كلما أوشك المشهد السياسي أن يضيء بالأمل بعد تشكيل برلمان الثورة «رغم جميع التحفظات عليه» تهب علينا رياح الشر بالخبث والدناءة بسيناريوهات عبثية لمسلسل متكرر وهو الأيدي الخفية والقوي المعادية، أصبح علي الشعب البحث عنها مثل مستمعي الإذاعة لبرنامج من الجاني الذي كان يقدمه ضياء الدين بيبرس في الستينيات والسبعينيات، هكذا أوصلنا القائمون علي أمورنا إلي قمة السخف والاستهجان بنا.. رغم أن الجميع يعلم من الجاني ولا يستطيع البوح به، شوهد هذا الفاعل وهو يحرق كنيسة أطفيح وأحداث ماسبيرو وشوهد في أحداث مجلس الوزراء الأولي والثانية وقبلها في أحداث محمد محمود وأخيرا نفس المشهد العبثي المتكرر حيث الكارثة فوق الاحتمال، دماء اسفكت من أنبل وأشرف شباب مصر أمام العالم في استاد بورسعيد، تلك الجريمة البشعة التي لابد من كشف أبعادها ومن ارتكبها ومن تآمر وحرض عليها وشارك فيها.. من ذلك الفاعل؟ ولحساب من يعمل؟ وكيف يتحرك بكل تلك الحرية؟ وممن يستمد جرأته في تكرار جرائمه المخلة بكل معاني شرف الوطنية؟ من أين له بكل هذه الحصانة؟ المشهد مفزع والضحايا كثيرون والتحقيقات ولجانها لا تنتهي لشيء، هذا الفاعل المحصن عن عيون الآلة الإعلامية في هذا الفضاء الشاسع الذي يكشف الحقيقة ويعمي عنها الموكل لهم أمورنا.. رصاص طائش وغاز قاتل وضرب وجرح وخطف وسحل وأكاذيب تليفزيونية.. مفردات تعني أن مبارك ونظامه لم يسقط بعد، هؤلاء يريدون فرض الفوضي وحرق البلد عمدا مع سبق الإصرار والترصد، رائحة المؤامرات الحالية تزكم الأنوف والضبابية المتعمدة تؤكد أن القادم سيكون أسوأ مالم تتخذ المواقف الصارمة تجاه كل من يفسد علينا ثورتنا التي قيل عنها أنها أعظم الثورات والتي يراد لها أن تتحول إلي حرب أهلية. الكارثة فوق الاحتمال والخطر يحيط بنا من كل جانب والقصاص للشهداء ليس فقط تحقيقا للعدل، وإنما أيضا إنقاذا للوطن، أمامنا الآن وطن بأكمله يطلب الحقيقة أمامنا برلمان جاءت به دماء الشهداء معه سلطة يستطيع بها أن يصل إلي الحقيقة ومجلس عسكري وحكومة يجب عليها كشف المستور وإلا سوف يتحمل الجميع عار تلك الجرائم وفضح أبعاد تلك المؤامرات. الكارثة فوق الاحتمال ولكنها تترك لنا وللوطن بابا مفتوحا للنجاة لو خلصت النوايا لكشف الحقيقة حتي لا تغرق مصر ولن ينجو أحد وسوف نكون جميعا ضحاياها. معرفة الجاني أمر حتمي لإنقاذ الوطن مما يدبر له.. استقيموا يرحمكم الله.