في رحلة الحياة تري ماتري وتواجه ماتواجه لكنك تتوقف عند شخصيات لن تنساها،خلق وكفاءة ونقاء،يشعرك بالخجل من فرط تفانيه وانتمائه..سنوات طوال عملنا وتعلمنا منه..كل حركة ورد فعل تكتشف رسالة وخبرة وسلوك مهني رفيع..عاش خدوما متواضعا. يسعي ليبشر الجميع بنجاح ابن او قريب في الثانوية العامة،لم يتوان او يستسلم للمرض اللعين، حتي اخر نفس متواصل مع الجميع،ينبهني لحدث مهم اقترب وكيف نستعد لمتابعته، لعنوان قد يغير معني، ويراجعني صباح صدور الجريدة بأدب وأستاذية..كان المفروض كذا وعلينا متابعة هذا الجانب بطريقة ما.. يجلس حتي أيام قريبة في صالة التحرير رغم ما أصابه من وهن يتابع كل شيء ويسأل عن الجميع، هو حالة فريدة من الرقي والرضا والقيم الصلبة التي لم يغيرها الزمن. خليك في حالك.. جملة كانت علي لسانه، يطلقها لوقف تجاوز أو فرملة زميل، أو شخص يتمادي في التبرم او الاعتراض دون حق،يتبعها بطبطبه وكلمة حلوة بمعني كبير، هو مدرسة تعلمنا ولازلنا نتعلم منها..مدرسة في الاخلاص والغيرة علي دار أخبار اليوم. مات مصطفي بلال، وسيظل دوما بيننا بروحه وسيرته العطرة، سيظل معلما وقدوة ومسيرة طاهرة لن تنساها أخبار اليوم، لم يسع لمنصب وظل حتي صعدت روحه لربه متعلقا بحبر المطبعة وكل مايدور في دهاليز وكواليس مؤسسته العريقة التي تعلق بها تاركا قصة جميلة وحياة حافلة وذكري طيبة مع كل فرد فيها. أمثال الأستاذ مصطفي بلال لايموتون، تظل مواقفهم ورجولتهم حاضرة بين الأجيال بمواقفهم ومبادئهم التي لم تتغير. مصطفي بلال تاريخ من المهنية والتواضع وحب الخير للجميع ومدرسة في التفاني وزرع القيم والانتماء. ستظل دوما بيننا باحترامك لنفسك وقلمك واسمك وحرصك علي أن تكون جريدة الأخبار في المقدمة. رحم الله مصطفي بلال، القيمة والقامة.. الخلوق النقي، الذي علم شباب الأخبار معني الانتماء والمهنية. رحم الله أستاذنا ومعلمنا وقدوتنا مصطفي بلال.. ودعواتي بالرحمة والمغفرة. الفاتحة لروح مصطفي بلال. • خالد النجار