تخصيص 100 فدان في جنوب سيناء لإنشاء فرع جديد لجامعة السويس.. تفاصيل    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير.. أسعار الذهب اليوم الخميس 25 إبريل 2024 بالصاغة    صندوق التنمية الحضرية يعلن بيع 27 محلا تجاريا في مزاد علني    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    تحظى ب«احترام غير مبرر».. اتهام مباشر لواشنطن بالتغاضي عن انتهاكات إسرائيل    "كاليفورنيا" بعد "هارفارد" .. جامعات نخبة العالم تناهض الإبادة الجماعية في غزة    قيادي في حماس: السنوار ليس معزولا في الأنفاق ويمارس نشاطه ميدانيا    شوبير يعلق على تكريم الأهلي لنجم الزمالك السابق    عاجل.. فرج عامر يتحدث عن صفقات سموحة الصيفية وضم كوكا من الأهلي    عاجل.. تعديل موعد مباراة يد الزمالك وشبيبة أمل الجزائري في بطولة إفريقيا    الليلة.. أدهم سليمان يُحيي حفل جديد بساقية الصاوي    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    حصول 5 وحدات طب أسرة جديدة على اعتماد «GAHAR» (تفاصيل)    رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر: تخصصنا يحافظ على الشخص في وضعه الطبيعي    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    بعد نوى البلح.. توجهات أمريكية لإنتاج القهوة من بذور الجوافة    منسق مبادرة مقاطعة الأسماك في بورسعيد: الحملة امتدت لمحافظات أخرى بعد نجاحها..فيديو    محافظ شمال سيناء: منظومة الطرق في الشيخ زويد تشهد طفرة حقيقية    توجيهات الرئيس.. محافظ شمال سيناء: أولوية الإقامة في رفح الجديدة لأهالي المدينة    اسكواش - ثلاثي مصري جديد إلى نصف نهائي الجونة الدولية    "منافسات أوروبية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    كرة السلة، ترتيب مجموعة الأهلي في تصفيات ال bal 4    عماد النحاس يكشف توقعه لمباراة الأهلي ومازيمبي    إصابة 5 سائحين في انقلاب سيارة ملاكي بالطريق الصحراوي بأسوان    تيك توك تتعهد بالطعن في قانون أمريكي يُهدد بحظرها    بعد اختناق أطفال بحمام السباحة.. التحفظ على 4 مسؤولين بنادي الترسانة    "مربوط بحبل في جنش المروحة".. عامل ينهي حياته في منطقة أوسيم    محافظ شمال سيناء: الانتهاء من صرف التعويضات لأهالي الشيخ زويد بنسبة 85%    ريهام عبد الغفور عن والدها الراحل: وعدته أكون موجودة في تكريمه ونفذت    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    30 صورة وفيديو من حفل زفاف سلمى ابنة بدرية طلبة بحضور نجوم الفن    التطبيق خلال ساعات.. طريقة تغيير الساعة على نظام التوقيت الصيفي (بعد إلغاء الشتوي)    كيف أعرف من يحسدني؟.. الحاسد له 3 علامات وعليه 5 عقوبات دنيوية    دعاء في جوف الليل: اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور واهدنا سواء السبيل    الاحتلال يعتقل فلسطينيًا من بيت فوريك ويقتحم بيت دجن    القيادة المركزية الأمريكية: تصدينا لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون    الهلال الأحمر: تم الحفاظ على الميزانية الخاصة للطائرات التى تقل المساعدات لغزة    الهلال الأحمر: مصر وفرت خدمات عملية إجلاء المصابين الفلسطينيين في وقت قياسي    وزيرة التضامن: المدارس المجتمعية تمثل فرصة ثانية لاستكمال التعليم    ما موعد انتهاء مبادرة سيارات المصريين بالخارج؟.. وزيرة الهجرة تجيب    رئيس تحرير «أكتوبر»: الإعلام أحد الأسلحة الهامة في الحروب    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    اختيارات النقاد.. بعد سيطرة الكوميديا ما هى الأفلام الأنسب لموسم العيد؟    «زى النهارده».. عيد تحرير سيناء 25 إبريل 1982    ارتفاع الذهب اليوم الخميس.. تعرف على الأسعار بعد الزيادة    إصابة أم وأطفالها الثلاثة في انفجار أسطوانة غاز ب الدقهلية    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    تأجيل بيع محطتي سيمنز .. البنوك الألمانية" أو أزمة الغاز الطبيعي وراء وقف الصفقة ؟    ميدو: لاعبو الزمالك تسببوا في أزمة لمجلس الإدارة.. والجماهير لن ترحمهم    غادة البدوي: تحرير سيناء يمثل نموذجًا حقيقيًا للشجاعة والتضحية والتفاني في سبيل الوطن    من أرض الفيروز.. رسالة وزير العمل بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    الصحة تفحص مليون و413 ألف طالب ضمن المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن فيروس سى    مدير تعليم القاهرة: مراعاة مواعيد الامتحانات طبقا للتوقيت الصيفي    صور.. الطرق الصوفية تحتفل برجبية السيد البدوي بطنطا    بالفيديو.. أمين الفتوى: موجات الحر من تنفيس نار جهنم على الدنيا    10 توصيات لأول مؤتمر عن الذكاء الاصطناعي وانتهاك الملكية الفكرية لوزارة العدل    القبض على 5 عصابات سرقة في القاهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



»دين الإخوان« أقصر طريق إلي الإلحاد!
شوهوا الإسلام واستغلوه وعاثوا في الأرض فسادا

الإلحاد.. آفة المجتمع في زمن الإخوان ، ارتبط ارتباطا وثيقا بهذه الجماعة الدموية التي تلاعبت بالدين واتخذت منه ستارا لتحقيق اغراضها السياسية البعيدة كل البعد عن الإسلام ، وكانت اهم انجازاتهم خلال العام الأسود الذي حكموا فيه مصر ، هو ازدياد نسبة الإلحاد بين الشباب ، الذين كانوا يعتبرونهم »المتحدثين باسم الدين»‬ حتي اصطدموا بواقعهم الإرهابي المرير من قتل وحرق وتدمير ، وحدثت لهم »‬صدمة» أفقدتهم الثقة في هؤلاء وما يتبعونه من »‬دين» فسروه علي أهوائهم ، وسخروه لخدمة مصالحهم ، وأعلنوا أنهم »‬جنود الله في الأرض» والإسلام منه بريء..
الدراسات والإحصائيات الدولية تؤكد ذلك حيث أظهرت دراسة أجرتها جامعة ''إيسترن ميتشيجان'' الأمريكية، أن نسبة التدين في مصر انخفضت إلي 77% في عام 2013، بعدما كانت 100% عام 2009.
وحسب المؤشر العالمي للأديان والإلحاد بمركز »‬ريد سي» التابع لمعهد »‬دبليو أي إن جالوب الدولي» فإن 32.4٪ من ملحدي مصر في الفئة العمرية من (15 إلي 24 سنة) و36٪ في الفئة العمرية (25- 34 سنة) و18.9٪ في الفئة العمرية (35- 44 سنة) و9.2٪ في الفئة العمرية (45- 54 سنة) وحوالي 2.5٪ في الفئة العمرية (55- 64 سنة) و1٪ أكثر من 65 سنة، كما أن نسبة 73.8٪ من الملحدين ذكور، و26.2٪ نساء، ووفقًا لاستطلاع معهد جالوب، أصبحت مصر في مقدمة دول الشرق الأوسط الأكثر إلحادًا، مشيرًا إلي أن أكبر محافظات مصر من حيث عدد الملحدين هي القاهرة، تليها الإسكندرية، ثم الإسماعيلية والشرقية.
د. كريمة : حللوا حراماً وحرموا حلالاً وانفصلت أقوالهم عن أفعالهم
◆ د. هويدا مصطفي : دور هام لوسائل الإعلام.. وتطوير الخطاب الديني هو الحل
◆ د. آمنة نصير : خطاباتهم الدموية والمتطرفة وراء عزوف الشباب عن الدين
في البداية يقول د. أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن مشكلة الإلحاد ترجع إلي عدة أسباب متنوعة، أهمها قلة الوعي الديني عند هؤلاء الشباب المغرر به أو المعجب بنفسه أو المفتون بفكره، بالإضافة إلي قرب وسائل الاتصالات حيث سهولة عرض وترويج الأفكار والتأثر بها، كما أدت الحياة المادية خاصة في الغرب بأنماطها من المال والشهوات إلي البعد عن الحياة الوجدانية المعروفة، ويضاف إلي ذلك سوء فهم الدين وعرضه من شيوخ وفصائل وجماعات منسوبة للدين بكل أسف، لأن معظم الشباب قاسوا الدين علي تصرفات هؤلاء فوجدوا الانفصال والانفصام المروع بين ما يرددون من شعارات وما يفعلون من تصرفات، مما ترتب عليه من التشكيك في الدين، وهذه الحقيقة أشار إليها الإمام أبو حامد الغزالي الذي قال إن جريمة الإلحاد يتحمل أوزارها مشايخ جهلة بغضوا الحق إلي الخلق.
ويؤكد كريمة أنه منذ القرن الماضي وظهور الجماعات السلفية الدعوية والجهادية، وعلي التوازي ظهرت جماعة الإخوان الإرهابية ثم قبل نهاية القرن الماضي ظهر مزيج من الفكر السلفي والإخواني في جماعة التكفير والهجرة مع بدء تزايد بعض الفكر الشيعي مما أصاب البعض بالتشتت، حيث وجدوا الدمار والإرهاب والعنف الفكري والمسلح فكان رد الفعل النفور من الدين، لأنهم ظنوا أن الدين هو فهم هؤلاء المتطرفين بدءاً من حسن البنا وسيد قطب وشكري مصطفي وغيرهم، بالإضافة إلي ظهور الدواعش الذي يعد أخطر تنظيم أثر علي الشباب وأفكارهم تجاه الدين.
ويشير كريمة إلي أن عدم وجود لجان علمية تخصصية في المؤسسات الدينية تعالج الإلحاد يمثل مشكلة كبيرة، لأن هؤلاء الشباب الذين انخدع بعضهم بنظريات فيزياء الفضاء والكون ونشأته، لم يجدوا إلا ثرثرة وعظية لاتشفي غليلهم أو تنقذهم من الضياع الفكري، بالإضافة إلي تقوقع وزارة الثقافة في الأعمال الفنية فقط، واكتفاء وزارة الشباب والرياضة بالألعاب البدنية، وغياب الدور المؤثر في وسائل الإعلام، كلها أسباب ساهمت في انتشار هذه الأفكار الشاذة.
ويضيف كريمة أن المشكلة تحتاج إلي تشخيص دقيق من علماء الاجتماع والعقيدة والأخلاق، ووجود خطاب ديني يسمو إلي علاج الأفكار الإلحادية بتأهيل مجموعة علمية إسلامية تتخصص في معالجات الإلحاد.
فقدان الثقة
وتؤكد د. رحاب العوضي، أستاذة علم النفس، أنه تاريخيا بعد أي حروب تنمو أفكار الإلحاد، لفقدان الثقة في النفس وفي الله سبحانه وتعالي وقدرته علي تغيير مقادير البشر والاستجابة للدعاء، وبالنظر للصراعات والحروب في دول مثل سوريا وليبيا واليمن وغيرها، وفقدان ضحايا ليس لهم ذنب في هذه الحروب، ساعد ذلك علي رواج هذه الأفكار الشاذة، ومن الأسباب الهامة التي تؤدي إلي زيادة نسبة الإلحاد رجال الدين وعدم قدرتهم علي التواصل الجيد مع المواطنين خاصة الشباب الذي تأثر كثيرا من التكنولوجيا والانترنت الذي ساعدهم في الاطلاع أكثر علي النماذج الغربية الناجحة التي لاتعترف بالأديان مما أثر بالسلب علي أفكارهم الدينية، بالإضافة إلي القتل وسفك الدماء باسم الدين من قبل الجماعات الإرهابية.. كما أن التصرفات الشخصية المسيئة لبعض الشيوخ ورجال الدين أضرت بصورة الدين في نظر الشباب الذي يعرف عنهم التهور في الفكر والاندفاع، مما دفع بعضهم إلي الاتجاه للإلحاد.
وتضيف العوضي أن للإلحاد خطورة علي المجتمع من حيث عدم اقتناع تابعيه بالعقاب في الآخرة، مما يجعلهم يشيعون الفاحشة ومظاهر الانفلات الأخلاقي بالمجتمع فيهدده بالتفكك ومزيد من المشاكل النفسية والمادية وغيرها.
الجماعات الإرهابية
تشير د. عبلة البدري، أستاذة علم الاجتماع إلي أن الإلحاد ظاهرة تستحق الدراسة، وتتمثل أسبابها في إظهار الأديان السماوية بشكل غير لائق، فيرغب الإنسان في رؤيتها دائما تدعو إلي السلام المجتمعي والأخلاق والخير وغيرها من الصفات الحميدة، إلا أن هناك نماذج من المحسوبين علي الدين تدعو للأسف إلي العنف والخراب والعنصرية باسم الدين، وغياب القدوة التي تشجع علي التدين، مما دفع بعض الشباب المغرر به إلي التشكيك والابتعاد عن الأديان.. وتضيف البدري أن غياب دور الدولة من خلال مؤسساتها خاصة الدينية والإعلامية في التوعية السليمة وترسيخ مبادئ الأديان الحميدة يمثل مشكلة كبيرة، كما أن الإقبال الكبير علي مواقع التواصل الاجتماعي ساعد علي الترويج لهذه الأفكار في ظل غياب الجهات المضادة والمناهضة لها التي لاتستخدم نفس السلاح في التوعية.. بالإضافة إلي أفكار الجماعات الإرهابية مثل الإخوان المسلمين والدواعش والتي كان لهم دور كبير في هذه المشكلة وغيرها من الكوارث التي ضربت المجتمع.
وتؤكد البدري ان لعلم الاجتماع دورا كبيرا في تحليل ودراسة الأزمة من أجل وضح الحلول المناسبة التي تساعد علي محاربتها، بالإضافة إلي دور الإعلام في إبراز القدوات الدينية في المجتمع، مع وجود أساليب حوار توعوية ضد الأفكار الإلحادية.
الأفكار المتطرفة
تقول د. هويدا مصطفي، رئيسة قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة،إن ظاهرة الإلحاد انتشرت في فترة وجيزة وأنها فكرة متطرفة نتيجة مجموعة من العوامل جزء منها مرتبط بتقوية الوعي، وجزء آخر متعلق بتقديم الدين بشكل متوازن ومبسط يمكن فهمه من قبل المواطنين، ففي الفترة الأخيرة ظهرت مجموعة من رجال الدين يعتلون المنابر بغير كفاءة مما أدي إلي توصيل المعلومات بشكل خاطئ إلي الشباب، ويؤدي ذلك إلي تشكيك الناس في دينهم خاصة فئة الشباب التي تكون أكثر عرضة لأنها متأثرة بوسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة والتي أدت إلي عزوف الشباب عن دينهم.
وتؤكد أن ما حدث من الإخون في الفترة الأخيرة من استخدام لاسم الدين والتوظيف السياسي له، واستخدام الدين من اجل تحليل ما يحلو لهم وتحريم ما لا يعجبهم، أدي إلي التشكيك في المعتقدات الدينية خاصة لدي فئة الشباب، هذا بالإضافة إلي انتشار مجموعة رجال الدين غير المدربين بشكل كاف يمكنهم من اعتلاء المنابر، وهذه الظاهرة أيضاً سببها جماعة الإخوان المسلمين التي شوهت الدين من اجل مصالحها الخاصة ومكاسب سياسية، ومن اجل معالجة هذه الظاهرة يجب تجديد خطاب ديني معتدل متطور بعيد عن الأفكار المتطرفة التي تم زرعها في المجتمع خلال السنوات السابقة مثلما شدد الرئيس في العديد من خطاباته السابقة.
وتضيف أن وسائل الإعلام لها دور كبير في مواجهة ظاهرة الإلحاد التي تفشت في المجتمع وتزايد أعداد الملحدين، وتتمثل الحلول في البرامج الدينية التوعوية، ونشر القيم الدينية الحقيقية التي يدعونا اليها الإسلام السمح، بالإضافة إلي نشر الدعوة إلي الوسطية في المعاملة، كل هذا سيساعد علي توفير مناخ مناسب من أجل الحد من هذه الظاهرة.
المساءلة القانونية
وفي ضوء ذلك توضح آمنه نصير، عضو مجلس النواب، أن الإلحاد من عدمه قضية شخصية داخل مكنون الفرد، ولا يستطيع أحد أن يدخل إلي قلب أحدهم من أجل تغيير ما فيه، أما اذا ارتبط هذا التطرف بأفعال تضر الدولة علي أرض الواقع فيخضع الشخص في هذه الحالة للمساءلة القانونية، ويكون الإلحاد في هذا الموقف غير متعارض مع مادة حرية الاعتقاد في الدستور، حيث تنتهي الحرية عندما تضر بالآخرين.
أما عن الحلول من أجل مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة فتقول عضو مجلس النواب أنه يجب أن يكون هناك شيوخ وأئمة مدربون علي مستوي يمكنهم من تقديم خطاب ديني في إطاره الصحيح الوسطي، وألا نجعل الخطاب الديني يدور حول العنف والشدة مثلما كان في وقت إخوان الدم، والحرص علي توجيه الشباب بمنطق يتماشي مع عقليتهم الحديثة وتوصيل المعلومة إليهم بشكل صحيح، لأننا لا نملك سيكولوجية شبابية مطيعة، خاصة في ظل انتشار مفاهيم الحرية وحقوق الإنسان التي صدرها الغرب لنا.
وتوضح أن أي تطرف يحدث له سبب وسبب انتشار هذه الظاهرة في مصر في الفترة الأخيرة هو جماعة الإخوان المسلمين، الذين تشددوا في خطاباتهم الدينية التي كانت تدعو إلي الدم، وهذا أدي إلي تشكيك الشباب في معتقداتهم وعزوفهم عن الدين، وأن الجماعات والتنظيمات الإرهابية المتشددة كانت أهم سبب في انتشار الإلحاد في المجتمع وتناميه في أوساط الشباب خاصة في الآونة الأخيرة، وأن التوظيف السياسي للدين الذي تقوم به الجماعات المتطرفة كان أيضا أحد أسباب انتشار ظاهرة الإلحاد.
تطوير الخطاب الديني
من جانبه يوضح ماهر فرغلي، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن تيارات الإسلام السياسي تعتمد دائما علي الرجوع إلي الأصول والنصوص وتفسيرها بشكل غير صحيح يتماشي فقط مع مصالحهم، مما يؤدي إلي وجود رد فعل سلبي من البعض تجاه هذه النصوص القرآنية، والاتجاه إلي أن العلم والطبيعة أفضل وأكثر منطقية من النصوص، مما يجعلهم ينفرون من الدين ويتجهون إلي الإلحاد.. ويضيف فرغلي أن تصرفات جماعات الإسلام السياسي مثل الإخوان من القتل والتخريب وغيرها، أدت إلي إنكار النصوص بالجملة والاتجاه إلي الإلحاد، ولذلك لابد من العمل علي عودة الثقة في النصوص الدينية مرة أخري من خلال تطوير الخطاب الديني.
كتائب الشائعات.. أذرع الإخوان علي السوشيال ميديا
مجموعة من المليشيات المنظمة والتي تجتمع لتحقيق أهداف تحمي مصالحها وتهاجم من يهاجم جماعتها المكلفة بحمايتها، تتشكل علي الشبكة العنكبوتية في شكل مجموعة من الحسابات الوهمية التي تروج لأخبار معينة وتدحض البعض الآخر، تشوه أشخاصا بعينهم وكذلك تزيف الحقائق وتعمل علي نشر الشائعات الأمر الذي تطور إلي نشر شيوخ الإرهاب لبعض الفتاوي الشاذة التي أصبحت تشكك الشباب علي وجه الخصوص في العقيدة مما ألجأ عددا كبيرا من الشباب إلي الإلحاد أو التيه في بحر الأديان، ايضًا وظيفتها الدفاع عن بعض الكيانات الإرهابية والعناصر الإخوانية ومهاجمة الدولة وتشويه كل انجاز يتم تحقيقه علي ارض الواقع من خلال حملات منظمة تستخدم عدة وسائل من اجل نشر افكارهم وهدم بعض الأفكار والمعتقدات بل واستقطاب عدد كبير من الشباب للاقتناع بأفكار الإرهاب والتطرف ،الأمر الذي انقلب رأسا علي عقب وهرب الشباب إلي أحضان اللادين فرارا من الشيوخ المشوهين للدين الإسلامي بسببب تطرفهم، إنها الكتائب الإلكترونية..بدأت الكتائب الإلكترونية في الانتشار واستخدموا الآيات القرآنية وتأويل الأحاديث النبوية لإكساب افعالهم حكم الحلال شرعا وتحريم افعال الآخرين اذا اضرت مصالحهم.
يعلق ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي، علي تلك الكتائب بأنها من أخطر عيوب السوشيال ميديا وشبكة الانترنت عمومًا عمرها أطول من 10 سنوات لكنها شهدت أوج ازدهارها مع ما سمي بالربيع العربي الذي شهدته المنطقة العربية اعتبارًا من عام 2011، وهناك ما يسمي باللجان أو الوسائل الإلكترونية وهي عبارة عن مجموعة من الأفراد وأعضاء في لجنة أو وسيلة إلكترونية، وتعمل علي الترويج للشائعات.
وتابع ياسر عبدالعزيز قائلاً: أن لوسائل الاعلام دورا مهما فيما يخص الكتائب الإلكترونية فلابد من أن تدرك أن كل ما يظهر علي السوشيال ميديا لايعكس الحقيقة بذاتها ولكنها تعكس وجهات نظر مصطنعة أو مختلقة لذلك يجب التعامل معها بحرص وحذر، ويجب علي وسائل الاعلام أن تتحري من وجود هذه اللجان، وأن تكشف للرأي العام طرق عملها وأن يقوموا بتوعية الجمهور فيما يخص الكتائب الإلكترونية.
أما إسلام الكتاتني، القيادي المنشق عن الإخوان، فأوضح أن سبب تركه للجماعة هو تأويلهم للأحاديث وللفتاوي علي حسب مصالحهم، وأن هذا يؤدي إلي تضارب الأفكار والمعتقدات وثوابت الدين وقد يؤدي إلي إلحاد البعض وأنه لولا أنه كان يقرأ كثيرًا في الدين والحضارة الإسلامية والتاريخ لم يكن ليتبين الافتراءات علي الدين من الحقائق، وأن هذا اسلوبهم ينقلونه إلي السوشيال ميديا وأن مبدأهم »‬الضرورات تبيح المحظورات» كان أساس تشكيك بعض الشباب في الدين خاصة بعد ثورة يناير.
وأضاف أن المؤسسات الدينية والإعلامية والتعليمية لابد أن تتكاتف من أجل التصدي لمثل هذه الأفكار المغلوطة والأحاديث الموضوعة والضعيفة والتي يعتمدون عليها لتبرير اساليبهم الإرهابية وكذلك توعية الشباب وإنارة عقولهم وإرجاعهم إلي أحضان الدولة ماداموا لم يتورطوا في اراقة الدماء.
المفكر الإسلامي أحمد عبده ماهر: الشباب يبتعدون عن الدين بسبب الخطاب غير المتعقل
المستشار أحمد عبده ماهر الباحث والمفكر الإسلامي كرس حياته لقضية تنقية التراث الإسلامي وتجديد الخطاب والفكر الديني ودخل بسبب ذلك في معارك كثيرة بسبب آرائه وله عدة مؤلفات منها: »‬إسلامنا والتراث.. نحو تقويم الخطاب الديني»، و»‬السنة النبوية بين الدس والتحريف»، و»‬أوهام عذاب القبر»، و»‬كيف كان خلقه القرآن»، و»‬القرآن معجزة البيان».. اكد في حواره مع »‬الأخبار» ان ما فعله الإخوان تجاه الاسلام جريمة كبري ساهمت بشكل كبير في عزوف الكثيرين عن الاسلام وشوهت صورته في الداخل والخارج.. وأشار إلي ان الشباب اتجه إلي الإلحاد لأنهم لم يقتنعوا بالخطاب الديني المتدني الخالي من التعقل.
في البداية هل متاجرة الإخوان بالدين اثناء حكمهم ادت إلي ارتفاع نسبة الإلحاد في مصر ؟
الإلحاد هو طرد الرسالة الأصلية والإخوان المسلمون لم ينتهجوا الرسالة ولكن انتهجوا منهج الخرافة التي تطورت وساعدت الأجيال الجديدة في السير علي نفس نهج أجدادهم فما كان منهم إلا أن هجروا الدين، وكان ترك الدين أولاً بترك الصلاة وبعدم الاقتناع بشخصية وعلم الفقهاء.. وأن ما فعله الإخوان تجاه الإسلام جريمة كبري ساهمت بشكل كبير في عزوف الكثيرين عن الإسلام وشوهت صورته في الداخل والخارج.
وما السبب في ذلك ؟
خلافات التراث تجعل البعض كفارًا أصليين، ولابد للأزهر ان يتحرك بشكل جاد لمواجهة هذه الظاهرة ، حماية للدين وللعلم والحضارة والأخلاق.
وماذا عن زيادة أعداد الملحدين في عصر الإخوان ؟
نحن نمارس دين الله ولا نمارس دين البشر ، ولكن هذه الجماعة الحمقاء تاجرت بالدين قامت بإغراق عقول الشباب بأفكار مغلوطة وبتعاليم بعيدة تماما عن ديننا الإسلامي الحنيف وكل ذلك والأزهر وقف ليتفرج فالإرهاب والإلحاد وجهان لعملة واحدة والأهم هو تبديل الخطاب الديني بأسرع وقت ممكن وليس تجديده.
وما أهمية الخطاب الديني في حياتنا؟
هو المحرك والمؤثر الأساسي والرئيس في حياة المسلمين، لأن هؤلاء بطبيعتهم متدينون، والدين هو محرك حياتهم الأساسي، والخطاب الديني يمثِّل فهمهم وفكرهم. بالتالي، له أهمية قصوي في التأثير فيهم إيجاباً أو سلباً، فهو الذي يدعم الأخلاق ويعمق الإخلاص والمبادئ الطيبة لدي الناس ووحدة المسلمين ، ولكن للأسف فقد تملَّص الخطاب الديني من هذا كله وأصبح خطاباً طائفياً ومذهبياً، الفقهاء فيه هم المتحدثون باسم الله ورسوله (صلي الله عليه وسلم) ودونهم جهلاء مع أنهم ليسوا أصحاب علم. وفقهاء العصر الحديث مقلدون وينقلون عن السابقين بلا فهم أو وعي، وهذا أودي بعقيدة وشريعة الأمة. في النهاية، اتجه الشباب إلي الإلحاد لأنهم لم يقتنعوا بهذا الخطاب المتدني الخالي من التعقل.
لماذا تفشل مشروعات تجديد الخطاب والفكر الديني سريعاً؟
لأنها ليست مبنية علي أساس ولا تتوافر همة ولا فاعلية. مثلاً، تصحيح المناهج الذي قام به الأزهر أخيراً والمقرر تدريسه اعتباراً من العام المقبل، ستجده أزال قشورا هامشية لا تغني ولا تسمن من جوع، فنحن فقط نضع أسماء المجددين علي القاعات والشوارع ولكن لا ندرجها في المناهج للأسف.
برأيك ما أبرز الغايات المقصودة من وراء هذا التجديد ؟
ما يحدث حولنا يستدعي التجديد العاجل فشبابنا اتجه إلي الإلحاد وهناك شباب بلا أخلاق، فالآن رسالة المسجد توارت ولا يوجد شخص يقتنع بالخطيب أو يستمع لنصحه، وبالتالي ظهرت العادات السيئة لدي الناس وذلك لعدم تطور خطاب الدعاة مع الزمن الذي يعيشون فيه كل هذا نتيجة تخلف وتدني الخطاب الديني.
تنامي الجماعات الإرهابية المستترة خلف الدين هل يُعد علامة علي غياب التجديد في الخطاب وجمود الفكر؟
نحن ضائعون فكرياً قبل أن نكون ضائعين فقهياً... لقد أخافونا من التفكير، ما أحدث إرهاباً فكرياً، لذلك أقول :دعونا نعبد الله بشكل صحيح وبراحة وحب وود ودعونا نتفاعل مع الرأي الآخر، ونتفاعل مع الآخر حتي لو كان علي غير ديننا.
رحلة فتاة صعيدية من »‬الإخوان» إلي الشك
زينب: فترة حكم الجماعة وراء عدم يقيني في وجود الله
نشأت في أسرة صعيدية محافظة ومتشددة في الأعراف والدين، متمسكة بالعادات والتقاليد الشرقية وتنفذها بحذافيرها، زينب هي الفتاة الوحيدة في الأسرة والأصغر بين أشقائها الذكور والذين اعتادوا علي تعنيفها بشكل مبالغ فيه علي أي فعلة لا تعجبهم حتي أنها حرمت من اللعب مع جيرانها منذ ان كان عمرها ست سنوات فقط، وبدأت والدتها في تهيئتها نفسيًا للمطبخ وتنظيف المنزل لتكون زوجة صالحة، وبات المسجد المجاور لمنزلها هو الملاذ الوحيد بجانب المدرسة للخروج من البيت.
زينب إدريس، ابنة محافظة سوهاج،تبلغ من العمر 25 عامًا، اتجهت إلي الإلحاد منذ عام 2014 بعدما ضلت الطرق جميعها التي اعتادتها، وبعدما انتهي حكم الإخوان وتم عزل محمد مرسي، عام كامل سبقه بعض التخبطات من استغلال الدين وتأويل الأحاديث والآيات القرآنية لصالح مطامعهم السياسية حتي وصلوا إلي سدة الحكم والتي بدأت الأمور بعدها تنجلي وتنكشف حقائقهم وتسقط الأقنعة المزيفة عن وجوههم الملتحية التي اتخذت من الدين ساترًا لها.
تقول زينب إن الأمر بدأ معها من المرحلة الثانوية وحين بدأت تقرأ بعض الكتب عن الدين وتستمع إلي شرائط الكاسيت لبعض الشيوخ والتي كانت توزع علي الشباب حينها مجانًا بقريتها التي رفضت ذكر اسمها بسوهاج، تستمع إلي ان الجميع في النار وأن الجميع سيعذب عذابا شديدا في القبر وأن الله سيطيح بالكافرين حتي أن العاصي من المسلمين سيدخل النار دون رجعة، كانت ترتدي النقاب، وأيضًا تخشي أن ترتكب ذنبا صغيرا مثل ترك فرض واحد في الصلاة او السهو عنه لفترة قصيرة فبمجرد ان يؤذن المسجد تهرع للصلاة خشية الثعبان الأقرع في القبر وخشية الصراط المستقيم وخشية كل اهوال يوم القيامة وأشكال العذاب التي يركز عليها هؤلاء الشيوخ.
»‬انا كنت مصابة باكتئاب لأني كنت حاسة مهما هعمل عمري ما هخش الجنة فابتديت أكسل في كل عبادة كنت بعملها وابتديت اشوف الوشوش اللي في المسجد غير في الحياة» هكذا خرجت الكلمات من زينب بضحكة ساخرة مؤلمة، حيث تذكرت عندما شاهدت شيخها الذي تحفظ معه القرآن والذي كان يبيح الثورة وإعلان العصيان علي الحاكم الظالم هو نفسه الذي يدافع عن الإخوان وحكمهم ويحرم عصيان الحاكم والخروج عليه مستخدما ايضًا بعض الأحاديث النبوية والآيات القرآنية.
»‬ساعتها حسيت فيه حاجة غلط ولقيت احاديث بيعرضوها عكس بعض وبدأت اقرأ كتب أكتر واتلخبطت اكتر لحد ما استاذي في الفلسفة حببني في المادة وبدأت اقرأ فيها وبقيت مش عارفة ربنا موجود ولا وهم بيضحكوا بيه علينا عشان خاطر يوصلوا للحكم؟!» اسئلة كثيرة دارت في بال زينب وتطورت إلي عدوان شديد للإسلاميين بعدما شاهدت القتل وحوادث الإرهاب وتكفير غير المؤمنين بأفكارهم حتي وإن كانوا مسلمين او من اهل الكتاب، وأصبحت لا تثق في اي متشدق بالدين حتي وصل الأمر إلي ان قبل عزل مرسي بدأت الجماعة حربها ضد كل معارضيها وبدأ تكفيرها هي الأخري والتلون بالأحاديث الموضوعة حتي وصلت إلي شكها في وجود الله من الأساس ومازالت متخبطة حتي الآن.
قاطعها أهلها وتبرأوا منها حتي ان اشقاءها تعدوا عليها بالسباب والضرب وكادت تقتل علي يد احدهم ونزلت إلي القاهرة تعمل في احد المتاجر للإنفاق علي نفسها لكرهها لمدعي التدين والمكفرين لكل من يخالفهم، للدرجة التي جعلتها ذهبت إلي قريتها عند وفاة والدتها لتقابل بالسباب والضرب من اخوتها وحبسها حتي حاولت الانتحار ليتبرأ منها اخوتها وترحل للقاهرة وتتوه من جديد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.