اعتبر وزير الخارجية احمد ابو الغيط أن خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما الأسبوع المقبل فى القاهرة، يعكس إدراكا أن هناك « خطأ فى علاقات الولاياتالمتحدة مع العالم الإسلامى»، مشيرا إلى أن «هذه الخطوة مهمة للغاية وبناءة بسبب إدراك الرئيس لضرورة إصلاح هذه العلاقات». وقال أبو الغيط خلال مقابلة مع محطة إن بى آر الاذاعية الامريكية انه جاء لواشنطن «لنستطلع ونسمع ما تفكر فيه الإدارة الأمريكية بخصوص الشرق الأوسط، ونتعرف على الرؤية الجديدة لعملية السلام». وأكد الوزير أهمية الدور المصرى لحل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، مشيرا إلى أن إنهاء الصراع يرتكز على حل الدولتين. وسألت مقدمة البرنامج أبو الغيط سؤالا افتراضيا: إذا ما دعا الرئيس اوباما وزير خارجية مصر ووزير خارجية إسرائيل لاجتماع من أجل الاستماع لآرائهما، ولما يمكن أن يتنازلا بخصوصه لحل الصراع فماذا تقول، فرد أبوالغيط : مصر ليس لديها أى مشكلة مع إسرائيل، ولا توجد مشكلة مع المسئولين الإسرائيليين، ونحن نقابلهم بانتظام.. «المشكلة فقط هى مع شخص وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان، بسبب تصريحاته ولغته التى أغضبت المصريين». وكان أبوالغيط التقى مستشار الأمن القومى فى البيت الأبيض جيمس جونز، وشارك مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان فى اللقاء. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى مايكل هامر إن اللقاء ركز على سبل مواصلة عملية السلام فى الشرق الأوسط، بما فى ذلك تسوية النزاع الإسرائيلى الفلسطينى من خلال الحل المبنى على وجود دولتين، وكذلك زيارة الرئيس المقبلة إلى مصر ومسائل إقليمية أخرى. وقبل يوم من زيارته مصر فى الرابع من يونيو المقبل، يزور الرئيس الأمريكى العاصمة السعودية الرياض لإجراء محادثات مع الملك عبدالله تتناول السلام فى الشرق الأوسط وملفى إيران والإرهاب،بحسب المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس. وتأتى هذه الزيارة التى تشكل أولى خطوات أوباما كرئيس أمريكى فى الشرق الأوسط، فى وقت يعمل الرئيس على وضع تصورات جديدة لإحياء عملية السلام المتعثرة، وحمل إيران على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وقال جيبس إن قرار القيام بالزيارة لم ينتج عن «أى عرض محدد طرح بين أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو خلال لقائهما الأسبوع الماضى فى واشنطن». إلا أن أحد كبار مساعدى أوباما ألمح فى حديث خاص إلى أن أى خطة أمريكية جديدة ستقوم على الأرجح على تطوير مبادرة السلام العربية التى طرحتها السعودية عام 2002. وقبل القيام بهذه الزيارة، يستقبل أوباما اليوم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فى البيت الأبيض، حيث يبحثان فى أول لقاء يجمع بينهما آفاق عملية السلام المجمدة مع الجانب الإسرائيلى. وتأتى الزيارة بعد 10 أيام من زيارة مماثلة تعد هى الأولى أيضا لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أسفرت عن خلاف فى وجهات النظر بين الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية فى أن يكون اقتراح حل الدولتين هو أساس عملية التسوية مع الجانب الفلسطينى، كما يشترط نتنياهو الاعتراف بإسرائيل أولا كدولة يهودية، فى الوقت الذى تقول فيه واشطن إن حل الدولتين هو الخيار الاستراتيجى الأنسب لجميع الأطراف وتدعمه الرباعية الدولية. وتقول مصادر رسمية فلسطينية إن أبومازن سيطلب من اوباما الضغط على إسرائيل من أجل وقف الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية والتراجع عن موقفها الرافض لحل الدولتين. وفى المقابل، اعتبر إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المقالة فى غزة أن زيارة أبومازن إلى واشنطن تأتى على خلفية مشهد ملىء بالاحتقان السياسى بعد رفض الحركة تشكيل أبومازن لحكومة برئاسة سلام فياض قبل أسبوعين «بحجة تقديمها لواشنطن وللمجتمع الدولى كحكومة انتقالية لحين التوصل إلى حكومة وحدة وطنية، الأمر الذى لايزال رهن الحوار الوطنى الفلسطينى الذى ترعاه القاهرة». وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية إن إسرائيل نجحت فى الفصل بين الموضوعين الإيرانى والفلسطينى من خلال تشكيل طواقم منفصلة للحوار مع واشنطن فى كل موضوع على حدة، رغم طلب الإدارة الأمريكية الربط بين الموضوعين. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا القرار توصل إليه الوفد الإسرائيلى إلى بريطانيا برئاسة الوزير دان مريدور ومستشار الأمن القومى عوزى أراد. وأوضح مريدور أن إسرائيل ستشكل أيضا طاقما منفصلا للحوار مع واشنطن فى الموضوع الفلسطينى يتكون من ممثلين عن وزارتى الدفاع والخارجية، وستتركز المباحثات على انعاش الاقتصاد الفلسطينى خصوصا فيما يتعلق بالتزامات الدول العربية بشأن الفلسطينيين.