الهجرة تطلق فيلم «حلقة وصل» في إطار المبادرة الرئاسية «اتكلم عربي»    أكثر من 170 ألف فدان.. توريد 634 طن قمح لشون و صوامع سوهاج    محافظة الجيزة: قطع المياه عن منطقة منشية البكاري 6 ساعات    ماكرون يؤكد سعيه لتجنب تصاعد العنف بين لبنان وإسرائيل    متحدثة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية: الموقف بغزة ما زال كارثيًا ومرعبا    بوكيتينو: لا يحتاج بالمر إثبات أي شيء أمام مانشستر سيتي    آينتراخت يتأخر بهدف أمام أوجسبورج في الشوط الأول    الأهلي يفوز على وفاق عين التوتة ببطولة كأس الكؤوس الإفريقية لليد    ماهو الذباب الصحراوي؟.. وبماذا حذرت خبراء الأرصاد الجوية للمواطنين    أخبار سوهاج اليوم.. سائق ميكروباص يمزق جسد طالب    الصور الأولى من حفل زفاف عبد الرحمن محمد فؤاد    مهرجان كان السينمائي الدولي يكشف عن ال«بوستر» الرسمي لدورته ال77    أحمد صيام ناعيا صلاح السعدني: شخصية عظيمة رفضت التغييرات التي طرأت على الفن وتنحى جانبا    عمارة : مدارس التعليم الفني مسؤولة عن تأهيل الخريج بجدارة لسوق العمل    لا يقتصر على السيدات.. عرض أزياء مميز ل «التلي» برعاية القومي للمرأة| صور    مطار مرسى علم الدولي يستقبل 149 رحلة تقل 13 ألف سائح من دول أوروبا    أخبار الأهلي : حقيقة مفاوضات الأهلي للتعاقد مع لاعب البنك فى الصيف    11 جامعة مصرية تشارك في المؤتمر العاشر للبحوث الطلابية بكلية تمريض القناة    وزير الاتصالات يشهد ختام فعاليات البطولة الدولية للبرمجيات بمحافظة الأقصر    الهنود يبدءون التصويت خلال أكبر انتخابات في العالم    إخماد حريق بمخزن خردة بالبدرشين دون إصابات    ضبط لص الدراجات النارية في الفيوم    ولاية ألمانية تلغي دعوة القنصل الإيراني إلى حفل بسبب الهجوم على إسرائيل    تسجيل أول سيارة بالشهر العقاري المتنقل في سوق بني سويف    وزيرا خارجية مصر وجنوب أفريقيا يترأسان أعمال الدورة العاشرة للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين    التنسيق الحضاري ينهي أعمال المرحلة الخامسة من مشروع حكاية شارع بمناطق مصر الجديدة ومدينة نصر    50 دعاء في يوم الجمعة.. متى تكون الساعة المستجابة    دعاء يوم الجمعة قبل الغروب.. أفضل أيام الأسبوع وأكثرها خير وبركة    وزير الصحة يتفقد المركز الإفريقي لصحة المرأة ويوجه بتنفيذ تغييرات حفاظًا على التصميم الأثري للمبنى    محافظ الإسكندرية يدعو ضيوف مؤتمر الصحة لزيارة المعالم السياحية    عمل الحواوشي باللحمة في البيت بنفس نكهة وطعم حواوشي المحلات.. وصفة بسيطة وسهلة    مؤتمر أرتيتا: لم يتحدث أحد عن تدوير اللاعبين بعد برايتون.. وسيكون لديك مشكلة إذا تريد حافز    إسلام الكتاتني: الإخوان واجهت الدولة في ثورة يونيو بتفكير مؤسسي وليس فرديًا    حماة الوطن يهنئ أهالي أسيوط ب العيد القومي للمحافظة    محاكمة عامل يتاجر في النقد الأجنبي بعابدين.. الأحد    متحف مفتوح بقلب القاهرة التاريخية| شارع الأشراف «بقيع مصر» مسار جديد لجذب محبى «آل البيت»    إعادة مشروع السياحة التدريبية بالمركز الأفريقي لصحة المرأة    بالإنفوجراف.. 29 معلومة عن امتحانات الثانوية العامة 2024    «التحالف الوطني»: 74 قاطرة محملة بغذاء ومشروبات وملابس لأشقائنا في غزة    جامعة القاهرة تحتل المرتبة 38 عالميًا لأول مرة فى تخصص إدارة المكتبات والمعلومات    "مصريين بلا حدود" تنظم حوارا مجتمعيا لمكافحة التمييز وتعزيز المساواة    وفاة رئيس أرسنال السابق    الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى نياحة الأنبا إيساك    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    انطلاق 10 قوافل دعوية.. وعلماء الأوقاف يؤكدون: الصدق طريق الفائزين    القاهرة الإخبارية: تخبط في حكومة نتنياهو بعد الرد الإسرائيلي على إيران    العمدة أهلاوي قديم.. الخطيب يحضر جنازة الفنان صلاح السعدني (صورة)    خالد جلال ناعيا صلاح السعدني: حفر اسمه في تاريخ الفن المصري    "التعليم": مشروع رأس المال الدائم يؤهل الطلاب كرواد أعمال في المستقبل    استشهاد شاب فلسطينى وإصابة 2 بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم نور شمس شمال الضفة    4 أبراج ما بتعرفش الفشل في الشغل.. الحمل جريء وطموح والقوس مغامر    طريقة تحضير بخاخ الجيوب الأنفية في المنزل    استشهاد شاب فلسطيني وإصابة اثنين بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم "نور شمس" شمال الضفة    ضبط 14799 مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    اقتصادية قناة السويس تشارك ب "مؤتمر التعاون والتبادل بين مصر والصين (تشيجيانج)"    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024 وعدد الإجازات المتبقية للمدارس في إبريل ومايو    ألونسو: مواجهة ريال مدريد وبايرن ميونخ ستكون مثيرة    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فلما بدأت “أكتوبر” عامها السادس والثلاثين تحية واجبة للرواد والمؤسسين وأرواح الراحلين
نشر في أكتوبر يوم 13 - 11 - 2011

شاءت الأقدار أن يتزامن عيد ميلاد هذه المجلة الخامس والثلاثين مع العدد الخاص الذى صدر قبل أسبوعين.. توديعاً لمؤسسها العظيم أنيس منصور وعرفانا بفضله وتخليدا لذكراه، والذى بدا وكأنه اختار موعد رحيله فى ذكرى ميلاد ابنته «أكتوبر»، وحيث اجتمعت فرحة ذكرى المولد مع فجيعة مجىء الموت، وكأنما أراد الأستاذ أنيس أن يلقى علينا كعادته درسا جديدا فى الفلسفة حتى بعد رحيله.
وبقدر ما كان ذلك العدد الخاص الذى يُحسب للزميل والصديق العزيز الأستاذ محسن حسنين رئيس التحرير إصداره.. تكريما واجبا ومستحقا لمؤسس «أكتوبر»، فإنه وبنفس القدر كان توثيقاً لهذه التجربة الصحفية المتميزة بقيادة أنيس منصور.
ولكن.. لما كانت «أكتوبر» قد بدأت الأسبوع الماضى عامها الجديد.. السادس والثلاثين، فإنه يبقى استدراك رأيته ضروريا وواجبا.. تقتضيه دواعى الموضوعية والأمانة التاريخية فى توثيق هذه المسيرة الصحفية التى بدأت عام 1976 بجهد وخبرة وعرق وإخلاص الرواد الذين شيّدوا هذا الصرح الصحفى بكفاح دءوب وأداء مهنى رفيع، فكانوا عوناً للمؤسس أنيس منصور، بقدر ما كانوا الكتيبة الأولى التى مهدت لنا الطريق الذى سرنا عليه ولا نزال.
***
فى مرحلة التأسيس التى لم تستغرق سوى أربعة أشهر وهى زمن قياسى لإصدر مجلة بحجم وقيمة وشموخ «أكتوبر» كما أراد لها صاحب القرار الرئيس السادات.. كان السبعة الكبار الذين وضعوا حجر الأساس مع أنيس منصور وأصدروا المجلة.. عملاقاً صحفياً منذ العدد الأول هم الأساتذة جميل عارف ومريم روبين وحامد دنيا وإبراهيم صالح وعادل البلك ومحمد عبدالوارث وعبد العزيز صادق.. هؤلاء الكبار كانوا وظلوا لسنوات طويلة هم وبلغة الصحافة الطهاة الكبار المهرة فى مطبخ المجلة.
**الأستاذ الكبير جميل عارف (رحمه الله) الذراع الصحفية اليمنى للأستاذ أنيس و«الدينامو» الذى لا يتوقف، وكان رجل المهام الصعبة والشاقة والأداء المهنى رفيع المستوى بحكم خبرته الطويلة والمتميزة فى صحافة المجلات، ودوره الرئيسى والمركزى فى تأسيس «أكتوبر» لا يُنسى ولا يُنكر.
**الأستاذة الكبيرة مريم روبين (أطال الله عمرها) ابنة «أخبار اليوم» ونجمتها الساطعة وأم «أكتوبر» الحانية.. أهم وأكبر صحفية متخصصة فى الشئون العربية فى مصر والعالم العربى، ويشهد لها تاريخها المهنى الحافل بالانفرادات الصحفية التى كانت تتناقلها عنها وكالات الأنباء العالمية، وكذلك تغطيتها الصحفية لثورات التحرر العربية فى الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضى، وحواراتها الخاصة مع الملوك والرؤساء العرب، والتى كانت أهم أركان «أكتوبر» عند تأسيسها وبعد صدورها بأدائها المتفرد وإشرافها على أجيال الشباب الصحفيين.
**الأستاذ الكبير حامد دنيا (رحمه الله) أكبر وأقدم صحفى متخصص فى شئون التعليم فى الصحافة المصرية ذو الحس الإخبارى المرهف وأقرب معاونى أنيس منصور فى تأسيس المجلة.
**الأستاذ الكبير إبراهيم صالح (أطال الله عمره) أهم صحفى متخصص فى الشئون الخارجية والدبلوماسية وكان أحد أهم أعمدة «أكتوبر» ويشهد له الجميع بالأداء المهنى المتميز والهادئ والرصين ودماثة الخلق وهدوء الطبع.
**الأستاذ الكبير عادل البلك (رحمه الله) الذى يتميز ب «الديناميكية» فى إدارة سكرتارية التحرير، ولقربه الشديد من أستاذه أنيس منصور وعمله تحت رئاسته لتحرير مجلة آخر ساعة فقد كان الصحفى الوحيد الذى لديه قدرة خاصة على تقليد أسلوب أنيس منصور.. إلا قليلاً.
**الأستاذ الكبير محمد عبد الوارث (أطال الله عمره).. كان موضع ثقة الأستاذ أنيس، واتسم أداؤه بالرصانة والصبر، وكان أول من يأتى للمجلة وآخر من يغادرها، ودوره المهم لا يُنسى فى مسيرة أكتوبر الصحفية.
**الأستاذ الكبير عبد العزيز صادق (رحمه الله) الذى رشحه الأديب والصحفى الكبير يوسف السباعى لمعاونة أنيس منصور فى تأسيس المجلة وإصدارها، والذى أسند إليه مهاما كثيرة.. من بينها إعداد غلاف «أكتوبر» لما كان يتميز به من ذوق فنى كبير وحس صحفى مرهف.
***
ومن نفس الجيل تقريباً ضم الصف الأول من جيل المؤسسين كوكبة من خيرة كبار الصحفيين الذين أسهموا بعطائهم المهنى المتميز فى معاونة أنيس منصور فى تأسيس المجلة وإصدارها.
**الأستاذ الكبير سيد نصار المتخصص فى الشئون العربية خاصة السورية والعراقية والذى كان يعتز بانتمائه إلى مدرسة إحسان عبد القدوس الصحفية وحيث كانت له انفرادات صحفية وسياسية مشهودة خلال عمله بأخبار اليوم، ثم انتقل إلى مجلة أكتوبر ومدرسة أنيس منصور ليواصل عطاءه المهنى المتميز على صفحاتها.
**الأستاذ الكبير ماهر فهمى الناقد الرياضى الشهير والمعروف بخفة ظله و«أهلاويته» العتيدة وأسلوبه الصحفى الخاص حيث تقيّد بكتابة تحليلاته الرياضية مستخدما السجع، وهو صاحب الرقم القياسى فى النشر بالمجلة، إذ لم تغب صفحات الرياضة التى يكتبها منذ العدد الأول وحتى الآن.. أطال الله عمره ودامت كتاباته.
**ولا أنسى ولا ينسى كل الزملاء من أجيال المؤسسين الأستاذ الكبير سمير مسعود (رحمه الله) الكاتب الصحفى الشجاع الجرىء بحملاته الصحفية ذات الدوى الكبير ضد مظاهر الفساد والذى تميّز أيضاً بأسلوبه الساخر المتفرّد فى انتقاد الأوضاع الخاطئة.
**الأستاذ الكبير أحمد مصطفى (شفاه الله وعافاه) أقدم وأكبر وأهم صحفى متخصص فى شئون الحوادث والقضايا والذى نطلق عليه لقب وزير الداخلية الدائم، وتشهد له صفحات «أكتوبر» بانفراداته المتميزة ويشهد له الزملاء بأنه أحد أكبر الظرفاء فى الصحافة المصرية.
***
ولأن الأستاذ أنيس منصور لم ينسْ أنه أديب فى المقام الأول، فقد كان ضروريا أن يستعين عند التأسيس بثلاث قامات أدبية كبيرة.. فرسا الرهان.. عبدالعال الحمامصى وفتحى الإبيارى ومعهما زهير الشايب.
وبينما كان الأديب الكبير الأستاذ عبدالعال الحمامصى (رحمه الله) يعتز بصعيديته بحكم انتمائه إلى مسقط رأسه أخميم بمحافظة سوهاج بقدر اعتزازه بمصريته التى كانت حاضرة دائماً فى كتاباته الصحفية ومؤلفاته القصصية، فقد كان الأديب والصحفى الكبير الأستاذ فتحى الإبيارى (أطال الله عمره) القادم من أقصى الشمال يعتز بانتمائه إلى مسقط رأسه الإسكندرية، والتى لم تغب عنه ولم يغب عنها، حتى أن الأستاذ أنيس كان يناديه دائما (أبو الفتوح السكندرى).
ومثلما جمعت حرفة الأدب والصحافة بين الاثنين، فقد جمع بينهما أيضاً انتماؤهما إلى مدرسة يوسف السباعى الأدبية مثلما جمعت بينهما فيما بعد مدرسة أنيس منصور ومجلة أكتوبر.
أما القامة الثالثة.. فقد كان الأستاذ الكبير زهير الشايب (رحمه الله).. الأديب والصحفى والمؤرخ والمترجم، والذى اتسم بالخلق الرفيع، وهو صاحب المبادرة الشخصية لترجمة كتاب وصف مصر بجهد ذاتى، وحيث لم تمهله المنية لإكمال هذا العمل الضخم الفخم، ولعل كريمته التى واصلت المسيرة بعد رحيله قد أكملت مبادرته أو كادت، ثم إننا فى «أكتوبر» مازلنا نذكر بكل تقدير كتاباته الصحفية الرصينة فى تغطية جلسات مجلس الشعب بأسلوب متفرد ورؤية عميقة.
***
ومن جيل الصف الأول كان فى مقدمة المؤسسين الأستاذ محمد خالد الصحفى الكبير والذى كان ومازال أهم وأكبر صحفى متخصص فى الشئون العمالية والنقابية، ورغم أن صلة قرابة وثيقة تربطه بالأستاذ أنيس، إلا أنه لم يعتمد عليها أو يشر إليها أبدا.. معتمدا فقط على أدائه المهنى.
أما الزميل الكبير الأستاذ محمد خلف الله (شفاه الله وأطال عمره) الصحفى المتخصص فى الشئون العسكرية والذى كان له دور مهم فى تغطية حرب تحرير الكويت، فقد حيّرنا معه.. هل هو من جيل الكبار أم من جيل الوسط، إذ كان بحكم سنه بين الجيلين، ولكن روحه الشابة وأداءه النشط ومشيته السريعة العسكرية واسعة الخطوة جعلته أقرب إلى جيلنا.. جيل الوسط قبل أن ننتقل إلى الصف الأول، بل إنه كان ومازال أكثر شبابا ونشاطا.. أدام الله روحه الشابة.
وما بين الصحافة والموسيقى والغناء ومن بين جيلى الوسط والشباب.. كان الزميل الأستاذ محمد قابيل أحد نجوم «أكتوبر»، وإن ظلت إحدى قدميه فى الغناء والتلحين والأخرى فى بلاط صاحبة الجلالة، فكان ومازال صحفيا نابها متميزا بين الموسيقيين و«موسيقاراً» لامعاً بين الصحفيين.
***
ولدواعى الموضوعية وأمانة التوثيق فإنه من الضرورى أن أتوقف طويلاً وأذكر بكل التقدير والاعتزاز الزملاء من المؤسسين الذين توقف عملهم وإن لم تتوقف مسيرتهم المهنية بخروجهم إلى المعاش وإن لم يخرجوا من دائرة اهتمامنا ومن ذاكرتنا وذاكرة «أكتوبر» التى تحتفظ بإنتاجهم الصحفى المتميز وهم الأساتذة: د.سيد سلامة وعفاف عبدالبارى وصفاء عبد العزيز ونجوى محمد وسوسن القصبى ود. زهيرة البيلى وأسيمة جانو ونفيسة عابد وفخرى فايد وفنانا الخط العربى محمد حمام وحسن عبدالعليم.. أطال الله أعمارهم جميعاً.
***
ولأن العمل الصحفى ليس فقط كتابة وتحرير الأخبار والموضوعات والتحقيقات الصحفية والمقالات، فإن ثمة خمسة أقسام صحفية قد لا يعرفها القراء، من غير الممكن أن تخلو منها أية صحيفة أو تصدر بدونها.. أولها الإخراج الفنى لصفحات المجلة أو الجريدة بالشكل الذى تصل به إلى القارئ، وثانيها التصحيح اللغوى (النحوى والإملائى)، وثالثها التصوير الصحفى «الفوتوغرافى»، ورابعها المعلومات «ذاكرة الصحيفة) وخامسها قسم الرسم التشكيلى و«الكاريكاتير».
وقد كان الذين أخرجوا هذه المجلة بقطعها وشكلها الذى صدرت به واختاره أنيس منصور هم تلك الكوكبة من المخرجين الصحفيين التشكيليين يتقدمهم منسق فريق الإخراج الفنان المتميز شريف رضا والمشرف الفنى الفنان إبراهيم الميليجى (رحمه الله) ومعهما الفنانان الكبيران محمد إبراهيم ومحسن عرفة (رحمهما الله) واللذين انضم إليهما فى مرحلة لاحقة الفنانون الكبار نجيب فرح ومحمد أبوطالب ومصطفى البرى (رحمه الله).
أما قسم التصحيح فكان يضم عمالقة التصحيح الصحفى فى الصحافة المصرية وهم الأساتذة الكبار «عبد الحكيم طه ومحمد سليم ومحمود عنان (رحمهم الله جميعاً) والذين كانوا وبحق علماء وفقهاء فى اللغة العربية.
وفى ركن هادئ بالمجلة اجتمع ثلاثة من كبار الفنانين التشكيليين ورسامى «الكاريكاتير» وهم الأساتذة «محموود» و«جودة خليفة» (رحمهما الله) وعبدالعزيز تاعب (أطال الله عمره).
ولأن «أكتوبر» فى مرحلة التأسيس وبدايات الصدور لم تكن لديها بعد ذاكرة أرشيفية من الصور والمعلومات، فقد كان إنشاء قسم المعلومات والأرشيف الصحفى فى مقدمة الأولويات، وهو القسم الذى أسسته وترأسته الزميلة الأستاذة عفاف أبورجيلة والتى سرعان ما غادرت المجلة وسافرت للخارج، ثم أكملت المهمة الزميلة الأستاذة سوسن القصبى بكفاءة واقتدار حتى أحيلت إلى التقاعد قبل عام.
أما قسم التصوير الصحفى فقد استعان الأستاذ أنيس عند تأسيسه بفريق من أكبر وأكفأ المصورين الصحفيين وهم الأساتذة رجاء العادلى وسعد يسن وصبرى صلاح (رحمهم الله) ومعهم المصورون الصحفيون الأكفاء الأساتذة فاروق الطوبجى ومحمد حسن ومحمد سامى.. أطال الله أعمارهم، والمصور الصحفى الفنان هانى رضا (رحمه الله)، والذين أدوا عملهم خير أداء، وحيث يدير القسم ويرأسه حالياً ويعمل على تطويره بدأب واجتهاد الزميل المصور الصحفى النشيط الأستاذ عبدالله عبدالعزيز.
***
وفى الإسكندرية.. العاصمة الثانية.. كان ل «أكتوبر» أول مكتب صحفى خارج القاهرة.. حرص أنيس منصور على اختيار أحد كبار الصحفيين السكندريين ليتولى مسئولية تأسيسه ويكون مديره، فكان الصحفى الكبير والمتميز الأستاذ سلطان محمود (رحمه الله) والذى لا يُنسى دوره الكبير فى تأسيس مكتب «أكتوبر» وإدارته بنجاح فائق فى تغطية كافة الأنشطة والأحداث المهمة بالثغر، وحيث كانت رسالته الصحفية الأسبوعية التى يكتبها تحت عنوان «هنا الإسكندرية» إضافة مهنية مهمة وخدمة صحفية متميزة.
***
أما الزملاء الأعزاء الذين غيّبهم الموت عنا وعن صفحات المجلة ولم يرد ذكرهم فى السطور السابقة من المؤسسين واللاحقين ومنهم من رحل فى ريعان الشباب، فقد كان أولهم الزميل والصديق العزيز سكرتير التحرير الأستاذ أمين أبو المجد الذى لازمنى طوال مراحل الدراسة والتجنيد والسكن والعمل ثم فارقنى فجأة فى بداية العقد الرابع من عمره.
الآخرون ظل الموت يختطفهم منا تباعا على مر الأيام والسنين، وهم ودون ترتيب للرحيل الأساتذة حاتم نصر فريد.. العبقرى وأهم محرر للشئون العلمية فى الصحافة المصرية والعربية، وجلال عبدالبارى من أهم محررى «الديسك» لإعادة صياغة الأخبار والتحقيقات بلغة صحفية، وإبراهيم مصبح الكاتب الصحفى المتخصص فى الشئون الإسلامية، وحسن سليمان محرر التحقيقات الصحفية المتميز، ومحمد سعد العوضى صاحب القلم الرشيق، والفنان التشكيلى الشاب الموهوب سامى بديوى، والخطاط الصحفى الفنان محمد فاضل، والناقد المسرحى المتألق مختار العزبى، والناقد السينمائى النشيط خالد حمدى، وعونى عز الدين الصحفى الأكاديمى المتميز والمتخصص فى السياسة الدولية، ومحمد الطويل المحرر البرلمانى النشيط، ومحمد الطحلاوى الذى لم يعمل فى تخصصه الدراسى للغة العبرية وتخصص فى الشئون الدينية ومحمود نصر صاحب الأسلوب الأدبى فى كتابة التحقيقات الصحفية، ومحمود فوزى صاحب الحوارات الصحفية والتليفزيونية الساخنة، وأشرف الحميلى الملاك الطاهر النقى المثقف الموسوعى متعدد المواهب.
ومن بين كل الزملاء الراحلين.. كانت الزميلة الأستاذة سلوى مطاوع (رحمها الله) هى السيدة الوحية التى غيبها الموت عن المجلة.
***
تبقى ثمة إشارة ضرورية وواجبة تفرضها الأمانة التاريخية فى التوثيق.. إلى الزملاء الذين أسس أنيس منصور بهم ومعهم أول قسم للشئون الإسرائيلية فى الصحافة المصرية والعربية وهم الأساتذة رفعت فودة المهاجر منذ سنوات إلى استراليا والحاصل على دكتوراه فى أدب أنيس منصور، ووفاء طه ناجى التى سافرت إلى إحدى دول الخليج لأسباب أسرية وعملت لسنوات طويلة صحفية ومذيعة تليفزيونية، وميرفت الحصرى التى انتقلت إلى «الأهرام»، وحسام رشاد الذى سافر للخارج ثم عاد إلى موقعه الأول بهيئة الاستعلامات.
***
ومازال الزملاء المؤسسون من جيل الشباب الذين اختارهم الراحل الكبير أنيس منصور للعمل فى «أكتوبر» فى بداية تأسيسها وخلال رئاسته لتحرير المجلة فى سنواتها الأولى الزاهرة والذين انتقلوا حالياً.. عمريا ومهنيا إلى الصف الأول ومنهم الزميلان.. الأستاذ إسماعيل منتصر رئيس مجلس الإدارة.. والأستاذ محسن حسنين رئيس التحرير.. مازال هؤلاء الزملاء يواصلون المسيرة والعطاء وهم بحسب ترتيب التحاقهم بالمجلة.. الأساتذة: محمد المصرى وألفت الغندور وألفت نور وهيام منتصر وابتهال غيث ود.سميحة إدريس وزينب عبدالمنعم وأحمد شاهين وباهر التهامى وأيمن كمال ومحمد نجم ومدحت فؤاد وعواطف عبدالباسط ونجوى عيسى وحميدة عبدالفتاح وعلاء بلابل ومحيى عبد الغنى وأحمد البلك ولبيبة صابر واعتماد عبدالعزيز وأسماء سيف وحسين سراج وعفت سعيد وحسن سعودى وعبدالجواد المصرى وناصر عطية ومحمد عبد الهادى وعبد الحفيظ الأسمر وطارق جلال.. وكان معهم كاتب هذه السطور.
***
هذه شهادتى على خمس وثلاثين سنة مضت.. هى عمر «أكتوبر» منذ صدورها وحتى الآن.. سطّرتها بوجدانى قبل قلمى.. راجياً ألا أكون قد نسيت أو قصّرت، وهى محاولة لتوثيق التجربة والمسيرة فى هذه العُجالة، وهى تحية واجبة لجيل الرواد.. اعترافاً بفضلهم وسبقهم، وهى تحية أيضاً لجيل لاحق من المؤسسين، ثم إنها إعلاء لقيمة الوفاء بتخليد ذكرى الذين رحلوا عنا ومازالت أعمالهم تشهد لهم وتشهد بها هذه المجلة.
.. وتبقى أطيب وأصدق التمنيات لمن جاءوا بعدنا من جيل الوسط وشباب الصحفيين، فهم مستقبل هذه المجلة العزيزة وقادتها القادمون.. دام عطاء الجميع.. ودامت «أكتوبر».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.