0وجدتني فجأة أعود إلي الماضي الجميل بأفراحه و أحزانه لأذكر نفسي وزملائي بأيام لا تنسي مع بداية التحاقنا بكتيبة المحاربين في الأهرام المسائي. . كنا وقتها في أعمار مختلفة تجمعنا حيوية الشباب و حب الأصدقاء كنا نعمل في ظروف صعبة و قاسية للحصول علي المعلومات من مصادرها مباشرة.. في وقت لم يكن فيه الإنترنت أو التليفون المحمول متاحا.. و رغم ذلك كان محررو الأهرام المسائي هم الأقرب لدي العديد من المصادر في الوزارات أو المحافظات المختلفة نظرا لمساحة النشر التي كانت تتيح إبراز إيجابيات و سلبيات المسئولين.. و كان الود و الاحترام يربط الصغير و الكبير و إذا وجد خلاف بين البعض يتدخل العقلاء و أصحاب الرأي الحكيم في رأب أي صدع قد يقع بين الزملاء.. و عشنا جميعا ذكريات جميلة مازالت موجودة في قلوبنا نتذكرها في لقاءاتنا. و تذكرت بكل حب و تقدير و كنوع من الوفاء لزملائنا الذين رحلوا عنا في صمت و سقطوا من شجرة الأهرام المسائي المورقة و هم مازالوا في ميدان العمل لعلنا نجد من يتذكرنا عندما نلقي وجه ربنا.. فقد رحلوا عنا و لكن مازالت أرواحهم بيننا.. حيث وضع كل منهم لبنه في جدار الأهرام المسائي الذي مازال صامدا بجهودهم.. رغم العواصف العاتية التي تحاول أن تهز جدرانه حاليا في ظل الظروف المتردية للبلاد و لكن الأهرام المسائي أكبر من الصعاب دائما. تذكروا معي أستاذنا الفاضل مراد عز العرب مدير تحرير الأهرام المسائي الرجل الخلوق الطيب الذي كان يتحمل عنا كل أخطائنا و لم يصدر منه طيلة حياته لفظا أو إساءة لزميل و تحمل هذا الرجل العظيم ما لم يتحمله بشر من هموم و آلام الجريدة حتي لقي ربه. و لا ننسي الزميل الفاضل المرحوم مصطفي بشندي صاحب الابتسامة الجميلة و كلمته الشهيرة( عمنا).. و لم تتوقف أوراق شجرة الأهرام المسائي عن السقوط فرحل عنا الزميل المحترم محمد عبد الغني ابن الجذور السوهاجية القوية و صاحب الابتسامة الدائمة.. أما الزميل الراحل عرفة محمد فقد لقي ربه خلال عمله و لحبه لعمله لم يتزوج و ظل ليلا و نهارا يعمل حتي لقي ربه.. أما عم نبيل الرجل الطيب النقي الذي استقبلنا في بدايتنا و كان يعاملنا كأب حنون و لا ننسي جملته الشهيرة( تعالي كلم أبوك) و يقصد رئيس التحرير.. و كان أحب الناس لقلوبنا جميعا حتي فارقنا بابتسامته للأبد. ولاننسي الصعيدي الأصيل ابن أسيوط سمير عبدالرحيمأما المرحوم الأخ و الصديق مأمون محمود الحكم الدولي و مراسل الأهرام المسائي بالدقهلية و صاحب الوجه البشوش فقد دخل في صراع طويل مع المرض حتي رحل في صمت و لقي وجه ربه.. و كانت أخر الأوراق التي سقطت هو الزميل سيد إمام عمر بالقسم الرياضي.. رحم الله كل هؤلاء الجنود الذين رحلوا عن كتيبة الأهرام المسائي و ساهموا بجهد و عرق في بنائه.. و لتعرف الأجيال الجديدة التي التحقت بالأهرام المسائي أن هؤلاء الراحلين المحترمين كانوا رموزا للعمل و الكفاح و الأخلاق و احترام الآخريين هؤلاء هم الذين أسسوا الأهرام المسائي كجريدة خرجت من رحم مؤسسة عريقة و عظيمة هي مؤسسة الأهرام.. أما شباب اليوم فأنتم مستقبل الجريدة. و أقول لأشقائي الشباب الذين سيحملون راية المستقبل احرصوا أنتم قبل غيركم علي تكريم كباركم الراحلين أولا.. لآنه دائما من ليس له خير في الماضي لن يكون له خير في المستقبل و دعونا نسمي ذلك يوم الوفاء حتي نرسم قيم و مبادئ الأجيال المقبلة.. أنتم زملائي و أشقائي الشباب مستقبل هذه الأمة احترموا الكبير و قدروه لأنكم ستصلون يوما إلي أرذل العمر و ستجدون من يحترمكم( كما تدين تدان).. لقد كنتم أسعد حظا منا لانكم قمتم بثورتين عظيمتين في25 يناير و30 يونيو و أمامكم مساحة كبيرة من الحرية و الاختيار و التكنولوجيا التي لم تتح لنا من قبل.. حبوا عملكم و بعضكم و اعلموا أنكم جنود الغد و المستقبل. رابط دائم :