التوقيت الصيفي في مصر.. اعرف مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 26 - 4 - 2024    أسعار النفط تتجه لإنهاء سلسلة خسائر استمرت أسبوعين بعد تصريح وزيرة الخزانة الأمريكية    أسعار الذهب اليوم الجمعة 26 أبريل 2024    عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتحدة (فيديو وصور)    استقالة المتحدثة الناطقة بالعربية في الخارجية الأمريكية احتجاجا على حرب غزة    فرنسا تهدد بعقوبات ضد المستوطنين المذنبين بارتكاب عنف في الضفة الغربية    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 26- 4- 2024 والقنوات الناقلة    حالة الطرق اليوم، النشرة المرورية بشوارع القاهرة والجيزة في أول أيام التوقيت الصيفي    حكاية الإنتربول مع القضية 1820.. مأساة طفل شبرا وجريمة سرقة الأعضاء بتخطيط من مراهق    صحة القليوبية تنظم قافلة طبية بقرية الجبل الأصفر بالخانكة    "تايمز أوف إسرائيل": تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن 40 رهينة    سعر الدولار في السوق السوداء والبنوك اليوم    أول تعليق من رمضان صبحي بعد أزمة المنشطات    166.7 مليار جنيه فاتورة السلع والخدمات في العام المالي الجديد    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    أبناء أشرف عبدالغفور الثلاثة يوجهون رسالة لوالدهم في تكريمه    أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية جديدة بمليارات الدولارات إلى كييف    وزير الخارجية الصيني يلتقي بلينكن في العاصمة بكين    قوات الاحتلال تعتقل شقيقين فلسطينيين بعد اقتحام منزلهما في المنطقة الجنوبية بالخليل    الأسعار كلها ارتفعت إلا المخدرات.. أستاذ سموم يحذر من مخدر الأيس: يدمر 10 أسر    أعضاء من مجلس الشيوخ صوتوا لحظر «تيك توك» ولديهم حسابات عليه    القومي للأجور: جميع شركات القطاع الخاص ملزمة بتطبيق الحد الأدنى    أبرزهم رانيا يوسف وحمزة العيلي وياسمينا العبد.. نجوم الفن في حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير (صور)    بعد سد النهضة.. أستاذ موارد مائية يكشف حجم الأمطار المتدفقة على منابع النيل    أحشاء طفل و5 ملايين جنيه وتجارة أعضاء بشرية.. ماذا حدث داخل إحدى الشقق السكنية بشبرا الخيمة؟    أنغام تبدع في غنائها "أكتبلك تعهد" باحتفالية عيد تحرير سيناء بالعاصمة الإدارية (فيديو)    عاجل - حزب الله يعلن استهداف قافلة تابعة للعدو قرب موقع رويسات العلم.. وهذه خسائر قوات الاحتلال    احذر هذا التصرف عند ضبط التوقيت الصيفي على هاتفك.. «هيقدم ساعتين»    «الإفتاء» تعلن موعد صلاة الفجر بعد تغيير التوقيت الصيفي    أذكار وأدعية ليلة الجمعة.. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 26 أبريل 2024    مع بداية التوقيت الصيفي.. الصحة توجه منشور توعوي للمواطنين    جدعنة أهالي «المنيا» تنقذ «محمود» من خسارة شقى عمره: 8 سنين تعب    خالد جلال يكشف تشكيل الأهلي المثالي أمام مازيمبي    إعلان نتيجة مسابقة المعلمة القدوة بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    هيئة الغذاء والدواء بالمملكة: إلزام منتجات سعودية بهذا الاسم    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    أبرزها الاغتسال والتطيب.. سنن مستحبة يوم الجمعة (تعرف عليها)    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الجمعة 26/4/2024 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميًّا    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    سيد معوض يكشف عن مفاجأة في تشكيل الأهلي أمام مازيمبي    "مواجهات مصرية".. ملوك اللعبة يسيطرون على نهائي بطولة الجونة للاسكواش رجال وسيدات    يونيو المقبل.. 21364 دارسًا يؤدون اختبارات نهاية المستوى برواق العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    سيد معوض يكشف عن رؤيته لمباراة الأهلي ومازيمبي الكونغولي.. ويتوقع تشكيلة كولر    ذكري تحرير سيناء..برلماني : بطولات سطرها شهدائنا وإعمار بإرادة المصريين    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل: شرف عظيم لي إحياء حفل عيد تحرير سيناء    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    مسجل خطر يطلق النار على 4 أشخاص في جلسة صلح على قطعة أرض ب أسيوط    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    خالد جادالله: الأهلي سيتخطى عقبة مازيمبي واستبعاد طاهر منطقي.. وكريستو هو المسؤول عن استبعاده الدائم    حظك اليوم.. توقعات برج الميزان 26 ابريل 2024    طارق السيد: ملف خالد بوطيب «كارثة داخل الزمالك»    هل تتغير مواعيد تناول الأدوية مع تطبيق التوقيت الصيفي؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار وخفايا عاشق الكلمة والمهنة مع الأدباء والإعلاميين
نشر في أكتوبر يوم 30 - 10 - 2011

عاش يدهشنا بجديد الرحلات والتنقلات وبغريب الطرف والطرائف.. وبكل ما هو مثير للأفكار والعقول.. والآن يدهشنا بعد رحيله بأسرار وخفايا يرويها عنه بعض اصدقائه ومعاصريه وتلامذته على اختلاف أعمارهم واعمالهم وانتماءاتهم ، قال مرة عنه واحد من أصدقائه كتب 148 كتاباً، إنه لوقف عليها لطال الهرم الأكبر ، فماذا سيطال هو لو وقف على كتبه البالغة اكثر من مائتى كتاب وتعذب أحدهم من أنه لم يسمع آخر ما كان يريده بسبب ضعفه ودهنه وتنفيذ واحدة من كل ما طلبه منها دون كلام.. وقال ذات مرة أكثر الذين نحبهم من الموتى.. فهل صدق فى هذا؟
د. حسين نصار/U/
أنيس منصور - دفعتى فقد تخرجنا فى نفس العام فى كلية الآداب جامعة القاهرة وكان هو فى قسم الفلسفة وكنت أنا فى قسم اللغة العربية ورغم اختلاف التخصصات فإننا كنا على معرفة وصلة قوية ببعض - لأن هناك صديقاً مشتركاً كان بيننا وكان مع الأستاذ أنيس فى قسم الفلسفة وهو صديق من قريتى ودرس معى فى المرحلة الابتدائية من الأشياء التى أذكرها فى ذلك الوقت أن أنيس كان كثير الذهاب فى الإجازات إلى حديقة الأسماك فى الزمالك وكان لا يتهب أى شىء ولديه القدرة على المبادرة بجرأة والاتصال بكل من يراه فى الحديقة وفى ذلك الوقت كان يتردد عليها مجموعة من مربيات الأطفال الألمانيات، فبادر بالتعرف عليه وتعلم من خلالهم اللغة الالمانية. عندما تخرجنا كان فى ذلك الوقت الحزب السعدى هو الذى يحكم وأراد أن يصدر جريدة جديدة وهى جريدة الأساس - فعرض علينا الحزب السعدى ان نعمل بها نحن الاثنين - فقبل أنيس أن يلتحق بها ورفضت أنا ومنذ ذلك الوقت عرف أنيس طريقه للصحافة وإن كان قد قطعه سنوات قلائل بالالتحاق معيداً فى كلية الآداب بجامعة عين شمس ولكنه تركها وعاد إلى الصحافة مرة أخرى وفى هذه المرة أخلص للصحافة ولم يتركها أبداً كان أنيس مشهوراً بين زملائه باتساعه فى القراءة والثقافة وإلى اليوم مازال مشهوراً بذلك.
د. عبد المنعم تليمة/U/
افتقدنا كاتبا كبيرا واسع الانتشار مؤثرا بخاصة بين الأجيال الشابة كان متعدد القدرات والمواهب ومنتجاً فى ميادين كثيرة - الكتابة المسرحية، القصصية، الترجمة، المقال الثقافى، السير، أدب الرحلات وكان من أصحاب الأساليب - قد لا يراعى بعض الجماليات لكنه يراعى القواعد فهو متمكن من الفصحى وكثير من اللغات وأسلوبه سهل جيد التوصيل اختلف معه اختلافاً عميقاً فى توجهه السياسى وفى عقيدته الفكرية - لكن هذا الاختلاف لم يقف عقبة يوماً فى سبيل تتبعى لأعماله - ولا فى سبيل اعجابى بدأبه الشديد - وانتظامه الصارم فى حياته الشخصية والعملية عرفته فى ندوة للعقاد ولمست عن قرب دماثته، واستقامته الاخلاقية والسلوكية فهو فى هذا الجانب يدعوك بسماحة إلى حبه واحترامه من المواقف التى لا أنساها - كنت أقوم بالتدريس فى قسمين محددين الدراسات اليونانية واللاتينية وقسم اللغة الفرنسية بجانب جدولى الأساسى فى قسم اللغة العربية وكانت اخته (اخلاص مصنور) تلميذتى فى قسم اللغة الفرنسية - وكانت ودودة جداً فتصادقنا لقربنا فى السن وكنا نجتمع كثيراً فى قسمى اللغة العربية والفرنسية - وكانت تحكى لى عن ذكريات الطفولة والعائلة وعن اخويها أنيس ومحمد والوالدين منذ اذا كانوا فى المنصورة إلى أن انتقلوا إلى حى المنيرة.
ونظراً لصداقتنا القوية - دعتنى ذات مرة لرؤية الوالدة ورحبت بهذه الدعوة جداً وذهبت إلى بيتهم فى المنيرة وكانت زيارة مسعدة ومبهجة واستقبلتنى والدتهم بروح عالية ومودة ورقة وتحضر كبير مما يدلل على انها شخصية عظيمة ومتميزة ومختلفة.
آمال فهمى/U/
كنا دائما عندما نلتقى يذكرنى بأن لدينا عاملاً مشتركاً وهو موهبة الغناء لدرجة أنه كتب أكثر من مرة فى عموده «مواقف» أننا - الاثنين - نتمتع بصوت جميل وكنا نصلح أن نكون مطربين شهيرين وتساءل كثيراً هل عدم دخولنا مجال الغناء يعد سوء حظ للجمهور أم لحسن حظه أننا اشتغلنا بغير الغناء لنصبح متفوقين فى مجالات أخرى؟
اشتركت أنا وهو فى برنامج الهواة وكانت تخصصه الاذاعة لأصحاب الأصوات المتميزة التى لم تكتشف بعد وكان ذلك فى بداية الخمسينات وكنا قد تخرجنا فى الجامعة حديثا وكان يقدمه المذيع ديمترى لوقا وفى الاختبار وأمام اللجنة الفنية المنعقدة غنى أنيس منصور لعبد الوهاب وغنيت أنا لأم كلثوم وكانت أول وآخر مرة بالمصادفة ترك بعدها المذيع ديمترى لوقا البرنامج ومصر وهاجر إلى استرليا ويومها قال أنيس معلقاً على ذلك بقفشاته المعتادة - يبدو أن المذيع ترك البلد وطفش هرباً من أصواتنا أنيس منصور معجزة لأنه يجمع عدة مواهب ومتعدد الأفكار يستطيع أن يدلو بدلوه فى كل الأمور وأرى أنه الكاتب الذى استطاع أن يتطرق إلى كل ما خلقه الله فى هذه الدنيا واقتحم كل المجالات السماوية والارضية ولكن أشعر بأسف شديد لأنه فى المرحلة الأخيرة لم يكتب عن المشهد السياسى الراهن مما يعد لغزاً كبيراً وهناك الكثير من الأسئلة التى تدور فى ذهنى حول هذا الموضوع ولم أجد لها إجابات وأحدثه الآن وأقول له لماذا يا أنيس لم تكتب وأنت لديك الكثير من الأسرار والرؤى والأفكار؟ فقد تمنيت أن اعرف حقيقة أن اعرف حقيقة رأيك ولكنك للأسف رحلت وتركت لنا علامات الاستفهام.
بهاء طاهر/U/
رحم الله الكاتب الكبير فقد كان زميلى فى المجلس الأعلى للثقافة وكنت التقى به بشكل دورى ووجدته انساناً ودوداً للغاية وشخصية عذبة على المستوى الشخصى والانسانى واعتقد ان كل من اقترب منه قد لاحظ هذه الصفة وقد كان إنسان يجيد اقامة العلاقات الودية مع الآخرين مثلما كان فى عداواته الفكرية يجيد خلق العداء كان صاحب قلم أنيق له خصوصيته واستطاع أن يبتدع أسلوباًً مميزاً للغاية يتسم بالسرعة والجمل القصيرة والقدرة على نقل الفكرة بأقل عدد من الكلمات وهو فى تقديرى انبغ تلاميذة مدرسه الصحفى الكبير محمد التابعى - الذى كان أيضا صاحب أسلوب مميز وقريب جداً من قلب القارئ استطاع بكتبه العديدة مثلماً قلت إن يكسب الأصدقاء وأن يصنع الأعداء معاً فالكثير من كتبه مثيرة للجدل قد يتحمس لها الكثيرون وقد يرفضها الكثيرون وهذا فى تقديرى مميزة وليس عيباً لأنها تعنى أنه كاتب قادر على إثارة فكر ووجدان قارئه واعتقد إن الصحافة المصرية خسرت قلما كبيرا سيفتقده من كانوا يتفقون معه ومن كانوا يختلفون معه على السواء كتب أنيس منصور مرتين فى عموده «مواقف» مرة كانت كتابة فكاهية عن شىء يجمع بيننا نحن الاثنين وهى الاصابة المتكررة بالانفلونزا وكتب عنى عموداً مؤخرا منذ شهور قليلة تضمن تقييما ايجابياً للغاية للمجموعة القصصية التى أصدرتها أخيراً (لم أعرف أن الطواويس تطير).
الكاتبة الصحفية حُسن شاه/U/
عملت تحت رئاسته فى مجلة الجيل ومجلة هو وهى وكان يرأسها أربع رؤساء تحرير من بينهم أنيس منصور وكنت وقتها نائب رئيس تحرير وكل أسبوع أتعامل مع واحد من الأربعة واستفدت منهم جميعاً ومن يعمل مع أنيس منصور كان لا بد أن يتحمل عبقريته لأنه شخص واثق جدا من نفسه بدرجة كبيرة إلى الحد الذى وصل به أن يقول أكثر من مرة أنا استطيع أن اكتب المجلة من الجلدة إلى الجلدة كانت له مواقف جارحة ولكن عمره ما تلفظ بلفظ خارج، كان يلوم من يخطىء بأسلوب أدبى دون أن تخرج كلمة مسيئة من المواقف التى لا أنساها يوم أن قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر برفته من أخبار اليوم ومنعه من الدخول كانت له مستحقات مالية ولا يستطيع الحصول عليها بسبب قرار المنع عندما عرفت بذلك الأمر تطوعت دون أن أبلغه وقمت باحضار تلك المستحقات وسلمتها له وكان سعيداً جداً بسبب هذا الموقف. موقف اخر لا انساه فقد تلقيت منه مكالمة من شخص تقريباً اثنى فيها على مقالاتى الأخيرة وأخيراً - استطيع ان أقول لك إن انيس منصور يعد من آخر الرجال المحترمين فى الوسط الصحفى من أبناء جيله.
نعم الباز/U/
أنيس منصور كان شديد الولع والاهتمام بالقارئ وشديد القدرة على توصيل أصعب الأفكار لأبسط القراء وكان يتميز بأن لديه القدرة على الدخول فى موضوعات لم يتطرق لها أحد من قبل اتذكر عندما كان رئيس تحرير فى مجلة الجيل قمت بعمل ريبورتاج عن المعلومات المغلوطة التى يقولها المترجم للسياح وكان ذلك عام 57 وبعد أن انتهيت من الموضوع قمت بتسليمه إليه وكتبت له 5 عناوين لكى يختار منها واحداً وفوجئت به يتجاهل كل العناوين ووضع عنوانا اتذكره إلى الآن وهو «إلى وزير الارشاد القومى.. مصر فى حطر) فاختلفت معه وغضبت بشدة وقلت له أرفض أن يقوم أى شخص بتغير عناوين فقال لى أنت وضعت أكثر من خمسة عناوين لاختار منهم عنوانا وقد كان اخترت عنوان (مصرفى خطر.. من ينقذها) فاعتمده ولكن وضع عنوانه أيضاً مع عنوانى فكان ردى عليه أننى أعرف قدراتك الفائقة فى اختيار العناوين «ولكننى لا أريد أشياء جميلة ليست لى» مفارق غريبة لا أنساها.. فى الثمانينات كنت أقوم بعمل سلسلة موضوعات عن المشاهير وكانت فكرته أن استضيف اثنين من نجوم المجتمع وعندما عرضت على الأستاذ أنيس منصور أن يشترك فى هذه السلسلة وجهت له سؤالاً - من تحب أن تقابل من الشخصيات المشهورة؟ فكان رده أحب أن أقابل سعاد حسنى فاتصلت بسعاد حسنى وعرضت عليها المشاركة فى هذا التحقيق وبعد موافقتها سألتها: من الشخصيات المشهورة تحبى أن تقابليه - الغريب والمفارق أنها قالت لى أحب أن التقى بأنيس منصور. وكانت أول مرة فى سلسلة هذا الريبورتاج أن يختار النجمان كل منهم الآخر أنيس منصور كان شديد الولع بالفنون التشكيلية كان لديه مقومات المحاورة شديد القدرة على استخراج الكنوز والأسرة ممن يحاوره وبرزت هذه الموهبة عندما عمل معداً لبرنامج نجمك المفضل وكانت تقدمه الاعلامية ليلى رستم لأنيس جملة قالها قبل رحيله مؤثرة جداً فقد سمعته يقول «أنا سعيد لأننى لم انجب ولداً أو بنتاً حتى لا يتعذبا فى هذه الدنيا وهذه الجملة تعد دلالة واضحة على أنه لم يكن إنساناً سعيداً على عكس ما يظن أو يتوقيع الناس.
نادية صالح/U/
أنيس منصور هو الكاتب الكبير صاحب الكلمة الشابة التى تمر عليها السنون وتظل هذه الكلمة شابة وعصرية ولا تموت أبداً كلمة يستطيع أن يفهمها ويتأثر بها أصغر وأبسط الناس وأكبر المفكرين والفلاسفة كل على حد سواء ورغم كل هذه الشهرة التى يحظى بها فإننى أرى أن مصر لم تستفد من موهبته وإمكانياته بالشكل الكافى ذاكرة فولاذية، لا ينسى أى شىء مر عليه ابداً واتذكر أنه قابلنى ذات مرة بعد طول غياب وفوجئت به يسألنى ويقول «إيه اخبار حماتك؟» لأنه كان يعلم ان علاقتى بها ليست على ما يرام ويومها استغربت جداً من قوة ذاكرته وزاد اعجابى بهذا الانسان العظيم الذى أراد من خلال سؤاله أن يؤكد لى أنه يتذكر آلامى ومعاناتى.
بحكم تخصصى وعملى مذيعة منذ أكثر من أربعين عاماً اؤكد على أن أنيس منصور يمتلك صوتاً جميلاً وتون مميزا - وله طريقة خاصة فى تقطيع الكلمات بشكل متفرد - ولن أخفى سراً اذا قلت أن كثيراً من المشاهير كانوا ومازالوا يحاولون تقليد صوته.
عاصم بكرى/U/
بدأت كمخرج فى التليفزيون المصرى عام 86 وكان طموحى أن اقوم بعمل تطوير فى الفكر البرامجى بمعنى أن أقدم برنامجا تتوافر فيه عناصر البناء الدرامى وقمت بتنفيذ ذلك بالفعل من خلال برنامج اسمه «البداية» واذيع على القناة الثالثة وكانت ناشئة حديثاًَ فإذا بالأستاذ أنيس يفاجئنا بأنه يكتب مقالا فى عموده «مواقف» قال فيه: إنه شاهد برنامج جذيه لأقصى درجة ولم يكن يتصور أن التليفزيون المصرى يستطيع أن يقدم هذا النوع من البرامج وقام بالاتصال بمحمد رجائى رئيس القناة فى ذلك الوقت وطلبت منه أن يرانى وكرر طلبه أكثر من خمس مرات - وعندما أخبرنى رئيس القناة فى المرة الأخيرة - كنت سعيد لابعد الحدود وذهبت اليه وقبل أن يصافحنى بادرنى خمس مرات أطلبك ولا تحضر - فقلت له يا أستاذ العفو - فطلبك أن ترانى هو شرف لى ولكنت أنا لم أعرف بهذا الطلب إلا فى المرة الأخيرة فقط قال لى انت دارس فى أمريكا فقلت له لا أنا خريج إعلام القاهرة وبعد أن تجاذبنا أطراف الحديث وجدته فجأة يقول: لابد أن تكون مذيعاً- اسمع كلامى لا يصلح أن تكون خلف الكاميرا فقط وكلا من كان أن كبير فى أن ادخل امتحان المذيعين 90 سنة وفوجئت به يأتى إلى الاختيار على غير طلب أوعلم منى وقال للجنة أنا أتيت إلى هنا من أجل هذا الرجل لقناعتى بأنه يستحق أن يكون مذيعا ومنذ هذا اليوم وأنا على صلة وطيدة ومستمرة بالأستاذ أنيس ولم تسقط من ذهنى أى كلمة خرجت من فمه - من الممكن أن يكون هناك من هم أقرب له منى ولكن ما تميز أنا به هو أننى كنت أحفظ وأسجل فى عقلى كل شىء يقوله حتى نكته وقفشاته فقد كان يتميز بالحضور الشديد.
وذات مرة فى المعرض الدولى للكتاب وفى ندوته السنوية توجه إليه سمير سرحان قائلاً يتبقى على نهاية الندوة ثلاث دقائق يا أستاذ أنيس وأنت مخير أن تجيب على واحد من اثنين شخص يريد أن يسألك لماذا لم تكتب كتابا جديدا فى أدب الرحلات والشخص الثانى يريد أن يتحداك فكان رد الأستاذ أنيس: أنت لم تترك لى خيار ياسمير لأنى بالطبع ساختار الذى يريد أن يتحدانى.
ووقف شاب فى حدود الثلاثين عاما تقريبا وبدأ يتكلم بلهجة حادةوضد أفكار الاستاذ. فإذا بالاستاذ أنيس فجأة يقاطعه ويقول له: أنا بس بعد أذنك نفسى تنصب اسم إن وترفع خبرها فقال له الشاب (معلش) لكل جواد كبوة فقال له يا أخى أنا لم أرك تجرى إطلاقا منذ أن بدأت الكلام. وضحك الجميع لسرعة الحضور مرة أخرى دخلت مكتبه فى الأهرام وبعد أن جلست قليلا أشار إلى موبايل على المكتب وقال لى ترى هذا الموبايل ياعاصم - فقلت له نعم فقال هذا أحدث موبايل نزل الأسواق واشتريته علشان خاطر أحمد رجب لأننى كنت أتحدث معه بالامس وكان يقول لى مش عارف اسمعك يا أنيس - غير الموبايل اللى أنت بتكلمنى منه ده.. فرحت غيرته وكلمته فقال لى مش سمعك يا أنيس مش سمعك يا ابنى وأغلق الخط. فاتصلت به أكثر من مرة وهو على نفس الحال لا يسمعنى وفى آخر مرة لم يرد وقام بتشغيل الأنسر ماشين فتركت له رسالة وقلت له:تعرف يا أحمد أن الموبايل اللى أنا بكلمك منه ده يعتبر آخر حاجة ربنا خلقها فى الدنيا وودانك أنت أول حاجة ربنا خلقها فى الدنيا عندما استضفته فى حلقة على القناة الثالثة على الهواء لمدة ثلاث ساعات كان سعيدا جدا أننى أطلقت عليه لقب (السواح) عند تقديمى له وكنت اعنى أنه سواح بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فهو سواح بين الأفكار والفلسفات وسواح بين الكلمات- وسواح بين البلاد تعلقت به بشدة ولم أزعل منه سوى مرة واحدة عندما طلبت منه أكثر من مرة أن أسجل معه حوارا فى برنامج - حوارى - وأبدى موافقته المبدئية فى كل مرة دون أن ننفذ ذلك بالفعل وفوجئت به فى أثناء تلك الفترة يظهر فى أحد برامج فى التليفزيون المصرى - ووقتها تأثرت بشدة وأرسلت له رسالة على الموبايل قلت فيها: يا أستاذ أنا من أكثر الناس حرصا عليك ومن أقل الناس حظا منك آخر كلمات سمعتها منه كانت فى اتصال تليفونى عندما هاتفته منذ 20 يوما تقريبا ورد على شخص ما فى المنزل وعندما علم بأننى المتصل- أخذ السماعة وكان صوته ضعيفا جدا وكلمنى كلاما كثيراً ولكن لم استطع سماع كلماته وكنت فى حرج شديد أن أراجعه وأقول له يا أستاذ أنا لا أسمع ماذا تقول حتى لا أثقل عليه وأزيده إرهاقا ولكن كلمة واحدة هى التى فهمتها من مكالمته ومازالت متأثرا بها وسأظل فقد قال لى أنا تعبان أوى ياعاصم أنا تعبان أوى ياعاصم وظل يكررها كثيرا هناك أمر هام أود الاشاره إليه فمنذ 7 سنوات قال لى إنه يقوم بإعداد كتاب مهم جدا عن عملية السلام واسرار خاصة بالرئيس الراحل أنور السادات. والرئيس السابق (مبارك) وطلب منه جهاز الامن القومى أن يقوم الرئيس السابق بالتوقيع على كل ورقة فى هذا الكتاب نظرا لأهمية محتواه للأمن القومى المصرى ولأن مبارك كانت له أجزاء كبيرة فى هذا الكتاب.
ولكن مبارك تلكأ كثيرا ولم يوقع وفى كل مرة كان يسأله الاستاذ أنيس لماذا لم توقع كان يرد بأنه لم يقرأ الكتاب إلى الآن متعللا بضيق الوقت ولكن فى اعتقاد الاستاذ أنيس أن هذا التلكؤ كان مقصودا والآن خُلع مبارك ورحل أنيس ولا أعرف مصير هذا الكتاب المهم. وأنا منشغل جدا بهذا الأمر وسألت نبيل عتمان مدير مكتب الأستاذ أنيس عن أوراق هذا الكتاب فوجدت أن لديه خلفية عن الموضوع ولكنه لا يعرف أين أوراقه وقال لى إنه سيحاول البحث عنه فى مكتب الأستاذ وسيتصل بى عندما يجده. ولى فى هذا الموضوع سؤال أرجو من أى مسئول أن يجيبنى عنه وهو هل مازال الحظر قائما على نشر هذا الكتاب بعد أن تنحى الرئيس السابق أم لا؟
وجدى الحكيم/U/
عندما دخلت دنيا الإعلام كنت منبهرا بشخصية أنيس منصور ككاتب صحفى وعندما التقيت به على المستوى الإنسانى زاد انبهارى وإعجابى به.
كنت أرى فيه انه كل شىء فى هذه الدنيا نظرا لمواهبه وملكاته المتعددة كان قادرا على تسهيل مهمتنا الإذاعية بدرجة كبيرة عندما يشترك معنا فى إعداد البرامج لأنيس فضل كبير على التليفزيون المصرى ولولاه ما استطاع التليفزيون أن يسجل مع طه حسين، عباس العقاد والمازنى وحسين فوزى- فقد كان جسر التواصل مع العمالقة الذين كانوا يرفضون عقد مقابلات من أى نوع- لذلك لولا أنيس لم تكن لتحقق كاميرا التليفزيون هذا السبق التاريخى على المستوى السياسى كان سياسيا محنكا وكان صديقا ودودا لكل الرؤساء حتى من اختلف معهم وأقصوه عن الكتاب، وكان صديقا مقربا لكل أهل الفن تقريبا بدء من أم كلثوم، عبد الحليم، فريد مرورا بجيل الوسط وحتى جيل الشباب ولن أختفى سرا إذا قلت: أن الكثيرين من جيل العمالقة القدامى ومنهم أم كلثوم كانوا حرصين على أن يستفيدوا بآرائه فى موضوعات الأغانىالتى يقدمونها فى كل موسم كان حريصا أن يسمع إلى أغانى عبد الحليم وعبد الوهاب وأم كلثوم فى البروفات وهذا لم يكن مسموحا لأحد غيره وكان يبدى لهم بعض الملاحظات على الأغنية قبل أن تخرج إلى الجمهور وكان يقول لهم أن الأغنية قبل ان تخرج إفلى الجمهور هى ملك مؤلفها وملحنها ومطربها أما بعد أن تخرج للجمهور تصبح ملكا للجمهور.
كان يتميز بعلاقة خاصة مع رياض السنباطى وهو الفنان الكبير الذى اعتزل الصحافة والإعلام ولكن كان حريصا ان يلتقى مع أنيس منصور كل صباح فى مقهى البن البرازيلى.
أنيس كان موسوعة ودائرة معارف فإذا اردت أن تعرف أى معلومات عن فنان عربى أو عالمى تجدها عنده بكل تفاصيلها له دور فى تربيتى إذاعيا لأننى كنت متأثرا بطريقته فى الأداء وكنت أتمنى أن يكون مذيعا.
وحرصت أن أقدم تجربة له أمام الميكروفون فى برنامج ليالى الشرق وفى لقاء جمع بينه وبين الفنانة شادية وهذه السهرة أصبحت من الفلكلور الإذاعى الذى يؤرخ لجميع البرامج الحوارية فى الإذاعة العربية.
وعندما دعوته فى هذا البرنامج كنت حريصا على أن أحضر له الموضوعات التى سيحدث فيها فوجئت أنه لا يحتاج لأى تحضير فقد كانت الموضوعات والأسئلة حاضرة وجاهزة فى ذهنه حرصت أن أحول أعماله وكتبه إلى مسلسلات إذاعية ومنها كتاب حول العالم فى 200 يوم وكان يقوم بدوره الفنان الراحل صلاح ذو الفقار وأتذكر أن جميع من شارك فى هذا العمل كانوا على درجة كبيرة من الاستمتاع نظرا لكم المعلومات الكبيرة المفيدة الذى يحويها هذا الكتاب وكان هو حريصا على أن يحضر اثناء تسجيل الحلقات لكى يتأكد من سلامة الأداء والنطق اللغوى لكل كلمة فقد كان عاشقا للغة العربية ومتفقها فيها واستفدت أنا شخصيا من حضوره. له دور كبير فى ثراء المسرح المصرى والعربى سواء كاتبا لأكثر من 10 مسرحيات أو ناقدا.
عندما كنا نسافر معه فى رحلات إلى بعض من الدول العربية لمسنا فيه تواضعا شديدا وإنكار ذات وكان يحاول دائما أن يقدمنا على نفسه فى بداية حياته كان يهوى الغناء وكان يغنى فى الحفلات والمناسبات داخل محافظة الدقهلية وكان يصاحبه على آلة القانون د.مصطفى محمود وكان يغنى أغانى عبد الوهاب.
وأتذكر عندما سألته لماذا لم تغنِ امام عبد الوهاب عندما تلتقى به. فكان رده على عجيب وقال لى عيب أن أغنى أمامه لأننى لو فعلت ذلك سأكون كما الشخص الذى يملك جنيها فى جيبه ويذهب ليتمنظر على البنك الأهلى. أما بالنسبة للسينما فهناك سر لا يعرفه الكثيرون وهو ان أنيس منصور لم يدخل السينما إطلاقا إلا بعد أن تخرج من الجامعة لدرجة أنه عندما دخلها لأول مرة كان يلتفت يمينا ويسارا خوفا من أن يراه أحد وهو يرتكب هذا الفعل الشنيع وكان الفيلم الأول الذى شاهده من بطولة (ريتاهيوارت) وظل يكتب على الفيلم وعلى نجمته مرات ومرات وأعتبره حدثا رهيبا إلى أن لفتوا نظره فى أخبار اليوم وقالوا له (أنت ماعندكش غير ريتاهيوارت) فقال لهم هو هو فيه مين غيرها فقالوا له فلانه وفلانه. وبدأ يتابع هذه الدنيا الجديدة والعالم السينمائى الذى كان فى السابق غريبا عليه وبدأت تدخل كتب الفنانين إلى المكتبة الزاخرة التى يمتلكها كان بيتا خلاف حاد فى شىء واحد فقط فقد كان متحمسا لصوت فايزه أحمد ورفضا لصوت وردة وأنا صديق حميم لوردة ومتحمس لها ولصوتها جداوحاولت مرارا أن أثنيه عن هذا العداء إلا أننى فشلت وحتى رحيله لم يكن لديه استعداد بأن يتقبل صوتها رغم أنه كان صديقا لبليغ حمدى ومحبا لألحانه.
منى خشبة/U/
كنت متابعة لكتابات الاستاذ أنيس منصور كلها.. ويشاء القدر ان يتم تعيينى بمؤسسة دار المعارف لأعمل ضمن كتيبه يقودها ويرأس مجلس إدارتها الأستاذ أنيس منصور، فكان يدهشك فإذا التقى بنا عند المصعد يقدمنا على نفسه ويتكلم معنا ببساطة وخفة ظل واحيانا كان يصعد السلالم برشاقة وخفة ويترك لنا المصعد ولكنه فى نفس الوقت كان صارما فى العمل ومشجعا للجيل الجديد بحب وتفاؤل وثقة.
وكان مكتبه بمؤسسة دار المعارف- مجلة أكتوبر مفتوحا على مصراعيه للصغير قبل الكبير،وكان فى أيام طباعة المجلة يسهر مع العاملين بالمؤسسة حتى انهم يجدونه بينهم أحيانا فى انتظار الطبعة يجالسهم ويلاعبهم الشطرنج وكان عند دخوله عليهم ينتابهم الخوف ولكن سرعان ما يكسر بنفسه هذا الشعور ويحتضنهم بحنانه وأسلوبه العبقرى وأحيانا يطلب من قسم السكرتارية الفنية إعادة الصفحة أكثر من عشر مرات، ثم يقول «ألم تتعلموا شيئا من هذا»، ويتدخل بنفسه فى كل صغيرة وكبيرة فى إخراج الموضوعات ومتابعة المانشيتات.
وقد أصدرت له دار الممعارف العديد من الكتب منذ أكثر من خمسة عقود مثل (بقايا كل شىء،مع الأخرين، يوم بيوم، لو كنت أيوب، نحن اولاد للغجر، هى وعشاقها، 3 مسرحيات كوميدية مترجمة وغيرها من الكتب)، وكان آخر كتاب صدر له كتاب الذى صدر عن دار المعارف كتاب (من أوراق السادات).
والحقيقة أنه لم تلق مذكرات سياسية فى العالم العربى ما لاقته أوراق الرئيس السادات من نجاح حيث كشفت الأحاديث الصحفية التى أدلى بها الرئيس السادات للأستاذ أنيس منصور حينما كان رئيس مجلس إدارة دار المعارف ورئيس تحرير مجلة أكتوبر أن من أوراق السادات لم تكن تسجيلا لحياته وعرضا تاريخيا لها وإنما هى دعوة إلى الأجيال القادمة إلى أن تقلب فى أوراق تاريخ مصر والعالم العربى وتنفض التراب والجليد عنه حتى تستفيد منه الاجيال المتعاقبة كما أنها المرة الاولى فى التاريخ التى يسجل فيها رئيس دولة عربية تفسيرا وتحليلا للعلاقات بين مصر والعديد من الدول العربية والاجنبية من واقع تجربته كرئيس.
وقد كلفت كمدير عام للنشر بمتابعة تنفيذ الكتاب، وهذه التجربة أثرت على شخصيتى ومدى ارتباطى وتعلقى بشخصية ذلك الهامة الصحفية والادبية العظيمة، وكنت أتصل دائما بالأستاذ أنيس منصور وكان فى هذه السنوات الأخيرة يعانى من شدة المرض وكنت متحمسة جدا للكتاب، ولكنى حينما كنت أتصل به أحيانا أشعر فى صوته بالمرض الشديد كنت لا أستطيع استعجاله على الانتهاء من كتابة مقدمة الكتاب وكنت أقول له انى أسأل عنه فقط وعن صحته فكان يقول لى « لا أنت طبعا تسألى عن الكتاب»، وكنت اخجل جدا لانى أريد الكتاب فى أسرع وقت وكان يعدنى أنه خلال أيام سيضع لمساته الاخيرة بالكتاب وقد طلب منى ان يتصل به الفنان شريف رضا ليتفق معه على غلاف الكتاب لأنه يهتم بحميع التفاصيل الفنية والتحريرية وبالفعل حدد لوحة الغلاف بنفسه وكذلك بنط العنوان.
وعندما صدرت الطبعة الاولى لكتاب(من أوراق السادات) فى 11/2/2009 انهالت جميع الصحف والمجلات المصرية والعربية والعالمية للكتابة عن هذا الكتاب وعن علاقة أنيس منصور بالسادات وكان يتصل بى يوميا، وكان يهتم بجمع هذه الاخبار وكان يشرح لى كيف أجمعها وأنشرها وكان سعيدا بهذه الكتابات سواء كانت من صحفى كبير او مبتدئ وخصوصا الرأى الناقد، وكان يعاتبنى اننى اكتب كل من مدح الكتاب ويقول لى يجب ان تكتبى النقد عن هذا الكتاب قبل المدح. ولكننى كنت أفخر بكل ما يكتب وأحاول تسجيله. وقد عرضت كبرى دور النشر على الأستاذ أنيس منصور مبالغ طائلة وضعتها تحت تصرفه مقدما لطبع كتاب (من أوراق السادات)، ولكنه فضل ان ينشر كتابه فى مؤسسته دار المعارف التى كان يرأس مجلس إدارتها عندما أسس مجلة أكتوبر فى عام 1976، ورفض جميع العروض والإغراءات المادية التى عرضت عليه واتصل بى وأبلغنى انه رفض جميع تلك العروض ودفعنى لإصدار طبعة شعبية إضافية غلى الطبعة الفاخرة الفخرة من الكتاب ليكون الكتاب فى متناول الجميع،وتم طبع أربع طبعات للكتاب خلال عا واحد ونجح هذا الكتاب نجاحا كبيرا وكانت الطبعة تنفد وتباع وهى بالمطابع قبل صدورها، وقد وزع كتاب (من أوراق السادات)ما لم يوزعه أى كتاب آخر أصدرته دار المعارف لعدة سنوات.
وكان يتصل بى لمتابعة تسويق الكتاب رغم مرضه، وكن يتابعه كأنه مولود جديد له يريد أن يطمئن عليه، وقد لاحظت عند صدور هذا الكتاب رغم نجاحاته الدائمة فى كتاباته المتعددة ان صحته قد تحسنت كثيرا فى تلك الايام.
وقد أنهى كاتبنا الكبير مقدمته بعبارة رائعة كانت بثابة التشجيع لى وهى « أرجو ان أكون قد «أرحت الأستاذة منى خشبة مدير عام النشر التى لاحقتنى برقة وأدب وأكاد أرى من صوتها الدموع فى عينيها، وأرجو ان تكون هذه الاوراق كافية لتجفيف دموعها والاعتذار لها».. وهو لم يكن يدرى أن صوتى كانت تغلفه الدموع لأننى كنت أجده مريضا، وأعتقد ان دموعى الأمة الربية لن تجف بعد فقدانهم عملاق الفلاسفة المتواضع الذى لم يترك القلم حتى فى آخر لحظات حياته.
د. حسين أبو الخير/U/
تعرفت على أنيس منصور فى أخبار اليوم، كنت وقتها أستاذا مساعدا بكلية الفنون التطبيقية ورئيس قسم التصوير الإنتاجى الميكانيكى المسئول عن صفحات الجرنال، وتصادف ذات مرة أن كانت مع أنيس منصور صورة ملونة صغيرة 6×9 غير واضحة وبها بعض العيوب، وكان يريد إصلاحها فقالوا له عنى، فطلبنى وكان وقتها فى الدور السادس فى آخر ساعة وربما كان هذا فى منتصف السبعينات، فأخذت الصورة منه وعملت عليها شغل وأعطيتها له زى الفل.. وبعد كام سنة وجدته يكلمنى ويقول لى: إنه سيصدر مجلة اسمها أكتوبر ويريد أن أشرف عليها لأن كلها ألوان.. وطالبنى بأن أتفرغ لها وأترك الجامعة وكان وقتها الأستاذ الجامعى له شنّة ورنّة، فرفضت، فقال لى العميد بتاعك بيأخد كام، أنا سأعطيك أكثر من العميد وسأجعلك مدير المطابع والمشرف على المجلة، بلاش ترد علىّ الآن، اذهب اسأل المدام أولاً، والحقيقة أن كل من سألتهم فى هذا الأمر نصحونى على قبول الوظيفة الجديدة، ولكن مدير جامعة حلوان وقتها الدكتور المرحوم عبدالرازق عبدالفتاح كان معترضا وغير موافق، وقال لى: لو أنا عندى مثلك عشرة لجعلت من كلية الفنون شيئا فى السماء، ولكننى قلت له: القطر فات المحطة، فوافق على الاستقالة، وفعلاً جئت دارالمعارف، وأول شىء عملناه طلبنا ماكينة طباعة حديثة أربعة ألوان، كانت موجودة فقط فى قناة السويس، فأمر الرئيس السادات أن نأخذها فوراً، وبدأنا نعمل، وكانت أكتوبر أول مطبوعة تصدر هكذا، حتى أنهم كانوا يقولون إنها مطبوعة فى قبرص ولا يمكن أن تكون مطبوعة فى مصر، وكنا لا نكذب ولا نؤكد، فقط كنا نعمل سهرنا الليالى، وكان آخر ما أفعله كل أسبوع هو أن أمر بعد الفجر مباشرة يوم الجمعة إلى بيت الرئيس السادات وأترك له خمس نسخ من الإصدار الجديد كى يطّلع عليها، ثم أذهب إلى بيت أنيس فى الجيزة وأترك له أيضاً خمس نسخ وأعود بعدها إلى بيتى، وهكذا تطورت العلاقة مع أنيس منصور حتى صرت نائباً لرئيس مجلس الإدارة وأصبح أنيس جارى فى الفيلا بالبدرشين، وصارت علاقتنا أسرية وعائلية، وقد حزنت كثيراً عندما رأيته فى عيد ميلاده الأخير عندما وجدته يذبل ويكش بعد معاناته من فقرات الظهر والعمليات التى أجراها فى فرنسا.
فتحى الإبيارى/U/
علاقتى بالأستاذ أنيس منصور تمتد إلى حوالى 55 عاماً من العمل الصحفى ابتداء من مجلة الجيل فى مؤسسة أخبار اليوم ثم الملحق الأدبى بالأخبار ومجلة آخر ساعة وأخيراً مجلة أكتوبر.. وخلال تلك الرحلة الطويلة أعددت كتاباً عنه أطلقت عليه عزيزى أنيس على غرار كتابه عزيزى فلان، وظل هذا الكتاب فى أدراجى حتى هذه اللحظة.. أدعو الله أن أتمكن من نشره قريباً.. أول من جاء بى من الإسكندرية موطن مولدى كان هو أنيس منصور فى سنة 1959، وبعدها صدر قرار تعيينى من الأستاذ على أمين.. أذكر أن أول علاقته بى عندما قرأ خبراً بعثته من الإسكندرية عن مرض الشاعر الكبير عبد الرحمن شكرى الذى يحتضر وحيداً فى الإسكندرية وكان عبد الرحمن شكرى أستاذاً للعقاد وللمازنى وصاحب مدرسة الديوان.. فجاء أنيس فوراً إلى الإسكندرية وعمل تحقيقاً صحفياً كبيراً لمجلة الجيل عنه يطالب فيه بسرعة الاهتمام به وعلاجه.
وأذكر أن وزير الثقافة وقتها د. ثروت عكاشة بعث مندوباً من الوزارة لمتابعة هذا الأمر وتنفيذ علاجه، ولكن عبد الرحمن شكرى كان قد فارق الحياة، وأذكر أن الكاتب الكبير توفيق الحكيم قال لى: أنا لا أدرى كيف يمكن لأنيس منصور أن يصدر هذا العدد الكبير من الكتب، أعتقد أنه لا ينام، وإذا نام فإنه يفكر فى كتابة كتاب جيد فى الصباح، اسأله ما هو السر، وعندما قلت ذلك لأنيس ضحك.. كان أنيس شعلة نشاط يرهق الذين يعملون معه، لأنه يريدهم أن يعملوا مثله، ولا أنسى تلك اللحظات الأخيرة له فى مجلة أكتوبر عندما وضع مفتاح مكتبه على المكتب وآثر أن ينزل على السلالم فهى هوايته التى مارسها منذ كان صغيراً، وأنا فعلاً مع ما قاله الكاتب الكبير الراحل محمود تيمور عن أنه بحث عن شخصية تماثل أنيس ليقارنه بها فلم أجد من يشبه أنيس منصور إلا أنيس منصور.
د. عبدالمنعم الحفنى/U/
هو صديقى الوحيد.. وسبب كل ما أنا فيه من خير، فقد عولجت فى أكبر مستشفى بالسعودية وهو مستشفى بجدة وعرفان بعد أن تعرضت لمشاكل صحيه خطيرة وكتب عنى الأستاذ أنيس فى الأهرام أربع حلقات متتابعة يطالب بإنقاذى وعلاجى وكان ذلك فى عام 1994 حيث راح يستغيث برئيس الوزراء ونقيب الصحفيين، وإذا بفاكس يصله من د. محمد عرفان صاحب ومؤسس هذا المستشفى يقول له فيه إنه مستعد لعلاجى فوراً ودون مقابل، وبالفعل بعث لى تذاكر السفر، وعولجت هناك لمدة شهر كامل، وعملت عملية قلب مفتوح تكلفت وقتها 100 ألف جنيه، ومن وقتها وحتى آخر لحظة لنا ونحن أصدقاء وصارت علاقتنا وثيقة جداً، ولا أنسى عندما قال لى: يا عبدالمنعم انت لو وقفت على كتبك والموسوعات التى كتبتها وألّفتها والبالغة 148 كتاباً لطلت الهرم ووصلته، وعندما أصبح مقرراً للجنة الفلسفة بالمجلس الأعلى للثقافة كان أول ما فعله أنه طلبنى معه وبسبب ذلك خرجت من المنزل الذى كنت أعكف فيه على مؤلفاتى ولا أخرج منه، وكان حريصاً على أن يعيدنى إلى بيتى فى كل مرة بسيارته ويجلس هو بجوار السائق وكأننى صاحب السيارة، وفى آخر اجتماع لنا الشهر الماضى باللجنة كان مرهقاً وصوته ضعيفا، وكان يميل علىّ كل فترة ليقول لى ما يريده.. وأذكر أنه تعب قبل هذه المرة الأخيرة ودخل المستشفى، ذهبت للاطمئنان عليه وكان هناك عدد كبير من الضيوف ومنهم وزراء ومسئولون، وكتبت له الممرضة أسماء الموجودين، وفوجئت بأنه يطلبنى أنا أولاً وقعد معى طويلاً.. كان سخياً جداً وكثيراً ما عزم أصدقاءه ويصرف عليهم بسخاء، آخر عزومة لى معه كانت مع أصدقاء له من ألمانيا عددهم تسعة وكان معهم زاهى حواس.
د. عاطف العراقى/U/
آخر ما طلبه منى أنيس منصور وكنا فى المجلس الأعلى للثقافة أنه قال لى: يا عاطف عندما تذهب إلى دير الدومينيكان أخبرنى حتى نذهب معا.. علاقتى بأنيس طويلة وممتدة وعميقة، فقد جئنا من نفس المدينة المنصورة وتخرجنا فى قسم الفلسفة وكان والدى رجب محمد العراقى مدرساً له فى مدرسة المنصورة الابتدائية، وكثيراً ما قال لى إنه يتذكره حتى اليوم، ولكننى رأيت أنيس لأول مرة وأنا طالب فى الكلية عندما دعته كلية الآداب فى عام 1955 وأذكر إجابته عندما سئل لماذا تركت الكلية وذهبت للصحافة، فقال وهو يضحك لو بقيت فى الكلية ما كنت امتلكت سيارتين ملاكى، ثم رأيته بعد ذلك مرات أخرى فى ندوة العقاد التى داومت على حضورها لأكثر من خمس سنوات ومازالت صور العقاد محفورة فى ذاكرتى حتى الآن، طريقة قعدته، حركة يده الدائمة على جانب بطنه بسبب مشاكله مع القولون، طريقة كلامه، تون صوته.. كما أننى كنت أذهب إليه فى أخبار اليوم كلما احتاج بعض أصدقائنا من أساتذة الجامعة نشر أخبار عن كتبهم الجديدة، حيث كانوا يستعينون بى عند أنيس منصور كى ينشر لهم أخبارا فى باب أخبار الجامعات الذى كان يشرف عليها.. ولا أنسى أن أنيس منصور كان أول من بشرنى قبل الجميع بفوزى بجائزة الدولة التقديرية العام الماضى حيث طلبنى فى فترة الراحة بعد التصويت على التقديرية وقبل الاقتراع على جائزة مبارك وقتها، وقال لى مبروك يا عاطف الجائزة أخذتها من أول جولة وبأعلى الأصوات.. قلت له منذ شهور بعد أن أستلم مقرر لجنة الفلسفة من جدول عام، إننى أمتلك كنزاً ثميناً وهو خطاب من الأب جورج قنواتى إلى توفيق الحكيم كتبه له أثناء الأزمة التى تعرض لها الأخير بسبب مقاله (رسالة إلى الله)، وقال لى أنيس أمام جميع أعضاء اللجنة هاته وأنا أنشره، فقلت له: أخاف عليك وعلينا من توابع هذا الخطاب، وكان آخر ما عاصرناه معه فى الشهر الأخير أنه قرر أن يقدم العدد القادم لمجلة الفلسفة والعصر التى تصدر مرة كل عام عن المجلس الأعلى للثقافة على محورين أساسيين، الأول عن المرأة والفلسفة والثانى عن الفكر العربى المعاصر.. وكان أن سأله أحد أعضاء اللجنة هل ملف المرأة هذا معمول لصالح من، لصالح سوزان مبارك أم لصالح إسرائيل، فنظر له أنيس منصور ولم يرد عليه، ولكننا فوجئنا فى الجلسة التالية مباشرة بأن أنيس سجل فى محضر الجلسة السابقة إصراره على ضرورة اعتذار هذا العضو كتابياً أو يمنع من الحضور وقد كان له ما طلب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.