حكايات سندريلا، الشاطر حسن، الدجاج والثعلب وغيرها من القصص، اعتاد الصغار على سماعها، إلا أن ريهام رشدى صاحبة ال40 عاما، أوجدت للأطفال نوعًا آخر من القصص والحكايات جعلت الكثير منهم يلتفون حولها وما أن تشرع فى القص لا تسمع لهم صوتا وكأن على رءوسهم الطير، على غير المعتاد من أطفال لا تتجاوز أعمارهم ال12 عامًا. قصص أطفال، التى ترويها ريهام، الحاصلة على درجة الدكتوراه فى الاقتصاد التطبيقى من الجامعة الأوروبية فى فلورنس بإيطاليا، والماجستير فى الاقتصاد من جامعة بريستول بالمملكة المتحدة، تحمل فى طياتها الاختلاف والتميز، فالتناول القصصى بات نادرًا على الأسماع، والتمسك بالقيم والآداب كان محور اهتمام الرواية، لكن بشكل حبكة درامية، ليستطيع الطفل استيعابها بسهولة، مع الاستمتاع بالدراما المشوقة حول مغزى القصة. لم تكن الشهادات والأبحاث التى أجرتها ريهام، الحاصلة على بكالوريوس الاقتصاد من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، هوائية فكل ما حصلت عليه من شهادات علمية، ونشر أبحاث مختلفة، فى مجالات كالاقتصاد وأعمال البنوك، كان لها تأثير فى إعداد دراسات أخرى تعليم الأطفال اللغة الأم، ولكن بشكل مبسط، حتى لا يتربى لديهم رهبة تجاهها، وعبء فوق أعبائهم الموجودة منذ خليقتهم بالفعل، منها ما نشرته فى فبراير الماضى تحت عنوان «قيود القراءة للأطفال الصغار باللغة العربية الفصحى: الصراع الصامت مع ازدواجية اللغة العربية»، وهى أول دراسة تتناول تحديات أدب الأطفال تحت ظاهرة ازدواجية اللغة. دراسة ريهام فترة طويلة خارج مصر، وإقامتها بالخارج حينما تزوجت ألمانى الجنسية، جعلها تواجه صعوبة فى تعليم أبنائها «على- ليلة» اللغة العربية، وممارستها بشكل طبيعى،عندها قررت أخذ إجازة، وبدأت فى الاهتمام بقصص الأطفال، فبدأت فى شراء كتب مصرية كلما نزلت لزيارة مصر، وتحميل كتب أخرى من خلال الإنترنت، حتى تمكنت من تحصيل كم كبير منها، بعد إتمامهم سنة تقريبًا، وجدت أن جميع الكتب المصرية مصاغة بالفصحى، لا يتمكن الأطفال من استيعابها، وأصبحت مضطرة للقراءة بالفصحى، والشرح مرة أخرى بالعامية، فقراءة الفصحى فى مثل هذه الأعمار، لا تساعد الطفل على التمكن من التعبير عن ذاته. بدأت ريهام رحلتها فى البحث عن كتب مصرية للأطفال، كُتبت بالعامية، لكنها لم تجد ما تبحث عنه رغم المحاولات المريرة فى إيجادها، لذا قررت صنع كتب خاصة لأطفالها للاستمتاع بها، وتنمية مهارات الحديث بالعامية لديهم، جمعت عددًا لا يستهان به من القصص المشوقة المكتوبة باللغات الأجنبية، تعطى حكمة بنهاية القصة ولكن بشكل غير مباشر، يجعل الطفل يخمن المغزى من خلال تفكيره، وترجمتها للغة المصرية العامية وبدأت فى روايتها لصغارها. السجع، كان مفتاح الترجمة لدى ريهام، فبالخارج عادة ما يستخدمونه فى كتب الأطفال، لذلك ترجمت القصص لديها بنفس الطريقة، واستخدمت السجع بها، وحاولت التواصل مع دور نشر مختلفة، لنشر الكتب المترجمة بالعامية للأطفال، لكنها لم تفلح فى ذلك، لذا قررت الاتجاه للمنصة المفتوحة «السوشيال ميديا»، ليستفيد المهاجرون خارج مصر منها، لتعليم أطفالهم لغتهم الأم، وتأكيد هويتهم أينما مكثوا فى بقاع الأرض. «توتة توتة Tuta Tuta»، موقع إلكترونى،أطلقته ريهام شندى نهاية عام 2016، بدأ فى بث قصص وحكايات مترجمة للأطفال من الإنجليزية إلى العامية، من خلال قناة خاصة على اليوتيوب، ونشر الفيديوهات المترجمة عليه، مع استخدام صور وأشكال مختلفة لتلفت انتباه الطفل أثناء سماع القصة، وبث بعض الصوتيات على الموقع بالكتب نفسها، بالطريقة التى كانت تروى لها جدتها الحواديت، ومثلما كان والداها يستمعان لقصص أبلة فضيلة العامية، فعلت «ريهام» مع طفليها، لكنها مزجت بين القصص الكلاسيكية والحديثة، وأخرجت قصة جديدة كتبتها بأسلوب حديث مبنى على الخيال والسجع. طبيعة الكتب المختارة تندرج تحت موضوعات تختارها بدقة لإفادة الأطفال: «بختار القصص اللى بتدِّيهم موعظة أو نصيحة من خلال الحدوتة، كنت الأول بحكى القصص « صوت ثم صور مركب عليها صوت»، بعدين بعض أولياء الأمور قالولى حابِّين احنا نقرأ بنفسنا أفضل، فبَنَزِّلُّهم القصص على الموقع pdf، يعنى كل شىء متاح بدون مقابل». تمكنت ريهام بفضل العمل خلال عامين، للفت الانتباه إلى عملها، لتتواصل معها إحدى المكتبات الكبرى، وتبدأ من خلالها تنظيم بعض الأنشطة للأطفال من وقت لآخر، وذلك يتوقف على مواعيد زيارتها لمصر كل عام، تبدأ خلال ساعة، المدة المحددة الإيفنت، حكاية بعض القصص المترجمة للأطفال، بصوت تمثيلى على طريقة الأفلام المدبلجة وديزنى،مع عرض صور للكتاب على شاشة لتعزيز الرؤية البصرية للأطفال.