فى عالم الصحافة، هناك من يعملون فى صمت وأدب، ومن يبذلون الجهد والعطاء، وحين تأتى لحظة الفراق ، يرحلون فى صمت تاركين خلفهم اعمالا صحفية نادرة ، يؤكدها البعض فخرا وثناء . من هؤلاء كان المرحوم الزميل مصطفى امام الذى عمل باخلاص نادر ورحل فى صمت تام دون ان يزعج أحدا بصراعه الطويل مع المرض . ولد مصطفى امام فى 8 نوفمبر عام 1952 وتخرج فى كلية الاعلام عام 1976 ليعين بالاهرام فى اوئل عام 1979 ضمن الكثيرين من ابناء دفعته الذين صعدوا الى المواقع القيادية بصحف عديدة لكن الحظ لم يحالفه ليكون واحدا من بينهم رغم ان كفاءته كانت مؤهلة لذلك بإقتدار. عمل فى مواقع عدة بالاهرام بدءا بالاهرام الاقتصادى مرورا بالقسم الاقتصادى فى الاهرام ونهاية بملحق الجمعة، وفى كل موقع كان يبذل المزيد من الجهد وكأنه محرر صغير فى سنوات عمله الاولى . عرفه الجميع عن قرب فى ملحق الجمعة الذى عمل به سنوات عديدة وكان خلالها مثالا لدماثة الخلق والعطاء بشجاعة برغم آلام مرض الكلى التى كانت تهاجمه بين الحين والاخر ورغم ظروفه المرضية التى كانت تلازمه كان يكتب فى اى شيء ووقتما يشاء ومن خبطاته الصحفية التى كتبها الملف الشهير عن تجار العملة ثم ملف توظيف الاموال وحواراته المتميزة التى توقف الكثير امامها ومن بينها حواره مع المستشار محمد الشاذلى رئيس محكمة الاسرة انذاك حول قانون الاحوال الشخصية للمسلمين وغير المسلمين وكذلك حواره مع الفقيه الاسلامى الدكتور حسين حسان حول القوانين المكملة للدستور لتفسير نص الشريعة الاسلامية. وعلى الرغم من انه رحمه الله - كان لا يحب الرثاء كما كتب بقلمه عن صديقه الراحل المرحوم الشاعر محمد عبد العزيز شنب تحت عنوان عندما يكون الانسان شاعرا الا ان نشر هذه الكلمات يخلد نموذجا صحفيا فريدا على خلق وكفاءة رايناه فى الزميل مصطفى امام عن قرب ومن مشيئة الاقدار ان يولد فى نوفمبر 1952 ويخرج من الاهرام الى المعاش فى نوفمبر 2013 ويرحل ايضا فى نوفمبر 2014 . رحم الله مصطفى امام الذى عمل باخلاص ورحل فى صمت تام .