انتخابات النواب 2025.. انتظام عملية التصويت في الدوائر ال19 بجولة الإعادة    وزير الإسكان يتفقد المحاور والطرق بمدينة الشروق بعد جولته بالقاهرة الجديدة    خبراء: الاستيراد والتعاقدات طويلة الأجل ساهمت في استقرار أسعار القمح محليًا رغم الارتفاع العالمي    زيلينسكي يلمح إلى حل وسط في مفاوضات أوكرانيا وخارطة طريق اقتصادية حتى 2040    القاهرة الإخبارية: تأكيد سعودي على وحدة اليمن ودعم المسار السياسي لوقف التصعيد    الجيش الملكي يعلن الاستئناف على عقوبات الكاف بعد مباراة الأهلي    كأس مصر.. شريف وجراديشار يقودان هجوم الأهلي أمام المصرية للاتصالات    رونالدو يقود النصر أمام الأخدود في الجولة 11 من دوري روشن السعودي    وزير الرياضة ومحافظ القاهرة يشهدان ختام نهائي دوري القهاوي للطاولة والدومينو    بسبب الطقس السيئ.. سقوط شجرة على سيارة أجرة بالبحيرة    صادر له قرار هدم منذ 22 عاما.. النيابة تطلب تحريات تحطم سيارة إثر انهيار عقار بجمرك الإسكندرية    وزير الثقافة ناعيًا المخرج الكبير داود عبد السيد: السينما المصرية فقدت قامة فنية كبيرة ومبدعًا استثنائيًا    وزير الصحة يكرم العاملين بالمنظومة الصحية تقديرا لجهودهم خلال عام 2025    مكتبة الإسكندرية تحتضن ختام فعاليات "أكبر لوحة في العالم" بمشاركة أطفال المدارس المصرية اليابانية    رمضان 2026| الصور الأولى من مسلسل "فن الحرب"    تأجيل محاكمة أحد التكفيرين بتهمة تأسيس وتولي قيادة جماعة إرهابية    السجن 10 أعوام وغرامة 50 ألف جنيه لمتهم بحيازة مخدرات وسلاح ناري بالإسكندرية    القاهرة الإخبارية: الاحتلال يستخدم المدرعات والروبوتات المفخخة ويكثف قصفه شرق غزة    رمضان 2026.. الصور الأولى من كواليس "عين سحرية" بطولة عصام عمر    أمم إفريقيا - دوكو دودو ل في الجول: كنا نستحق نتيجة أفضل أمام الكونغو.. ونريد الوصول إلى أبعد نقطة    شوربة شوفان باللبن والخضار، بديل خفيف للعشاء المتأخر    الأرصاد: السحب تتشكل على جنوب الوجه البحري وتتجه للقاهرة وتوقعات بسقوط أمطار    محافظ البحيرة تتفقد لجان انتخابات النواب.. وتؤكد على الحياد أمام جميع المرشحين    الدكتور أحمد يحيى يشارك باحتفالية ميثاق التطوع ويؤكد: العمل الأهلى منظومة تنموية    ترامب يدعو وزارة العدل إلى فضح الديمقراطيين المتورطين في قضية جيفري إبستين    بعزيمته قبل خطواته.. العم بهي الدين يتحدى العجز ويشارك في الانتخابات البرلمانية بدشنا في قنا    عمومية الطائرة تعتمد بالإجماع تعديلات لائحة النظام الأساسي وفق قانون الرياضة الجديد    قرار وزاري من وزير العمل بشأن تحديد ساعات العمل في المنشآت الصناعية    تطورات الحالة الصحية للفنان محمود حميدة    اليوم.. العرض الخاص لفيلم "الملحد" ل أحمد حاتم    مواعيد وضوابط التقييمات النهائية لطلاب الصفين الأول والثاني الابتدائي    الرقابة المالية تصدر نموذج وثيقة تأمين سند الملكية العقارية في مصر    هيئة تنشيط السياحة: القوافل السياحية أداة استراتيجية مهمة للترويج للمنتج المصري    افتتاح مشروعات تعليمية وخدمية في جامعة بورسعيد بتكلفة 436 مليون جنيه    بولندا تغلق مطارات بسبب غارات روسية على أوكرانيا    تعذر وصول رئيس اللجنة 40 بمركز إيتاي البارود لتعرضه لحادث    القبض على أجنبي لتحرشه بسيدة في عابدين    متحدث الوزراء: توجيهات بتخصيص الموارد لتطوير التأمين الصحي الشامل و«حياة كريمة»    تواجد بنزيما.. تشكيل اتحاد جدة المتوقع أمام الشباب بالدوري السعودي    الغش ممنوع تماما.. 10 تعليمات صارمة من المديريات التعليمية لامتحانات الفصل الدراسي الأول    إصلاح كسر خط مياه بشارع 17 بمدينة بنى سويف    روسيا: تنفيذ ضربة مكثفة ضد البنية التحتية للطاقة والصناعة الدفاعية الأوكرانية    27 ديسمبر 2025.. أسعار الحديد والاسمنت بالمصانع المحلية اليوم    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المطلوب " انابة " بحكم " المنتهى " !?    انطلاق الدورة 37 لمؤتمر أدباء مصر بالعريش    المستشفيات الجامعية تقدم خدمات طبية ل 32 مليون مواطن خلال 2025    الصحة: فحص 9 ملايين و759 ألف طفل ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج فقدان السمع لدى حديثي الولادة    مفتي مصر بدين الهجوم على مسجد بحمص السورية    تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة المصرية للاتصالات في كأس مصر    عشرات الشباب يصطفون أمام لجان دائرة الرمل في أول أيام إعادة انتخابات النواب 2025    نجم الزمالك السابق: محمد صلاح دوره مع منتخب مصر مؤثر    121 عامًا على ميلادها.. «كوكب الشرق» التي لا يعرفها صُناع «الست»    خبيرة تكشف سر رقم 1 وتأثيره القوي على أبراج 2026    زاهي حواس يرد على وسيم السيسي: كان من الممكن أتحرك قضائيا ضده    أخبار × 24 ساعة.. موعد استطلاع هلال شعبان 1447 هجريا وأول أيامه فلكيا    لماذا لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم على السيدة خديجة طيلة 25 عامًا؟.. أحمد كريمة يُجيب    خشوع وسكينه..... ابرز أذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    دعاء أول جمعة في شهر رجب.. فرصة لفتح أبواب الرحمة والمغفرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خريطة أماكن «الحبيبة».. عشاق من كل الأعمار يملأون الكافيهات والشوارع وممرات الجامعة

يتجمعون بهدوء، فى أماكن بعينها، شباب وفتيات يخطون الخطوة الأولى فى عالم «الغرام»، حيث المكان «سر الخلطة»، فمنه تبدأ الرحلة من «المصارحة» وحتى «بناء الأحلام المشتركة».
فى هذا الملف، ترصد «المصرى اليوم» الوجه الآخر ل«المحروسة».. ترسم ملامح «مصر العاشقة»، على الكورنيش وفى الجامعة وتحت أشجار شوارع العشاق فى أكثر من مكان بالقاهرة والجيزة.. فى الملف أيضا «خريطة عشق» وتفاصيل «الغرام»، ونصائح لمن دخل مرحلة «بناء الحلم».
الحب فى الجامعة: سكشن الغرام
فى الجامعات حيث أكبر تجمع للشباب والفتيات، كان ولابد أن تكون «أماكن الغرام» مفتوحة ومتاحة. داخل أسوار الحرم الجامعى، يجلس شباب وفتيات يحاولون بناء أحلامهم الخاصة، والبحث عن «ضوء» فى نفق المجتمع الذى أصبح مفزوعا من «العشق».
تقول ميرفت، طالبة بكلية الآداب جامعة القاهرة: خلف مبنى اللغات والترجمة كلية الآداب، يوجد مكان أشبه بالسلم أو «معدية» على مساحة كبيرة مخصصة للمعاقين، الآن يجلس فيه الحبيبة حتى إنه أصبح مكانهم المفضل والمعروف. تضيف ميرفت: عشاق الجامعة لهم مكان آخر، خلف كافيه «حورس»، وهى منطقة عبارة عن أرض فضاء حيث يجلس العاشقون هناك بعيدا عن العيون التى ترصد كل شىء، من يذهبون لأماكن الحبيبة يبحثون عن فرصة للتعبير عن مشاعرهم الصادقة، وهناك قصص حب كثيرة تبدأ هنا وتنتهى بارتباط رسمى.
أما الطالب محمد عبدالحليم فيقول: «الحب مش عيب، ومش هاعمل حاجة وأستخبى.. أنا واثق من نفسى ومن حبيبتى، ومش عايز أستخبى.. بس بحاول طبعا أبعد عن الغلاسة، لأن فيه ناس كتير بتحب ترخم على أى اتنين واقفين مع بعض، وفيه كمان حاجة إنى لما أقف مع البنت اللى بحبها وبتحبنى فى مكان الجامعة كلها عارفة إنه مكان حبيبة، ده بيبقى إشهار، وبيخلى الأمور واضحة قدام الكل».
بعيدا عن جامعة القاهرة، وفى جامعة عين شمس.. تحديدا أمام كافيه بين كليتى العلوم والحاسبات والمعلومات، يوجد هناك مكان أشبه بالممر تظلله أشجار كثيفة، وهو المكان المفضل للطلبة الحبيبة بالجامعة.
وتقول هدير مجدى، طالبة بنفس الجامعة: «أشهر مكان نطلق عليه لقب مكان الحبيبة هو شارع الضباب، ما بين كليتى التجارة والألسن، أى شخص يريد مصارحة الآخر بحبه لازم يروح معاه المكان ده بالذات.. المسألة بقت جزء من الطقوس، طبعا كل شىء فى إطار محترم، لكن فى النهاية الحبيبة حياتهم داخل الجامعة بتكون فى شارع الضباب».
موظفة بإحدى كليات الجامعة تحكى قصة أخرى «مقدرش أقول إن فيه مكان معين للحبيبة، لأن أحمد زكى بدر كان مخلى الجامعة زى الألف، لكن مفيش رئيس جامعة هيوقف عسكرى على كل طالب، ومن كام يوم، كنا خارجين من الشغل، وشوفت طالبة حاطة رأسها على كتف طالب وماسكين إيدين بعض، واحدة زميلتى راحت تنبه البنت، لكن الطالبة زعقت فيها، وقالت لها: أنا حرة ومش بعمل حاجة غلط، وإحنا قاعدين قدام كل الناس.. إنتى بتتدخلى ليه؟».
فى الجامعة يعيش العشاق «الأيام الحلوة»، تملؤهم الثقة بأن المستقبل أفضل من الواقع الذى يعيشونه، وخلف أسوار الحرم الجامعى، وتحديدا فى أماكن تجمع الطلبة العاشقين تبدأ الترتيبات الأولى للبحث عن الطريق إلى «عش الحب».
على الكورنيش: ولد وبنت و«كوزين درة»
مشهد معتاد بطول كورنيش النيل، شباب وفتيات تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة وبداية العشرينيات. يجلسون وظهرهم للشارع ليبتعدوا عن «السخافة»، ويتوجهون إلى النيل طالبين القليل من الأمان، والكثير من العشق. فى دنيا العشاق ثمة «دساتير» عديدة، لكن استعدادات العاشق لابد أن تكون جاهزة فى كل الأحوال.
«لازم أبقى مستعد.. كل حاجة بقت تقلق على الكورنيش» هكذا بدأ رامى –أحد عشاق كورنيش النيل- حديثه عن تجربة العشق «الرخامة مالهاش حدود هنا.. بس هاعمل إيه؟ كل الأماكن التانية غالية أوى.. وساعات بتكون مش مناسبة.. أنا حبيت بنت وهى حاليا خطيبتى، قعدنا حوالى سنة ونص على الكورنيش هنا، وشفت الويل، عندك بتاع الشاى مثلا، تبقى لسه مشترى منه، وفجأة ينط لك كل خمس دقائق، وطبعا كله بحسابه.. فالحل إنك تحاسبه بزيادة مثلا تديله 5 جنيه وتقوله لما أحب أشرب شاى تانى هاقولك..
طبعا كنت بعمل حسابى وأنا طالع على سخافات بتوع الشاى والترمس والدرة و الورد ده غير الشحاتين طبعا.. مجرد ما يشوفوك قاعد مع واحدة، تبقى إنت منقذهم الوحيد فى الدنيا ويتلموا عليك ودا يروح ودى تيجى وفى الآخر يا دوب تجمع أجرة المواصلات وتروح إنت وهى». تعرض رامى لبعض المشاكل حتى بعد خطوبته، فالجلوس على الكورنيش لم يعد حلا سهلا للعشاق «كنت بجيب معايا حزام فيه توكة حديد كبيرة عشان أكتر من مرة اضطر أروح البنت وأتخانق عشان فيه ناس رخمة فعلا..
وطبعا بعد كده أتعودت يبقى معايا غير الفلوس والحزام أبو توكة، بطاقة شخصية ويا سلام لو كارت من حد عشان العساكر بتستنى أى فرصة وتيجى ترخم على أى ولد وبنت قاعدين جمب بعض على الكورنيش وكل ما تكلمه فى حاجة يقولك ممنوع.. البلد دى كل حاجة فيها ممنوعة». أما أشرف فكانت تجربته مختلفة عن حالة رامى، يقول أشرف: «فى نفس المكان ده حبيت 3 بنات، واحدة باعتنى مع أول خصام، والتانية إتجوزت، والتالتة أنا اللى أنهيت العلاقة بها لإنى حسيت إن البنت دى مش مناسبة».
بدأت قصة أشرف مع الحب فى الصف الثانى الثانوى، ومن يومها وهو يبحث عن «شريكة العمر». لا يريد أشرف زواجاً تقليدياً لا يقدر على تحمل تكاليفه الباهظة، يريد فتاة تقدر ظروفه وتملأ قلبه «الحب بقى عملة نادرة، والبنات بقت غريبة جدا.. يعنى التلات بنات اللى حبيتهم قبل كده اكتشفت فعلا إن كلهم مش مناسبين، اللى عايزة تتجوز فى أسرع وقت ويكون عندها كل شىء، واللى بتسمع كلام أى واحدة من صاحبتها وتنهى العلاقة، واللى بيبقى مخها طاقق، يعنى بالمختصر مافيش حد بقى نافع».
على الكورنيش يجلس أشرف هذه المرة وحيدا، لا ينتظر أحدا، ولا أحد ينتطره فقبل أسبوع أنهى علاقته بالتجربة العاطفية الثالثة «حاسس إنى هافضل كده لوحدى كتير وده شىء مزعج بس هاعمل إيه، كل اللى فى يدى عملته قبل كده ومانفعش».
Couples only: شوارع العاشقين
بعيداً عن «رخامة» المارة على الكورنيش، يحاول العشاق اختراع أماكنهم الخاصة. فى شوارع المحروسة، مناطق للعشاق فقط. غالبيتها شوارع تحفها الأشجار، حيث يمنح الهدوء شيئاً من الأمان المفقود فى شوارع مصر.
فى حى الهرم، هناك مناطق كاملة مغلقة على الحبيبة، فشوارع المعهد، فاطمة رشدى، وابن بطوطة أصبحت «ترانزيت للعشاق»، خاصة فى شارع ابن بطوطة الواقع بين شارعى الملك فيصل، والهرم، شارع ابن بطوطة يحقق شروط «شارع الحب» الرئيسية، فغالبية البنايات هناك عبارة عن فيلات، ويتسم الشارع بالهدوء والإضاءة الجيدة، فضلا عن كثافة الأشجار هناك.. على رصيف الشارع الممتد يجلس العشاق، وفى نهر الشارع يحتكر الcouples المكان تقريبا، غالبية رواد شارع ابن بطوطة من طلاب المدارس الفنية «الصنايع» والمدارس المتوسطة التجارية من البنين والبنات.
وأمام «كايرو مول» متسع لمزيد من «لحظات العشق»، حيث يعتبر شباب وبنات المنطقة، الرصيف الأمامى الواسع للمول «هايد بارك» للعشاق فقط، وبجوار اختانون مول بشارع الهرم، كافيه شهير يتردد عليه «الحبيبة»، الكافية يقع «تحت الأرض» ويفصله عن الشارع بضجيجه وزحامه مدخل خاص، يفتح الكافيه أبوابه منذ الصباح وحتى الساعات الأولى لفجر اليوم التالى وغالبية رواده من الطبقة فوق المتوسطة، حيث ترتفع أسعاره كثيراً عن باقى الكافيهات بالمنطقة.
يقول محمد حمدى «مهندس»: «أسكن بشارع السيد أبوالخير المجاور لقسم العمرانية القديم، وهناك يوجد كافيه زجاجه معتم، وهو من أماكن «الحبيبة» المعروفة بالمنطقة، ويبدو أن أسعاره فى متناول الجميع، لأن من يدخلونه يبدو أنهم يعيشون فى مستوى اجتماعى متواضع، ورغم ضيق هذا المكان فإن أسعاره كافية لتجذب المزيد من العشاق خاصة من طلاب المدارس.
ويوجد العديد من «شوارع الحبيبة» فى القاهرة الكبرى، ففى الجيزة يوجد شارع إبراهيم حلمى أحد أشهر شوارع العاشقين بالمحافظة وهو أحد الأماكن المفضلة للطلبة العاشقين، ويتفرع منه شارع آخر ينافسه فى «العشق» وهو شارع مصر والسودان، أعلى نفق نصر الدين، أمام محطة قطار الجيزة. فى شارع مصر والسودان، ومنطقة أعلى النفق، نوع خاص من «الحبيبة» فمعظم زوار المكان الذى يضم موقفاً للسيارات، من سائقى سيارات «التوك توك» حيث تكون «جلسات الحب» داخل التوك توك نفسه.
نور محمود أحد سكان المنطقة يقول «تسير الحياة طبيعية جداً بشارعنا صباحاً، ولكن بمجرد حلول الليل يتوافد الحبيبة على المكان، يجلس بعضهم على الأرصفة وراء السيارات، والغالبية تجلس داخل التوك توك أو الميكروباصات»، يضيف محمود «بصراحة لا أعتقد أن هذا حب، فما يحدث خادش للحياء».
وفى الجيزة أيضا شارع مخصوص للحبيبة فى آخر كوبرى الجامعة وعلى ناصيته مسرح فاطمة رشدى، وفى نهاية الشارع يجلس شباب وشابات على النيل، ويفصل بين كل «حالة عشق» مسافة لا تزيد على 10 أمتار بسبب «زحام الحب» فى هذا الشارع، حيث يجلس الشباب وظهورهم للشارع العام، فيما يبحث بعضهم عن مكان على الرصيف حيث تمتلئ الأماكن المواجهة للنيل هناك بسرعة البرق.
وفى الدقى لا يعدم «الحبيبة» الأماكن، فبطول شوارع إيران، ومصدق، والتحرير، أماكن مخصصة للعاشقين فقط. تقول إحدى سكان المنطقة «شارع مقار الذى يتوسط مابين مصنع كوكا كولا وشركة مرسيدس، شارع يخلو من العمارات والمحال، وهناك شباب وفتيات كثيرون يترددون على هذا الشارع فى سياراتهم الخاصة»، وفى بداية حى الدقى تتحول الشوارع المتفرعة من الميدان إلى «شوارع حبيبة»، حيث يعم الهدوء. أما فى حى الزمالك فهناك شارع كمال الطويل بالزمالك، الذى ينافس «شوارع العشاق» التقليدية مثل كورنيش الزمالك، بالإضافة إلى شارع صبرى أبوعلم.
دينا تفضل «الأزهر بارك».. ومحمد يبحث عن «كافيه على القد»
هم وحدهم من يعرفون الطريق، العشاق أو «أهل الغرام» يحكون عن تجاربهم واختيارهم للأماكن. تقول دينا عبدالرؤوف، طالبة بتجارة إنجليزى، أنا أُفضل الذهاب مع حبيبى إلى الأماكن الهادئة مثل حديقة الأزهر، لأنه مكان آمن ومحترم وإذا حدث تجاوز من زواره يتدخل رجال الأمن فورا.
وترى هدير مجدى، موظفة بأحد البنوك، أن أى كافيه يعتبر مكانا جيدا بالنسبة لها، «المهم أكون مع حبيبى.. وأى شاب بيختار مكان لمقابلة فتاة بيعبر عن طبيعته وفهمه وشخصيته.. فيه مثلا كافيهات الترابيزات لازقة فى بعضها وما فيش أى مجال للخصوصية، وشخصيا أنصح الشباب بالأماكن المطرقعة.. بصراحة هى دى الأماكن اللى بتحبها البنات».
ويتفق فى هذا الرأى محمد أسامة، الطالب بالثانوية العامة، قائلاً: «أحب الكافيهات، خاصة الرخيصة مش عشان الفلوس بس، لكن عشان اللى شغالين هناك مش هايخنقوا عليا أنا وصاحبتى، لأن فى مرة كنت خارج معاها ودخلنا كافيه مشهور وغالى جدا، وأول ما مسكت إيدها لقيت مسؤول الكافيه ناطط قدامى وبيقوللى كدا عيب.. طبعا اتخانقت معاهم عشان منظرى قدامها».
أما علياء محمد فبدأت حديثها بحدة «أفضل مكان هو البيت أمام عين والدى ووالدتى، لأن مبقاش فى حد مضمون ولا حد محترم فى الزمن ده، ولازم البنت تخاف على نفسها، مينفعش بنت تخرج مع ولد فى مكان زى المقطم، واختيار الشاب للمكان يؤكد مدى حبه للفتاة واحترامه لها». وتوافقها الرأى حنان مرقص، الطالبة بكلية زراعة، حيث تقول «إزاى البنت تقبل على نفسها تقف على النيل، ولا تتبهدل فى الجناين أو الكافيهات مع واحد مش جوزها ولا حتى خطيبها، وتقول لك ده حبيبى.. والحبيب دى مش صفة أصلا معترف بيها فى مجتمعنا».
ويقول محمد إسماعيل، مدير أحد كافيهات مصر الجديدة المشهورة، كأحد أماكن العشاق «80% من زبائن الكافيه من الحبيبة وال«couples»، وغالبيتهم من طلبة الجامعة، وهذا عملنا، وكل أرباحنا منهم رغم أن طلباتهم لا تتعدى 2 عصير أو 3 حاجة ساقعة بس ده أحسن من مفيش طبعاً» ويضيف مدير الكافيه «طبعا ما نقدرش نرفع الأسعار أكتر من كده عشان الناس تيجى الكافتيريا بالمعدل ده..
وساعات لما بشوف منظر مش تمام، بهدوء كده بستأذن الشاب وأروح بيه على جنب وأقول له بكل أدب واحترام: ممكن تكون دى خطيبتك، بس هنا مكان عام وفيه ناس محترمين زى حضرتك، وناس مش زيك، وممكن حد يقلدك من الزباين، وبكدا هاتعمل مشكلة كبيرة وضرر لى وللمكان، وبهذا الأسلوب أكسب احترام الزبون، وأتعامل مع الموقف بذكاء، دون خلق مشكلة قد تلحق ضررا بالمكان، لأن معظم كافيهات شارع النزهة أغلقت بسبب مشاكل الشباب».
مستشار العلاقات العاطفية: ليس من حق أحد الحجر على المشاعر
«هناك فارق ضخم بين لقاء يجمعنى بإنسانة للتعبير عن حبى لها، وبين لقاء هدفه أشياء أخرى»، بهذه الكلمات بدأ د. مدحت عبدالهادى، مستشار العلاقات الزوجية والعاطفية حديثه، موضحاً اختلاف طبيعة الأماكن التى يلجأ إليها الحبيبة. يقول عبدالهادى: «ليس من حق أحد الحجر على عواطف الشباب، أو ال couples، لكن على المجتمع والأهالى والأسر دورا كبيرا فى تربية الأبناء، وغرس القيم فى نفوسهم منذ الصغر».
ويضيف: «وجود أماكن لتلاقى الحبيبة ليس شيئا وليد اللحظة، ولكنها ظاهرة تواجدت منذ زمن بعيد، ولكن جدت أشياء فكانت مسكة اليد تحدث سرقة، لكن الوضع اختلف تماما الآن.. لذلك على الفتاة أن تفكر جيداً قبل أن توافق على الخروج مع شاب، وتنتبه جيداً لاختيار الشاب للمكان، لأن هذا الاختيار هو الذى يحدد نواياه الحقيقية».
ويتابع مستشار العلاقات الزوجية والعاطفية «الخوف من العنوسة قد يدفع الفتيات للتورط فى قصص فاشلة ومؤلمة، وعلى الفتاة أن تحرص جيدا على تطور العلاقة بعد أن تفكر فى كل خطوة وتدرسها بهدوء، بعيدا عن شبح العنوسة الذى أصبح يطارد الكثير من الفتيات المصريات». ويؤكد عبد الهادى أن أفضل وضع تخرج فيه الفتاة مع حبيبها، يكون من خلال (جروب)، ولا مانع من أن ينفصلا عنهم ويجلسا معا ولكن أمام الجميع فى ذات الوقت.
يلفت د. مدحت إلى «استسهال الحب عند بعض الشباب والفتيات.. فهم لا يقدرون قيمة هذه العلاقة.. ولا يدرسون بجدية كيفية إنمائها بالزواج. وهذا كله نتيجة التربية الخاطئة، وأفكار العنوسة، وشعور الطرفين بأنهما فى رحلة بلا هدف».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.