لا أعرف من المسئول بالضبط.. لكنه يجب أن يحاسب.. ومجزرة صباح الخميس ومساء الأربعاء التي وقعت بميدان التحرير لا يمكن أن تمر هكذا.. ولن نتحدث عن مجزرة الجمعة الماضي التي ينسبونها للفراغ الأمني بعد انسحاب قوات العادلي من المعركة.. أقصد أن معارك الشوارع التي دبرت بعناية لابد أن هناك من يقف وراءها.. وهناك من خطط ودبر وحرض وحشد ودفع ونفذ في النهاية!! والخيبة أن ذلك كله يتم أمام الشاشات المفتوحة علي العالم.. لتكون الفضيحة بجلاجل وشراشيب.. وكأننا نقول للداخل والخارج إن مواجهة جيل الإنترنت والفيس بوك لابد أن تكون بالعصي والشوم والشماريخ التي نرفضها في ملاعب الكرة.. فإذا بها تظهر في سماء التحرير يقذفون بها أبناءنا من المتظاهرين المحتجين الذين يرفعون في وجوهنا عبارات السخط والرفض والغضب.. وبدلاً من الحوار العاقل.. والإقناع الهادئ.. والتحلي بالنفس الطويل.. إذا بنا نلجأ إلي روابط مشجعي الأندية الذين يسمونهم الألتراس يقذفون أبناءنا الغاضبين بالشماريخ وصواريخ اللهب. كلنا يعرف أنه كانت هناك بوادر لانفراج الأزمة عقب خطاب مبارك مساء الثلاثاء.. وكلنا يدرك أن هناك حالة من التعاطف والمشاركة مع حسني مبارك تولدت عقب الخطاب مباشرة.. ولو أننا أعطينا الشباب الغاضب الفرصة ليومين آخرين.. لانتهت الاعتصامات تمامًا.. لكن وأؤكد.. أن هناك من قرر إفساد المسألة.. وضرب كرسي في الكلوب.. وتسيير مارشات النفاق مستغلين حالة التعاطف مع مبارك.. ولا تقل لي إن المسألة تخضع لسوء التقدير.. لأنها ليست كذلك المسألة تخضع لحسابات مراهقة.. وقد قرر البعض الانتقام من الشباب.. فكانت مسيرة التأييد التي بدأت هادئة ومحترمة أمام مسجد مصطفي محمود بالمهندسين.. قبل أن تتبدل بمسيرات أخري يقودها بلطجية الانتخابات بالمطاوي والشوم بحجة تأييد الرئيس.. وهم يضمرون الشر لشبابنا الرابض بميدان التحرير. والله العظيم أننا كنا نستعد للاحتفال بالعرس الحضاري.. الشباب غاضب ويطلب التغيير.. والرئيس وافق علي سبعين في المائة من مطالب الشباب.. فمن الذي انزعج وأطلق الشماريخ وقنابل المولوتوف والرصاص بعد ذلك فجر الخميس في ميدان التحرير. إن ما يحيرني في المسألة.. أن التحذيرات كانت واضحة وعالية الصوت مساء الأربعاء.. وعلي معظم القنوات.. المحلية والأجنبية.. بأن هناك اعتداءات تدبر علي الشباب المعتصم في ميدان التحرير.. وكان هناك من يؤكد عن عزم المتربصين تنظيم مذبحة مروعة لشباب التحرير فجر الخميس.. وهو ما حدث بالضبط.. فمن المسئول.. وأين كانت الدولة.. وهل يفلت مرتكبو المذبحة من العقاب. إن الشباب هم أفضل ما في هذه الأمة.. وبفضل هؤلاء أمكن تغيير وجه الحياة السياسية في مصر.. وكنت أعتقد أن الواجب أن نحمل الورود لهؤلاء المعتصمين في ميدان التحرير.. عرفانًا لصمودهم.. ورؤيتهم الثاقبة.. وحماسهم البالغ.. وحبهم لمصر.. فإذا بنا نكافئهم بإطلاق الرصاص علي جموعهم تحت سمع وبصر الأمة كلها!! لا أراكم الله مكروهًا في شباب لديكم!!؟