كشف الدكتور ياسر برهامى سوءات المشروع السلفى. زلة لسان أوقعت الدكتور برهامى، وأوقعت ما أسماه مشروع «دولة الشريعة» كله . مازال السلفيون يتكلمون عن «مشروع دولة الشريعة»، رغم سقوط دولة الإخوان، ورغم ما يبديه السلفيون الآن، من لوم على الإخوان. قبل يناير كان ياسر برهامى راية يرفعها التيار السلفى أوقات الغيث وفى الأزمات. وبعد يناير طالبته قيادات التيار والحزب بالسكات. يقول الشيخ برهامى ما لا يريد ساسة أهل السلف قوله، لذلك .. فهم فى واٍد والشيخ برهامى فى واٍد آخر .. هو يحرجهم من آن لآخر، وعندما يتقدمون خطوة بالمناورة، يرجعهم هو خطوات.. بكلام غير محسوب، يكشف ما فى الإناء.. ويخرج الثعابين من الجيوب. قبل يناير كان الدكتور برهامى، ستر وغطا التيار السلفى، كان يتكلم عن الشرع، ويمرر ما يريد التيار تمريره من نظريات وتهويمات، بينما يتفرغ ذراع التيار السياسية «حزب النور» للمناورات السياسية.
وقتها امتهن السلفيون «التقسيم على المصريين»، فينفى نادر بكار مرة، بعض ما قال الدكتور برهامى، ويتحفظ الدكتور جلال المرة، على سياق ما ورد من عبارات نقلا عن الدكتور برهامى، مرة أخرى. فى التراث الصينى، إن الثعبان، أخفى أحد الآلهة الشريرة، وأدخلها مخدع إله الخير لتقتله. وفى حرب طروادة، اختبأ المئات من المقاتلين الأشداء، فى حصان «هدية»، رمز للسلام من أهل آثينا. ولما دخل الحصان حرم طروادة، خرج المقاتلون منه، وقالوا: سحبنا هديتنا.. ومارسوا قتلا، ملأ أرض طروادة بالدم للركب. السلفيون مخادعون أيضا، يتنفسون كذبا.. وحديثا باسم الله، ربما لذلك وصفوهم على «فيس بوك» بغير المسلمين. لا تكف قياداتهم، عن المناورات، وأحاديث البين بين منذ يناير مرورا بيونيو.. وحتى الآن. لكن «لجل الظروف السوداء»، وحظهم العاثر، يقف الدكتور ياسر برهامى، عليهم رقيبا غصب عنه. فهو الذى يبين أحوالهم، دون أن يدرى. وهو الذى يكشف الخطط وما تخفى الصدور، وهو لا يعى. الدكتور برهامى، كما يتداوله نشطاء تويتر، بالسخرية، البوق السلفى الوحيد الباقى فيمن يسمون أنفسهم أهل الله، وهو الذى يوشوش الودع، فيسمعه كل الناس، وهو الذى يطلع الجدع، ويرمى بياضه.. فيكشف المستخبى ويفضح المستور. أطرف تعليق على فيس بوك: السلفيون كالنساء يكثرن اللعن ويكفرن العشير. والحديث للرسول - صلى الله عليه وسلم - وصف فيه النساء بأنهن أكثر أهل النار. وعلى مواقع التواصل الاجتماعى، مسك أحدهم ما أسماه «الفجوة بين توجهات حزب النور وكلام الدكتور ياسر برهامى منذ يونيو.. حتى الآن». لعن الله «السوشيال ميديا»، تفضح، وتبين العفريت مخبى ابنه فين. معظم الملاحظات على «لولبية» السلفيين، على مواقع «السوشيال ميديا» صحيحة. حلقات دائرية، ارتدادية، انعكاسية، عاشها السلفيون، قبل عهد مرسى، ثم فى عهد مرسى، ثم فى نهاية فترة مرسى، ثم عقب إعلان عزل مرسى، ثم خلال مناقشات التعديلات الدستورية .. ثم بعد إقرار مسودة الدستور. مزيد من التغيرات والتحورات فى موقف حزب النور، وتيار أهل السلف، انتهت بزلتى لسان، للدكتور ياسر برهامى.. فى الفيوموالمنوفية الأسبوع الماضى. حسب كلام الشيخ ياسر، دخل حزب النور 30 يونيو بالدكتور جلال المرة فى خلفية الصورة وقت إعلان الفريق السيسى خارطة الطريق.. صدفة. بعدها اضطر النور لتقديم نفسه، للشارع السياسى، بوصفه أحد الكيانات السياسية الغاضبة من الإخوان، انصياعا لإرادة المصريين. لم يكن هذا صحيحا كله، فالدكتور برهامى، خلال دردشة، مع الحضور بإحدى ندواته فى المنوفية، قال إن الدكتور جلال المرة استجاب يوم 30 يونيو، لدعوة الفريق أول السيسى، لحضور تجمع للقوى السياسية، لا للانضمام لمؤتمر يعزل رئيس الجمهورية «الإسلامى»، ويضع مكانه حكومة مدنية.. فى الطريق لدولة مدنية. كلمة مدنية نفسها تنشر الأرتكاريا فى جسد السلفيين، تماما كالأرتكاريا التى أصابت الشارع شكًا فى تاركى اللحى.. حليقى الشوارب. قال ياسر برهامى أيضا، ما معناه أن جلال المرة وجد نفسه فجأة فى مواجهة «تكتل» تم ترتيبه .. فإما يقبل أو يرفض. لم يجد الدكتور جلال وقتها إلا التأييد. مكره أخاك.. لا بطل. اختار الدكتور المرة البطولة، ربما لذلك ولأول مرة يعلن وقتها السلفيون رأيا صريحا واضحا منذ خروجهم على سطح السياسة، بعد يناير ,2011 لم يكن للسلفيين، ولا حزبهم توجه واضح صريح. كانوا معاهم معاهم عليهم عليهم. راقب مواقفهم من المجلس العسكرى، ثم مواقفهم وحكاياتهم مع الإخوان، ومع الأمريكان. وصل الحد إلى معايرتهم الإخوان باستقوائهم بالأمريكان، ثم استعان حزب النور فيما بعد، على قضاء حوائجه بالأمريكان. طرح نفسه على واشنطن، قبل 30 يونيو بديلا للإخوان، بنفس الطريقة التى عاب بها من قبل على الإخوان. فى مؤتمر الصدفة، قال الدكتور جلال المرة: نحن مع 30 يونيو. ولما رجع واجتمع الحزب، ورجال النور، وتشاوروا مع رموز الدعوة السلفية، فقرروا ترك الباب مواربا كعادتهم، فربطوا مشاركتهم فى خارطة الطريق، بعدم المساس بما أسموه «مواد الهوية». قال: الحزب مع إرادة الجماهير.. شرط عدم تغيير هوية البلاد فى الدستور الجديد. كانت مناورة مكشوفة، فغير أن أحدا لم يعرف حتى الآن سر اعتراض النور وقتها، ولا معنى «عدم المساس بهوية البلاد»، فإن أحدا لم يعرف، الآن، سبب حشد الحزب نفسه للتصويت بنعم على الدستور الجديد، رغم حذف المادة 219 التى اعتبرها السلفيون فى البداية صلب «هوية البلاد». على فيس بوك، قال من شبه حزب النور بالنساء، إنهم ليسوا مسلمين، فلا وعد لهم ولا ميثاق.. وبعضهم زاد وقال: إذا اؤتمنوا خانوا. يخرب بيتهم نشطاء الفيس بوك.. فضحيين.. مثل الدكتور برهامى. فى محاضرة المنوفية، قال ما يظهر أن السلفيين، قفزوا من مركب الإخوان، ليس كرها فى سياسة الإخوان، إنما احتجاجا على توجهات الإخوان ضد السلفيين. وفى حين يتكلم التيار السلفى الآن عن المشاركة، وقع الدكتور برهامى بلسانه، مشددا على أنه لا مشاركة إلا من خلال «دولة شرع الله»، وفى الفيوم، قال إن التيار السلفى يرى أن دولة «شرع الله» لن تبدأ إلا بتغير المجتمع إلى منهاج النبوة، وصناعة جيل كامل يتربى على العقيدة الصحيحة، وعلى أخلاق النبوة.. فيكتب الله على يديه تغيير منارات الأرض، بالقضاء على بدع المجتمع وشركياته. لو سمع غريب كلام الدكتور برهامى، لخلط بينه وبين أيمن الظواهرى. من قائل العبارة الآتية: «لو لم ننخرط فى العمل الدعوى لنشر تعاليم الإسلام، لما وجد الدين رجالا يحملون على عاتقهم همه، واعتبر كل منهم أنه المسئول الوحيد عن الدين، كما قال أبوبكر : «أينقص الدين وأنا حى»؟ اختر من بين الأقواس (أيمن الظواهرى - أسامة بن لادن - ياسر برهامى) . الإجابات الثلاث صحيحة، ولو أنه جزء من كلام الدكتور برهامى فى المنوفية. يخادعنا السلفيون يلفون ويدورون، ويلاعبون المصريين، مرة باسم الدين، ومرة باسم المشاركة السياسية، ويضمرون ما لا يظهرون، ثم يتكلمون عن أبى بكر! على رأى الشيخ برهامى، فى المنوفية، لو لم يكن استمرار الإخوان، بات خطرا على المشروع الإسلامى بالكامل، لما راح السلفيون الناحية الأخرى، بالحديث عن الدستور، والحشد ل «نعم للدستور». لا يرى برهامى، محمد مرسى «ولى أمر شرعى»، كما أنه لا يرى السيسى، أو غيره «ولى أمر شرعى» أيضا.. أو كما قال : الولى الشرعى هو الذى يسوس الدنيا بالدين، وهو من يقيم الدين لله فى الدنيا.. مخافة الله فى الآخرة. الكلام معناه، غير ما يبديه السلفيون على المشهد السياسى. قبل يناير، كان الدستور بدعة، والديمقراطية حراما.. بعد وصول الإخوان للحكم، كان الدستور واجبا، والديمقراطية مطلوبة. بعد 30 يونيو، كانت مواد الهوية «لا».. إلا الهوية الإسلامية الآن، الحشد للدستور بنعم، رغم حذف مواد الهوية. مرة ثانية يخادعنا السلفيون. زلات لسان الشيخ برهامى، تضع التيار السلفى، فقها فى حكم «المستكره».. الذى يبيح له الواقع قول عكس ما يبطن، وإظهار عكس ما يضمر. ففى الدين، أنه، ليس على مستكره بيعة. ورفع عن أمتى ثلاث: الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. والمكره هو المجبر والمرغوم.