شهادات وشائعات

غريب أمرنا نحن شعب مصر العظيم.. بلد فى محاولة للمرور من الأزمة الاقتصادية بكل الطرق، وكلما تم ضبط قضية فساد كبرى يخرج من يشكك فيها ويدافع عن المتهم وتنشر الشائعات فى مصر بشكل لا يوصف لأن الشائعات تخرج كطلقات رصاص تدمر القلوب والعيون.
والمؤسف أننا حقا بلد شهادات لأن أغلب المتهمين فى قضايا فساد أصحاب شهادات ورسائل دكتوراه تحارب الفساد والتهرب.. وهو حال جمال عبدالعظيم رئيس مصلحة الجمارك الذى يحمل دكتوراه فى أثر التهرب الضريبى على الاقتصاد.. ومن قبله هشام عبدالباسط محافظ المنوفية المتهم فى قضايا رشوة ويحمل أيضا دكتوراه «مضروبة» بعنوان محاربة الفساد ود. سعاد الخولى نائب محافظ الإسكندرية التى كانت تحاول الوصول لمنصب المحافظ هى الأخرى صاحبة شهادات فى الإدارة والقيادة وصعدت السلم الوظيفى حتى منصب نائب المحافظ، واحتفى بها الجميع كامرأة وتمنوا منها النجاح لكنها سقطت فى بئر الرشوة وخيانة الوطن.. فعلا بلد شهادات وشائعات أيضا وتشعر أن الشائعات وراءها جيش من المتربصين للوطن والذين يحاولون تقويض أى تقدم يحدث هنا أو هناك..
الأسبوع الماضى فقط انتشرت شائعات مغرضة هدفها تدمير الروح المعنوية لأبناء الوطن وإحباط من يعمل للتحرك خطوة للأمام وأبرز شائعات الأسبوع الماضى التى شغلت الرأى العام.. شائعة بيع تابلت طلاب المرحلة الثانوية وأخرى لهدم سور كنيسة بالمعادى والثالثة التى انتشرت كانتشار النار فى الهشيم القبض على اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية الأسبق.
ولخطورة هذه الشائعات تم تفنيدها ونفيها، لكن ذلك لم يمنع انتشار البلبلة والفوضى وفقد الثقة بين المواطن والدولة ووراء هذه الشائعات كتائب تفندها وتنقلها بين الرأى العام على نطاق واسع لخلق الفوضى وإحباط الهمم ولابد من التصدى لهذه الحالات ووأد انتشارها مهما كان الأمر ومحاسبة مروجى هذه الشائعات للسيطرة على نشر الفزع والرعب لتحقيق أهداف مريضة تعوق بناء الوطن وإصلاح الاقتصاد الذى يمر بظروف صعبة جدا يلمسها الجميع.
ومن المؤكد أننا نشد على أيدي رجال الرقابة الإدارية الذين يتصدون للفساد بكل صوره ولا فرق بين وزير وخفير ومن الغباء التشكيك فى قضايا الرقابة الإدارية لأنها تتم بالصوت والصورة وكل الشكر لهم.
ونحلم بمجتمع لديه رؤية فى معرفة الأمور وعدم الانسياق وراء الشائعات المغرضة.. ونحلم أن يكون الرجل المناسب فى المنصب المناسب دون النظر للشهادات والشعارات الوهمية.