أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما رسميا بدء المفاوضات المباشرة بين الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية, بحضور الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف بنيامين نتنياهو والرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله. وقال أوباما في خطابه أمس الأربعاء من البيت الأبيض: "إن بلاده تحرص على أن تكون راعيا كاملا لهذه العملية". وأضاف "إن بالإمكان بسط سلام شامل ودائم في الشرق الأوسط، وإنه رغم التحديات المتوقعة فإن هناك ما يمكن أن يؤسس لإبرام اتفاق". ووعد أوباما بأن تلقي إدارته بثقلها في هذه المفاوضات، التي ستركز على قضايا الحل النهائي، لكنه أشار إلى أن البيت الأبيض لا يمكن أن يفرض حلا على الجانبين. وأوضح أوباما أن الهدف من هذه المفاوضات هو إنهاء الصراع في الشرق الأوسط وقيام دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع "دولة إسرائيل اليهودية", حسب وصفه. من جانبه, شدد الرئيس المصري على أن مفاوضات السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني يجب أن تستند إلى قرارات الشرعية الدولية. وقال حسني مبارك: إنه "من غير المعقول ألا نتوصل حتى الآن إلى اتفاق سلام دائم وشامل". وأكد مبارك وقوفه إلى جانب الفلسطينيين لرأب الصدع الداخلي وبذل الجهود حتى يتم تأسيس دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية. أما الملك الأردني عبد الله الثاني فقال: إن تحقيق السلام مع إسرائيل سيؤدي إلى تطبيع العلاقات معها، مشدداً على أن وجود دولتين هو الحل الوحيد للصراع في الشرق الأوسط. وحذر عبد الله من أن الفشل في تحقيق تسوية في المفاوضات سيكون نجاحاً لمن وصفهم ب"المتطرفين", قائلاً: "السجل السابق الصعب يؤكد على أهمية لقائنا اليوم. يجب أن ننتصر لأن فشلنا سيكون نجاحا للمتطرفين، وهناك من يريد إفشال جهودنا في تحقيق السلام", حسب قوله. ومن جانبه, دعا عباس في كلمته الاحتلال الإسرائيلي إلى وقف أنشطتها الاستيطانية "كافة" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قائلاً: إنه حان الوقت لصنع السلام وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي "الذي بدأ عام 1967" وإقامة دولة فلسطينية. لكن عباس –الذي أكد وجود "مصاعب ومحاذير وعقبات" في طريق المفاوضات- أشار إلى أن مطالبه، ومنها وقف الاستيطان وإنهاء حصار غزة وفتح المعابر، ليست شروطا مسبقة. وفي الوقت نفسه, دان عباس أحدث هجومين على مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية، مؤكدا حرصه على "كل قطرة دم إسرائيلية، سواء بسواء مع الفلسطينية". ومن ناحية أخرى, قال نتنياهو: إنه لم يجئ من أجل التوصل إلى "هدنة" وإنما إلى "سلام دائم تعيش في ظله الأجيال القادمة"، حسب زعمه. وأشار نتنياهو إلى أن الحل الذي يعنيه يستند إلى ما سماه "حلا وسطا تاريخيا" يمكن الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني من العيش في سلام. وأكد نتنياهو على رغبة الجانب الإسرائيلي في الحصول على ضمان في أن الأراضي التي "سنتخلص منها لن تتحول إلى مصدر تهديد للإسرائيليين". وعقد الرئيس الأمريكي في وقت سابق مباحثات مع عباس ونتنياهو، كلا على حدة، في البيت الأبيض، واللذين يحضران قمة للسلام ترعاها الولاياتالمتحدة والتي من المقرر أن تتوج اليوم الخميس ببدء أول محادثات فلسطينية إسرائيلية مباشرة منذ 20 شهرا كما اجتمع أوباما في وقت لاحق في البيت الأبيض أيضا مع كل من الرئيس المصري حسني مبارك وملك الأردن عبد الله الثاني، اللذين يشاركان في افتتاح المفاوضات المباشرة.