يبدو أن الصيف مازال مستمرا في مدينة الإسكندرية، فرغم أن عيد الفطر انتهى وكان من المتوقع عودة المصطافين صباح اليوم على حد أقصى، إلا أن الزحام مازال يسيطر على شواطئ كورنيش الإسكندرية حيث توافد عشرات الآلاف من المصطافين على الشواطئ العامة والخاصة. بدأ اليوم بزحام شديد على المطاعم المطلة على الكورنيش مباشرة حيث بدأ الإقبال عليها حتى قبل بداية عملها بنصف ساعة تقريبا، وما أن بدأت العمل حتى وصلت طوابير المصطافين إلى الشارع، وفي السابعة صباحا بدأت الصفوف الأولى من الشماسي تعلن أنها كاملة العدد. أما شارع خالد أبن الوليد فكان مزدحما بالمارة القادمين للتسوق أو الجلوس على مقاهيه المعروفة، حيث لم يقم الباعة المنتشرين على صفي الشارع أو مفترشي الأرصفة بترك الشارع منذ الليلة الماضية، إلا أن وقت الذروة الحقيقي بدأ منذ الساعة الثانية عشر ظهرا، فتقريبا سرعة السير على كورنيش الإسكندرية كانت 30 كيلومتر في الساعة، وأصبح شارع الكورنيش جزء لا يتجزأ من الشواطئ المطل عليها، وذلك من كثرة تدفق المصطافين مما عطل حركة المرور في الكثير من المناطق. كما بدأ البعض في التوافد على كوبري ستانلي المعروف عنه أن الحركة تبدأ عليه مع بداية فترة الليل، إلا أنه شغل بالكثير من الوافدين منذ الساعة الواحدة ظهرا، بل وبدأ البعض من هواة الصيد في جلب مقاعدهم والبدء بممارسة هوايتهم منذ فترة الظهيرة، ومثلما كانت هناك الكافيهات التي تستقبل المصطافين في فترة الصباح إلا أن هناك كافيهات أخرى كانت تنهي عملها بعد الانتهاء من حفلات ساهرة منذ ليلة أمس مثل جحا و location ومنطقة جرين بلازا بكل كافيهاتها، بخلاف الداون تاون الذي لا يخلو من المصطافين طوال ال 24 ساعة. أما بالنسبة للجانب الأمني فلم يكن هناك بالمدينة أي مشكلة من أي نوع برغم أن عناصر الشرطة المتواجدة في الشوارع لم تكن إلا لتنظيم المرور بخلاف عدد قليل من سيارات الدوريات الأمنية، ولكن نستطيع أن نقول إن الإسكندرية الآن أكثر أمانا من ذي قبل، حيث ساعد على ذلك وجود الكثير من المواطنين أكثر منه وجود الكثير من رجال الداخلية، فهناك شعور يتخلل كل من في المكان وهو أن الناس تحتمي في بعضها البعض، ولا توجد المشكلات والمشاجرات البسيطة التي كانت تحدث من ذي قبل، بل وأن هناك حالة ثورية تجسدت على معظم جدران كورنيش الإسكندرية حيث قام مجموعة من الشباب برسم العلم المصري عليها ورسوم أخرى لخالد سعيد وغيرها تعبيرية، وفي قلب هذه الرسوم كتبوا بعض الجمل الموحية بروح الثورة مثل "وتنفست مصر" و "بأيدينا نبني المستقبل" و"أنا مصري وأفتخر" وغيرها من العبارات التي زينت الكورنيش وذكرت كل من يمر به أن الثورة مازالت مستمرة، وأننا لابد أن نثور على كل عاداتنا السلبية مثلما ثرنا على فساد النظام. الجدير بالذكر أن طريق العودة من الإسكندرية كان شبه خاليا، وفي المقابل كان طريق الذهاب مزدحما بالمصطافين الجدد، وهو ما يجعلنا نتوقع أن موسم الصيف سيستمر حتى منتصف الشهر الجاري على أقل تقدير.