قال الدكتور محمد العبد أستاذ العلوم اللغوية بكلية الألسن جامعة عين شمس، وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة، حول تقديم الأعمال السينمائية أو الدرامية التاريخية بالعامية، إنها مفارقة لغوية تدعو إلى السخرية، وتقلل من قيمة العمل الدرامى الفنية أن نجد عملا دراميا أو سينمائيا تاريخيا أو دينيا يقدم إلى الناس بالعامية المحكية اليوم؛ بحجة أن جمهور المشاهدين سينصرفون عنه لأنهم اعتادوا العامية ولأنهم يعانون من ضعف المعرفة بالعربية الفصيحة. وأكد العبد في تصريحات خاصة ل "فيتو" أن قنوات ماسبيرو، وهيئة السينما قد أحسنت صنعا عندما واءمت بوعى بين زمن الحدث والشفرة اللغوية المستعملة للتعبير عنه، ثم واءمت بوعى مرة أخرى بين مستوى العربية الفصيحة - لأن العربية مستويات وليست مستوى واحدا- ومستوى مشاهدي تلك الأعمال الدرامية والسينمائية متفاوت، فقدمتها إليهم بأسلوب شائق ولغة سهلة بعيدة عن المعاظلة والتقعير والغريبة. وأضاف أستاذ العلوم اللغوية أنه مع انتشار الفضائيات الخاصة - على رغم ما لها من إيجابيات - هيمنت سياسة الربح المادي على الربح المعنوي، فضربت تلك الفضائيات بالمواءمة الفنية بين زمن الحدث واللغة التي تناسبه - وهى العربية الفصيحة - عرض الحائط، موضحًا: "إذا عدنا إلى قنوات ماسبيرو، وتذكرنا ما قدمته إلى جمهور المشاهدين من أعمال تاريخية ودينية راعت فيها التشويق وسلاسة الحوار والقاسم اللغوي المشترك بين طبقات المشاهدين الاجتماعية ومستوياتهم المعرفية وذائقتهم الفنية، ونسب المشاهدة المرتفعة آنذاك لأدركنا أن ادعاء الفضائيات الخاصة ومنتجي الأفلام التاريخية والدينية بضرورة استعمال العامية ادعاء باطل". المشكلة ليست فى العربية الفصيحة وشدد على أن المشكلة ليست فى العربية الفصيحة ولكن في مدى قدرة كتاب تلك الأعمال على التعامل مع العربية الفصيحة وانتقاء المستوى اللائق من مستوياتها اللغوية المختلفة لأعمال فنية جماهيرية يشاهدها المتعلم والأمي، المثقف ومحدود الثقافة، الملم بالعربية وغير الملم بها، مؤكدًا: "الأعمال الدرامية والأفلام السينمائية التاريخية والدينية سلاح ذو حدين: أحد الحدين إيجابى، وهو الاستفادة من تلك الأعمال فى توسيع رقعة الحديث بالفصحى وما يستتبعه هذا من إزالة الغربة بين العربية وأهلها فى العصر الحديث، وحده الثانى سلبي، وهو النظرة إلى تلك الأعمال على أنها مجرد أداة للاستثمار وكسب المال، ولو كان ذلك على حساب إهمال اللغة القومية وإيثار العاميات عليها". وبرغم ذلك أوضح الدكتور محمد العبد أنه لا يمكن تجاهل حق المنتجين فى استثمار أموالهم من أجل البقاء فى سوق الإنتاج وتقديم الجديد من الأعمال الفنية إلى الجمهور، لكن لا يمكن أيضا تجاهل حقيقة ضعف مستوى كتاب تلك الأعمال لغويا وفنيا، مضيفًا: "يمكن لعمل درامي تاريخى أن يكون مربحا وجاذبا للإعلانات إذا أحسن القائمون عليه فى اختيار الموضوع والحدث والمعالجة الفنية بعناصرها المختلفة وانتقاء أنسب الممثلين من ذوى الموهبة الحقيقية والطلاقة اللسانية". وشدد على أنه ينبغى إرساء مبدأ حق العربية على أهلها، وتأكيد حق المنتجين فى استثمار أموالهم فى الوقت نفسه، مؤكدًا أن هناك حقا للجمهور أيضا الذى يجب أن يجمع ما نقدمه إليه بين المتعة والمعرفة، مشيرًا إلى أن هناك مجالا واسعا جدا لاستثمار المنتجين أموالهم في الدراما والأفلام الاجتماعية والكوميدية التى يمكن للعامية فيها أن تلعب ببلاغتها الخاصة دورا مهما. العامية أيضا مستويات وتعجب عضو مجمع اللغة العربية من ترخص بعض كتاب الأعمال الدرامية والسينمائية الاجتماعية، فينزلقون إلى عامية سوقية مبتذلة أشد الابتذال، فيسيئون إلى العامية ذاتها، ويسيئون إلى العمل ذاته، ويسيئون إلى الذوق العام، ويظنون أن مثل هذا العمل سوف يشتهر بين الناس بقدر ما فيه من ابتذال وإسفاف، مشددًا: "العامية أيضا مستويات، والمواءمة بين المضمون ومستوى اللغة العامية مما ينبغى لكتاب اليوم أن يتعلموا". واختتم الدكتور محمد العبد بالتشديد على أهمية تعاون المؤسسات وألا تعمل كل منها فى واد، وذلك على رغم أن قوة تلك المؤسسات وأهميتها وجدواها الحقيقية لا تظهر إلا فى تعاونها والعمل بروح الفريق، موضحًا: "أتصور أن التعاون بين الهيئة الوطنية للإعلام ومؤسسة السينما ومجمع اللغة العربية بالقاهرة فى إنتاج أعمال درامية وسينمائية لن يثمر إلا الخير للعمل وللغة العمل وللجمهور ولمنتجى العمل ولتسويقه ولبقائه عملا فنيا حقيقيا تتوارثه الأجيال بفخر وتقدير". ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا