قنا : عبده محمد غريب أمر المحافظ مجدي أيوب، ففي الوقت الذي اعتبرته الكنيسة إضافة وترضية بتعيين محافظ قبطي علي رأس محافظة قنا، كان أن انقطعت علاقته تقريبا بالكنيسة القبطية، حتي إن البابا شنودة بسؤاله عنه أجاب: إنه محافظ علي البعد عني! لم يختلف الأمر في الأزمة الأخيرة، وجاءته هو الآخر سهام نقد موجهة من النائبة القبطية جورجيت قليني واتهمته بالكذب والدفاع عن الأمن، وأنه مكروه من كل الأقباط بعد تصريحاته التي حملت الأقباط هناك أسباب أزمة نجع حمادي! مجدي أيوب أول محافظ قبطي لا يعرف إلا إنجازات كبيرة تنفيذيا وإخفاقات اجتماعية. مجدي أيوب بدأ عمله كمحافظ لقنا عام 2006 وحظه العاثر أنه جاء بعد المحافظ عادل لبيب الذي كان يتمتع بشعبية طاغية بين الجميع - مسلمين ومسيحيين - ولو جاء أي محافظ مكانه لتعرض لنفس المشكلة! في بداية عمله شهدت الأوساط الشعبية المسيحية فرحة كبيرة باختيار قبطي محافظا لإقليمهم إلا العالمين ببواطن الأمور منهم، فلم يفرطوا في فرحتهم حتي إن أحد كبار رجال الدين المسيحي هناك قال: نفرح بتعيين مسيحي في منصب كبير، لكن طلباتنا سنؤجلها حتي يأتي محافظ مسلم! مشكلة المحافظ الحالي أنه لا يعرف المجاملات ويبحث فقط عن الإنجاز الذي يخدم الجميع، وهو ما أفقده كثيرا ممن ساندوه في البداية، فالعلاقات الاجتماعية والمجاملات في قنا مفعولها أضعاف مفعول الإنجازات مهما كانت. قنا شهدت منذ تعيينه العديد من الإنجازات التي لو صاحبتها علاقات اجتماعية جيدة وإعلام جيد لفاقت شعبيته شعبية عادل لبيب، بعد أن أنشأ كلية الطب وأنهي مشكلة المياه التي كانت تؤرق أبناء قنا، وأعاد الحياة لمنطقة قفط الصناعية وضخ فيها استثمارات كثيرة، واستكمل جميع المرافق بمنطقة هوّ الصناعية بنجع حمادي بعد توقفها لمدة 8 سنوات قبل مجيئه. وهي الأحلام التي كانت تراود الأهالي وتحققت دون أن يشعروا بها، إضافة إلي تجميل مدن قوص ونجع حمادي وأبوتشت وأرمنت لتتساوي مع مدينة قنا. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تحولت فرحة المسيحيين بالمحافظ القبطي إلي حزن دفين تحول إلي غضب ظاهر في أحداث نجع حمادي التي طالبوا خلالها بإقالة المحافظ؟! بداية المشكلة كانت مع أسقفي قنا ونجع حمادي اللذين يمثلان 80% من أقباط قنا، وإذا تفهمنا مشكلته مع الأنبا شاروبيم - أسقف قنا وتوابعها - حيث تأخرت الموافقة علي تجديد دورات المياه بالمطرانية، بالإضافة إلي صدور قرار هدم سور مزرعة المطرانية بجبل المحروسة بقنا وتنفيذ القرار رغم وجود نزاع معروض علي القضاء. ورغم ذلك عادت الأمور إلي طبيعتها في علاقتهما بعد توضيح المواقف والإجراءات الرسمية، وإن كانت لم تعد لطبيعتها مع الشارع المسيحي الذي أبدي كثير منه حزنه لعدم إقالة المحافظ في الحركة الأخيرة. ولكن غير المفهوم هو توتر علاقته بالأنبا كيرلس - أسقف نجع حمادي وتوابعها - فباستثناء التأخر في إصدار قرارات الموافقة علي الترميمات في الكنائس لإجراءات روتينية بيروقراطية - كانت موجودة وتنفذ حتي في عهد عادل لبيب - لا نجد ما يدعو للخلاف الذي وصل إلي حد القطيعة إلا حزن دفين لدي الأنبا علي عدم معاملة المحافظ القبطي له بنفس معاملة المحافظ السابق.