رغم التحذيرات من أن احتلال غزة سيؤدى لمقتل أعداد لا تحصى من الفلسطينيين، ومزيد من النزوح الجماعي، وتعريض حياة الرهائن الإسرائيليين للخطر فإن نتنياهو وعصابة الإرهاب التى تشاركه الحكم مصرة على احتلال غزة بالكامل مهما كانت النتائج. فقد أعلنت إسرائيل الخميس أنها تعتزم السيطرة العسكرية على غزة متحديةً تلك التحذيرات. وستثير هذه الخطط إدانات جديدة من جانب الدول التى أعربت عن غضبها إزاء حرب الإبادة والتجويع فى غزة وحثت إسرائيل على إنهاء هذه الحرب لكن من غير المرجح أن يقف الضغط الدولى حائلا أمام جنون نتنياهو أو يجبره على تغيير مساره. ليس من الواضح متى ستبدأ عمليات الاحتلال التى قد تستغرق شهورًا، ولكن من المتوقع أن ترسل إدارة الاحتلال قوات برية للمناطق القليلة من القطاع التى لم تدمر بالكامل، وتمثل حوالى 25% من الأراضى التى لجأ إليها عدد كبير من سكان القطاع البالغ عددهم مليونى نسمة وبعد السيطرة على مدينة غزة، يتم تنفيذ خططٍ لإجلاء حوالى مليون نسمة - أى نصف سكان غزة. ويطالب حلفاء نتنياهو المتطرفون باحتلال كامل لغزة وإعادة بناء مستوطنات يهودية هناك. يعتقد الكثيرون أن نتنياهو يُطيل أمد الصراع لضمان بقاء ائتلافه، الذى يعتمد على دعم الوزراء القوميين المتطرفين الذين هددوا بالانسحاب من الحكومة إذا انتهت الحرب. فى وقت سابق من هذا العام، رفضت إسرائيل والولايات المتحدة مقترحًا مصريًا، مدعومًا من القادة العرب، ينص على إنشاء لجنة إدارية من تكنوقراط فلسطينيين مستقلين ومحترفين يُعهد إليهم بحكم غزة بعد الحرب. يمثل احتلال إسرائيل لمدينة غزة تحولاً فى حرب دامية إجرامية لم تحقق أهدافها. مع ذلك تلقى الخطة معارضة كبيرة من بعض قيادات الجيش ووكالات الإغاثة وعائلات الرهائن حيث تشير استطلاعات الرأى إلى أن معظم الجمهور الإسرائيلى يفضل التوصل لاتفاق مع حماس لإطلاق سراح الرهائن الخمسين، الذين يعتقد أن عشرين منهم على قيد الحياة، وإنهاء الحرب.. حتى صحيفة جيروزالم بوست ذات الميول المحافظة عارضت الخطة وقالت فى افتتاحيتها الرئيسية إن التاريخ يعلمنا - من لبنان إلى غزة - أن الاحتلال يولد عادة دورات من الصراع بدلًا من حله والاحتلال الذى يقترحه نتنياهو يخاطر بزج إسرائيل فى صراع دون استراتيجية خروج، وهو مسار خطير من شأنه أن يحول غزة إلى فيتنام إسرائيلية!!.