المشكلة فى العقبات الخمس أنها مزمنة.. فإذا تم حل واحدة استعصت الأخرى على الحل.. العقبات الخمس حددها الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى البيت الأبيض عندما التقى كلا من رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.. طرحها أمامهما - النقاط الخمس - التى يجب حلها إذا كانا يريدان التوصل إلى اتفاق إعلان دولة فلسطينية.. حساسية هذه النقاط الخمس أنها ستكون المحرك النهائى لكل شىء وفق ما تعتقده مجلة «جون آفريك» الفرنسية، فالانقسامات بين الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من ناحية والانقسامات داخل السلطة الفلسطينية والفصائل من ناحية أخرى هى السبب فى عدم التوصل إلى أى اتفاق سلام، حيث إن المفاوضات الفلسطينية الداخلية والتى ستكبر حتى تصل إلى المجتمع الدولى توصلت إلى إنشاء دولة فلسطينية على الحدود بالقرب من الخط الأخضر لحدود 1967 مع إلزام إسرائيل بالتوقف عن بناء المستوطنات وتبادل الأرض وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين على أساس أن لهم حق العودة. لكن الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تقل يوما بعد يوم بعد كل موجة عنف بينما توضح الخرائط الخاصة بالضفة الغربيةوالقدسالشرقية زيادة أعداد المستوطنات اليهودية، الأمر الذى جعل من الصعب إنشاء دولة فلسطينية لها حدودها الخاصة.. المجلة الفرنسية شرحت كل عقبة من العقبات الخمس على حدة والتى تعتبر مثل مفاتيح عملية التوصل إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين الحدود الفلسطينيون يريدون إنشاء دولة فلسطينية مستقلة فى الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدسالشرقية وهذا يعنى انسحاب إسرائيل حتى حدود 1967، أما اليمين الإسرائيلى فيستبعد أى انسحاب من كل تلك الأراضى اليهودية، والإسرائيليون المتحضرون يريدون تحديث حدود 1967 بطريقة شاملة لكى تحتوى على بعض المستوطنات التى أنشأوها فى الضفة الغربية خلال الأربعين عاما الماضية.. أيضا لكى يحكموا المناطق التى يعتبرونها استراتيجية لأنها تحتوى على مراكز شعبية يهودية، الفلسطينيون قبلوا فكرة تحديث خفيف لحدود 1967 ويطالبون فى المقابل بالمناطق المزدحمة بالسكان فى قطاع غزة، المفاوضون الأكثر تعقلا اعتبروا أن مشكلة الحدود هى الأسهل فى حلها عن باقى المشاكل. الأمن إسرائيل لا تقبل فكرة إنشاء دولة فلسطينية إلا إذا حصلت على الضمانات الكافية أن تلك الدولة لن تكون تهديدا لأمنها، حيث إن المجازفة الإسرائيلية بأن تكون الضفة الغربية تحت سيطرة حماس تسبب قلقا للدولة العبرية، وبعد الانسحاب من قطاع غزة وهى كانت مبادرة من فتح، سيطرت حماس على الأراضى، وبدأت من هناك وفقا للمجلة الفرنسية فى إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية المجاورة. لكى يتم منع ذلك السيناريو من الحدوث مرة أخرى فى الضفة الغربية ومنع تجارة السلاح فإن إسرائيل تريد السيطرة على الحدود مع الأردن، وتل أبيب تطالب أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح وأن تكون سماؤها تحت سيطرتها وأن القادة الفلسطينيين عليهم أن يمنعوا قيام أى تحالف مع أعداء إسرائيل. بالنسبة للفلسطينيين فإن أهم شىء هو إنشاء دولة فلسطينية لها سيادتها واستقلالها، ويرى بعض الدبلوماسيين أن وجود قوات دولية فى قلب الدولة الفلسطينية المستقلة من الممكن أن يكون الوسيلة الأفضل للرد على المزاعم الإسرائيلية. القدس القوات الإسرائيلية تسيطر على القدسالشرقية منذ الحرب الإسرائيلية العربية فى عام 1967 ووضعت مبدأ منذ ما يقرب من 20 عاما بالسيادة الأردنية على المدن العربية هناك بما فيها القدس القديمة، عكس المتبقى من الضفة الغربية والمحتل فى نفس عام 1967 فقد ألحقت إسرائيل القدسالشرقية رسميا بالدولة العبرية، فى الوقت نفسه يعتبرها الفلسطينيون العاصمة المستقبلية لدولتهم، والإسرائيليون يعتبرون القدسالشرقية جزءاً لا يتجزأ من عاصمتهم. وإذا فرضنا أن المناطق العربية يحكمها الفلسطينيون والمناطق اليهودية يحكمها الإسرائيليون، فمن الممكن أن يكون ذلك حل وسط، ولكن بناء المستوطنات اليهودية فى القدسالشرقية، حيث يوجد هناك بالفعل اليوم 200 ألف مستوطنة قد عقد الوضع تماماً مما أصبح معه صعوبة كبيرة حتى فى تقسيم المدينة بينهما. وبالنسبة للمدينة القديمة التى بها الأماكن المقدسة، والتى يتصارع عليها اليهود والمسلمون والمسيحيون، فالحل الوحيد لها سيادة مقسمة على الثلاثة أو سيادة دولية تتم دراستها حاليا، ولكن للأسف فإن كل الحلول للجانبين غير مقبولة. اللاجئون أكثر من 700 ألف فلسطينى مطرودين من وطنهم منذ الزحف الإسرائيلى خلال حرب 1948 يقيمون فى مخيمات للاجئين منذ ذلك التاريخ سواء فى الأردن أو لبنان أو سوريا أو الضفة الغربية أو حتى غزة ولا تزال إحدى وكالات الأممالمتحدة للاجئين توفر لهم فرصاً بسيطة للتعليم والصحة والمساندة المالية، وعدد اللاجئين من كل الأجيال يقدر اليوم ب 8,4 مليون فلسطينى منهم 4,1 مليون يعيشون حتى اليوم فى مخيمات. والقادة الفلسطينيون ينادون منذ زمن طويل بالاعتراف بمبدأ حق العودة للاجئين وذويهم إلى بلدهم القديم، وهو إسرائيل الحالية كأحد معطيات اتفاق السلام، الأمر الذى رفضته إسرائيل كلية لأنها وضعت اليهود والدولة اليهودية جزءاً لا يتجزأ من شرعيته، وفى إحدى المفاوضات الداخلية توصلت إسرائيل إلى اتفاق ينص على عودة عدد رمزى من اللاجئين وترك الآخرين. المستوطنات وفقا للإحصائيات الأخيرة التى استندت إليها المجلة الفرنسية فإن هناك حوالى 500 ألف مستوطنة يهودية فى الضفة الغربيةالمحتلةوالقدسالشرقية وجودها وزيادتها قائم وعلى مسمع ومرأى من المجتمع الدولى الذى لا يحرك ساكنا والمستوطنات هى الأخرى إحدى العقبات الرئيسية للتوصل إلى اتفاق سلام. وإنشاء دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية يتطلب هدم عدد كبير من تلك المستوطنات، وهو قرار سياسى من الصعب جدا أن تتخذه أى حكومة إسرائيلية لأنه سيدفع بالدولة الإسرائيلية إلى أزمة كبيرة. والدبلوماسيون يحددون المستوطنات بثلاثة أنواع الأولى فى القدسالشرقية وهى القريبة من حدود 1967 والثانية هى الأكثر قربا من الضفة الغربية من الداخل والثالثة التى هى السبب فى الكثير من المشاكل حيث إنها تعوق إنشاء الدولة الفلسطينية وفى نفس الوقت يسكنها اليهود المتطرفون. وفى النهاية إذا تم حل مشكلة الحدود فمن الصعب حل مشكلة الأمن وإذا تم حلها فمن الصعب حل مشكلة القدس وإذا تم حلها فهناك مشكلة اللاجئين والتى إذا تم حلها فلن تحل مشكلة المستوطنات، وفى النهاية وداعا فلسطين.. وضاعت فلسطين.