روبيو يحذر من أن الحكومة الانتقالية في سوريا على حافة الانهيار    ترامب يعلن عن رؤيته المقترحة لبرنامج القبة الذهبية للدفاع الصاروخي    موعد نهائي الدوري الأوروبي بين توتنهام ومانشستر يونايتد    جيش الاحتلال يعلن مقتل أحد جنوده في اشتباكات بقطاع غزة    لينك و موعد نتيجة الصف الأول الثانوي الأزهري الترم الثاني 2025 برقم الجلوس    مساعدات عاجلة واستئناف «هدنة غزة».. تفاصيل مكالمة وزير الخارجية الإماراتي ونظيره الإسرائيلي    أسعار الفراخ اليوم الأربعاء 21-5-2025 بعد الهبوط الجديد.. وبورصة الدواجن الآن    ثلاثي الأهلي يجتاح قائمة الأفضل ب الدوري في تقييم «أبو الدهب».. ومدرب مفاجأة    الخارجية الفلسطينية ترحب بالإجراءات البريطانية ضد ممارسات الاحتلال في الضفة وغزة    مصرع طفلتين غرقا في ترعة بسوهاج    المستشار محمود فوزي: قانون الإجراءات الجنائية اجتهاد وليس كتابا مقدسا.. لا شيء في العالم عليه إجماع    أفضل وصفات طبيعية للتخلص من دهون البطن    آداب وأخلاق إسلامية تحكم العمل الصحفى والإعلامى (2)    بسبب المخدرات.. شاب يقتل والده خنقًا ويحرق جثته في بني سويف    الدولار ب49.86 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الأربعاء 21-5-2025    الإيجار القديم.. محمود فوزي: الملاك استردوا استثماراتهم.. الشقة كانت تُباع بألف وتُؤجر ب15 جنيهًا    واقف على باب بيت وبيقرأ قرآن، نجل سليمان عيد يروي قصة حلم شخصين لا يعرفهما عن والده    ملحن آخر أغنيات السندريلا يفجّر مفاجأة عن زواج سعاد حسني وعبدالحليم حافظ سرا    محافظ الدقهلية يشهد حفل تجهيز 100 عروس وعريس (صور)    أسطورة ليفربول: مرموش يمكنه أن يصبح محمد صلاح جديد    «غزل المحلة» يعلن مفاوضات الأهلي مع نجم الفريق    سي إن إن: إسرائيل تستعد لضربة محتملة على المنشآت النووية الإيرانية    طريقة عمل المكرونة بالصلصة، لغداء سريع وخفيف في الحر    ننشر أسماء المصابين في حادث تصادم سيارتين بطريق فايد بالإسماعيلية    هبوط عيار 21 الآن بالمصنعية.. مفاجأة في أسعار الذهب والسبائك اليوم الأربعاء بالصاغة    بعد شهر العسل.. أجواء حافلة بالمشاعر بين أحمد زاهر وابنته ليلى في العرض الخاص ل المشروع X"    عاجل.. الزمالك يرفض تظلم زيزو.. ويوم 4 يونيو سيكون الأخير له داخل النادي    تقدر ب2.5 مليون دولار.. اليوم أولى جلسات الطعن في قضية سرقة مجوهرات زوجة خالد يوسف    رسميًا الآن.. رابط تحميل كراسة شروط حجز شقق الإسكان الاجتماعي الجديدة 2025    ترامب يتهم مساعدي جو بايدن: سرقوا الرئاسة وعرضونا لخطر جسيم    6 إصابات في حريق شقة بالإسكندرية (صور)    52 مليار دولار.. متحدث الحكومة: نسعى للاستفادة من الاستثمارات الصينية الضخمة    الخطيب: سعداء بالشراكة الجديدة والجماهير الداعم الأكبر للأهلي    محافظ الغربية يُجري حركة تغييرات محدودة في قيادات المحليات    مجلس الصحفيين يجتمع اليوم لتشكيل اللجان وهيئة المكتب    تفسير حلم الذهاب للعمرة مع شخص أعرفه    رئيس الجامعة الفرنسية ل"مصراوي": نقدم منحا دراسية للطلاب المصريين تصل إلى 100% (حوار)    المستشار محمود فوزي: لا يمكن تقنين الخلو.. ومقترح ربع قيمة العقار للمستأجر به مشاكل قانونية    حدث في منتصف الليل| الرئيس يتلقى اتصالا من رئيس الوزراء الباكستاني.. ومواجهة ساخنة بين مستريح السيارات وضحاياه    شاب يقتل والده ويشعل النيران في جثته في بني سويف    لميس الحديدي عن أزمة بوسي شلبي وأبناء محمود عبدالعزيز: هناك من عايش الزيجة 20 سنة    اللجنة العربية الإسلامية: نرحب ببيان بريطانيا وفرنسا وكندا لوقف حرب غزة ورفع الحصار    ميكالي يكشف موقفه من تدريب الزمالك    الجمعة 6 يونيو أول أيام العيد فلكيًا.. والإجازة تمتد حتى الاثنين    رابطة الأندية: بيراميدز فرط في فرصة تأجيل مباراته أمام سيراميكا كليوباترا    تحول في الحياة المهنية والمالية.. حظ برج الدلو اليوم 21 مايو    إرهاق مزمن وجوع مستمر.. علامات مقاومة الأنسولين عند النساء    بمكونات سهلة وسريعة.. طريقة عمل الباستا فلورا للشيف نادية السيد    نائبة تطالب بتوصيل الغاز الطبيعي لمنطقة «بحري البلد» بأسيوط    عضو مجلس يتقدم بطلب لتفعيل مكتب الاتصال الخدمي بنقابة الصحفيين (تفاصيل)    تفسير حلم أكل اللحم مع شخص أعرفه    نص محضر أبناء شريف الدجوي ضد بنات عمتهم منى بتهمة الاستيلاء على أموال الأسرة    «منصة موحدة وكوتا شبابية».. ندوة حزبية تبحث تمكين الشباب وسط تحديات إقليمية ملتهبة    المدرسة الرسمية الدولية بكفر الشيخ تحتفل بتخريج الدفعة الرابعة    هل يجوز الجمع بين الصلوات بسبب ظروف العمل؟.. أمين الفتوى يُجيب    تعرف علي موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    وفد صيني يزور مستشفى قصر العيني للتعاون في مشروعات طبية.. صور    رئيس جامعة أسيوط يتابع امتحانات الفصل الدراسي الثاني ويطمئن على الطلاب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قديسات مصريات علمن العالم 3 جامعات عالمية تحمل اسمها: كاترينا المصرية التى واجهت 50 فيلسوفًا!
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 19 - 09 - 2021

فى هذه الحلقة من «قديساتٌ مصرياتٌ عَلَّمْنَ العالمَ» نتناول سيرة فيلسوفة مصرية جابهت بمفردها 50 فيلسوفًا وأقنعتهم برجاحة فكرها، فما كان منهم إلا أنهم أقرُّوا بصحة رؤيتها وفصاحة عِلمها، هى القديسة «كاترينا» المصرية..
وُلدت القديسة كاترينا عام 194م من أبوين غنيين بالإسكندرية فى نهاية القرن الثالث الميلادى، فهى ابنة كوستاس والى الإسكندرية، وكان اسمها قبل اعتناقها المسيحية «زورسيا».

فى هذه السلسلة نعرض نماذج لقديسات مصريات
اعترف بهن المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.. كان لهن أثر كبير ليس فى الكنيسة فحسب بل أدين أدوارهن المجتمعية.. وترددت أسماؤهن داخل مصر وخارجها..
التحقت كاترينا بالمدارس وتثقفت بعلوم زمانها، وكانت مثابرة على الاطلاع والتأمُّل فى الكتاب المقدس لما كان أغلب أساتذتها مسيحيين، ولذلك تربت على مَحبة المسيح.
ولمّا بلغت الثامنة عشرة كانت قد درست اللاهوت والفلسفة على أيدى أكبر العلماء المسيحيين حينذاك وتعمّدت.
وفى ذلك الوقت كانت المملكة الرومانية، نحو سنة 307، مقسّمة بين القياصرة الثلاثة: قسطنطين الكبير، ولكينيوس ومكسمينس. وكانت مصر تابعة لإمارة الأخير. وكان هذا القيصر مستبدًّا عاتيًا متكبرًا، يبغض المسيحيين ويحلو له الفتكَ بهم وتعذيبهم.
وفى يومٍ أمَرَ بأن تقام حفلة دينية كبرى، وأصدر أَمرًا بأن كل مَن لا يشترك فى ذلك الاحتفال وتقدمة الذبائح لآلهة المملكة يموت موتًا، فارتاع المسيحيون لمَّا رأَوا عهد الاضطهاد يتجدد. فإذ رأت كاترينا ذلك وشعرت بأن الرعب قد دَبَّ فى قلوب المسيحيين، أخذت تطوف عليهم وتشجّعهم وتثبّت عزائمهم، وتزهّدهم فى الحياة وفى نعيم هذه الدنيا طمعًا بأفراح الآخرة. فأضرمت نار الغيرة والحماسة فى النفوس.
وأرادت أن تعطى مثلًا عاليًا للمسيحيين، فذهبت بنفسها إلى المعبد يوم الاحتفال الكبير، وتقدمت إلى الإمبراطور مكسمينس، وطلبت إليه أن يسمح لها بالكلام ويسمعها.
فقرّبها إليه وأذن لها فى الكلام. فانطلقت تشرح له وتقول: إن عبادة الأوثان هى من الخرافات التى لا يقبلها العقل السليم؛ والمنطق يبيّن أنّه لا يمكن أن يكون إلاّ إلهًا واحدًا، وهو أصل وسبب كل الموجودات، وبيّنوا لماذا ذهب الناس إلى الاعتقاد بكثرة الآلهة. وأخذت تتضرع إليه لكى يضع حدًّا لذلك ويعمد إلى عبادة وإكرام الإله الحقيقى.
مواجهة الفلاسفة
استولى الذهول على الإمبراطور من ذلك الخطاب، ومن تلك الصبيّة من قوة بيانها ورباطة جأشها وبهاء طلعتها، وتحدّث الناس كلّهم فى الإسكندرية، المسيحيون والوثنيون، عن جسارة كاترينا، فأخذوا يجاهرون بالإيمان بالمسيح.
سافر مكسمينس وبعد عودته إلى قصره، استدعى كاترينا إليه وسألها عن اسمها وعن عملها وغايتها. فأجابته: أمّا نسبى؛ فهو معروف فبالإسكندرية. واسمى كاترينا. لقد وقّفْتُ حياتى سعيًا وراء معرفة الحقيقة.
وحتى يوم المناظرة كانت الكنيسة تصلّى لأجلها، فلمّا أتى اليوم المعهود أَخذ يجتمع عظماء المملكة القواد والحكّام، وأتى العلماء يتبعون كبيرهم. ثم دخل المَلك بعظمة وجلال فوقف الجميع إكبارًا. ودخلت كاترينا فحامت حولها الأنظار.
فبدأ عميد العلماء بالكلام وقال لها إنّها تستحق اللوم الشديد؛ لأنّها جسرت على احتقار أقوال الشعراء والخطباء والفلاسفة، الذين أجمعوا على وجوب أداء العبادة والإكرام للآلهة «جوبتير وجينون ونبتون».. وباقى الآلهة.
ثم رفعت رأسها وبدأت خطابها، وبعد مقدمة بديعة أخذت تفيض بيانًا وسحرًا بلغة يونانية.
قسّمت كاترينا حديثها إلى 3 أقسام.. فبيّنت أَولًا أن ما بَنَى عليه حضرة العميد كلامه عن وجود الآلهة هو محض خرافة، ولا يمكن العقل السليم أن يقبله. وبرهان ذلك ما حكاه «هوميروس وأورفييا» فى أشعارهما، ومن أن وجودهم لا يتجاوز بضعة أجيال. وأن بعض الفلاسفة أَقرّوا أن لا وجود صحيحًا لهم إلا فى مخيلة الشعب البسيط.
وشرحت فى القسْم الثانى أن الفلسفة الصحيحة المَبنية على المنطق، لا تستطيع أن تعترف إلاّ بإله واحد خالق السماوات والأرض ومبدع جميع الكائنات. وكبار فلاسفة الدنيا، كسقراط وأفلاطون وأرسطو، الذين اعترفوا بأنّه لا يمكن أن يكون سوى إله واحد، وهو أصل وسبب كل الموجودات، وبأن هذا الإله يجب أن يكون كاملًا إلى ما لا حدَّ له فى صفاته، وأن يكون مستقلًا عن كل مسبّب سواه. ثم أتت فى القسْم الثالث عن المسيح، وسردت عنه أقوال الأنبياء فى العهد القديم؛ لاسيما ما جاءَ فى كتب «السِبِلاَّ» النبوية الوثنية، التى يعترف بها الإمبراطور نفسه وعلماؤه، وطبّقتها على ما جاء فى العهد الجديد عن حياة المسيح.
التفت الإمبراطور إلى العلماء وأشار إليهم أن ينقضوا كلامَها، فأجاب عميدهم: إن ما قالته كاترينا لهو عين الصواب. فاستشاط المَلك غضبًا، ونظر إلى باقى العلماء ينتظر من أحدهم ردًّا، فأجابوا كما أجاب عميدهم، وقالوا إنّهم أصبحوا يؤمنون بما تؤمن به كاترينا. فازداد الإمبراطور غضبًا، وأمَرَ أن يُحرَق أولئك العلماءُ بالنار.
الإمبراطور وزوجته
فى اليوم التالى بدأ الإمبراطور يفكر فى استمالة قلب الفتاة إليه، أمّا هى فتصدت له بكل قوة فهدّدها الإمبراطور بتعذيبها، أمّا هى فاستخفّت بتهديداته فثار الإمبراطور جدًا وأمَرَ بتعذيبها.
تعجّبت فوستينا زوجة مكسيميانوس من الفتاة القديسة أثناء حوارها مع العلماء والفلاسفة كما مع الإمبراطور نفسه، وكانت تُدهَش لإيمانها وشجاعتها فطلبت من قائد السجن بورفيروس أن يأخذها إلى كاترينا فتحدّثتْ معهما كثيرًا وآمنا بالمسيح وكانت النتيجة أن الإمبراطور أمر بقتل زوجته وقائد السجن.
الإمبراطور وكاترينا
عاد الإمبراطور واستدعى الفتاة، صار يلحّ عليها أن تقبل الزواج منه، فوبّخته بشدة فأمر بتعذيبها مرّة أخرى. وعندما شعر الإمبراطور بفشله فى تعذيب الفتاة أمَر بنفيها ومصادرة ممتلكاتها. وفى النهاية أمَر بقطع رأسها بدلًا من نفيها، وقد تم ذلك فى 25 نوفمبر سنة 307م.
اكتشاف جسدها
استشهدت القديسة كاترينا فى الإسكندرية، وبعد استشهادها بخمسة قرون وجد راهبٌ من سيناء جسدَها على قمّة الجبل هناك.
فحمله الراهبُ إلى كنيسة موسى النبى. نُقل بعد ذلك إلى كنيسة التجلى فى الدير الذى بناه الإمبراطور جوستنيان فى القرن السادس، وعُرف الدير باسم «دير سانت كاترين».
«دير سانت كاترين»
منذ العصور المسيحية الأولى يُعَد جنوب سيناء أحد أهم مناطق الجذب للرهبان المسيحيين، وقد أقام هؤلاء الرهبان العديد من الأديرة والكنائس فى أودية سيناء أشهَر ما بقى منها دير طور سيناء المعروف باسم دير سانت كاترين.
ويقع الدير أسفل جبل سيناء، فى منطقة جبلية وعرة المسالك حبتها الطبيعة بجمال أخّاذ مع طيب المناخ وجودة المياه العذبة. وإلى الغرب من الدير يوجد وادى الراحة. وللدير سور عظيم يحيط بعدة أبنية داخلية بعضها فوق بعض تصل أحيانًا إلى أربعة طوابق تخترقها ممرات ودهاليز معوجة. وبناء الدير يشبه حصون القرون الوسطى، وسوره مُشيّد بأحجار الجرانيت وبه أبراج فى الأركان ويبلغ ارتفاع أسواره بين 12 و15 مترًا.. وتبلغ أطوال أضلاعه 117 * 80 *77 *76 مترًا تقريبًا. ويعود بناء الدير إلى القرن الرابع الميلادى عندما أمر ببنائه الإمبراطورة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين سنة 432م ثم أكمل فى عهد الإمبراطور جستنيان سنة 545م ليكون معقلًا لرهبان سيناء، وقد سُمى فى العصور التالية باسم دير القديسة كاترين أحد شهداء الإسكندرية لرؤيا رآها أحد الرهبان فى منامه بأنها نقلت إلى هذا الموضع فتم نقل رفاتها بناءً على ذلك وأطلق اسمها على الدير وعلى المنطقة كلها. وللدير سور عظيم يحيط بالعديد من المبانى تخترقها ممرات ودهاليز وبه أبراج عالية فى الأركان ومن أهم معالم الدير: الكنيسة الكبرى، وكنيسة العليقة، والجامع، والمكتبة، بالإضافة إلى قلايا الرهبان ومعصرة وطاحونتين ومخازن حبوب ومؤن وآبار للمياه.
الكنيسة الكبرى
هى أقدم الآثار المسيحية وترجع إلى عهد الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى، وقد صممت على شكل البازيليكا الرومانية الذى كان شائعًا وقت بنائها عام 527م. وتقع فى الجزء الشمالى من الدير وتسمى أحيانًا الكنيسة الكبرى أو الكاتدرائية. وقد عرفت باسم كنيسة التجلى.
وبداخل الكنيسة صفان من الأعمدة.. وهى 12 عمودًا تمثل شهور السنة. وعلى كل جانب يوجد 4 هياكل يحمل كل منها اسم أحد القديسين.
ورغم ما تعرضت له هذه الكنيسة فى مختلف العصور؛ فإن الجزء الأكبر من سقفها ظل محفوظًا، وتوجد بعض الكتابة القديمة على أجزاء منه، من بينها : «لأجل تحية مَلكنا التقى جوستنيان العظيم».. أيها الرب الذى تجلى برؤيته فى هذا المكان احفظ وارحم عبدك «أتيين» وبانى هذا الدير «إيليسيوس» (اليشع) و«نونا» والأول هو أول من أشرف على الدير.. أمّا اليشع فهو المهندس المعمارى الذى شيده.. وربما كانت «نونا» زوجته.
وفى صدر الكنيسة حنية مستديرة حلى سقفها وجوانبها بالفسيفساء... وهى أهم ما فى الدير كله؛ حيث إنها من أشهَر الفسيفساء المسيحية فى العالم كله. ولا يضارعها فى قيمتها الفنية إلا فسيفساء أياصوفيا فى اسطنبول. وتمثل هذه الفسيفساء مناظر من العهد القديم والعهد الجديد. والمنظر الرئيسى فيها يمثل السيد المسيح فى الوسط وعلى يمينه العذراء وعلى يساره موسى.. بينما بطرس مستلقيًا عند قدميه، وعلى الجدار يوجد منظران يمثل أحدهما موسى يتلقى الشريعة فوق جبال سيناء، والثانى يمثل موسى وقد ركع أمام الشجرة.. وامتدت إليه من فوق لهيبها يد الله مشيرة إليه.
وتحت سقف هذه القبة والفسيفساء.. يوجد التابوت الذى وضعت داخله بقايا جثة القديسة كاترينا داخل صندوقين من الفضة.. فى أحدهما جمجمة القديسة وفوق الصندوق تاج من الذهب المرصع بالأحجار الكريمة ويحتوى الآخر على يدها اليسرى.. وقد حليت بالخواتم الذهبية والفصوص الثمينة.. وفى الناحية الأخرى صندوقان كبيران من الفضة على كل منهما صورة القديسة كاترينا وداخلهما هدايا ثمينة مما أهداه الملوك والموسرون إلى الدير. وفى كل مكان بالكنيسة تنتشر الأيقونات الجميلة ذات الأهمية التاريخية الكبرى؛ حيث تعرض نحو 150 أيقونة من مجموع نحو 2000 أيقونة من بينها أيقونات نادرة المثيل صنعت فى القرن السادس.. كما يعود جزء منها إلى أوائل العهد البيزنطى.. وقسم إلى الفترة من القرن الحادى عشر حتى الخامس عشر.
وتتدلى الثريات الثمينة حتى تبدو الكنيسة أشبه بمتحف للفنون.. أمّا أقدس مكان فى الكنيسة فيقع خلفها ويمكن الوصول إليه من الجانبين وهو هيكل الشجرة.. أى المكان الذى يعتقد أن موسى وقف فيه عندما تجلى الله له وخاطبه.
المكتبة
يُرجع الكثيرُ من شهرة دير سانت كاترين إلى مكتبته الغنية بالمخطوطات وتقع فى الطبقة الثالثة من بناء قديم جنوب الكنيسة الكبرى.. وتضم المكتبة إلى جانب المخطوطات النادرة عددًا من الوثائق والفرمانات التى أعطاها الخلفاء والحكام للدير.. أشهرها ما يقال بأنه وثيقة من الرسول محمد «صلى الله عليه وسلم» يعطى فيها الأمان للدير والرهبان.. والوثيقة على نحو ما يُعتقد كتبها عمر بن الخطاب.
وهى عبارة عن ثلاث غرف فى صف واحد تضم آلاف المخطوطات الأثرية باللغات العربية واليونانية والسيريانية ويبلغ عدد المخطوطات 6000 مخطوط نادر من بينها مخطوطات تاريخية وجغرافية وفلسفية إضافة إلى نحو 2000 وثيقة وفرمان أعطاها الولاة للدير ومعظمها من العصر الفاطمى. إلى جانب ذلك يضم الدير معصرة لاستخراج الزيت من الزيتون.. وبئر ماء وشجرة العليقة ومخزنًا قديمًا للطعام وحوله حديقة واسعة بها حجرة للجماجم تجمع رفات الرهبان.. وفى أعلى جبل موسى كنيسة صغيرة يصعد إليها الزائرون وعلى مقربة منها مسجد صغير.
جامعات عالمية تحمل اسم سانت كاترين
اشتهرت القديسة كاترين المصرية بالعلم ودراسة الفلسفة فاعتبرها العالم أيقونة مهمة تدل على قوة المرأة المصرية المتعلمة فشيدت على اسمها الكثير من المدارس والجامعات حول العالم وتخرّج فيها العديد من الأسماء اللامعة الحاصلين على جوائز نوبل وسياسيون لامعون مثل بنظير بوتو.
من أهم الجامعات التى حملت اسمها جامعة فى الولايات المتحدة والثانية فى بريطانيا والثالثة فى اليابان.
تأسّست جامعة سانت كاترين فى سانت بول بالولايات المتحدة الأمريكية باسم كلية سانت كاترين فى عام 1905 من قِبَل راهبات القديس يوسف من كارونديليت تحت قيادة الأم سيرافين. تمت تسمية الجامعة باسم سانت كاترين بالاسكندرية، الفيلسوفة االمصرية من القرن الرابع التى استشهدت من أجل إيمانها.
وتم اختيار موقع لسانت كيت على قمة ثانى أعلى تل فى المدينة فى سانت بول - فى المنطقة المعروفة الآن باسم هايلاند بارك.
خلال الحرب العالمية الثانية، استجابت سانت كيت للنقص الحاد فى التمريض من خلال توسيع برامجها لتشمل درجة البكالوريا فى التمريض وتولى قيادة مستشفيات ومدارس التمريض فى سانت جوزيف وسانت مارى- والشراكة مع كاديت التمريض الأمريكى فيلق لتزويد الطلاب بالمساعدة المالية مقابل خدمات التمريض. خدم أكثر من 170 خريجة سانت كاترين فى المستشفيات العسكرية بين عامى 1942 و1948.
وتقدم جامعة سانت كاترين أكثر من 150 خيارًا للدراسة فى الخارج فى 50 دولة، ومن أهم خريجى هذه الجامعة كيلى بارنهيل- مؤلف حائز على جائزة نوبل، شكران حسين جور- سياسى صومالى. نائب فى برلمان كينيا، مارى جو ماجواير - عضو مجلس الشيوخ عن ولاية مينيسوتا وممثل ولاية مينيسوتا السابق.
أيضًا تعد أكسفورد من أشهَر الجامعات التى حملت اسمها؛ حيث كلية سانت كاترين (المعروفة أيضًا باسم سانت كاتز) هى واحدة من الكليات التأسيسية من جامعة أكسفورد فى أكسفورد، إنجلترا، وهى أصغر كلية تقوم بتدريس الطلاب الجامعيين والخريجين.
تعود جذورها إلى عام 1868 (على الرغم من افتتاح الكلية نفسها فى عام 1962)، تضم 505 طلاب جامعيين و442 طالب دراسات عليا اعتبارًا من ديسمبر 2018، مما يجعلها أكبر كلية جامعية من خلال العضوية فى جامعة أكسفورد (كلية كيلوج لديها 1139 طالبًا مقارنة ب 992 فى سانت كاترين، على الرغم من أنها كلية الدراسات العليا فقط. فى عام 1974، كانت أيضًا واحدة من أولى كليات الرجال التى تقبل النساء. تطورت الكلية من تفويض الجامعة للطلاب غير المرتبطين، وتأسّست فى عام 1962 من قِبَل المؤرخ آلان بولوك، الذى أصبح أول ماچستير فى الكلية، ثم نائب رئيس الجامعة لاحقًا. المعلم الحالى هو كرستى بورجارز، التى تولت المنصب فى عام 2020 وهى أيضًا أول سيدة فى الكلية.
من أشهَر خريجيها
بينظير بوتو رئيسة وزراء باكستان، چون كورنفورث، حصل على جائزة نوبل فى الكيمياء فى عام 1975، چون فاين، حصل على جائزة نوبل فى علم وظائف الأعضاء أو الطب فى عام 1982، چون إى ووكر، حصل على جائزة نوبل فى الكيمياء فى عام 1997 ويانيس ستورناراس محافظ بنك اليونان.
أستراليا
من أقدم المدارس التى تأسّست على اسمها مدرسة «كلية سانت كاترين للسيدات فى عام 1896، بواسطة چينى هود فى شارع تمبلتون»، بتحريض من هنرى لانجلى، الأول أسقف الأنجليكانية من بنديچو، والتى لا تزال مستمرة حتى الآن وتشتهر كأعرق مدرسة للفتيات بأستراليا.
أمّا أحدث جامعة حملت اسمها فكانت جامعة سانت كاترين باليابان، التى تأسّست عام 1988 وتخصصت فى العلوم الصحية وخدمات الرعاية، وبذلك نجد أن السيدة المصرية منذ القديم وهى تلهم العالمَ وتضيئه بشخصيتها القوية وتصبح منارة ومثالا يحتذى به في الكثير من المجالات.
2
3
4


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.