ستظل تجربة الأهرام المسائي من أهم التجارب الصحفية في نهاية الألفية الثانية ليس بشهادتي وحدي وإنما بشهادة كل خبراء وأساتذة الصحافة.. ومن أسرار تميز هذه التجربة هو أن العمل فيها كان تطوعيا وبروح الحب والرغبة في التميز. قبل أن أتحدث عن زملاء لنا رحلوا بعد أن شاركونا في إنشاء وتطور المسائي لابد أن أشيد بجهد الزميل والصديق علاء ثابت في المحافظة علي تفرد الجريدة وتميزها, وسيرها علي درب الصحافة المهنية الجادة, ولكل من ينتمي إلي المسائي من الشباب: عليكم أن تفخروا بجريدتكم التي شهدت تألق أقلام عمالقة الصحافة وأرباب القلم منذ أعدادها الأولي, عبدالوهاب مطاوع, سلامة أحمد سلامة, عزت السعدني, محمد باشا, سامي متولي محمد زايد, عبدالمعطي أحمد عبدالوهاب حامد وغيرهم, ولا أنسي محمود معوض, الصحفي البرلماني الأبرز الذي صنع مئات المانشيتات الصحفية, وعبداللطيف الحنفي ومحمد مطر وعادل أمين وكارم يحيي ود. ياسر ثابت الذين عملوا معنا بجد واجتهاد. خلال سهر الليالي في صالة تحرير الأهرام, وبعد الانتقال إلي المقر الحالي تزاملت مع فرسان عشقوا المسائي حتي لقوا ربهم وهم بين أحضان صفحاته, كان من أول الراحلين: سكرتير التحرير الخلوق مصطفي بشندي الذي كان يسافر يوميا إلي بلدته ببني سويف بعد أن يطمئن علي ولادة الجريدة, لن أنسي جملته الشهيرة عندما كان يطلب منه اختصار بعد أضاف وشيل!!. ولحقه محمد عبدالغني الفتي الطيب المجتهد في عمل التحقيقات, لم أجده يوما كسولا متخاذلا, كان يقضي يومه وليله في الجريدة, وكم بات في مسجد الأهرام انتظارا لصدور الجريدة ليراجعها معنا, والناقد المسرحي عرفة محمد الذي أسس صفحة المسرح مع عصام رأفت, كان محبا للمسرح وفرسانه, دءوبا في عمله, نهشه المرض دون أن يشعر به أحد ليتحق بربه. ومن الفرسان الذين كان لهم عندي منزلة خاصة محمد عبدالواحد فارس الكلمة والتحقيق الرشيق, صاحب القلم المبدع الذي تحدي به مرسي عطاالله إدارة الأهرام الطبية التي عارضت تعيينه فأصر هو علي تعيينه, إيمانا منه بموهبته وتميزه الصحفي. ومن فرسان الأهرام المسائي جبل الصبر مراد عز العرب الذي تفرقنا كلنا, وظل هو صامدا في المسائي حتي لحظاته الأخيرة, والصحفي الخدوم صاحب القلب الطيب, والابتسامة الدائمة المحرر الرياضي سيد إمام عمر. ولن أنسي الصحفي المثقف القارئ النهم, خالد السرجاني الذي لم أره يوما بدون كتاب في يده أو مجموعة كتب حديثة في حقيبته, والذي عمل في المسائي منذ أيامه الأولي. وأذكر أيضا الراحل الصحفي شريف جاب الله, الذي واصل التألق في صناعة المانشيتات بعد أن تفرغ الأستاذ محمود معوض لرئاسة القسم البرلماني بالأهرام, بعد خبطاته الصحفية المتميزة علي صفحات المسائي. لم ولن أنسي جهد شريف جاب الله وزميله عادل البنداري اللذين وجدا في المسائي طريق التميز, والمساحة الكبيرة في النشر, في وقت كانا يحاربان في الأهرام. ومن المراسيلن الصحفيين المتميزين الذين أعطوا الأهرام المسائي عصارة عمرهم, واشتهروا بتغطيات صحفية متميزة مأمون محمود مراسل الأهرام المسائي الراحل في المنصورة الذي كان يتابع كل صغيرة وكبيرة علي نطاق محافظة الدقهلية, وكان يعمل وسط ظروف صعبة وتضييق شديد من الزملاء هناك, إضافة إلي تميزه الصحفي كان مأمون رحمه الله خدوما خلوقا, والصعيدي الشهم سمير عبدالرحيم الذي عشق المسائي وعمل فيه بتفاني حتي أيامه الأخيرة. نذكر من رحلوا من فزسان جريدة الحب والتألق, لن أنسي عم نبيل الرجل الذي رافق مسيرة جهدنا ونجاحنا, وظل وفيا للمسائي حتي توفاه الله, رحمهم الله جميعا.