك شارع كمال الطويل بالزمالك، الذى ينافس «شوارع العشاق» التقليدية مثل كورنيش الزمالك، بالإضافة إلى شارع صبرى أبوعلم.
دينا تفضل «الأزهر بارك».. ومحمد يبحث عن «كافيه على القد»
هم وحدهم من يعرفون الطريق، العشاق أو «أهل الغرام» يحكون عن تجاربهم واختيارهم للأماكن. تقول دينا عبدالرؤوف، طالبة بتجارة إنجليزى، أنا أُفضل الذهاب مع حبيبى إلى الأماكن الهادئة مثل حديقة الأزهر، لأنه مكان آمن ومحترم وإذا حدث تجاوز من زواره يتدخل رجال الأمن فورا.
وترى هدير مجدى، موظفة بأحد البنوك، أن أى كافيه يعتبر مكانا جيدا بالنسبة لها، «المهم أكون مع حبيبى.. وأى شاب بيختار مكان لمقابلة فتاة بيعبر عن طبيعته وفهمه وشخصيته.. فيه مثلا كافيهات الترابيزات لازقة فى بعضها وما فيش أى مجال للخصوصية، وشخصيا أنصح الشباب بالأماكن المطرقعة.. بصراحة هى دى الأماكن اللى بتحبها البنات».
ويتفق فى هذا الرأى محمد أسامة، الطالب بالثانوية العامة، قائلاً: «أحب الكافيهات، خاصة الرخيصة مش عشان الفلوس بس، لكن عشان اللى شغالين هناك مش هايخنقوا عليا أنا وصاحبتى، لأن فى مرة كنت خارج معاها ودخلنا كافيه مشهور وغالى جدا، وأول ما مسكت إيدها لقيت مسؤول الكافيه ناطط قدامى وبيقوللى كدا عيب.. طبعا اتخانقت معاهم عشان منظرى قدامها».
أما علياء محمد فبدأت حديثها بحدة «أفضل مكان هو البيت أمام عين والدى ووالدتى، لأن مبقاش فى حد مضمون ولا حد محترم فى الزمن ده، ولازم البنت تخاف على نفسها، مينفعش بنت تخرج مع ولد فى مكان زى المقطم، واختيار الشاب للمكان يؤكد مدى حبه للفتاة واحترامه لها». وتوافقها الرأى حنان مرقص، الطالبة بكلية زراعة، حيث تقول «إزاى البنت تقبل على نفسها تقف على النيل، ولا تتبهدل فى الجناين أو الكافيهات مع واحد مش جوزها ولا حتى خطيبها، وتقول لك ده حبيبى.. والحبيب دى مش صفة أصلا معترف بيها فى مجتمعنا».
ويقول محمد إسماعيل، مدير أحد كافيهات مصر الجديدة المشهورة، كأحد أماكن العشاق «80% من زبائن الكافيه من الحبيبة وال«couples»، وغالبيتهم من طلبة الجامعة، وهذا عملنا، وكل أرباحنا منهم رغم أن طلباتهم لا تتعدى 2 عصير أو 3 حاجة ساقعة بس ده أحسن من مفيش طبعاً» ويضيف مدير الكافيه «طبعا ما نقدرش نرفع الأسعار أكتر من كده عشان الناس تيجى الكافتيريا بالمعدل ده..
وساعات لما بشوف منظر مش تمام، بهدوء كده بستأذن الشاب وأروح بيه على جنب وأقول له بكل أدب واحترام: ممكن تكون دى خطيبتك، بس هنا مكان عام وفيه ناس محترمين زى حضرتك، وناس مش زيك، وممكن حد يقلدك من الزباين، وبكدا هاتعمل مشكلة كبيرة وضرر لى وللمكان، وبهذا الأسلوب أكسب احترام الزبون، وأتعامل مع الموقف بذكاء، دون خلق مشكلة قد تلحق ضررا بالمكان، لأن معظم كافيهات شارع النزهة أغلقت بسبب مشاكل الشباب».
مستشار العلاقات العاطفية: ليس من حق أحد الحجر على المشاعر
«هناك فارق ضخم بين لقاء يجمعنى بإنسانة للتعبير عن حبى لها، وبين لقاء هدفه أشياء أخرى»، بهذه الكلمات بدأ د. مدحت عبدالهادى، مستشار العلاقات الزوجية والعاطفية حديثه، موضحاً اختلاف طبيعة الأماكن التى يلجأ إليها الحبيبة. يقول عبدالهادى: «ليس من حق أحد الحجر على عواطف الشباب، أو ال couples، لكن على المجتمع والأهالى والأسر دورا كبيرا فى تربية الأبناء، وغرس القيم فى نفوسهم منذ الصغر».
ويضيف: «وجود أماكن لتلاقى الحبيبة ليس شيئا وليد اللحظة، ولكنها ظاهرة تواجدت منذ زمن بعيد، ولكن جدت أشياء فكانت مسكة اليد تحدث سرقة، لكن الوضع اختلف تماما الآن.. لذلك على الفتاة أن تفكر جيداً قبل أن توافق على الخروج مع شاب، وتنتبه جيداً لاختيار الشاب للمكان، لأن هذا الاختيار هو الذى يحدد نواياه الحقيقية».
ويتابع مستشار العلاقات الزوجية والعاطفية «الخوف من العنوسة قد يدفع الفتيات للتورط فى قصص فاشلة ومؤلمة، وعلى الفتاة أن تحرص جيدا على تطور العلاقة بعد أن تفكر فى كل خطوة وتدرسها بهدوء، بعيدا عن شبح العنوسة الذى أصبح يطارد الكثير من الفتيات المصريات». ويؤكد عبد الهادى أن أفضل وضع تخرج فيه الفتاة مع حبيبها، يكون من خلال (جروب)، ولا مانع من أن ينفصلا عنهم ويجلسا معا ولكن أمام الجميع فى ذات الوقت.
يلفت د. مدحت إلى «استسهال الحب عند بعض الشباب والفتيات.. فهم لا يقدرون قيمة هذه العلاقة.. ولا يدرسون بجدية كيفية إنمائها بالزواج. وهذا كله نتيجة التربية الخاطئة، وأفكار العنوسة، وشعور الطرفين بأنهما فى رحلة بلا هدف».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.