لعلها كانت المرة الأولي، التي اختلفت فيها مع أسطي الصحافة المصرية الأستاذ موسي صبري. لقد أحببت موسي صبري مهنيا وإنسانيا ولكني اختلفت معه والسبب الكاتبة الفنانة زميلة العمر إيريس نظمي! كانت إيريس تشكو لي همسا ان الأستاذ موسي يخشي ترقيتها أو منحها حوافز - رغم إيمانه بكفاءاتها - لأنها "قبطية" وهو - وهذا مربط الفرس - لا يريد ككاتب ورئيس مؤسسة صحفية "قبطي" الانحياز لصحفية قبطية في نفس المؤسسة! وقد سمحت لنفسي أن أقول لموسي صبري "إنك تظلمها بسبب قبطيتها، إنك تذبحها لكي يبدو عليك كرئيس مؤسسة "أنك غير منحاز لأبناء دينك" وقلت له "لقد تعلمنا منك شجاعة المواقف". أتذكر عندما كنت رئيسا لتحرير "صباح الخير" أني اخترت مديرا للتحرير وهو شاب كفء ويقظ ومخه كومبيوتر وهو قبطي، وجاء من يهمس في أذني "ياريت تضم آخر مسلما"! وقد أذهلتني النصيحة وأضفت اسمين ثم - في التجربة العملية - ثبت لي أنه لا يمكن الاعتماد عليهما في هذه المهمة، مهمة مدير التحرير، فقررت بشجاعة إعفاءهما.. دون شعور باية حساسيات ربما همس البعض.. بأني "منحاز" لمدير التحرير القبطي، لا يهم! انه ضيق افق وغباء وترهات وتخلف، إذ لا ينبغي مطلقا أن يكون الدين تصنيفا للاختيار أو المكافأة ولا أتصور نفسي كمحافظ مثلا أن أكون ظالما للأقباط لكي أبدو أمام الرأي العام غير منحاز للأقباط! ليس هذا عدلا ولا موضوعية، بل منتهي الظلم إلي الحد الذي يصرخ فيه كاهن كنيسة في قنا "لو كان من الاخوان، كانوا أرحم بنا": ان هذه الصرخة الشاكية من السيد محافظ قنا اللواء مجدي أيوب تفرض عليه مراجعة - عفوا - مواقفه العنترية، أنا - مثلا - أعتقد أن تعيين محافظ قبطي هو "تجميل" لوجه النظام، ولكن أقباط قناة كنيسة قنا وكهنة كنائس قنا، يترحمون علي أيام المحافظ عادل لبيب لأنهم عاشوا كسبيكة واحدة مع مسلمي قنا بدون أي تمييز، ولكن محافظ قنا مجدي أيوب أغضب كنيستها وليس هذا مصلحة المحافظ ولا يثبت أقدامه في المنصب ولا يحرص النظام عليه وهو يجاهر انه غير منحاز للأقباط. ليست هذه الصفة، من صفات محافظ "مصري" يضع مصرية الكنيسة القبطية فوق أي اعتبار، ألا يخشي المحافظ غضب البابا شنودة الصامت الحكيم؟ سيرد أحد عقلاء قنا البابا شنودة لا يعين المحافظين وبالتالي فإن المحافظ يريد إرضاء القيادة السياسية ليبقي فوق الكرسي ويشاع عنه انه غير منحاز لأقباط المحافظة!. وأنا من المؤمنين بأن القيادة السياسية أكبر من هذا الفهم الضيق وأعمق من هذه الرؤية القاصرة وبالطبع لن يتطوع كاتب "مسلم" لمناقشة المحافظ في موقفه المتعنت هذا ليربح شعبية كاذبة، وليس هذا أول "صدام" بين المحافظ القبطي والكنيسة القبطية المصرية في قنا، فقد سبق أن أشرت إلي عينه من أدعاء العدالة بمخاصمة الكنيسة بغير حق، حتي أن كاهن الكنيسة طلب لجنة تحكيم محايدة ليس من بينها محافظ قنا!!. اسمع يامحافظ صوت ضميرك المصري لا القبطي ولا تربح انصافا لموقفك غير العادل مع أقباط محافظتك. إن السياسة هي حياة الناس اليومية مسلمين وأقباط والتناغم بينهم والاستجابة لبناء بيوت الله مساجد وكنائس. فاهم؟!!.