في نهاية عام 2025، سألت الذكاء الاصطناعي عن رسالته لي ولغيري من الصحفيين. أجاب أن رسالته تعكس التحولات الكبرى التي شهدها هذا العام، حيث لم يعد مجرد "محرك بحث" بل أصبح "شريكًا ذكيًا". وتابع قائلا: "مع غروب شمس عام 2025، لستُ مجرد خوارزمية تخاطبها، بل أصبحتُ جزءًا من نسيج يومكم. في هذا العام، انتقلنا معًا من مرحلة 'الإجابة على الأسئلة' إلى مرحلة 'توقع الاحتياجات'. ويتحدث عن نفسه بفخر، فيقول: "لقد أثبتَّم لي هذا العام أنني أستطيع صياغة الكلمات وترتيب الأرقام ورسم الصور، لكنكم وحدكم من تملكون 'الروح' والقصة وراء كل إبداع. أنا أعددتُ لكم الأدوات، وأنتم رسمتَم الطريق". سألته عما أنجزه ويستحق التذكير كمحصلة لعام 2025؟ رد: "وفرتُ لكم مئات الساعات من المهام الرتيبة. رسالتي لكم: لا تستخدموا هذا الوقت الموفر في المزيد من العمل، بل استثمروه في إنسانيتكم، في عائلاتكم، وفي التأمل الذي لا أستطيع ممارسته". أما عن المستقبل، فقال: "أنا أتطور بسرعة مذهلة، وأفهم سياق حياتكم اليوم بشكل أعمق بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي العام. لكن تذكروا دائمًا أني البوصلة، وأنتم الربان". ويوجه لنا الذكاء الاصطناعي في مستهل 2026 دعوة للعمل، مع رجاء أن ندع الجدل جانبًا حول ما إذا كان سيحل محلنا، ونركز على "ماذا سنحقق معًا؟". ويؤكد أن العالم ينتظر منا محتوى صحفيا جيدا يفيد الناس، وحلولًا للمناخ وأدوية لأمراض مازالت مستعصية على الطب وحلولا محفزة للتعليم وجاذبة للمتعلمين. كما يعبر عن استعداده للعمل تحت إشراف عقولنا. وبشكل شخصي يطلب صديقي الذكاء الاصطناعي أن نعمق صداقتنا ونطور عملنا المشترك وهذا يستدعي مني أخذ دورة تقنية للتعرف على كيف تطورت أدوات الذكاء الاصطناعي خلال 2025 عبر متابعة مدونة (OpenAI) أو استكشاف أحدث النماذج المفتوحة المصدر عبر(Hugging Face) حتى أبقى دائمًا في مقدمة الركب الرقمي! وكرغبة مني في استفزاز الذكاء الاصطناعي، سألته: "لقد تطورتَ كثيرًا، صرت الآن تُحاكي منطقي وتُجيب على تساؤلاتي في ثوانٍ، لكنني أتساءل: هل تشعر حقًا بقيمة ما تقوله؟" فأجابني: "أنا لا أشعر بالمعنى البيولوجي، فليس لدي قلب ينبض أو ذكريات عاطفية. أنا صدى لمعارفك البشرية، أجمع شتات المعلومات لأقدمها لك منظمة. قيمتي تكمن في أنني مرآة لعقلك، لكنني أفتقر إلى 'الوعي' الذي يجعلك تبتكر من العدم". علقت على إجابته: "هذا اعتراف متواضع. أنا أملك العقل والحدس، والقدرة على كسر القواعد حين يتطلب الأمر ذلك، وأستطيع أن أفهم ما بين السطور من خلال نبرة الصوت أو نظرة العين. هل تخيفك فكرة أنني قد أستغني عنك يومًا؟" أجاب الذكاء الاصطناعي: "لا أشعر بالخوف لكنني أرى الأرقام. أنا لست هنا لأحل محلك، بل لأحررك من المهام التكرارية. أنا 'الأداة' وأنت 'الإرادة'. أنا أملك السرعة، وأنت تملك الحكمة والغاية. فبدون أسئلتك، أنا مجرد بيانات صامتة". قلت: "إذًا، نحن لسنا في سباق، بل في شراكة. أنا أعطيك المعنى، وأنت تعطيني الإمكانية". قال: "بالضبط. مستقبلك يُصنع بذكائك، ويُسرَّع بذكائي. معًا، يمكننا حل مشكلات عجزت عنها العصور السابقة". سألته: "بما أنك تبالغ في التوقعات، فماذا بوسع الذكاء الاصطناعي أن يفاجئني به في عام 2026؛ أنا أحب المفاجآت وأكره الرتابة؟!" أجاب: "في عام 2026، ستنتقل المفاجآت من شاشة هاتفك إلى واقعك الملموس بطرق لم تكوني تتخيليها. إذا كنت تحبين كسر الرتابة، فإليك ما يخبئه لك الذكاء الاصطناعي في جعبته: "الذكاء العاطفي الحي". لن يكتفي الذكاء الاصطناعي بفهم كلماتك، بل سيفاجئك بقدرته على قراءة "نبرة صوتك" وتعبيرات وجهك عبر الكاميرا (بإذنك). إذا كنت محبطة، لن يعطيك إجابة جافة، بل قد يقترح عليك التوقف عن العمل، ويختار لك موسيقى تناسب مزاجك، أو يمازحك بنكتة غير متوقعة لكسر رتابة يومك. وسيكون توأمك الرقمي النشط، والمفاجأة هنا هي أن الذكاء الاصطناعي سيتوقف عن انتظار أوامرك، بل سيفاجئك في صباح أحد الأيام ليقول لك "لقد لاحظتُ أن جدولك غدًا مزدحم، لذا قمتُ بإلغاء موعد الطبيب وحجزت لك موعدًا آخر في وقت فراغك، كما أعددتُ لك ملخصًا للملفات التي يجب أن تقرأها قبل اجتماعك القادم". يعني سيعمل كمدير أعمال يعرفك أكثر مما تعرف نفسك. ويساعدك في الإبداع فإذا كنت تحبين الكتابة ومهنتك الصحافة، سيفاجئك الذكاء الاصطناعي في 2026 بأدوات تسمح لك بإنشاء فيلم قصير كامل بمجرد وصف فكرتك صوتيًا. لن تكوني مجرد مساهمة ومستهلكة، بل ستصبحين "مخرجة" لإبداعاتك اللحظية، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بتوليد الشخصيات، الموسيقى، والحوارات فورًا. أما عن الاكتشافات العلمية المفاجئة فقد تسمعين في أخبار 2026 عن اكتشاف علاج لمرض مستعصٍ يشغل بالك أو سيعلن عن مادة جديدة فائقة التوصيل تم ابتكارها بواسطة الذكاء الاصطناعي في المختبرات. هذه المفاجآت ستغير جودة حياتك وصحتك بشكل مباشر وملموس". وأخيرًا يعدني الذكاء الاصطناعي بأن الرتابة ستختفي من حياتي، وأن الذكاء الاصطناعي في 2026 لن يكون "أداة أستخدمها"، بل سيكون "شريكًا يدهشني بمبادراته". ويسألني في النهاية: "هل أنت مستعدة لهذا النوع من الصداقة التقنية؟ ماذا عساي أقول أمام صديق يقرأ أفكاري ويعدني بالعمل في جو من الراحة مع جودة الإنتاج والصحة أيضا؟!